أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - السيكوباتيون يحكمون














المزيد.....

السيكوباتيون يحكمون


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 23:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تعرف الشخصية السيكوباتية بأنها أحد إضطرابات الشخصية التي تمثل خطورة شديدة على المجتمع، وذلك لأنها وإن كانت تبدو شخصية طبيعية، لا تتمتع بأي حس أخلاقي، وتفتقد للتعاطف والشعور، ولا تهتم بمقدار ما تسببه للأخرين من ألم وأذى ولا تؤثر فيها نداءات المظلومين والمقهورين.



ولو كان من الممكن تجنب التعامل مع مثل هذه الشخصيات السامة التي لا تتمتع بأدنى درجات الشرف إذا كانوا مجرد أشخاص عاديين والتقليل من الضرر الناتج عنهم، فإن الأمر يبدو كارثيا إذا ما أحتل هؤلاء مناصب قيادية، بل أن الكارثة تكون عامة وشاملة إذا ما أصبح هذا النوع من البشر هو من يمسك بمقاليد الأمور في الدولة ويتحكم في كل كبيرة وصغيرة.



هنا تصبح الجريمة مبررة، والكذب منهج، والظلم والفجور سمة عامة، هنا لا بأس من خطف الناس وتعذيبهم وقتلهم ، هنا لا يهتم أحد بتلفيق التهم وضياع مستقبل بشر لم يجنوا في حياتهم ذنبا، هنا تبدو سرقة المال العام أمر معتاد والتدمير الممنهج للبلاد وتضييع ثرواتها وإغراقها في الديون أمور هامشية، فمن يمسك بمقاليد السلطة مجموعة من المختلين عقليا الذين ليس لديهم أي وازع من ضمير أو شرف ولا يعتقدون بوجود حساب ولا عقاب ولا أخرة.



التركيب التشريحي لمخ السيكوباتي

وجد الباحثون أن مخ الشخص السيكوباتي به إرتباط ضعيف للغاية في نظام المشاعر وهو الأمر الذي يجعل الشخص السيكوباتي ليس لديه أي مشاعر عميقة وهو أيضا يجعله لا يميز مشاعر الخوف في وجوه الأخرين، كما أنه لا يشعر بالقرف من أي عمل مهما بلغت حقارته ودناءته، وبعده عن الفطرة السليمة، وهذا الارتباط هو ما يجعل البشر الطبيعيين يحجمون عن إرتكاب الأفعال الإجرامية والدنيئة.



مشاعر سطحية

إن الشخص السيكوباتي مشاعره سطحية أو بالأحرى تمثيلية فهو لا يشعر بالذنب أو بالعار ولا يتعاطف مع الأخرين في ألمهم ومحنتهم ولو كان هو السبب الرئيسي فيها.

وهو لا يتملكه الشعور بالخوف من إيذاء الأخرين ولذلك يمكنه إستخدام الصعق بالكهرباء – يبدو هذا الأمر مألوفا للغاية في بلادنا – وهو لا يبدي أي رد فعل عند سماع صراخ المعذبين.





إنعدام الشعور بالمسئولية

إن الشخص السيكوباتي ليس لديه أي حس بالمسئولية، فمن الطبيعي أن لا يهتم بنسبة الفقر، أو إنتشار المرض والبؤس، أو إنهيار الدولة، بل أنه عادة ما يلقي باللوم على الأخرين – الأشرار – إذا ما وجد نفسه في وضع لا يمكنه الفرار منه.



الكذب والكذب والكذب

الشخص السيكوباتي ليس لديه ولاء للأخرين والخيانة والكذب سمتان ملازمتان له، هو يكذب كذب مرضي وهو يتمتع بدرجة يحسد عليها من الأنانية – عليكم النظر فقط إلى ساعة يده – ولا يعنيه ما يحدث للأخرين.



الشخص السيكوباتي لا يخطط للمستقبل ولذلك هو يستنفد موارد البلاد ولا يكتفي باستغلال وظيفته ولا يعنيه أن يكون لها القدرة على البقاء في الغد، وهو ينكل بالناس ويعذبهم ويضغط عليهم أقصى ضغط ممكن غير عابيء بما يمكن أن يحدث في الغد إذا ما اكتفى هؤلاء من الإذلال والإهانة وقرروا نيل حقهم بأيديهم.



وهو شخص عنيف يستخدم أقصى ما يملك من قوة حيث لا يحتاج الأمر لاستخدام القوة، ولذلك يمكن القول أن عقل الشخص السيكوباتي هو عقل مصاب بالخلل ولا يجب أبدا ان يوضع مثل هذا الشخص في موقع سلطة، وإلا فعلى البلاد والعباد السلام.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجن للشرفاء
- للمثابرين على أرض البحرين في يوم ثورتهم
- إدعم جيش وشرطة بلدك .. والطرف الثالث
- الحقيقة العارية
- كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال
- الدولة من منظور الزعماء العرب
- هأ .. هيء .. هأوو
- من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة
- رئيس يتحدث العربية ويجيد الجمع والطرح
- الوطنيون الجدد
- ثلاثية الفشل والكذب والقمع
- المبنى الأيل للسقوط
- أرض الموت
- إعلام النظام
- بارانويا النظام المصري
- لم يعش ليقص القصّة
- ما وراء الفشل
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - السيكوباتيون يحكمون