أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - اسرار الكهوف - الحلقة المفقودة من الكتاب المقدس العبري - من الشرنقة إلى الحبكة















المزيد.....



اسرار الكهوف - الحلقة المفقودة من الكتاب المقدس العبري - من الشرنقة إلى الحبكة


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 00:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقتطف من كتاب لي- من أسرار الكهوف (مدونات كهوف قمران والبحر الميت)
" الكشف عن الحلقة المفقودة في تشكل الكتاب المقدس العبري "
"من الشرنقة إلى الحبكة "
R
لعل القول الآتي، يكشف ما نحن قادمون إليه.. فلننظر فيه.. ولنتأمل..
" إن المفاهيم والنظريات التي كانت معتمدة منذ مدد طويلة قد تزلزلت أركانها " " علينا الإقرار في البداية، لم يكن ثمة نص وحيد، إنما جملة من النصوص المتعددة " و " إنها ثورة في عالم دارسي الكتاب المقدس.. " إن الدوغمائية المتمثلة في وجود نص أصلي وحيد " وحقيقة النص العبري الأصلي" قد طارت شظايا "
أندري بول، مخطوطات البحر الميت ص 65.
R
الطريق إلى الكهوف
أيمتلك التاريخ ملكة حب الإثارة….؟ أم أن سيرته تأبى طمس الحقيقة… أم أنها حكمته التي لا ندركها…!!
R
ها قد أراد القدر من الفتى التعمري العربي البدوي محمد أحمد الحمد الملقب بالديب، أن يتسلق بخفة الغجر، الجدار الصخري للمنحدر، ويقذف الحجر لينزلق كالرصاصة في جوف المغارة، ليصيب الجرار، ويرسل الانكسار صوتاً كالنداء منبعثاً من وهدة التاريخ لإزالة الغبار، عن ذاكرة البشر. – المؤلف
📷
أحمد محمد الملقب بالديب (على اليمين) ورفيق له
عثورر هرج ومرج..
العثور
يتأتى الهدف من تناول سيناريو العثور، في توضيح أهمية هذه المدونات من جهة، وتسليط الأضواء على طريقة تعامل المؤسسات الدولية ذات العلاقة مع مثل هذه القضايا من جهة أخرى..
الجدير بالبيان، أن هذه النبذة من المرويات بقضها وقضيضها مستمدة من مصادر المؤسسات الرسمية التي أشرفت على حيازة المخطوطات ومارست البحث بمادتها..
بيد أنه من غير المستبعد، أن تم أو يتم تزيين الأحداث ببعض اللمسات الرومانسية، ناهيك عن وجود إضافات وتفصيلات أخرى، تظهر بين الفينة والفينة، تتفق أو تنشق عن هذه المروية الأساسية.
في الزمن- في صخب عام 1947يشاء " القدر الغريب " أن تقود العنزة الضالة خطى راعيها البدوي التعمري العربي محمد أحمد الحمد الملقب بالديب، ليدشنا معاً أعظم حدث إركيولوجي في القرن العشرين، لمخطوطات بقيت جاثمة في كهوفها أكثر من 2000 من السنيين...؟
الحدث– أتى كالزلزال وما زال، أثار جملة من النزاعات والهزات، رافقته جملة من العمليات البوليسية والاتهامات، أندمج من قرب أو من بعد بالفعاليات العسكرية. نجمت عنه مهاترات أكاديمية ودينية مارستها المؤسسات الدولية الكبرى، بمافيها الفاتيكان ومؤسسات المنظومات الدينية والرسمية للصهيونية الدولية والأمريكية، وقوى دولية أخرى..
ألهبت هذه المدونات خيالات الكثيرين من العاملين في المستويات الأكاديمية والسياسية الرسمية وغير الرسمية. - تلكم هي بعض النبذ من سيناريو الحبكة..
دورية العلم والحياةالفرنسية: تصف هذه المجلة بعض ما حدث " بنمط من أعمال السطو والتكتم على المعلومات". و" إن النصوص التاريخية والعلمية هي ملك الإنسانية بكليتها، كذلك يجب أن تكون الأسرار المحتجزة لمخطوطات قمران " " ولا يحق لأي دولة ولا أي كان مهما كانت صفته المعنوية والواقعية، أن يدّعي ملكيتها " " إننا نعتبر أن اليونسكو قد أقترف عجزاً خطيراً " [1]
المثير في الأمر، أن جريدة Wall Street (1 حزيران 1954) نشرت الإعلان التالي: مخطوطات إنجيلية برسم البيع يعود تاريخها إلى القرن الثاني ق م. هبة حقيقية كعطاء جماعي أو فردي إلى مؤسسات أكاديمية أو دينية.
ثمة تعليق حصيف على هذا التصريح، يقول: يماثل هذا الإعلان نمطاً من هزل يتضمن التشكيك، أو حتى رسالة شيفرة هادفة إلى تسهيل بتغطية، لترويج تجارة في السلاح أو فعالية تجسس.[2]
في مروية العثور[3]
لا أستهدف التمتع بطرافة هذه المرويات، إنما من أجل تسليط الأضواء على أهمية هذه المخطوطات وإدراك الأطوار التي عبرت بها، حتى تصل في نهاية المطاف إلى مرحلة التنقيب والدراسة.
سأستعرض جانباً من هذه المرويات كنماذج للإطلالة على ما حدث لا أكثر.
أرى أنها تصلح كي تكون بكل جدارة، مادة غنية لرواية بوليسية أو كمسلسل لفيلم سينمائي.
أول الغيث – مع الرعاة التعامرة: غدت المرويّة مرويّة العثور الأول
متداولة على نطاق واسع، أسرد بعضاً من مفاصلها الحساسة:
على نهاية عام 1946 أو بداية 1947، بالقرب من أريحا وعلى المنحدرات المتاخمة للزاوية الشمالية الغربية للبحر الميت. يظهر ثلاثة من الفتيان الرعاة، من قبيلة التعامرة، وهم: جمعة محمد وخليل موسى ومحمد أحمد- في غمرة من رعايتهم لماشيتهم، لاحظوا وجود فوهات دكناء صغيرة على منحدر جبل وعر.
يشاء القدر، أن ينطلق الراعي البدوي التعمري محمد أحمد الحمد الملقب بالديب، باحثاً عن عنزته الضالة. يتسلق الجبل بمهارة. على المنحدر يبصر عن كثب فوهة المغارة. يلقي بحجر ليُخرج العنزة الضالة، التي يمكن أن تكون قد استظلت في جوف المغارة...؟ يتناهى صوت منبعث من فخار يتكسر. يتقدم ورفيقه بحذر. يعثر على جرتين، تحتويان لفافات من مخطوطات مغلّفة بقطع من حياكة صوفية..
هي ذي المروية الرسمية، بيد أن المسألة قد دخل عليها سرد وسرد، وأخذ ورد، من دون أن يغير من الهيكل الأساسي لمروية العثور الأول التي تعلن عن هوية الرجل والظرف وموقع الكهف.
المآل: في شهر نيسان من ذاك العام، يحمل بدو قبيلة التعامرة اللفافات إلى بيت لحم، ليتم عرضها على تاجر أو تاجرين...؟وهما فيضي صالحي و أو فيضي العلمي (ربما اسمان لشخص واحد)، وخليل اسكندر شاهين المعروف باسم كندو..
ربما هذا الأخير قد أقدم على زيارة المواقع، أي كهوف العثور الأول. استقرت المخطوطات الأولى في حوزة فيضي وكندو، ثلاث لدى الأول، وأربع لدى الثاني.
يلاحظ المتابع، أن فريق من المؤلفين الغريبين، قد ثابروا على جعل أبطال العثور الأول على جهل بالقيمة الحقيقية بالكنوز المكتشفة، سواء أكان هؤلاء، هم البدو التعامرة أو كندو، بيد أن " فرانك كروس- الأستاذ في جامعة هارفاد الأمريكية- أقر " بأن التعامرة لا تعوزهم خبرات في مواد الآثار، إذ تعاملوا منذ مدة طويلة مع المهتمين بالآثار، كما أنهم فخورون بما قد عثروا عليه..
دور كندو - ربما اسم كندو قد جاء كاختصار لكندرجي: كندو صانع الأحذية، العاثر الحظ، يهرع لاستشارة صديقه الأرتذوكسي السوري جورج أشعيّا (Ishaya)، يعرضان الأمر على بطريك الروم الأرتذوكس في القدس، أثناسيوس صموئيل. ينصح هذا الأخير بعدم التعامل مع المؤسسات الصهيونية..
يُروى أن المطران قد حصل على بعض من المخطوطات، مصطحباً إياها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على وقع من انتدابه إليها كراعٍ لأبرشية فيها...؟
تدور تقولات بصدد كندو من بينها، أن الرجل قد استعمل أهم مكتشفات العصر الحديث من المخطوطات (كمادة جلدية) في إصلاح الأحذية...؟ بيد أن Hershel Shanks - هيرشيل شانك، يستبعد هذه المقولة لأسباب عدة، أهمها: كون المادة الجلدية، نظراً لقدمها، غدت غير صالحة لعمل من هذا النوع. كما أن كندو يتمتع بدرجة من المعرفة والخبرة والثروة بما يسمح له لمعرفة قيمة هذه المخطوطات. وقد أبدى على الدوام اهتماماً فائقاً في الآثار، ناهيك عن امتلاكه للعديد من مؤسساته ذات الصلة ببيع الأحذية، بالإضافة إلى مخزن لبيع الأثريات والأواني القديمة..
توفى كندو عام، 1994 من دون أن يوضح حقيقة مجريات أسرار الحلقة الأولى من مسلسل العثور على المخطوطات (لٍمَ؟ هل خشي على ذريته من بعده ؟..).
من صالحي إلى ليفون أوهان: عمد صالحي للاتصال بصديق أرمني يدعى ليفون أوهان، والده نصري أوهان، الذي يمتلك مخزناً لبيع الأواني القديمة، في مدينة القدس القديمة.
يتصل أوهان بصديق له يهودي يدعى Eliezer Lupa Sukenik- أستاذ في علم الآثار في الجامعة العبرية، وقد كان يترصد كل ما يظهر في السوق من أثريات.
الجدير بالبيان، أن هذا الأخير هو والد إيغال يادين، الذي قدر له أن يكون ألمع عالم آثار إسرائيلي، وأحد أشهر الأخصائيين في مخطوطات كهوف قمران. بيد أن هذا الأخير كان في تلك الفترة قائد لعمليات عصابات الهاغانا..
[ ألا يؤثر تاريخ وممارسة هذا الرجل، على موضوعية نتائج دراساته...!! ].
خبير الآثار الإسرائيلي سيكنيك يدخل على الخط- يروي Hershel Shanks عبر سياق مثير، كيفية وصول خبير الآثار الإسرائيلي (Eliezer LupaSukenik) إلى حيازة الطليعة الأولى من هذه المخطوطات.
يقول على لسان هذا الأخير: خلال عام 1947، في الفترة التي شهد فيها نهاية الانتداب البريطاني لفلسطين، اندلعت رحى العنف المتبادل بين الطرف الإسرائيلي والعربي. تُبادر السلطات البريطانية لتقسيم القدس إلى مناطق عسكرية. وتقيم حاجزاً حديدياً فاصلاً بين القسم العربي والإسرائيلي، مما استوجب الحصول على جواز مرور خاص كي يتم الانتقال من طرف إلى طرف، الأمر الذي لا يملكه، لا الخبير ولا صديقه الأرمني- تاجر الأثريات- أوهان.
كان اللقاء ممكناً عند أحد معابر ذلك الحاجز الفاصل.. عبر ثقوب الحاجز ينظر الخبير بإمعان بعض القطع التي بحوزة أوهان، يرى فيها على الفور مخطوطات عبرية تحمل خصائص مماثلة لما شاهده في قبور وحجارة كلسية في القدس، كان قد درسها من قبل. تعود بتاريخها إلى بداية القرن الميلادي الأول..
يقرر الخبير الإسرائيلي على التو شراء هذه اللفافات، بيد انه يتظاهر بالتروي. يطالب التاجر برؤية عينات أخرى. يحصل الخبير على جواز المرور إلى القدس العربية. يتفحص عينات أخرى.
يقرر الذهاب إلى بيت لحم لكي يشتري اللفافات.. تنطوي الرحلة للخبير على مخاطرة كبيرة. حاولت زوجته ثنيه عن عزمه، بيد أنه قد أتخذ قراره..
يروي إيغال يادين: في تلك الفترة الحرجة، زار المنزل، طٌلب منه رأيه في رحلة والده. يقول: " ماذا يمكن أن أقول، وأنا الطالب في عالم الآثار الذي يستشعر الضرورة القصوى في حيازة تلك الوثائق، البالغة الأهمية، ومن ثم أنا القائد لعمليات الهاغانا الذي يدرك مدى الخطر الذي يمكن أن يحيق بوالدي، حينما يخاطر في دخول مدينة عربية، كبيت لحم.. - حائراً بين الأمرين، حاولت المراوغة، بيد أنه في لحظة الرحيل تغلب شعور الابن والجندي وناشدت والدي بعدم الذهاب "..
لا يصغي Sukenik لزوجته ولابنه. - في 29 تشرين الثاني لعام 1947، يباشر الرجل رحلته بصحبة أوهان، يمتطي حافلة ركاب عربية. كان اليهودي الوحيد في الحافلة.. الرحلة تمر بسلام..
على قهوة ضرورية، وتبادل كلمات الترحيب البروتوكولية، يحضر صالحي وعائي الفخار الحاويين على اللفافات، يقول Sukenik: بيد مرتجفة بدأت أدير النظر في أحدهما، تفحصت بعض الجمل وجدتها قد كتبت بلغة عبرية إنجيلية بليغة، ذكرني أسلوبها بالمزامير. يعلن Sukenik لصالحي بأنه قد يشتري هذه المخطوطات، وسيعطيه الجواب النهائي بعد يومين أو ثلاثة، أثناء ذلك يرغب بإنجاز دراسة دقيقة للفافتين أو ثلاثة في منزله في القدس. يقدم صالحي له لفافتين. يعود Sukenik إلى منزله. يباشر دراسته.. عرفت هاتان اللفافتان فيما بعد، بلفافة تسبيح الله وفعل الشكر، ولفافة حرب
أبناء النور ضد أبناء الظلام.
أسبوع واحد ينقضي ليشتري الرجل من صالحي اللفافة الثالثة، تلك التي ستعرف تالياً باسم " أشعيا 1 ". [ لا يذكر أي أثر عن الثمن شيئاً، من المتوقع أنه كان بخساً.. وهو الذي أتقن المناورة منذ البداية..]
إيغال يادين يستكمل مهمة والده: في الأيام الأولى لحرب 1967، يسارع يادين إلى منزل كندو، في بيت لحم، لينتزع منه، تحت تهديد السلاح، ما اقتناه من مخطوطات..
المصور العربي نجيب البني: في غمرة هذه الأحداث يظهر أحد أبرز الأبطال المغمورين في مسلسل قمران. يتعلق الأمر في المصور العربي البارع نجيب البنى.
يعمد البني إلى تصوير بعض من هذه المخطوطات ليضعها تحت تصرف الباحثين..
حيازة إسرائيل على معظم المخطوطات: عندما وضعت إسرائيل يدها على كامل القدس، أصبح الكم الكبير من هذه المخطوطات تحت تصرفها.. " حالما قد أصبحت المخطوطات في حوزة الإسرائيليين لم يجرِ تصويرها كاملةً "..
مناورات ودول: يتعرض نفس المقال للعديد من المناورات، ومن أبطالها المخابرات الأمريكية ورموز حاكمة عليا في إسرائيل. [4]
الدور الأمريكي: منذ البداية تنطعت المدرسة الأمريكية في القدس الشرقية بدور هام في الإشراف على المخطوطات، ذلك قبل وقوعها تحت السيطرة الإسرائيلية عام 67.
في هذا الصدد أدلت المخابرات الأمريكية (CIA) بدلوها في هذا السبيل، حينما حشر كوبلاند Copeland أنفه في هذه المسألة.. استطاع هذا الأخير الحصول من تاجر مخطوطات عربي على لفافة ثمينة مقابل بضع آلاف من الدولارات.. في ظروف مجهولة اختفت هذه اللفافة - إلى الأبد..
من الروايات المثيرة، أن رجل المخابرات الأمريكية رغب بتصوير المخطوطة في مقر السفارة الأمريكية بدمشق، عاصفة رملية تعترض سبيله مما أدى إلى فقدان هذا الكنز الثمين من المخطوطات.؟ ومن يدري...؟
في خضم من ذلك، راحت الشائعات والأقوال تتردد بين الفينة والفينة، تذهب حتى التأكيد عن اختفاء مخطوطات وحيازتها لسبب ما، من قبل جهة أو جهات مجهولة...؟
السلطات الإسرائيلية: أدركت السلطات الإسرائيلية منذ البداية أهمية هذه المدونات، إلى الحد الذي قيل فيه، أن موشي دايان وآريل شارون قد عزما على تنظيم غارة، عبر المجاري تحت الأرض، على متحف القدس الشرقية قبيل احتلالها للاستيلاء عليها.
استطاعت هذه السلطات أخيراً وضع يدها على كمٍ كبير من هذه المخطوطات، التي كانت بيد التجار العرب في الضفة الغربية.
دور إيغال يادين– كتعريف - يادين عالم الآثار والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ليفي أشكول، وقائد سابق في المنظمة الصهيونية الإرهابية "الهاغانا " :
يهرع هذا الجنرال بهمة وحماس وعلى نحوٍ سريع في عمليات السطو على هذه المخطوطات. أعلن بخيلاء، أنه قد استطاع في مساء اليوم الثامن من حرب حزيران عام 67، وضع يده على لفافات من هذه المخطوطات [ بعد يومين من بدء الحرب ]..
المدونات وتناوب في السيطرة - في البدايات، انتقلت المخطوطات عبر تبدل السيطرة السياسية على فلسطين من الإشراف البريطاني حيناً والأمريكي حيناً آخر (متحفRockefeller)، إلى إشراف أممي.
ثَمَّ دخلت السلطات الإسرائيلية على الخط بفعالية فائقة..
أحاط بتداول هذه المخطوطات المؤسسات التالية:الجامعة العبرية في القدس - المدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية - المدرسة الفرنسية للآثار قسم الدراسات القديمة الأردنية.
تنطع لدراساتها والتنقيب فيها العديد من الباحثين الذين ينتمون إلى جنسيات أوربية غربية وأمريكية، بالإضافة للباحثين المنتمين للمؤسسات الإسرائيلية.
في مصير المخطوطات - توصلنا للآتي:[5]في اللفافات الأولى، 7 لفافات منها التي عُثر عليها عام 1947 في الكهف رقم 1، استحوذت عليها الجامعة العبرية في القدس، وخبأتها حتى عام 1965 في ما سمي " هيكل الكتب ".
مخطوطة تحمل اسم لفافة الهيكل، عُثر عليها في الكهف رقم 11، وضع يده عليها إيغال يادين عام 1967،تم نشرها في أمريكا أو إسرائيل، خارج إشراف الجهات الدولية المعتمدة...؟
أما المخطوطات التي تُسمى عادةً بمخطوطات القطاع الأردني، فقد وُضعت بإشراف متعدد الجنسيات، حيث غدت موضوع صراع وشد، استطاعت المؤسسات الإسرائيلية، أن يكون لها دوراً هاماً في لجنة الإشراف على دراسة ونشر هذه المدونات.
الوضع منذ 1984- منذ ذاك العام، تبوأ الباحث الأمريكي، جون ستورقال (بروفوسور في جامعة هارفارد)، موقع الموجه الرئيسي للفريق العامل في هذه المخطوطات، ثم أصبح رئيسا للتحرير منذ عام 1987.
وهو بذاته أي STRUGNELLJohn الذي قرر لأول مرة ضم العلماء اليهود إلى هذا الفريق، كل حسب مجال اختصاصه وكفاءته العلمية، إذ أستدعى كل من - : إيلوشا كمرونElicha Qimron ، و ديفوراه ديمانت Devorah Dimant من جامعة حيفا - وإيمانويل توف Emmanuel Tov وجوناس قرينفلايد Jonas Greenfliedمن الجامعة العبرية في القدس -J. Baumgarten بيوقراتين من الجامعة العبرية في بالتمور - ورجل المعرفة في التلمود Jacob Sussmanجاكوب سوسمان - وأخيراً Shemaryahu Talmonشيمرياهو تالمون.
بيد أن هذا الموقف، لم يصن ستورقال جون "من المكافئة السيئة جداً - حسب تعبير المصدر.
في الوضع النهائي:" وصل عدد أعضاء اللجنة العامة المشرفة على البحث والنشر إلى الخمسين باحثاً، نصفهم على الأقل من اليهود. يقود هذه اللجنة ثلاثة من الشخصيات العلمية: الإسرائيلي تـوف E, Tov، الفرنسي بيوشE, Peuch والأمريكي أولريش E, Ulrich" يضاف إلى القائمة إيغال يادين، وميليك و milikوإن كانا قد عملا كباحثين- من خارج الفريق الرسمي..
في نهاية المطاف ضغوط واتهامات بالعداء للسامية وعزل:
في عام 1990 بعد تلك الممارسات المريبة الطويلة والمتعددة الأوجه، تطفو على السطح قضية أخرى، عمادها موقع وشخص رئيس تحرير نشر هذه المخطوطات STRUGNELL John.
إن التابعية المزدوجة الأمريكية الإنكليزية للباحث المرموق جون ستورقال (الأستاذ في جامعة هارفارد)، لم تصنّه قط من تهمة العداء للسامية..
تبدأ المسألة حين حاولت السلطة الصهيونية الضغوط على رئيس تحرير نشر المخطوطات John STRUGNELL بتعيين إيمانويل توف (البروفسور في الجامعة العبرية) وتنتهي بإقالته (STRUGNELL)، لأن توجهاته، حسب الرواية الرسمية، تنم
بهذيان معادي للسامية...!
في لقاء مع الصحافة يتحدث STRUGNELL عن آرائه[6]: فيما يلي مقتطف منقول من المصدر المعادي له، أجاب: أنني لا أوافق على استعمال هذه الكلمة، العداء للسامية "، في رأيي هذا المصطلح الشهير والمشوش قد اندس في ألمانيا، بلاد الفلاسفة، من رؤية غامضة " - " لست ضد السامية، لقد وهبت حياتي لدراسة مختلف الشعوب السامية من أثيوبيا إلى بغداد.. لا أعرف شخصياً أحداً في هذا العالم من معادي السامية " ويعلن " إن الدين اليهودي عنصري" " إنه دين بدائي " دين شعب فقط، لم يسموا فوق ذلك " " إن الدين اليهودي دين مرعب "..
بصدد الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية يقول" إن هذه الأرض ليست إسرائيلية واحتلال القدس، وحتى كل الدولة مبني على الأكاذيب، أو على الأقل على مبررات لا يمكن قبولها " " من بين أفضل أصدقائي عدد من اليهود" " والبعض من أصدقائي هم من الإسرائيليين " " قلت لهم بكل صراحة إن احتلال القدس غير مبرر" " ليكن معلوماً إنني ضد إسرائيل سياسياً "، " أجد وضعكم غير محتمل، أنه من المستحيل استمرار هذه الدولة الإسرائيلية أو الصهيونية في المستقبل ".
في سياق الحوار، يقول له الصحفي: " إن هذه الدولة غدت حقيقة واقعية، هناك 4 ملايين من الناس في هذا البلد. حتى لو كانت الصهيونية قد تأسست على الأكاذيب، لكنهم الآن هم هنا. لا يمكن قطعاً تهجير 4 ملايين من الناس، حتى النازية لم تفعل ذلك..
في غمرة دفاعاته يتناسى الصحفي الإسرائيلي، أن الصهيونية قد
هجّرت أعداد هائلة من الفلسطينيين يبلغ أعدادهم مع أنسالهم أكثر من أربعة ملايين، عدا صنوف القتل والتدمير..
ينتهي أمر هذا الباحث الكبير بالطرد من موقع عمله، تحت ذريعة تهمته بكونه غدا صريعاً للخرف والكحولية، ويعاني من عصاب العداء للسامية...!!
ليست المرة الأولى، بسبب كهذا يعاقب بها رجل مرموق. لقد أصاب مثل هذه وأكثر، الفيلسوف الهولندي، اليهودي الأصل سبينوزا، وماركس من بعده، كما و ُسم مؤخراً الأب الفرنسي الكاثوليكي بيير، بسبب من تصريحاته، بخرف الشيخوخة..
تقييم وتعتيم - دورية العلم والحياة (ص 58) تذكر: " لا أحد يستطيع أن يحدد من هو المشرف القانوني على هذه المخطوطات. من الناحية النظرية تُعتبر أنها بإشراف الباحثين الذين يدرسونها"، " كمية من المخطوطات التي لا يستطاع تقديرها قد اختفت.. وكانت موضوعاً لمساومات نذلة، ومتاجرة غير مشروعة، ولممارسات غش وخداع، الخ.
بدوره جون ستورقال JohnSTRUGNELL[7]يؤكد:على الأقل 4 من اللفافات التي كانت قد عُثر عليها، لم تظهر للعيان " " بعيني هاتين رأيت اثنتين، أحدهما تمثل نسخة كاملة عن سفر هينوش Henoche " ويوجه التهمة إلى إيغال يادين ".
لم يرفع الملف إلى الرف
أجل، ما زال الملف القمراني مفتوحاً ".. فرانك مور كروس يعلن بملء الفم:" ستون عاماً من التحريات والدراسات تتالى. وأعتقد، إن ستين سنةً أخرى ستتوالى قبل أن يتم استكمال البحوث الأولى لهذا الكنز الغامض. في كل عام يصدر مؤلف ضخم جديد لمواد كانت مخبأة، وسيتكرر ذلك بالتأكيد على مدى أعوامٍ مقبلة.. إنني شخصياً على وشك وضع اليد على ثلاثة مجموعات كبيرة من المخطوطات والبرديات التي لم تنشر قبلاً. إن الأثر لكل هذه الكشوف وهذه الأبحاث سيكون مهماً وحاسماً حقاً «، " مكتشفات أُخرى من هذا النمط ليست مستبعدة.- قد يكون هناك مخطوطات جديدة.. التنقيب ما زال مستمراً. هناك نصوص أخرى لم تُدرس بعد. هناك ما قد تم وضعه جانباً والذي تحوطه السرية ويتمتع بعناية فائقة، يُكوّن استثمارا يفوق كل قيم البورصة الإسرائيلية أو النيوركية " .. !!
يتحدث البرفوسور كروس- وهو من ألمع الباحثين في هذه المخطوطات عن قرصنة ويعلن البروفسور الضحية STRUGNELL بغضب عن سرقة. - يردد الكثيرون هذه المقولة للتعبير عن أهمية المخطوطات المخبأة.
بدوري أضيف: إن تمتع مخطوطات قمران بسمة تجارية لما يشبه أسهم البورصة، بالإضافة لكون البعض منها مازال في حيز الستر والإخفاء، وتبادل الاتهامات حولها.. يعكس هذا المشهد من التوتر القيمة التاريخية الكبرى لفحوى محتوياتها.. تلك المخطوطات، التي كان ثمن طلائعها الأولى، 5 دولارات أمريكية...!
ألا فلنعلم " أنها مكتبة مخطوطات تحتوي على أكثر من 800 من النصوص التي تُلقي بأضواء مباشرة على حقبة حرجة، تكوّنت فيها قبل 2000 من السنين كل من المسيحية ويهودية الأحبار "..
R
أقوال – على إثر الأعمال الأولية، وردت على لسان نفر من أشهر الباحثين، من شأنها إظهار ما لمدونات الكهوف من أهمية.. وما أكثرها، أختار عينة من بينها.. في الآتي:[8]
إيمانويل توف- الأستاذ في الجامعة العبرية، يعلن " مع ما يقارب من 200 مخطوطة قمرانية نظيرة للأسفار الإنجيلية يطرأ تغير جذري على الدراسات الإنجيلية بحيث لم تعد قطعاً على ما كانت عليه ".
أندري بول- الباحث الفرنسي، يقرر " أن المفاهيم والنظريات التي كانت معتمدة منذ مدد طويلة قد تزلزلت أركانها " " علينا الإقرار في البداية لم يكن ثمة نص وحيد وإنما جملة من النصوص المتعددة "و" إنها ثورة في عالم دارسي الكتاب المقدس" إن الدوغمائية المتمثلة في وجود " نص أصلي وحيد " وحقيقة النص العبري الأصلي"، طارت شظايا ".
إيغال يؤدين- عالم الآثار الصهيوني، يصرّح " هاهي ذي مخطوطات جديدة قد اكتشفت، بل تلكم هي مكتبة عبرية كاملة تعود إلى ما بين القرن الثالث ق م والأول، هلموا لتباشروا في إعادة النظر فيما لديكم من قديم- تكهناتكم وتأهبوا للبدء من جديد".
كتعليق على الأقوال التي وردت آنفاً:
الجدير بالبيان، أن أغلب هؤلاء من أصحاب هذه المقولات وغيرهم بالرغم من جهودهم الحثيثة للبحث عن الحقيقة الضائعة - بيد أن أعمالهم العلمية مازالت تسعى في ظل المدرسة الرسمية، التي أدارت ظهرها للتاريخ الحقيقي للمنطقة. وإذ هم قد لامسوا أشياء، إنما من على هامش هذه الحقيقة وبمنأى عن جوهرها الأصلي، وما عكسوه في دراسته، سوى أصداء لها..
وهيهات.. هيهات.. أن تعلن الأصداء عن كنه الحقيقة الكلي...! وماذا أعلنت كهوف قمران غير قبس من أصداء تلك الحقيقة الضائعة...!
أتساءل، هل يمكن اختزال المسألة إلى مجرد مؤشرات تنبثق من مخطوطات تبعد بتاريخها بآلاف من السنوات عن الزمن البدئي الأول، لعهد النبي موسى...!
وهل يصبح البحث عن مخطوطات أيٍ من المخطوطات البديل الوهمي عن النص الأصلي المفترض...؟
وهل بالإمكان معرفة الهوية الحقيقية لفكر المصادر الأولية السابقة للتوراة الراهنة...؟
وهل يمكن التغاضي عن مغزى الانعكاسات والنتائج التاريخية المترتبة عن مثل هذا النمط من مسار التشكّل...!
R
قال الراوي: في ذلك الحين من العام الحزين- 1947- عبّر التاريخ عن ألمه الدفين، حين قد أفرج من جوفه عن مخطوطات بقيت راقدة في كهوفها آلاف السنين.. على يد الراعي البدوي التعمري العربي أحمد محمد الملقب بالديب..!!
وأقول: أيمتلك التاريخ ملكة حب الإثارة….؟ أو أن سيرته تأبى طمس الحقيقة… أم أنها حكمته التي لا ندركها…!!
1
[1] Science et vieص 58 و64
[2]ص 9BIBLE CONFHSQUEE
[3]L`AVENTURE LES MANUSCRITS DE LA MER MORTEص9-30, 35-50. و25 و131
[4]من دورية العلم والحياة ص60
[5]Dialogues d`histoire ancienne 23/1
9-L`AVENTUR LES MANUSCRITS DE LA MER MORTE, P 313, 312, 311,
[7]سفر هينوش غير معتمد في الكتاب المقدس العبري.
هذه الأقوال مستمدة: أيمانويل توف من، مخطوطات البحر الميت إصدار فاتون ص 42، أندري بول منكتابه في مخطوطات قمران والبحر الميت ص65 وص 70- إيغال يادين من مغامرة مخطوطات البحر الميت ص 212. - من المثير حقاً، أن ينطق إيغال يادين الصهيوني العلماني بعين الحقيقة من حيث لا يرغب حينما طلب من هيئة الأحبار تكرار نهج أسلافهم الكبار في إعادة تشكيل التوراة وأسفار الكتاب المقدس العبري، إنما ما ينم عنه هاجس يادين، ليس أكثر من محاولة لمناورة لترميم البيت القديم المتهدم.



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوراة في ظل معتنقيها
- الجذور التاريخية لتشكل الهوية العربية
- رؤية في الفضاء العربي
- - هل يمكن للاسلام ان يتماشى ويتعايش مع دولة علمانية -
- مقاربة مختزلة لإشكالية عدم التدوين في التاريخ العربي القديم ...
- مقاربة أولية مع إشكالية تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان ا ...
- مقاربة أولية في الذاكرة الجمعية
- المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحز ...
- العلمانية والإسلام


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - اسرار الكهوف - الحلقة المفقودة من الكتاب المقدس العبري - من الشرنقة إلى الحبكة