أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - آلة لصيد الأحلام السّعيدة














المزيد.....

آلة لصيد الأحلام السّعيدة


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


شعر: أديب كمال الدين

حينَ انتهتْ حفلةُ الحياة
أمسكَ الرّاقصُ العاري المُتعبُ برأسه
وهو يئنُّ من صداعِ الزمن.
*
بعدَ أنْ عبرَ جدارَ القَدَرِ العظيمِ بسرعةِ البرق،
اصطدمَ اصداماً مُروّعاً بصخرةِ الواقع،
الصخرة التي كانتْ بححمِ الكرةِ الأرضيّة.
*
بعدَ أن ماتْ
أوصى جسدَه ألّا يستريحَ في القبر
بل يتجوّل كلّ ليلةٍ بين الأموات!
*
كانَ يتوقّعُ النّهاياتِ المُفجعةِ دائماً.
وكأيّ بطلٍ تراجيديّ
فقد كانَ يحكي قصتَه للناسِ من النهاية.
*
قبلَ أنْ يموت بقليل
نسي سينَ النّسيان
ثُمَّ نسي نونَ النّسيان
ثُمَّ غفا بهدوءٍ أسطوريّ
كبقايا إنسان.
*
تبادلَ معها ومعَ ذكراها
طعناتٍ لا نهايةَ لها.
*
هو لم ينسها أبداً
لكنّها نسيتْهُ كما ينسى القطار
جميعَ ركابه حينَ يصلون المحطّةَ الأخيرة.
*
حياتي عنوانُها التعب
ولذا كتبتُ لها بيتَ شِعْرٍ حُروفيّاً
ولصقتُهُ على بابِها
فتحوّلَ إلى ابتهالاتٍ وطلاسم.
*
تجمهرتْ عشراتُ الذّكرياتِ المريرة
قربَ بابِ بيتي
وبدأتْ بممارسةِ الصّخبِ والهذيان.
فاتصلتُ فوراً بحرفِ الألمِ لتفريقها.
*
لا تسمعْني أغنيةً جميلة
لأنّني سأضطرُّ إلى كتابة
قصيدةِ حُبِّ لا تنتهي أبداً
لأصفَ ما تركتهُ الأغنية
من دموعٍ فوقَ دموعي.
*
دائماً أستخدمُ الطرقَ المهجورةَ وقتَ الخريف
كي أصلَ إلى البحر.
لكنَّ هذه الطرق المهجورة،
وا أسفاه،
لا توصلني إلى البحر
بل توصلني إلى قلبي.
*
البارحة
صنعتُ ورقَ لعبٍ من حروفي؛
فكانَ الألِفُ ملكاً مَهزوماً
والباءُ ملكةً مُنتحرة
والجيمُ جثّةً مجهولةَ الهويّة
والدالُ داراً هجرَها أهلها
والفاءُ فراتاً يبكي على دمِ الشّهداء
والراءُ رعبَ طفلٍ لا يستطيعُ الكلام
والشّينُ شمساً تحرقُ كلَّ شيء
والقافُ قمراً يتصارعُ معَ الغيوم
بعدَ أن نسيهُ العشّاق.
*
حينَ كنتُ طفلاً
لم استمتعْ أبداً بالأرجوحة.
لكنني حينَ كبرتُ
عملتُ أرجوحةً من حروفي
وصرتُ أتأرجحُ فيها،
أنا ودموعي،
ليلَ نهار.
*
أترقصُ العصافيرُ على الشّجرةِ أم تطير؟
سؤال خطير سألني اليوم أحدُ المجانين،
وهوَ يحاولُ أن يرقصَ مرّةً
ويطيرَ مرّةً أخرى.
*
ساقاكِ جميلتان حدّ الجنون
وقطّتُكِ لا تكفُّ عن المواء.
سأقولُ لكِ:
اذهبي إلى الجحيمِ يا عزيزتي.
ثُمَّ أنحني أمامكِ مُقَهْقِهَاً
على مسرحِ العبثِ العظيم.
*
طوالَ حياتي لم أركِ
بل رأيتُ قبلاتِكِ تطير
وأغنياتِكِ تتساقطُ كالأحجار.
*
شجرةٌ هائلة
جذرُها ساقا امرأةٍ مُغريةٍ حدّ الجنون.
تلك هي لوحةٌ بِيعتْ آلاف المرّات
لكنّها بَقيتْ أبداً
مُعلّقةً على الجدار.
*
الملائكةُ يقفزون فوقَ السّلالم
ويركضون من غرفةٍ إلى أخرى؛
هكذا رأيتُهم ذاتَ دعاء.
فوصفتُ ذلكَ لصاحبي
فَجُنَّ سريعاً في منفاه.
*
البحرُ هنا سَمِين جدّاً.
وحينَ سألتُ عن السّببِ، قيل:
لكثرةِ ما أكلَ من جُثثِ اللاجئين
ومراكبِ الغرقى.
*
لابدَّ لكلِّ حرفٍ
مِن يدٍ تقودُهُ برفقٍ إلى نهرِ الحُبّ
ثُمَّ تُضيّعهُ في صحراءِ الفراق.
*
أحبُّ المطر
رغمَ أنّهُ لا يكتبُ لي
سوى قصيدةٍ واحدة
تتكرَّرُ قطرةً قطرة.
*
وجهكِ الطّفوليّ البريء
أكلتهُ الأيّامُ وبعثرتهُ السّنين.
ورسمتْ عليهِ حروفُ العبثِ نقاطَ السُّخرية.
يا للسُّخرية!
*
وجدتُ صورتَكِ البارحة وهي تطير.
أين؟
ذلك السّؤال الذي لا أستطيعُ أنْ أسأله
وإنْ سألتهُ فلنْ أجدَ لهُ جواباً
أبداً.
*
حينَ تبدأُ صفحتكَ بسطورٍ مَشطوبة،
فإنّكَ، حتماً، ستنهيها بسطورٍ لا تجيدُ شيئاً
سوى التعرّي.
*
في البئرِ القديمة
ثمّةَ صوت لشيءٍ يلبطُ ليلَ نهار.
قيلَ هوَ صوت سمكةٍ كبيرة،
وقيلَ هوَ صوت سُلحفاة،
وقيلَ هوَ صوت جُثّةٍ تريدُ العودةَ إلى الحياة.
*
السّفرُ إلى الموتِ شيءٌ لا يُوصَف أبداً.
وبخاصّةٍ حينَ تسافرُ إليه
من دونِ أجنحةٍ أو زعانف،
من دونِ يدين أو قدمين.
*
حينما نامَ البارحة
اخترعَ آلةً لصيدِ الأحلامِ السّعيدةِ وتجميدها
ليعرضَها على شاشةِ رأسه
كلّما حاصرتْهُ الكوابيس.



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلوب
- الملايين من البشر
- سقطتْ وانتهتْ
- الصيحة
- سبعة آلاف حرف
- كأس الهذيان
- أربع قصائد
- قصائد صُوفيّة
- أعمى يرقصُ مع امرأة تملكُ كلَّ عيون العالم
- أغنية جهنميّة
- الحرفُ يحومُ الليلة على الورقة
- مراجعة طبّيّة
- المحطّة الأخيرة
- بحرفٍ واحدٍ فقط
- بقايا
- روايات
- مشهدُ الرّماد
- ماذا صنعتَ بآلامكَ الهائلة؟
- الهُنَا والهُنَاك
- تناص مع الجواهري


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - آلة لصيد الأحلام السّعيدة