أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - محمد علي مقلد - مع قضية المثليين أم ضدها؟














المزيد.....

مع قضية المثليين أم ضدها؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 19:41
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


الخيارات والأسئلة المغلوطة (1)
مع قضية المثليين أم ضدها؟

عنوان هذه السلسلة مستلهم من محمد عابد الجابري ومهدي عامل. الأول رأى أن الاختيار بين التراث والمعاصرة أو بين الأصالة والحداثة أدى إلى السقوط في فخ الثنائيات المغلوطة وبالتالي في امتحان النهضة. الثاني رأى من غير الممكن تقديم إجابة صحيحة على سؤال مغلوط، ولذلك كان يعيد صياغة أسئلتنا قبل أن يجيب عليها.
هل انت مع قضية المثليين أم ضدها؟ هذا هو بالضبط السؤال المغلوط الذي طرحه نواب التغيير والجواب الغلط الذي تمثل في ردة فعل الوزير أو في مواقف بعض رجال الدين أو في الكتابات على وسائل التواصل.
هي ليست الظاهرة الوحيدة التي يراها البعض مخالفة للطبيعة. وليست الأولى التي تم تشريعها في الدول الحديثة. قيل أن البغاء أول مهنة في التاريخ، لكنها لم تحظ بالتشريع إلا بعد أن خضعت لقوانين سوق العمل والأجور والأرباح. الملفت أن الحضارة الرأسمالية ذاتها شرعت هذه الظاهرة قبل التشريع للمساواة بين الجنسين، فلم تقرّ سويسرا مشاركة المرأة في الانتخابات إلا في الخمسينات من القرن العشرين، وفي التاريخ ذاته منعت الحكومة الفرنسية نشر كتاب الجنس الآخر للكاتبة سيمون دو بوفوار. كان تشريع ما تحرّمه القوانين الاجتماعية والدينية مستحيلاً قبل الرأسمالية.
في التراث الشعري العربي حيز كبير لأدب الغلمان لكن القيم الرأسمالية لم تشرع لهذه الظاهرة مثلما فعلت مع البغاء. في نصوص النثر العربي حكايات عن حياة القصور والجواري، على غرار ما ورد في ألف ليلة وليلة، حياة دعارة مشرعة لا بقانون وضعي لم يكن قد ولد بعد بل بقوانين اجتماعية تلبس لبوس الاستبداد.
القيصر الروسي كان يستعرض العشرات من أجمل نساء زمانه ويختار منهن امرأة ويأمر بقتل الأخريات حتى لا يتنعم بجمالهن أحد سواه. الإقطاعي في كل مكان في العالم، ما قبل الرأسمالية، كان لا يملك الأرض فحسب بل كل ما عليها ومن عليها أيضاً، ويرى من حقه، إذا شاء، أن تقضي العروس ليلتها الأولى معه على أن تبدأ حياتها الزوجية مع عريسها في الليلة الثانية. جاءت الرأسمالية لتشذب الجانب الوحشي مما كان يعتبر قبل تلك المرحلة حقاً مكرساً بالملكية.
شروط التشريع لظاهرة المثليين ليست ناضجة بعد. قال قائد الجيش للسلطان ليس بالإمكان شن الهجوم لعشرة أسباب، أولها نقص الذخيرة. هذا السبب يكفي فلا حاجة للتعداد، قال السلطان. معنى ذلك أن من غير الممكن سن القوانين واحترامها في دولة تنتهك فيها الميليشيات الدستور والقوانين؟ كيف يمكن لنهج ميليشيوي معاد بالتعريف لدولة من مواليد الحضارة الرأسمالية، وأخذ على عاتقه إعادة أم الشرائع إلى ما قبل شريعة الغاب.
الأولوية في الدولة الحديثة هي للقانون الوضعي على القانون الاجتماعي، فكيف يمكن التشريع في ظل غلبة قوانين القوى الطائفية والعشائر والمافيات و"أحزاب الله"(عنوان كتاب) وتوزيع سيادة الدولة، أي سيادة القانون، بالمحاصصة على أصحاب النفوذ من حملة السلاح؟
خطأ السؤال يكمن لا في كون القضية محقة أو غير محقة بل في توقيته. في طرحه قبل نضج ظرفها الثقافي وأولوية سيادة الدولة وقوانينها على تشبيحات لصوص المال العام وتجار المخدرات.
فضلاً عن أن التشريع هو محل نزاع فقهي فالسؤال الصحيح اليوم هو عن كيفية إعادة الاعتبار إلى الدستور والالتزام بأحكامه لانتخاب رئيس للجمهورية. ربما كان الاعتصام في المجلس النيابي خير من التشريع للمثلية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت
- (23)الممانعة ونقد الحرب الأهلية
- ما بعد رياض سلامة ليس كما قبله
- في نقد 13 نيسان (22) الصحافة
- بكاء على الهريسة لا على الحسين
- في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21
- في نقد 13 نيسان (20)النظام السوري
- الحاكم ونوّابه
- في نقد 13 نيسان (19) منظمة التحرير الفلسطينية
- في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي
- في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين
- نصيحة إلى الثنائي؟
- في نقد 13 نيسان (16) المغتربون
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون


المزيد.....




- الأمم المتحدة: إعادة الإعمار في غزة قد تستغرق 80 عاما
- المفوضية لشئون اللاجئين: 90% من اللاجئين السوريين يحتاجون لل ...
- تقرير: سلسلة تعقيدات في طريق صفقة تبادل الأسرى ومواقف متصلبة ...
- مندوب السعودية بالأمم المتحدة ينتقد الإفراط في استخدام حق ال ...
- الأمم المتحدة: تدشين مشروع مياه في اليمن يخدم عشرات الآلاف
- أوبئة وآلاف الجثث تحت الأنقاض.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخط ...
- الأمم المتحدة تقدر كلفة إعادة إعمار غزة
- الأمم المتحدة تحذر من -الأسبستوس-.. خطر كبير في أنقاض غزة
- منذ بداية حرب غزة: اعتقال 120 مصرياً على الأقل بينهم طفلين و ...
- لدعمها صندوق -الأونروا-.. المفوض العام للوكالة يشكر الجزائر ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - محمد علي مقلد - مع قضية المثليين أم ضدها؟