أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - حكايات ونوادر عن القطط














المزيد.....

حكايات ونوادر عن القطط


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 23:16
المحور: سيرة ذاتية
    


للقطط في بلادنا حكايات وحكليات بعضها موروث من عصور قديمة وبعضها لا أدري إذا ما كان حقيقة أم خيال. من الغرائب التي يؤمن بها أهل صعيد مصر أنهم مازالوا يعتقدون كما كان أجدادهم الفراعنة أن روح الإنسان القتيل تخرج على هيئة قطة سوداء بدون ذيل، وتظل روحه تظهر وتهيم فى نفس مكان مقتله مطالبة بالقصاص على هيئة قطة سوداء بدون ذيل وذات عيون حمراء تقدح شررا يسمونها ساروخ القتيل.
وهناك أيضا معتقد غريب وشائع ويصدقه الكثيرون وهى ظاهرة الأطفال القطط. فهم يعتقدون أن الأطفال التوأم تخرج أرواحهم ليلاً على هيئة قطط يسرحون في البيوت والأماكن المجاورة لبيوتهم ويأكلون كل ما يروقهم و يتلفون الباقي، وفي بعض الحالات قد يخططون للإنتقام من شخص أهانهم أثناء النهار فيقومون بإتلاف طعامه أو سرقته ليلا. كما يعتقدون بأن الطفل يموت إذا قام أحد بإيقاظه بينما لا تزال روحه هائمة ومتجسدة على هيئة قط، لذلك لا يحاول أحدا التعرض لقط ليلا بالضرب خشية أن يكون قطا آدميا فيتسبب فى موته أو أذيته. ويعتقدون بأن الوسيلة الوحيدة لعلاج التوائم من هذه الحالة هي ما يطلقون عليه إسم (تحسيب أو تحصين الأطفال) و تتم بأن يؤخذ التؤام إلي ضريح أحد المشايخ قبل أن تصل أعمارهم لـ 40 يوماً و يضعوهم تحت غطاء التابوت مع قراءة آيات من القرآن.
فى طفولتى كان لى زميل بالمدرسة الابتدائية يدعى مرعى ويلقب بالقط. كان مرعى أحد فردى توام مات توأمه. وحكى لى أنه يسرح ليلا على هيئة قط ويسطو على طعام جيرانه مما يحب. وذكر لى أنه ذهب البارحة ليلا لمنزل جيرانه ليسطو على بعض السمك كان بالنملية، ولسوء حظِه كانت صاحبة البيت (الحاجة فاطمة) قد استيقظت قبل الفجر لتحضير الخبز وعنما شعرت به يحاول فتح باب النملية لسعته فى فخده ببشكور الفرن الساخن (البشكور هو أداة حديدية لها سن معقوف لسحب الخبز بعد النضج من التنور)، وأرانى علامة الحرق على فخذه. ولا أدرى إذا ما كان صادقا فى ادعائه أم كاذبا ولكن هذه الحكايات منتشرة ويؤمن بها الكثير من اخوتنا المسلمين حتى الآن. وفى مولد الشيخ أبو القاسم بطهطا أو الفرغل بأبى تيج أو عبد الرحيم القناوى بقنا تهرع أمهات التوائم بتحسيب توائمهم حتى لا يسرحون ليلا. ولا أدري لماذا هذه الطاهرة تخص المسلمون فقط، فلي خال له ولدين توأمين وبنتان توأمتان ولم يتحول أي منهم ألي قط طوال حياتهم، كما لم يعهد هذه الظاهرة أي مسيحي.
ولي ذكريات كثيرة منذ الطفولة مع القطط ما أتذكره منها:
ـ فى أيام الطفولة أهدانى صديق قطة صغيرة مشمشية اللون أسميتها مشمش وكنت أحبها جدا وأطعمها اللبن حتى تكبر وتستطيع الأكل. وفى أول أيام الدراسة (الأولى الابتدائى) خشيت على مشمش أن يحدث له مكروه فى غيابى فوضعته فى درج المكتب وأغلقت عليه، وعندما عدت عصرا وفتحت درج المكتب كان مشمش قد قضى نحبه فحزنت عليه حزنا شديدا، وامتنعت عن إقتناء قط بعده.
ـ كان لى صديق ريفى أتت أسرته إلى البندر حتى يدخل أبناؤها المدارس. وكان من عادة أهل الريف أن يجلسوا على حصير حول الطبلية ليطعموا، وكان لصديقى هذا قط صغير دائما ما يرافقه فى جلسته للطعام. وكعادة أهل الريف يأكل الجميع من طبق واحد، ويوزع رب الأسرة قطع اللحم على أفراد أسرته (مناب)، أخذ صديقى منابه واقتطع منه جزءاً ألقاه لقطه تحت الطبلية فتدحرجت القطعة ما بين ملابسه، وبعد أن التهم القط قطعة اللحم، نهش إحدى خصيتى صديقى التى كانت قد تلوثت برائحة اللحم.
ـ وفى عام 1960 فى نهاية دراستى الجامعية كان المسرح القومى بالأزبكية يقدم كل أسبوع مسرحية من روائع المسرح المصرى مثل الفرافير والناس اللى فوق والناس اللى تحت وسكة السلامة واتفرج يا سلام وغيرها، وكنا شغوفين بحضور هذه المسرحيات خاصة وكانت تذكرة الدخول للطلبة لا تتعدى الخمسة قروش. وعند الخروج من المسرح كنا نجد عربة لبيع سندوتشات الكباب والكفتة، يقبل عليها الخارجين من المسرح فى وقت متأخر من الليل، وكان يحيرنى أن سعر السندوتش الذى يحتوى على أكثر من ربع كجم من الكباب بالإضافة للمخللات والسلطات لا يتعدى ثلاثة قروش. وفى يوم طالعتنا الصحف بالقبض على كبابجى أمام المسرح القومى يبيع للناس كباب وكفتة من لحم القطط، وكان دفاع المتهم عن نفسه أنه لم يغشّ أحداً فهو كاتب على واجهة العربة بخط أحمر كبير "كبابجى البسة" وتحتها مرسوم قطة ضاحكة أى أن الزبائن يعلمون كنه ما يأكلون.
- استيقظت من نومي علي صوت نغبشة بالمطبخ بجوار الثلاجة، وجدت نافذة المطبخ مفتوحة ووجدت قطا كبير الحجم يقف علي قدميه الخلفيتين ويحاول فتح باب الثلاحة بقدميه الأماميتين. وحين نهرته بصوت عال، التفت إلي وماء بصوت خشن وقفز نحو وجهي ليخمشه، فاندفعت بعيدا عن مخالبه فسقطت علي الأرض، وفر القط من النافذة. شعرت بألم حاد في عظام فخذي وصرخت من الألم لأستيقظ علي صوت أم العربي تبسمل وتحوقل وتتهمني بالجنون..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة العباسية
- المونديال وفريق الساجدين
- كميت تحت حكم الأمويين
- كميت في عهد الخلفاء الراشدين
- الديموقراطية في المحروسة وأمريكا المتعوسة
- الغزو العربي لكميت
- مصر وتعدد الديانات - بين الأمس واليوم
- كميت-الأمس واليوم وكيف تعود
- أنا والعفريت وهواك
- زيارتي للغردقة التي أعشقها
- تراحيل مصر للطيران
- كل شعب يستحق من يحكمه
- الزواج كما أفهمه
- حكايتي مع النظام: 6- عبد الفتاح السيسي
- هل ممكن للمبادئ أن تتجزأ ؟
- حكايتي مع الصراصير
- عمدة كفر الهنادوة يعيد ترشيح نفسه
- التداعيات التي حدثت في المهلكة
- الواد عوضين وإمام كفر الهنادوة
- الواد عوضين وعمدة كفر الهنادوة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - حكايات ونوادر عن القطط