أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة....في كتاب (( أنماط الرواية العربية الجديدة ))















المزيد.....

قراءة....في كتاب (( أنماط الرواية العربية الجديدة ))


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 5796 - 2018 / 2 / 23 - 01:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة...في كتاب [ أنماط الرواية العربية الجديدة ]

صدر حديثًا عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية كتاب بعنوان «أنماط الرواية العربية الجديدة» للدكتور شكري عزيز الماضي، واشتمل الكتاب على نماذِجَ من الروايات العربية التي ترسُم تضاريس مشهد الرواية العربية الجديدة.

والكتاب عبارةٌ عن دراسة علمية لظاهرة الرواية العربية الجديدة التي ظَهَرَتْ بوادرها منذ العقد الأخير من القرن الماضي وحتى يومنا هذا من خلال دراسة نقدية تطبيقية لنماذج روائية تشمل الوطن العربي، وتهدف إلى رسم ملامح المشهد الروائي العربي الراهن وتجسيد الفكر الروائي العربي الجديد.

كما يُثِير الكتاب أسئلةً أدبية ونقدية مهمة، مثلما يحاول الإجابة عن أسئلة أخرى تتصل بماهية الرواية العربية الجديدة وخصائصها وأنساقها وفلسفتها الجمالية الخاصة، بالإضافة إلى العلاقة بين منطقها الفني ومنطوقها وعلاقتها بنظام الواقع ونظام التوصيل.

والكتاب بمفاهيمه ومرتكزاته وأسئلته ومنهجيته ونتائجه الجديدة يقدِّم فوائدَ للباحث المتخصِّص، كما يُساهِم في تمكين القارئ العادي من متابعة التجارب الروائية الجديدة وتذوقها لمعرفة فلسفتها ومحاورها بصورة أفضل.

وقد جاء الكتاب في أحد عشر فصلاً وتصدير وخاتمة، وفي كل فصل من فصوله يقف الكاتب بالبحث والدراسة عند اسم روائي معين أو عند عمل أو أعمال روائية معينة.

● في بداية الكتاب يفرِّق د. شكري عزيز الماضي بين ثلاثة أنواع من الرواية العربية هي: الرواية التقليدية، والرواية الحديثة، والرواية الجديدة، متوقفًا بالبحث والدراسة عند تجارِب روائية جديدة متعددة في مبانيها، متنوعة في معانيها ودلالاتها الفنية، رافضة بعنف الجماليات الروائية السائدة.

● ويرى الدكتور الماضي أن الرواية التقليدية نتاج رؤية تقليدية للفن والإنسان والعالم، وهي ببنائها العام وأدواتها تُعِيد إنتاج الوعي السائد، وعلى الرغم من ذلك يجد القارئ روايات تقليدية في معظم الأقطار العربية في العقود الأخيرة من القرن العشرين، لكنه وجود هامشي وغير مستساغ.

● أما الرواية الحديثة فقد ظهرت تلبيةً للحاجات الجمالية الاجتماعية المستجدة دون إغفالٍ لأثر التراث من ناحية، والمؤثرات الأجنبية من ناحية ثانية، وهي تعبير عن وعي فني متطور، وتجسيد فعلي لمفاهيم أدبية ونقدية جديدة تتصل بوظيفة الرواية، وصلتها بالواقع و بالمتلقي.

● كما يرى أن التجديد الأدبي والفني لا يقتصر على التغيير في الأسلوب، ولا يعني التزيين والزخرف وإضافة الأصباغ والألوان، ولا يعادل مسايرة الدرجة السائدة في مكان آخر، بل يعني ما هو أعمق من هذا كله وأدل من هذا كله، إنه يعني إحساس الأديب بأن الأدوات القديمة أو المألوفة لم تَعُد ناجعة في تحليل الواقع والتفاعل معه وتفسيره وفهمه، ولهذا كان لابدَّ من البحث عن أدوات جديدة فاعلة في هذا المضمار، أو بمعنى آخر حيازة جمالية للعالم أو بحث عن عالم أفضل. وفي الرواية الحديثة كثيرًا ما يستخدم ضمير المتكلم بدلاً من ضمير الغائب، أو نجد تعددًا في الرواة وتنوعًا في الضمائر، والاعتماد على لغة إيحائية تصويرية بعيدًا عن التقرير والمباشرة.

● ومهمة الفنّ الروائي في الرواية الحديثة تَكْمُن في إثارة الأسئلة والإجابة عن أسئلة أخرى. أما الرواية الجديدة فهي مفارقة للرواية الحديثة، ويرى الماضي أن هزيمة عام 1967 كانت الحدّ الفاصل بين مرحلتين في حياة الرواية في الوطن العربي، مما أدى إلى تهيئة المناخ الملائم للتمرُّد على الجماليات الروائية المألوفة وإبداع شكل روائي جديد بعناصره وبنائه وتفاعلاته الذاتية والموضوعية وفلسفته وقِيَمه الفنية التي يسعى إلى تجسيدها.

● وعلى ذلك فالرواية الجديدة -كما يرى الماضي- تعبير فنيٌّ عن حدّة الأزمات المصيرية التي تواجه الإنسان؛ فعندما تتشظّى الأبنية المجتمعية ويفقد الإنسان وحدته مع ذاته، لابدَّ من الاستناد إلى جماليات التفكك بدلاً من جماليات الوحدة والتناغم، ومن هنا تولد الرواية الجديدة التي تفجر منطق الحَبْكة القائمة على التسلسل والترابط أو البداية والذروة والنهاية، وتحطيم مبدأ الإيهام بالواقعية.

● واعتبر المؤلف رواية تيسير سبول «أنت منذ اليوم» بأنها ذات لونٍ خاص وجديدة في بنائها وأسلوبها ولغتها وهدفها، وعَدَّها من علامات الطريق في مسار الرواية العربية، مبيّنًا أنها تميَّزت بقدرتها على تصوير أزمة من أزمات الوجود المعاصر، ولكونها أضافت جديدًا على صعيد البِنْيَة السردية أو الشكل.

●كما يرى في رواية «الشظايا والفسيفساء» للروائي مؤنس الرزاز قدرةً على الإسهام في ترسيخ تيار الرواية العربية الجديدة وازدهاره بإنتاجه الروائي الذي يتصف بالغزارة والتنوع.

● ثم يسير الكتاب في تتبع دوافع الكتابة الروائية لدى الرزَّاز ومناخاته الإبداعية وبراعته في كيفية رسم ودلالات الشخصيات في الزمان والمكان وصولاً إلى نسيجها اللغوي.

● ويضمّ "الماضي" رواية «حارس المدينة الضائعة» إلى مختاراته من الروايات العربية؛ إذ يتوقف فيها على أسئلة أدبية ونقدية تتصل بمعنى السرد والعلاقة بين المتخيل والواقعي وفلسفة الشكل وجماليات التلقي.

● يتضمن الكتاب العديد من الإبداعات الروائية العربية التي تغطي خريطة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج على غرار: «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» للأديب الفلسطيني إميل حبيبي، وفيها تحدث الكاتب عن المفارقات ومجالاتها وميادينها وتوليدها في كتابات إميل حبيبي، بحيث إن كتابات حبيبي الروائية تعرض للقضية الفلسطينية بتشابكاتها وتعقيداتها وأبعادها؛ من حيث الدِّين والأخلاق والسياسة والتاريخ والحب والقهر الاجتماعي والوطني والاضطهاد العنصري، و على الرغم من أن هذه القضية قد كتب فيها الكثيرون وعنها أُلِّفت الكتب العظيمة فإن روايات حبيبي استطاعت أن تعالج القضية من كل جوانبها وأبعادها المختلفة، دون تقصير أو استبعاد لأيٍّ بُعد. والمفارقة في روايات "حبيبي" على مستوى الموضوع أو الشخصية فهي محتمة التوليد والتواجُد؛ ولذلك فإن أغلب رواياته لم تخرج عن هذا النطاق.

● أما رواية «مملكة الغرباء» للبناني إلياس خوري، ورواية «النخَّاس» للتونسي صلاح الدين بوجاه، ورواية «هليوبوليس» للمصرية مَيّ التِّلْمسانِي، وراوية «الشمعة والدهاليز» للجزائري الطاهر وطار، ورواية «بيضة النعامة» للمصري المقيم في هولندا رؤوف مسعد، وجميعها تبحث في التقنيات والأساليب التجريبية المبتكرة، وعن تلك المبادئ والقيم الجمالية الكامنة في ثنايا التفاصيل البنائية والتشكيلات اللغوية.

● وبعد جولات الكاتب في عالم هؤلاء الروائيين العرب يَخلُص إلى أنه لم ينحصر ظهور الرواية الجديدة في بيئة عربية بعينها، بل امتدَّ ليشمل الوطن العربي بأكمله، وأن هذه التجارب الروائية ترفض التقاليد الجمالية الراسية، وتتمرّد على المنظومات الفكرية والأيديولوجية المألوفة، و تستند إلى مفاهيم جديدة وفلسفة فنية خاصة، مع ملاحظة غياب البطولة وغياب البطل أو الشخصية المحورية، ووجود حساسية خاصة تجاه الزمن، فهناك محاولات دؤوبة لكسر الزمن أو تجميده أو نفيه.

● أما عن اللغة في هذه التجارب الروائية فتقوم بمهمات متعددة منها جذب القارئ ودفعه إلى متابعة القراءة من خلال توليد الأسئلة والتساؤلات المستمرة، وتعدّد المستويات اللغوية والميل إلى اللغة المكثفة والموحية واستخدام السخرية والتهكُّم والرموز المنوعة، وغير ذلك.

● ويلاحظ الباحث أن هذه الروايات لا تضحي بقارئها، وأن فعل الكتابة لا يكتمل إلاّ بفعل القراءة، وأن هناك مجالاً واسعًا لقراءات نقدية متعددة، وربما تأويلات متعارضة أو متناقضة.

● ويتميز الكتاب بمنهجيته المَرِنة والمتحركة التي تناولت من خلالها الروايات. ومما يذكر أن الدكتور شكري عزيز الماضي أكاديمي أردني متخصّص في النقد الأدبي وعضو في تحرير مجلات علمية تصدر في الأردن مثل مجلة المنارة والبيان وأقلام جديدة، كما أن له إنتاجاً علمياً متميزاً منه: «في نظرية الأدب» و«من إشكاليات النقد العربي الجديد» و«الرواية العربية في فلسطين والأردن في القرن العشرين».

●[ ومن الكتاب ]

《 إن التجديد الأدبي بحث
دائب عن أدوات تمكن
وتزيد من قدراته على
التعبير عن علاقة الإنسان
بواقعه المتغير المستجد•
وبهذا المعنى فإن التجديد
في الأدب هو- بالتحليل
الأخير- حيازة عن جمالية
للعالم أو بحث عن عالم
أفضل 》المؤلف

بيانات الكتاب:-

● أسم الكتاب :- أنماط الرواية

● أسم المؤلف :- د.شكري عزيز الماضي

● الناشر :-عالم المعرفة 2008

● عدد الصحفات:- 295

● الحجم :- المتوسط

● زهير إسماعيل عبدالواحد
● القراءة خاصة بالحوار المتمدن



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة.....في كتاب[الدين والظمأ الأنطولوجي]
- قراءة.....في كتاب ((فن الحرب ))
- قراءة....في كتاب وليد الكعبة
- قراءة.....في رواية استخدام الحياة
- قراءة....في كتاب[العرب والبراكين التراثبة ]
- قراءة...في كتاب اجتماعية التدين الشبعي
- قراءة...في كتاب (إغلاق عقل المسلم )
- قراءة...في كتاب التيه الفقهي


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة....في كتاب (( أنماط الرواية العربية الجديدة ))