أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - سؤال الهوية من جديد















المزيد.....

سؤال الهوية من جديد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 14:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هناك خطأ منهجي فادح مازال البعض من الباحثين يقترفونها في معظم الدول المتعددة القوميات خصوصا لدى النخب الثقافية في البلدان التي يتوزع فيها الكرد بوطنهم المجزأ،وبصورة أوضح بين مثقفي القومية السائدة في سوريا ، وهو الخلط – ومعظمه متعمد - خلال تعريف الهوية بين القومي ، والديني ، والمذهبي ، فالهوية القومية كما هو معروف هي الأساس والثابت ، اما الانتماءات الدينية ، والمذهبية ، فيمكن ان تكون قابلة للتغيير في كل لحظة ، وهي الصفة للاولى وتابعة لها ، فقد يكون العربي مسلما اومسيحيا او سنيا ، او شيعيا ، وعلويا ، ولكن تبقى هويته القومية ثابتة ، وقد يكون الكردي من حيث المعتقد مسلما اومسيحيا ، او ازيديا ، او سنيا او علويا او شيعيا ولكنه كردي من حيث الهوية والجذور التاريخية .
هذه الحقيقة لاتنفي حصول متغيرات استثنائية عابرة وغير ثابتة في مراحل تاريخية معينة بحياة الشعوب وبينها الشعب الكردي ،بمعنى منح الأولوية للانتماء المذهبي على حساب الهوية القومية من جانب فئات وفي مناطق معينة ، وفي ظروف محيطة غير اعتيادية ، ففي بد اية ماسميت بثورة الخميني في ايران ، ولدى اعلان الحرب على شعب كردستان الإيرانية انحازت جماعات من أصول كردية تنتمي الى المذهب الشيعي الى النظام وضد بني قومها ، وحصل امر مشابه بدرجة اقل في العراق ، كما ان الكرد العلويين بتركيا واجهوا الإشكالية نفسها .
أقول قد يكون الخلط متعمدا او ذريعة للتهرب في اتخاذ الموقف السليم من القضية الكردية ، استنادا الى تجربتي الطويلة في العمل السياسي ، فغالبا وخلال العقود الستة الأخيرة كنا نسمع من محاورينا السوريين من اليسار ، واليمين ، والقومي ، والليبرالي ، خلال طرح ومناقشة الوضع الكردي ، كشعب محروم من الحقوق ، وحتى الاعتراف بوجوده ، ومايعانيه من اضطهاد يومي ممنهج ، ان ( سوريا فسيفساء من الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، والطوائف ) وان تمت الاستجابة للكرد فيجب تحقيق مطالب الجميع من مسلمين ومسيحيين ، وعلويين ، ودروز ، وسنة ، وشيعة ، وبعد ذلك ستنتهي سوريا كدولة ، هذه السردية حفظناها على ظهر قلب ، ومازلنا نسمع صداها حتى اليوم بطريقة – ناعمة – ( الحل يكمن في حقوق المواطنة ؟!) .
نعم لايمكن الاستهانة بدور الدين ، والمذهب في الحياة الاجتماعية كانتماء ، واحيانا كمرجعية لدى البعض خصوصا لدى تراجع وافول نجم الحركات الديموقراطية ،وعندما يفتقد الناس دولة مدنية ،عصرية ، ديموقراطية تحترم حق الفرد ،والجماعة ، وحقوق الانسان ، كماشهد تاريخ الشعوب والمجتمعات في مراحل عديدة صدامات ، وحروبا دموية باسم الدين والمذهب ، والشيع ، والاتباع منذ الخلافة الإسلامية ، والحروب الصليبية في القرن الثالث عشر.، وكذلك المواجهات العثمانية الصفوية في القرن السادس عشر وحروب جماعات وفرق الإسلام السياسي الدعاوية، والآيديولوجية ، والعنفية الإرهابية بالمنطقة والعالم في المراحل الأخيرة .
ولكن منذ بلوغ عصر التمدن والتطور البشري وظهور وتبلور الطبقات الاجتماعية ، واندلاع الثورة الفرنسية ، وانحسار سلطة ونفوذ الكنيسة ، وإقامة الدولة القومية ، وانتشار أفكار الحقوق المدنية ، والحريات العامة ، وحق الشعوب في تقرير المصير القومي ، اجمع علماء النهضة وفلاسفتها على اعتبار الهوية القومية هي القاعدة في بناء الدول والنظام السياسي ، والمنطلق نحو الحرية ، وإقامة النظام الديموقراطي ، وترسيخ. التعايش السلمي بين الشعوب ، والاقوام ، والاثنيات ، ومالبثت النخب الثقافية في بلداننا ان استوعبت تجربة العالم الأوروبي المتمدن ، وحاولت الاقتداء بها في تنظيم الحركات القومية ، والعودة الى احياء وتعريف واستكمال عوامل تشكل القومية والشعب ، والأمة .
وما تم ترسيمه من حدود مابعد سايكس – بيكو وضع على أساس قومي وليس ديني او مذهببي فهناك حدود تركيا ، وهناك حدود سوريا ، والعراق وووو وحتى في رسم تلك الحدود مورس التضليل ، والظلم والتجاهل تجاه – الهوية القومية الكردية حيث وضعت دساتيرها الاولى على قاعدة وجود القوم الواحد ( ترك عرب فرس ) كهويات قومية تحكم دولا قومية وتسحق هويات قومية غير معترف بها .
والهوياتي العنصري الحاكم في هذه البلدان الذي يشاراليه من جانب باحثين ، والذي يتجسد في أحزاب عنصرية معروفة لها جيوش وأجهزة امن تحميها وتنفذ آديولوجيتها الشوفينية ، اما الضحايا من الهوية القومية الكردية ففي موقع الدفاع عن النفس امام حروب الإبادة ، والتمثلية القومية ومخططات تغيير التركيب الديموغرافي .
فالهوية الحاكمة السائدة في هذه الحالة تمارس السلطة بلغتها وثقافتها وتبني دولتها القومية ، والهوية الضحية ممنوع عليها بالدستور والقوانين والإجراءات ممارسة حتى لغتها.كوسيلة تفاهم وهنا المفارقة والبون الشاسع بين هويتين واحدة ( مستقلة ) افتراضيا حاكمة قطعت اشواطا في التطور القومي الثقافي الاجتماعي وأخرى مازالت محرومة حتى من الالف والباء ، وليس من العدل هنا التساوي بين الحالتين او اعتبار الهوياتي الكردي المتاخر عن ركب التطور القومي قسرا وظلما حوالي القرن مثل الهوياتي في القومية السائدة الذي اقام دولته القومية ويمارس الشوفينية تجاه الهوياتي في القومية المغلوبة على امرها ، في الأول نزعة تجاهل الاخر وانكار وجوده وفي الثاني الدفاع عن شرعية الوجود ، والمساواة ، والعيش المشترك والنظام الديموقراطي .
نجد في هذا االعالم المترامية. الأطراف مئات الدول المستقلة في اطر هويات قومية ، وحتى الان تشكل الكثير من تلك الدول وخصوصا الغربية الديموقراطية نموذجا في تعايش الهويات بالرغم من الصعاب ، والعراقيل ، وفي شرقنا ، ومنطقتنا نجد دولا قومية تحكمها انظمة مستبدة تحاول الاستمرار باستحواذ السلطة والحكم عبر لبوس الهوية القومية او الوان دينية ومذهبية وتمارس االشوفينية - العنصرية تجاه الهويات الأخرى باسم الامن القومي كوسيلة للبقاء .
من جهة اخرى فان الهويات الأخرى المستهدفة تتصدى سياسيا بالإضافة الى تحقيق الحل لقضيتها المشروعة الخاصة ، وانتزاع ماتصبو اليه في الاطار الوطني التوافقي ، حمل راية الخلاص من الاستبداد ، والدعوة لبناء التحالفات ، والجبهات الوطنية لتحرير الأوطان ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وهنا يظهر الفرق الكبير بين طبيعة وجوهر ( هويتين قوميتين ) القومية السائدة الحاكمة الشوفينية ، المستبدة ، والقومية المحرومة ، المضطهدة .الباحثة عن الخلاص ، والتي تحمل في سلوكها ومفاهيمها كل عوامل التقدم ، والصمود ، وهي وبالرغم من ظهور تيارات ، ومجموعات حزبية قد توصف بالتطرف ، وتنفيذ اجندة خارجية في صفوفها بين حين واخر الا انها عابرة وغير اصيلة ، وبصورة عامة فان الهوية القومية المظلومة، مرشحة لحمل لواء الخلاص بالتضامن ، والتكاتف مع جماهير القومية السائدة التي بدورها تعاني الاضطهاد الاجتماعي والسياسي ، وسائر أنواع القمع .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيتنا للمشهد السياسي الراهن
- رؤية حراك - بزاف - بشان التطورات السياسية الراهنة
- ولكن لماذا هذا التباكي المفرط على معاهدة - سيفر - ؟
- في سؤال الحليف والخصم ..انتخابات تركيا مثالا
- السبيل الى الحل الشامل للقضية السورية ( رؤ ...
- السبيل الى الحل الشامل للقضية السورية ...
- حراك - بزاف - يوجه مذكرة لقيادة إقليم كردستان العراق
- النقد االمسؤول في سبيل التغيير
- أوراق نوروزية
- للكرد السوريين شخصيتهم المميزة ومناسباتهم ايضا
- انعزالية القومية الأصغر وشوفينية القومية الأكبر متكاملتان
- رؤية حراك - بزاف - حول تبعات الزلزال المدمر
- إدريس بارزاني كما عرفته.
- هل القضية الكردية مسألة أمنية أم سياسية ؟
- إعادة البناء كرديا وسوريا
- الحوار سبيلنا لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
- محطات مضيئة في الذاكرة السياسية
- حراك - بزاف - يدعو الى لقاء تشاوري عاجل
- تركيا - ب ك ك : من يحارب من ؟
- اشكالية الصديق والعدو لدى الكرد


المزيد.....




- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - سؤال الهوية من جديد