أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!














المزيد.....

فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 14:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان الموقف الإنساني المطلوب في قمة القاهرة للسلام، المنعقد اليوم، السبت، 21 أكتوبر 2023، يقتضي، دون مساومة، أن تطالب الدول المشاركة دولة إسرائيل العنصرية والعدوانية، بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وفك الحصار على الشعب الفلسطيني. كما كان يجب على تلك الدول، المشاركة في القمة، أن تعمل على تقديم العون الدُّوَليّ العاجل للمنكوبين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدُّوَليّ على العمل من أجل البحث الجدي عن حلول عقلانية للصراع القائم في فلسطين، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يفضي لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وتحقيق السلام العادل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
غير أنَّ ما جرى، مع الأسف، هو أنَّ قمة القاهرة للسلام أكثرت من الكلام وأسفرت عن تبلور ثلاث اتجاهات متداخلة، اتجاهات اختلط فيها العربي بالصهيوني، والغربي بالشرقي، والأفريقي بالأسيوي، والإقليمي بالدولي والحابل بالنابل، على النحو التالي:
الاتجاه الأول كان متحيزًا وملغومًا. لقد تظاهر بالسلام ودعا إلى الحرب. هذا الاتجاه أدان حماس، التي قتلت 1400 إسرائيليا في 7 أكتوبر 2023، وأكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولكن هذه المجموعة التي عبرت عن هذا الاتجاه لم تطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولم تدن إسرائيل، التي قتلت الآلاف خلال 75 عامًا، وقتلت مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية قبيل 7 أكتوبر 2023، وتجاهلت ما اقترفته إسرائيل، بعد 7 أكتوبر 2023، في غزة، حيث قتلت 4137 فلسطينيًا، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين المسالمين، وجرحت 13 ألفًا، ودمرت آلاف المنازل والمستشفيات والكنائس والمساجد، وشردت مئات الآلاف، وحاصرت، بأسلوب خانق، 2.3 مليون فلسطيني في غزة، ومنعت عنهم الماء والغذاء والكهرباء والمستلزمات الطبية. ولقد عبر هذا الاتجاه المعادي للإنسانية، بشكل صارخ، سواء من قبل المشاركين أو الغائبين، كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.
الاتجاه الثاني، كان جبانًا ومراوغًا وماكرًا وتابعًا في معظمه للاتجاه الأول. لقد أدان هذا الاتجاه حماس، التي قتلت 1400 إسرائيليا في 7 أكتوبر 2023، ولكنه لم يدن ما قامت به إسرائيل قبل 7 أكتوبر 2023 وبعده، وأكد على ضرورة الإفراج عن الأسرى، وعلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثها، باستحياء، على الالتزام بالقانون الدُّوَليّ. وطالبت المجموعة التي تمثل هذا الاتجاه بضرورة تقديم المعونات للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة والعمل من أجل حل الدولتين: الفلسطينية والإسرائيلية. لقد عبرت عن هذا الاتجاه مجموعة من الدول منها: المغرب وكندا والإمارات والبحرين، والسعودية وبعض الدول الأوربية، والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة .
الاتجاه الثالث: كان متحمسًا ومناصرًا للسلام، ولكنه في جزء كبير منه، أتجاه منكوب وضعيف، بسبب أوضاعه الداخلية المضطربة، وواقع تحت الهيمنة الأمريكية والغربية. وهذا الاتجاه أشار بغضب إلى المجازر والحصار والعقاب الجماعي، الذي تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأدانه، ورفض تهجير سكان فلسطين إلى دول الجوار، وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وفك الحصار، وتقديم العون للشعب الفلسطيني المحاصر، والسعي لبذل جهود حثيثة من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ولقد عبرت عن هذا الاتجاه مجموعة دول، سواء الغائبة أو المشاركة، منها مصر وليبيَا، والعراق، والكويت، والأردن.
وعليه فأن الواجب الإنساني يقتضي في هذه الظروف المأساوية التي تعصف بالشعب الفلسطيني، ولا سيما في ظل قلة الشجعان وكثرة العنصرين والانتهازيين في زمن الزَّيف و البهتان، أن تعمل الشعوب على تعزيز التضامن على الصعيدين العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، وأنْ ترفع وتيرة الاحتجاج الشعبي ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة إسرائيل العنصرية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وتطالب بالوقف الفوري للحرب العدوانية، وفك الحصار القاتل عنه، وتقديم العون السريع له، وصولًا لتحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. إنّ، الضغط الشعبي، بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم، من شأنه أن يعيد لنا للبشر إنسانيهم المهدرة التي قتلتها الإمبريالية، وينقذ الفلسطينيين والمعذبين في الأرض. قمة القاهرة فشلت لأنها بررت العدوان الإسرائيلي، أكثرت من الكلام ولم تسع للسلام.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر من الاستعمار واجب اللحظة!
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث والمحن (3-3)
- المجد لليمنِ واللعنة على الأوغاد، صُنَّاع الكوارثِ والمحن! ( ...
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث و المحن! (1- ...
- السودان يقتفي خُطى اليمن ويلج عرس الدَّم !
- الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا تنذر بالخطر الشديد على ال ...
- السعوديون يَتَحَدَّوْنَ الموقف الوطني لليمنيين ويسعون لتقويض ...
- السعوديون يَتَحَدَّوْنَ الموقف الوطني لليمنيين ويسعون لتقويض ...
- اليمنيون الوطنيون يَتَحَدَّوْنَ الموقف السعودي ويختارون الوح ...
- السُّعُودية مناهضة أبدية لوحدة واستقرار اليمن!
- هل مواقف الدول الإقليمية والنخب اليمنية متطابقة إزاء وحدة ال ...
- محنة اليمن: نُخبٌ عمياء تبحث عن نقود ودول توسعية تبحث عن نفو ...
- اليمن والمستقبل والثنائيات القاتلة!
- العنصريون يفسرون الإرهاب بالترهيب!
- وصايا بوريس جونسون الذهبية لمَنْ سيخلفه في المنصب الرفيع!
- اليمن وأوكرانيا: تأملات في جغرافية الجوع وبؤس السياسة!
- الحرب في أوكرانيا والجوع في اليمن!
- انقلاب الرياض كانقلاب صنعاء صناعةٌ خارجية: 4/4
- انقلاب الرياض كانقلاب صنعاء، صناعةٌ خارجية: 4/3
- انقلاب الرياض كانقلاب صنعاء، صناعةٌ خارجية: 4/2


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!