أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوحنا المعمدان - الرد على سامي لبيب في مسألة الذبيحة !!















المزيد.....

الرد على سامي لبيب في مسألة الذبيحة !!


يوحنا المعمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5796 - 2018 / 2 / 23 - 21:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقول الأستاذ سامي لبيب ردا على الأستاذ مروان سعيد


34 - فكرة التضحية والذبيحة فكر وثنى وجد طريقه للأديان
سامى لبيب ( 2018 / 2 / 23 - 11:37 )
تحية اخى مروان سعيد
تقول(فعلا اسئلتك رائعة ومرات عديدة قد سئلت نفس هذه الاسئلة ولكن لو اجبتك لاهوتيا لن استفيد لاانك ناكر اللاه الصانع لكل شيئ ولكن ساجيبك علميا مع بعض البراهين من الانجيل)
احترم مصداقيتك وشفافيتك بقولك أنك سئلت نفسك نفس الأسئلة ولكن يعيبك انك لا تكمل الطريق
اما تفسيراتك العلمية للدم فليس لها علاقة بسؤال لماذا غفران الخطية إلا بسفك الدماء
أنا اجيبك وفق قراءاتى للميثولوجيا الدينية القديمة فقصة التضحية وسفك الدماء فكر انسانى وثنى وجد طريقه على يد ابراهيم ويرجع إلى أن الإنسان كان يريد التودد للإله بالتضحية وإسالة الدم فلم يخلو الامر من فكر يتصور الروح والنفس فى الدم وهذا ما أشار له الكتاب المقدس فى لاويين علاوة على فكر يرى الشر فى وجود إنسان معين نذير شؤم يكون التخلص منه هو التخلص من الشر والنحس.
عندما تطور المجتمع الانسانى ووجد ان التضحية البشرية مقوضة لنماء المجتمع تم استبدال الذبيحة الانسانية بالحيوانية.
لم تقنعنى بالظن بوجود حياة على كواكب اخرى فمع قدرات مطلقة لا يستثنى لنجد ان كواكب مجموعتنا الشمسية خالية من الحياة كذا كلما توسعت فى الرؤية فهل هذا عجز أم خرافة الخلق!

الرد
أولا هو لم يقم بذكر أي دليل كتابي أو تأريخي أو حتى عقلاني على ما قاله !

ثانيا
لماذا لا نعود للكتاب المقدس نفسه في مسألة الذبيحة الحيوانية لنعرف تأريخ هذه الشعيرة لاهوتيا على الأقل لاسيما وأن الأستاذ لبيب من خلفية مسيحية سابقة !!!
فربما أن الوثنية هي من حرفها!
وليس العكس كما يقول الأستاذ لبيب !!

نطالع أول سفر في الكتاب المقدس وهو سفر التكوين وتحديدا الإصحاح الثالث

1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
2 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،
3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا».
4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
6 فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.
7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».
10 فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».
11 فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»
12 فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».
13 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».
14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
16 وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
18 وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
20 وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.
21 وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
22 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».
23 فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.
24 فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.

ما يهمنا في الإصحاح مسألتين
الأولى عري آدم وحواء
والثانية ستر عورتهما !

يقول القديس أغسطينوس :
لقد اختبرا إحساسًا جديدًا في جسديهما اللذين صارا عاصيين لهما كمكافأة حازمة لعصيانهما الله. فالنفس الثائرة علي خدمة الله محتقرة هذا العمل بكامل حريتها تفقد سيطرتها التي كانت لها قبلًا علي الجسد
ويقول :
انفتحت أعينهما لا لينظرا، فإنهما كانا ينظران من قبل، إنما ليميزا الخير الذي فقداه والشر الذي سقطا فيه!
لقد عرفا أنهما عريانان، عريانان من تلك النعمة التي حفظتهما من خزي عري الجسد، بينما قدمت لهما شريعة الخطية عدم ثبات لذهنهما!

ويقول القديس أمبروسيوس :
صار لك معرفة أنك عريان، لأنك فقدت ثوب الإيمان الصالح. هذه هي الأوراق التي بها تطلب أن تستر نفسك. لقد رفضت الثمر وأرادت الاختفاء وراء أوراق الناموس ولكنك خُدعت!

ويعلق القديس ديديموس الضرير علي اختفاء آدم برعب، هكذا :
يعلل آدم عريه كسبب لخوفه، هذا العري الذي نجم عن فقدانه للفضيلة التي تستره، فالفضيلة بالحق هي ملبس إلهي. بهذا يعظ الرسول: "البسوا الرب يسوع" (رو 13: 14)، "البسوا أحشاء رآفات" (كو 3: 12)، أي زينوا أنفسكم بسلوك الرأفة حسب المسيح، أو "نلبس أسلحة النور" (رو 13: 12)، حتى نقدر أن نحارب الأعداء (الروحيين)!

القميص الجلدي !!
يقول القمص تادرس يعقوب :
"ودعا آدم امرأته حواء، لأنها أم كل حيّ" [٢٠.]

إن كان آدم وحواء قد سقطا تحت التأديب، فإنهما أبوانا الأولان، نجد في آدم أبًا لكل البشرية، وفي حواء أمًا للجميع... لكن خلال هذه الوالدية تسربت إلينا الخطية وسقطنا معهما تحت ذات التأديب حتى جاء آدم الثاني يهب الحياة الحقة للمؤمنين وصارت امرأته - حواء الجديدة - الأم الصادقة لكل حيّ.
ويقول القديس ديديموس الضرير :
الكنيسة هي أم المؤمنين، والمسيح هو أب لهم، الذي فيه تنبع كل أبوة ما في السموات وما علي الأرض (أف 3: 15)
ويقول القديس جيروم :
كما توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء، هكذا توجد كنيسة واحدة هي والدة كل المسيحيين!

والآن إذ سقط الأبوان الأولان تحت التأديب الإلهي أعلن الله محبته لهم قبل طردهما من الجنة، إذ صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما [21] عوض أوراق التين التي صنعاهما لأنفسهما مآزر. هذه الأقمصة ربما تعلن عن كشف الله للإنسان الأول عن أهمية الذبيحة كرمز لذبيحة الخلاص... وكأن الله سلم آدم وحواء طقس الذبيحة الدموية. هذا والأقمصة الجلدية التي لا تجف ترمز إلى السيد المسيح الذبيح الذي نلبسه كساتر لخطايانا ونازع لفضيحة طبيعتنا القديمة!!

ويرى القديس أمبروسيوس في الأقمصة الجلدية إشارة إلى أتعاب أعمال التوبة، إذ يقول :
ألبسهما الله أقمصة من الجلد لا من الحرير!

والآن نطالع دليلا صاعقة من الكتاب المقدس ومن ذات سفر التكوين لكن إصحاح 8

(سفر التكوين 8: 20) وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ،

القمص تادرس يعقوب يقول :

إقامة نوح مذبحًا للرب :
أول ما صنعه نوح بعد خروجه من الفلك هو إقامة مذبح للرب على الأرض الجديدة التي غسلتها مياه الطوفان، وكأن الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح (الأفخارستيا) إلاّ بعد التمتع بالمعمودية. لهذا السبب أيضًا نجد الكتاب المقدس للمرة الأولى يعلن عن إقامة مذبحًا للرب، وإن كان بلا شك قد قدمت ذبائح للرب منذ الخروج من الفردوس...

أعلن الله رضاه على الإنسان بعد أن تنسم رائحة سرور خلال ذبيحة المصالحة، مؤكدًا أنه لا يعود يهلك البشرية معًا بسبب ضعفها. عجيب هو الله في صفحه وعفوه!

بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب، فانتزعت اللعنة عن الأرض [٢١]... وعندئذ صار الإنسان يعمل لاحتياجاته اليومية!

أخيرًا ما قدمه نوح كان رمزًا لعمل السيد المسيح الذبيحي في كنيسته، وكما يقول الكاهن: [الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمّه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة!!!

وأيضا سفر الخروج
(سفر الخروج 10: 25) فَقَالَ مُوسَى: «أَنْتَ تُعْطِي أَيْضًا فِي أَيْدِينَا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ لِنَصْنَعَهَا لِلرَّبِّ إِلهِنَا،

وكذلك نلحظ أن شريعة الذبيحة ترد كثيرا في سفر اللاويين!

(سفر اللاويين 4: 23) ثُمَّ أُعْلِمَ بِخَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا، يَأْتِي بِقُرْبَانِهِ تَيْسًا مِنَ الْمَعْزِ ذَكَرًا صَحِيحًا.

(سفر اللاويين 5: 7) وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ، فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ: يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ، أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالآخَرُ مُحْرَقَةٌ.

ونفس الإصحاح 5
17 «وَإِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَعَمِلَ وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ، كَانَ مُذْنِبًا وَحَمَلَ ذَنْبَهُ.
18 فَيَأْتِي بِكَبْشٍ صَحِيحٍ مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ، إِلَى الْكَاهِنِ، فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ سَهْوِهِ الَّذِي سَهَا وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ.
19 إِنَّهُ ذَبِيحَةُ إِثْمٍ. قَدْ أَثِمَ إِثْمًا إِلَى الرَّبِّ».

وأخيرا ننقل التالي

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

الذَبِيحة

تعريف الذبيحة :
الذبيح أو الذبيحة ما يذبح ليقدم قربانًا للإله، وقد يكون ذلك لتكوين علاقة مودة مع الإله أو لاستعادة هذه العلاقة أو للحفاظ عليها أو للاحتفال بها، فهي الناحية العملية في الديانة ، بل كانت في العصور الموغلة في القدم، تعتبر هي كل الديانة ، وعمل مصاحب لكل العبادات وكانت هناك دوافع كثيرة وراء تقديمها، فكانت أحيانا لاسترضاء الإله أو للتكفير عن خطأ، أو تقديم طعام للإله (انظر قصة "بعل والتنين" في تتمة سفر دانيال)، أو رشوة للإله، أو تعبيرًا عن الاتكال عليه أو الالتزام نحوه أو تقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة أو الإيمان أو التعبد، أو عنها كلها مجتمعة. وكانت تعتبر الوسيلة الوحيدة للاقتراب إلى الإله، ومن هنا جاءت كلمة "قربان". كما أنها كانت تعبر عن الإكرام والإقرار بالمعروف والحاجة إلى الإله.



ثانيًا : أصل وطبيعة الذبيحة :

إن أصل نشأة تقديم الذبائح أمر يلفه الغموض وتحوطه الأسرار لأنه يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ. ويسجل لنا سفر التكوين حقيقة تقديم الذبائح، ولكنه لا يذكر شيئًا عن كيف بدأت . كما أننا نقرأ عنها في عصور الآباء، ثم نجد شريعة موسى تقرها وتقننها.

لقد كان تقديم الذبائح أمرًا شائعًا عند كل الشعوب منذ أقدم العصور، فالفيدا الهندية لها طقوسها المحكمة في ذلك، كما أن بعض الشعوب السامية واليونان والرومان والإفريقيين والهنود في المكسيك، كانوا يقدمون ذبائح بشرية، وإن كان ذلك لم يعرف عند سكان أستراليا الأصليين ، ومع ذلك فإنهم يقدمون شيئًا شبيهًا بذلك، فبعضهم يقدم بعضًا من عسل أو حصاة أو حربة للإله.

وقد افترض العلماء الكثير من النظريات بعيدًا عن الكتاب المقدس لتبرير شيوع هذا الأمر بين كل الشعوب . وتتلخص هذه النظريات في الآتي:

(1) يظن بعض العلماء أنها من ابتكار الإنسان كما سبق القول لتكوين علاقة مودة مع الإله أو لإكرامه أو لاسترضائه، أو لمشاركته الطعام للدخول في عهد أوثق معه.

(2) يظن البعض أيضاَ أنها من بقايا العبادات الطموطية التي تعتقد بوجود روح الإله في حيوان ما، وإذ يأكل العبد من الذبيحة فهو "يأكل الإله" ويكتسب في نفسه كل الصفات الجسمانية والعقلية والأدبية التي للذبيحة. في بعض الحالات كان العابد يشرب الدم وبذلك يمتص الحياة. كما كانوا في بعض الأحيان ينهشون لحم الحيوان قبل أن يموت تمامًا أي وهو مازال ينبض بالحياة.

(3) أما علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله للإنسان منذ البداية، ويبنون ذلك على أساس ما جاء في الأصحاح الرابع من سفر التكوين، حيث نقرأ: "أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب، وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر" (تك 4: 3 و4). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين" (عب 11: 4)، ويقول "فابر" (Faber ): حيث إن الإيمان هو الذي جعل الذبيحة مقبولة أمام الله، فلابد أن هذا الإيمان كان على أساس وصية محددة من الله أمر بها من قبل، فبدون هذه الوصية الإلهية المحددة لضمان فاعلية الذبيحة، لا يكون ثمة معنى لإيمان هابيل. وبعبارة أخرى: لكي يكون للإيمان أساس ثابت وتوجه صحيح، لابد أن يكون هذا الأساس بإعلان من الله، يعبر عن إرادة الله بكل دقة ووضوح، بل يذهب "فيربرن" (Fairburn ) في كتابه "رموز الكتاب" إلى أبعد من ذلك فيؤكد أن الجلود التي ألبسها الله لآدم وحواء ليستر عيريهما، كانت جلود ذبائح قُدمت عنهما، وليس هناك ما ينفي ذلك!

وأيضا نذكر مثالا واحدا من القاموس من أنواع الذبائح الكثيرة !!
قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

ذبيحة السلامة

وكانت تقدم شكراً لله واعترافاً بفضله وتعبيراً عن الشركة.وكان صدر الترديد وساق الرفيعة جزءين من ذبيحة السلامة، وكانا لهرون وبنيه (لا 29:7 34). وكان يرش دم ذبيحة السلامة على المذبح مستديراً، أما الشحم كله والكبد والكليتان والإلية فيوقدها الكاهن على المذبح "طعام وقود للرب". وكان يمكن أن تقدم أنثى البقر أو الغنم ذبيحة سلامة (لا1:3-17). أما باقي الذبيحة فكان على مقدمها ومن معه أن يأكلوها في يوم تقديمها، لا يبق منه شيئا إلى الصباح. أما إذا كانت نذراً أو نافلة فكان يمكن أن يؤكل ما فضل منها في اليوم التالي. أما ما يبقى إلى اليوم الثالث فيحرق بنار.

وكان يقدِّم معها أقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت ودقيقاً مربوكاً أقراصاً ملتوتة بزيت مع أقراص خبز خمير، يأخذ الكاهن واحداً من كل قربان رفيعة للرب تعطي للكاهن الذي يرش دم ذبيحة السلامة (لا 11:7 21).

ويرى بعض المفسرين أن الخمير في الخبز هنا يشير إلى وجود الخطية في مقدم الذبيحة (1يو 8:1)، ولكن حيث أن الخبز دخل النار فقد بطل مفعول الخميرة، كما فقدت الخطية سلطانها على المؤمن (رو14:6).

وكان على هرون وبنيه وبناته أن يأكلوا ساق الرفيعة وصدر الترديد في مكان طاهر (لا 14:10). كما كان يلزم أن "يأتي بنو إسرائيل بذبائحهم التي يذبحونها على وجه الصحراء ويقدمونها للرب إلى باب الخيمة الاجتماع إلى الكاهن ويذبحونها ذبائح سلامة للرب" (لا 5:17).

وكان يجب أن تكون ذبيحة السلامة صحيحة أي خالية من كل عيب (لا 1:3، 21:22)، ولكن كان مسموحاً بتقديم الثور أو الشاة الزوائدي أو القزم نافلة (لا 23:22).

وكانت ذبيحة السلامة في عيد الخمسين تتكون من خروفين حوليين (لا 19:23). أما النذير فكان عليه يوم أن يكمل انتذاره أن يقدم كبشاً واحداً صحيحاً ذبيحة سلامة مع سل فطير، ويحلق شعر رأس انتذاره ويجعله على النار التي تحت ذبيحة السلامة (لا 14:6-18). وفي الأعياد ورؤوس الشهور كانوا يضربون بالأبواق على محرقاتهم وذبائح سلامتهم.



#يوحنا_المعمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ ؟!!
- حِجَارَة السِجِّيل أو الْبَرَد في الكتاب المقدس !!
- البحر والنهر واليم والمجاز ويسوع وسامي الذيب!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوحنا المعمدان - الرد على سامي لبيب في مسألة الذبيحة !!