أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - حسن مدن - الوطن من وراء الزجاج














المزيد.....

الوطن من وراء الزجاج


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 08:40
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


قبل أنْ تحطّ الطّائرة في مطار البحرين في تلك الليلة، رحت أحدّق من نافذة الطّائرة في أضواء الجزيرة التي اسمها البحرين - والتي هي وطني - البلد الذي ولدت فيه، وفيه ولد أهلي وأجدادي، وأحمل جنسيّته.

الوطن من السماءّ!

أنْ ترى الوطن من فوق، من علوٍ. أضواء تتلألأ في خطوط دائريّة وأخرى عموديّة، ومن تلك الأضواء تستطيع أنْ تحدّد الفاصل بين البحر واليابسة. يبدأ البحر حيث تبدأ العتمة، أما اليابسة فإنّها تسبح في الأضواء، تشعّ بالنّور. قبل عشر سنوات استغرقني التّفكير ذاته عما خلفتهُ في وطني: صباي وغرفتي المتواضعة في بيتنا القديم، وبعض كتب وصور ورسائل حبٍ أولْ لم يكتمل.

لمْ أر الوطن يومذاك. لم يٌسمح لي بالدخول. اكتفيت بالذّكرى التي رسخت في الذّهن، أنْ تحدّق في أضوائه من علو. ليلة مبيت واحدة على كرسيّ في قاعة ترانزيت المطار، في اليوم التّالي أُعدًّ لي على عجل جواز سفر صالح لمدّة سنة واحدة، وعلى إحدى رحلات شركة (طيران الخليج) المتّجهة إلى دبيّ، طرت إلى الإمارات.

بعد سنوات أخرى، كنت عائداً من عمّان عاصمة الأردنّ في طريقي إلى دبيّ. كانت الرّحلة عبر البحرين، كان لا بدّ من وقفة أخرى في مطار الوطن. الوقت كان نهاراً، وكان الفصل صيفاً والشّمس ساطعة. ولأنّ فترة التّوقّف تستغرق ساعات، فقد رحت أتجوّل في أرجاء المطار. من خلف الزجاج بدت أشجار النّخيل الباسقة في محيطه، على بعد مرمى النّظر. أحسستُ في تلك النخيل بشيء من طفولتي، من صباي؛ لأنّها ذكّرتني بواحة النّخيل التي كانت تجاور البيت الذي وعيتُ فيه على الدّنيا وقضيت سنوات الطّفولة والصّبا.

الوطن من وراء الزّجاج!

أنْ ترى تراب الوطن ونخيله وبيوته وبعض شوارعه ولكنْ من خلف الزّجاج. لا تطأ قدمك ترابه، ولكنّ عينيك تراه، ليستثار في نفسك ولع وغصّة.

اليوم السابع والعشرون من فبراير 2001، قلتُ مخاطباً نفسي: لنْ تكتفي برؤية الوطن من السّماء، من علو، ولا من وراء زجاج المطار. ستخطو برجليك إلى ما هو أبعد من ردهة هذا المطار، ستتجاوز بوّابته الرّئيسيّة، وتخرج إلى الشّارع وتَشُم هواه.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب مجهول لعلي الوردي
- نسخة برازيليّة من التّرامبيّة
- (مانفيستو) المهاجر
- أمريكا المنقسمة على نفسها
- النقابي الذي صار رئيسًا
- بيليه الملك الأسود
- لعبة الأقدام
- لقاء مع عبدالعزيز المقالح
- حديث في الكرة
- أزمة المناخ .. من المسؤول؟
- 8 مليارات إنسان.. نعمة أم نقمة؟
- يُمنى العيد في (أرق الروح): سيرة امرأة .. ذاكرة وطن
- من هو المثقف
- متى يبدأ الحاضر؟
- سيلفا يُلوّن البرازيل بالوردي
- شيخوخة المنظومة السّياسيّة الغربيّة
- الترجمة أم التأليف؟
- ما القذارة؟
- تصنيع (كورونا) أشدّ فتكاً
- هل دخلنا القرن الحادي والعشرين؟


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - حسن مدن - الوطن من وراء الزجاج