أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - امين يونس - لا خَلاصَ للقَتَلة














المزيد.....

لا خَلاصَ للقَتَلة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 23:09
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


قد يتساهَل معتصمو ساحات الإحتجاج في بغداد والمحافظات [ بعد أن يُحققوا مطالبهم المشروعة ، سواء بعد شهر أو سنة أو أكثر ] مَعَ مَنْ قامَ بِرَشِهم بالماء الحار بواسطة الخراطيم .
قد يتسامح الثوار المعتصمون ... مع قُوى الأمن والشرطة الذين إكتفوا بِرَمي القنابل المُسّيِلة للدموع في الهواء فقط .
قد يتفهم معتصمو الحِراك ... المُمارسات التقليدية لقوات مُكافحة الشغَب من الذين نفّذوا التعليمات بِحرَفية ولم يتسببوا بإيذاء أحدٍ من المعتصمين أو المتظاهرين .
لكن أصدقاء الشهداء ، لن يُسامِحوا المجرمين الذين أطلقوا الرصاص الحَي على المتظاهرين السلميين ..
لكن أهالي الشهداء ، لن يهدأ لهم بال ، حتى ينال القَتلة الذين أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على رؤوس أبناءهم مُباشرةً ، جزاءهم العادل .
لكن أُمهات وأخوات الضحايا السلميين الشباب ، لن ينسوا بالمّرَة ، القناصين الذين إعتلوا سطوح البنايات وإستهدفوا الشباب العُزَل وقتلوهم بدمٍ بارِد .
نعم ... كُل ضَحِية سقطتْ في ساحات التظاهُر والإعتصام ، لهُ قيمة كُبرى ، فهو ليس فقط إنسان ، لكنهُ إنسانٌ واعٍ مُتمرِد على واقعه المُزري ، مُسالمٌ يُطالب بإسترجاع كرامته المثلومة ووطنه المُختَطَف ... كُل ضَحِية سقطتْ برصاصٍ حَي أو قنبلة مُسّيِلة للدموع أو بِطلقة قّناص ، خسارةٌ فادِحة ومصدَر ألمٍ كبير لأهله وحسرة لزملائه وأصدقاءه . ويا لها مِنْ مسرحيةٍ مأساويةٍ لا معقولة : في جانبٍ من المسرَح ، آلافٌ من الشابات والشباب ، المسالمين ، المعتصمين والمتظاهرين ، الذين يريدونَ وطَناً .. وفي الجانب الآخَر ثُلّة من عديمي المشاعِر الذين يستلمون أوامَر من قادة ميليشيات وقادة أمنيين مُجرمين .. أوامر بالقتل العَمد العشوائي .
والأدهى والأمَر من كُل ذلك ، هي حالات الإغتيال وحالات الخطف والتعذيب ورَمي الجُثَث . فإذا كان معظم شُهداء ساحات التظاهُر والإعتصام في بغداد والمحافظات ، من ضحايا الرمي العشوائي ، فأن الإغتيال والخطف حالتان مختلفتان ، فأن هنالك جهات متخصصة تُراقِب وتُشخِص الناشطات والناشطين والمثقفين والفاعلين والمتبرعين ، فتغتال قسماً منهم بمسدسات كاتمة وتخطف قسماً آخَر وتعذبهم وقد تقتلهم وترمي جثثهم في الشارع ، بُغية ترويع الآخرين وردعهم عن الإستمرار والمواصلة .
كُل الأنظمة القمعية حول العالم ، تشترك في صِفة ، تصفية المعارضين ، جسدياً ، و السلطة في العراق وحتى بعد 2003 ، وحُكم أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ، ليست إستثناءاً ، فهي لم تتوقف عن إغتيال النشطاء المدنيين والصحفيين والمثقفين ، في عموم البلد من زاخوه إلى فاوه .
قد تكون مسؤولية قتل المتظاهرين والمعتصمين السلميين ، مسؤولية عامة ، تتحملها قيادة القوات المسلحة وقيادة الحشد الشعبي والميليشيات المنفلتة ... لكن على ثُوار ساحات بغداد والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء وغيرها ، توثيق حالات الإغتيال والخطف والتعذيب ، وتشخيص الأطراف المتورطين بهذه الأفعال الشنيعة .. فهذه الجرائم لا تزول بالتقادُم ، ولا مناص من مُحاسبة المجرمين غدا ً أو بعد غَد .
لو حاكمتْ سُلطة ثورة 14 تموز ، الغوغاء الذين قاموا بقتل وسحل الملك ونوري السعيد .. ولو حاكمتْ سعيد القزاز ورموز العهد الملكي في محكمةٍ أكثر رصانةً من محكمة المهداوي .. ولو قام أنقلابيو 8 شباط ، بمحاكمة عبد الكريم قاسم ورموزه محاكمة عادلة ، ولو قام عبد السلام عارف بمحاكمة مجرمي الحرس القومي على كُل ما إقترفوه من جرائم شنيعة .. ولو ولو ولو ... إلخ . لما أصبحَ العُنف المنفلَت والإنتقام غير المنضبط ، صفة مرادفة لل " العراقي " .
واليوم هذه فُرصة ، لكي نُصّحِح المَسار : فهذه الإنتفاضة / الإحتجاج الشعبي / الثورة الشبابية .. سّمِها ماشئت .. وحتى لو تلكئتْ مؤقتاً .. فأنها ستنتصر في النهاية . وعلينا إستثمار سلمية الحراك ورُقي الوعي المُرافِق له .. وعلينا أن نتجاوز أرث الإنتقام العشوائي والتطرف ، ونجعل القانون يأخذ مجراه ويُعاقب المجرمين والقتلة ويُنصِف أهالي الضحايا .
بعد مرور 80 سنة على جرائم النازية الألمانية والفاشية الإيطالية ، مازال القانون يُلاحق بعض المجرمين القتلة الهاربين ... فأين المَفَر يا قاتلي المتظاهرين ويامُنفذي جرائم الإغتيال والخطف ؟



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُل الأمَل
- حذاري من راكبي الأمواج
- إصلاح الرواتب والتقاعدات في الأقليم
- هل سنراهُم خَلف القُضبان ؟
- سَيّدي الرئيس .. إفْعَل كما فعلَ ولّي العَهد
- مَنْ كانَ يُصّدِق ؟
- بُوق علّاوي
- غُصن الزيتون ونبع السلام
- عِمَتْ عِين اِلوچاغ اِلماتِشِبْ ناره
- مُواصَفات القادة
- حمكو يتحدثُ عن بغداد
- بينَ العاطِفةِ والعَقل
- إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا
- في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني
- مُدير ناحية هندي
- حمكو عراقِيٌ أيضاً
- حمكو ... وموازنة 2020
- علاج المَلَلْ
- زيارة ال - پاپا - فرنسيس إلى العراق
- عسى


المزيد.....




- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - امين يونس - لا خَلاصَ للقَتَلة