|
تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها ؟!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 6062 - 2018 / 11 / 23 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها ؟!
واللى اعتدى جاى بأبتسامته يعتدى بدل البنادق، بالريات وجابلنى بدل المدافع بالبنوك والبورصة وجال لسمسار الوطن ليك حصة
ودا يجول كتير، وادا يجول اتوصى وانت ما تستعناك طروف البصة
جرب اجولك عبد الرحمن الابنودى
سعيد علام القاهرة، الجمعة 23/11/2018م
ان الاكتفاء بقدر معين من الارباح، ليس من شيم قانون رأس المال، ان التنافس والصراع فى السوق الرأسمالى يستدعيان حتما، الجشع. ان لم تتفوق على منافسيك فى السوق، سوف تضمر وتختفى من السوق، لذا جاءت العولمة، التى ينص جوهر قانونها على، لماذا الاكتفاء بحلب البقرة لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها.
وبعد ان اجتاحت العولمة العالم كله، شرقه وغربه، لم يتبقى سوى منطقة الوسط، الشرق الاوسط، فتم الانتهاء من افغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن، وباليد الغبية التى ارتكبت حماقة قتل خاشقجى، تم تفعيل ازمة حادة، اصبح عن طريقها الخليج اقرب من اى وقت مضى من تطبيق جوهر قانون العولمة بمعدلات متسارعة، غير مسبوقة، قانون تفعيل ازمة الخليج العربى مع الخليج الفارسى، لادخال الخليج بعدلات متسارعة فى منظومة العولمة، السوق/ الملكية، والتى كانت مؤجلة الى اخر الجدول، بفعل رشى حكام الخليج، منظومة الاستيلاء على البقرة وعدم الاكتفاء بحلبها.
ولان الاحتلال الاقتصادى اقل تكلفة من الاحتلال العسكرى، كان دائماً، يمكن تفعيل ازمة الى حدودها القصوى، لتسمح بتحقيق ما لم يكن من الممكن تحقيقه فى الاوقات العادية، تفعيل ازمة عرقية او دينية او طبقية، ازمة سياسية او اقتصادية او اجتماعية؛ اصبح تفعيل ازمة محلية الى حدودها القصوى، هى الطريق المفضل للاحتكارات العالمية للحضور المباشر فى المجتمعات التى انهكتها الازمات الحادة، لألتهامها، فلماذا الاكتفاء بحلب البقرة لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها. واصبح من يقتلون بالاقتصاد اضعاف من يقتلون بالرصاص، وتزايد عدد فقراء العالم ولم يتناقص، وتزايد تركز الثروة عند اعداد اكثر محدودية من الاثرياء، الذين انتقلت ثرواتهم من خانة الالاف الى الملايين الى التريليونات.
مع الازمة الحادة التى صاحبت الجريمة البشعة الغبية، بالاغتيال الوحشى الهمجى للمسالم خاشقجى، تبدأ مرحلة جديدة من الاستيلاء على مقدرات منطقة الخليج العربى والفارسى معاً، الغنى بالبترول، فى تفعيل صراع عسكرى، فعلى مباشر بينهما، والانتهاء من مرحلة استخدام ايران كفزاعة لاستنزاف دول الخليج، والانتقال الى المرحلة الاعلى من استنزافه بصراع عسكرى مباشر بين الخليج العربى والخليج الفارسى، وهو ما يؤدى فى نفس الوقت، بالاضافة الى زيادة مبيعات السلاح بشكل غير مسبوق، الى انهاك كلا الطرفين، الخليجى، العربى والايرانى، فيتم التهامها، وبذا يكون قد تم الاجهاز على المراكز القوية العربية فى الشرق الاوسط، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، ثم الخليج العربى والفارسى، ليأتى من بعدها الدور على مصر، الجائزة الكبرى، الدولة الوحيدة الكبرى التى ماتزال متماسكة فى قلب الشرق الاوسط، ليتحقق جوهر صفقة القرن، بالقيادة الاسرائيلية لمنطقة الشرق الاوسط،القيادة الميدانية.(1)
زرع ودعم اسرائيل فى الشرق الاوسط، ليس لدوافع دينية، "يهودية"، بل عن طريق توظيف الدوافع الدينية ذاتها، اسلامية vs يهودية، فى الصراع، والتى من خلالها تم تفعيل ازمة حادة داخل منطقة معظم سكانها ديانتهم اسلامية، ليتم استنزافها فى صراع دائم، "ازمة حادة"، على مدى اكثر من سبعة عقود متصلة، مع عدو "يهودى"، وبالاضافة لمبيعات السلاح، وتأمين قواعد عسكرية غربية فى المنطقة، امكن ايقاف اى تنمية مستدامة لمجتمعات هذه المنطقة، عدا اسرائيل بالطبع، اى الحفاظ على ان تظل هذه المنطقة هى سوق للعمالة وللمواد الخام الرخيصة، خاصة البترول، من ناحية، وسوق لمنتجات الاحتكارات الغربية، من ناحية اخرى.
بعد الانتهاء من الخليج بشقيه العربى والفارسى، خلال السنوات القليلة القادمة، يكون الدور قد حل على مصر، اكبر واهم دول قلب الشرق الاوسط. التى تشير كل المؤشرات الى ان الصراع الطبقى بين اغلبية ساحقة تزداد فقراً يوماً بعد يوم، فى مواجهة اقلية، تقل عدداً وتزداد ثراءاً يوماً بعد يوم، انه سيكون المجال الذى ستفعل فيه الازمة الحادة الى حدودها القصوى، "الازمة الحادة"، اللازمة لألتهامها من قبل حكام عالم اليوم، الاحتكارات العالمية، الشركات العملاقة العابرة للقارات. ان تفجير مصر من الداخل على ارضية صراع طبقى، اقتصادى/ اجتماعى، على رأس جدول اعمال حكام عالم اليوم، خلال السنوات القلية القادمة.
عندما تشرع فى اكل قطعة من اللحم، تقوم بتقطيعها بـ"السكينة والشوكة"، حتى يمكنك التهامها.
ان التزايد المتسارع لظاهرة الفصل الديموجرافى الطبقى، الحادث فى مصر بكثافة، خلال السنوات الاخيرة، بين الفقراء والاغنياء، هو مؤشر عن مسار وتوجهات الازمة الحادة القادمة، المطلوبة؛ ان تزايد الفصل الطبقى، "العنصرى"، بين فقراء واغنياء مصر، بين عشوائيات للفقراء وكمبوندات للاغنياء، يؤشر الى ما هو قادم. انه تفجير لمصر من الداخل، وكالمعتاد لن يدفع ثمن هذه الازمة الحادة، "الصراع"، "التفجير"، حال حدوثه، سوى الفقراء؛ انه صراع بين مصالح متناقضة، بين طرف مرتبطه مصالحه عضوياً بالاحتكارات العالمية، وبين طرف لا يمتلك من اسباب القوة، سوى كونه الاغلبية، التى لن تتحول الى قوة حقيقية، تقوى على مجابهة الحلف العالمى/ المحلى، سوى بوعيها المتراكم، وتنظيماتها المستقلة، خلال نضالها السلمى.
سعيد علام إعلامى وكاتب مستقل [email protected] http://www.facebook.com/saeid.allam http://twitter.com/saeidallam
المصادر: (1) الخليج الذى ذهب، سعيد علام. http://www.ahewar.org/m.asp?i=8608
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخليج الذى ذهب ؟!
-
-بدون رقابة- .. وع اللى جرى..؟! (1)
-
ليس لدى المافيا سؤال، من امر بالقتل؟!
-
الرحيل الوشيك !
-
الشروع فى تحقيق الارباح، قبل ان تجف دماء خاشقجى ! هدية الامي
...
-
قضية خاشجقى كفرصة ! وتسويق المحللين الاستراتيجيين للتناقض ال
...
-
بريطانيا تنقذ -رقبة- السعودية ؟!
-
ترمب ليس مجنوناً ؟ مرحلة ما بعد العولمة.
-
هل نجرؤ على الانتصار؟!:* كل الاعلام لل-يمين-، ويسار بلا اعلا
...
-
الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح ك
...
-
جريمة -المتحرش- يسرى فودة: جلس قريباً جداً منى ؟! توظيف جيل
...
-
بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !
-
من -فوبيا- السيسى الى -لوم- الاسوانى، يا شعبى لا تحزن !
-
للأفكار عواقب: من وهم الشرعية، الى وهم الاعتصام المعزول!
-
الواقع الاكثرخزياً فى -صفقة القرن-!*
-
لصوص افريقيا الجبناء، يتأوهون مما يسمونه -هجرة غير شرعية- !
-
وهل ستترك -تونس الثورة-، تذبح وحيدة ؟!
-
وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!
-
تدليس النخبة المصرية، حول توظيف السلطة للدين ! الكاتب والاعل
...
-
فى مصر ايضاً، -الميراث الثقيل- كذريعة !*
المزيد.....
-
دانيل ليفي لـCNN: إذا كان ترامب يعتقد أن دول الخليج ستدفع تك
...
-
خبير إسرائيلي يقوّم خطة ترامب للسيطرة على غزة وترحيل الفلسطي
...
-
حديقة حيوانات أوريغون تحتفل بولادة فيل صغير جديد بعد 20 شهرً
...
-
الأمن الروسي: احتجاز 4 نساء جندتهن المخابرات الأوكرانية لتنف
...
-
بريدنيستروفيه تؤكد استمرار عملية حفظ السلام الروسية
-
جندوا الثعابين والعقارب وجعلوا الأرض تطلق النار على الغزاة!
...
-
الرئيسان الإماراتي والفرنسي يبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيج
...
-
هيئة الإذاعة البريطانية تعترف بتلقي تمويل من الـUSAID
-
مباشر: خطة إسرائيلية لتسهيل مغادرة سكان غزة وروبيو يزور تل أ
...
-
غالانت يكشف تفاصيل هجوم البيجر على حزب الله وإدارة الحرب بغز
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|