|
رحلة إلى كمشيش .. من ذكريات الطفولة والشباب ( ج 4 /6 )
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 5731 - 2017 / 12 / 18 - 13:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ويتناول الجزء الرابع.. تعرفى على أحد الأصدقاء الذى تربطه علاقة بقرية كمشيش وقادتها ودوره فى تعريفى بهم . ومشاركتى الأولى مع فلاحى القرية من منتفعى الإصلاح الزراعى فى معركة بشأن أرض الحراسة. علاوة على التعرض ببعض التفصيل لمؤتمرات ذكرى شهيد الفلاحين صلاح حسين التى تتضمن الشعارات السياسية ، والموقف من الحل السلمى بشأن الأرض المحتلة. كما يتضمن حديثا عن استشهاد الطيار أشرف مقلد،وتولى السادات الحكم . وينتهى بقرار حظر إقامة 18 فردا من قادة كمشيش فى محافظة المنوفية فى منتصف يونيو 1971 ويتعرض لتصورات القادة المبعدين عن عملية الإبعاد.
،،،،،،،،،،
إلتقائى بالسيد رفعت .. والتعرف على كمشيش :
فى العام الدراسى 1957/1958 وأنا بالصف الثانى بمدرسة المساعى المشكورة الثانوية بشبين التحقت بفريق كرة القدم بالمدرسة ؛ وأثناء التدريبات بملعب المدرسة كانت الكرة تعبر السور نحو ملعب آخر لمعهد المعلمين الفرنسى المتاخم لنا ، لذا كنا نعتلى السور لاسترداد كرتنا أو لردّ كرة جيراننا إذا ما عبرت لملعبنا. وفى تلك الأيام تعرفتُ على طالب المعهد الفرنسى (السيد رفعت عبد العزيز) الذى كان حارسا لمرمى المعهد ؛ ورويدا رويدا توطدت صداقتنا خصوصا بعد أن اكتشفتُ أنه قارئ نهم للأدب والسياسة ورومانسى حالم وليس من نوع البشر الذين لا يفكرون أبعد من أنوفهم .
كان السيد رفعت يكبرنى بعام ونصف ولم يكن شخصا تقليديا.. بل يتمتع بقدر عال من الرقة والتهذّب ويقطن بقرية البتانون وهى من أكثر قرى المنطقة عراقة وتعليما وثقافة . كنا نتبادل الزيارات إلا أن زياراتى له بقريته كانت أكثر نظرا لأن أباه كان يملك مقهى شهيرا هناك يضم بين رواده مجموعات من الفلاحين والتجار والمتعلمين والمثقفين والشباب ومنهم زملاء لى بفريق الكرة وآخرين بالصف الدراسى.
وكانت له صلات بقرية كمشيش تعرّف من خلالها على تجربة الشهيد صلاح حسين فى مقاومة الإقطاع . وفى نوفمبر 1967 اصطحبنى معه لحضور أربعين والدة الشهيد؛ وهناك بدأت مرحلة أخرى من حياتى .
دعانى قادة كمشيش لإلقاء كلمة فى ذكرى الأربعين وتعرفْتُ بعدها على زوجة الشهيد واكتشفت أن منزلنا فى سابق الأيام كان يقع فى مواجهة منزل الشهيد بشارع المدارس بشبين الكوم وأنى أعرف شقيقه الأصغر – الطيار حمودة – جيدا ، وفى فترة تالية نقلْنا مسكنَنا إلى شارع البحر وللمصادفة كان يقابله من الضفة الأخرى منزل أسرة زوجة الشهيد وأنى أعرف عددا من أشقائها حيث كان أحدهم فى نفس صفى بمدرسة المساعى الثانوية لكن فى القسم الأدبى.
وفى كمشيش تعرفت بشغف على نوعية جديدة من العمل العام هى مقاومة الفلاحين لجبروت الإقطاع . كما دعتنْى زوجة الشهيد فيما بعد لزيارتها بمنزلها فى البر الشرقى الذى تشاركها فيه أسرة خالها؛ ووجدتها ترعى ثلاثة أطفال وتقيم معها أختها الصغرى التى تَصادَف أن كانت فى سن شقيقتى أمان وفى مدرستها وصفها الدراسى. بعدها ترددتُ على منزلها كثيرا حيث كان فى طريق الذهاب اليومى إلى عملى بالمعهد الدينى بالبر الشرقى.
أول مشاركة فى الكفاح الفلاحى بكمشيش :
وفى يناير 1969 شهدتْ قرية كمشيش صداما محدودا بين بعض فلاحيها والشرطة إبان تنفيذ حكم قضائى لصالح الفرع " الفقير" من أسرة الفقى الإقطاعية. كان مضمون الحكم هو تسليم الإقطاعى قطعة أرض صغيرة سبق أن فرَضَت عليها الدولةُ الحراسةَ ؛ وتسلّمَها من الدولة بالإيجارأحدُ الفلاحين من منتفعى الإصلاح الزراعى ليزرعها؛ وقد تصدى مع أهله للشرطة وطردوها رافضين تنفيذ الحكم.
وكانت خطورة الموقف تتركز فى أن استلام الإقطاعى لقطعة الأرض من الفلاح ستكون الخطوة الأولى لتكرار ذلك مع كثير من الفلاحين المنتفعين بأرض الإقطاعى التى صادرها قانون الإصلاح الزراعى أو التى فُرِضت عليها الحراسة فى وقت سابق.أى أنها ستكون حلقة فى سلسلة لن تنتهى؛ ومن هنا كان وقف ذلك والتصدى له حاسما فى عدم تكراره مع فلاحين آخرين .. وإغلاق هذا الباب تماما.
كنت أذهب لكمشيش بعد انتهاء العمل حيث كان الفلاحون يتأهبون ربما لصدام أوسع محتمل بعد أن أرسلت أجهزة الأمن مَدَدا من القوات عَسْكرَ بالقرية تمهيدا " لعلاج " ما أفسده الفلاح محمد النجار بمقاومته لهم.
عندما حلّ أول خميس- بعد واقعة النجار- عُدتُ مبكرا من عملى بسمنود وذهبت إلى كمشيش وقضيت أول ليلة فيها مشاركا فلاحيها فى موقفهم ومتضامنا معهم. كان النهار يشهد تجمعَ فلاحى القرية على أرض محمد النجار وفى المساء كانت هناك استحكامات أخرى مختلفة.
وفى الساعة الثانية من صباح الجمعة سمعنا طَرْقا على باب المنزل الذى نقضى فيه الليل ؛ وأفاد الطارق بوصول الدكتور محمد أنيس أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة والأستاذ محمد خليل من القاهرة بشأن هذا الموضوع . التقينا به بعد دقائق وبدأ الحديث بأسئلة من الدكتور أنيس عن تفاصيل الموضوع وتدْوينٍ لما يسمعه من إجابات وتوضيحات بأجندته. وفى نهاية اللقاء ذكر أنه سيُخْطر اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكى بفحوى الموضوع وبرأيه فيه. وفهمنا منه أنه حضر لنا بمبادرة شخصية فور سماع الأخبار.. بعدها عدنا لاستئناف نومنا حتى الصباح.
مَرّ نهار الجمعة كاملا ، وبعد ساعة من انتصاف الليل بلغنا تليفونيا منه أن الموضوع سيجرى حلّه ببقاء جميع الفلاحين الزارعين لأرض الحراسة فيها. وما أكد الخبر هو قطع السكون المخيم على نقطة الشرطة بكمشيش والقوات المرابطة بالقرب منها وبوادر جَمْع مهمات الجنود استعدادا للمغادرة والعودة لمعسكراتها. وهو ما يعنى أنه عقب اتخاذ قرارات اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكى فى الساعات الأولى من يوم السبت صدرتْ الأوامر بسحب القوات المرابطة من القرية حيث سمعنا أصوات الجنود تكتنفها حالة من الهرج والمرج وهم يغنون [ سالمة يا سلامة // رحنا وجينا بالسلامة ] حيث كانوا فى حالة واضحة من السعادة.
هذا وكانت هناك واقعة سابقة مماثلة فى قرية ديروط بمحافظة البحيرة تم فيها طرد الفلاحين من أرض الحراسة؛وكانت الدولة فيما سبق قد تحفظت عليها من الإقطاع .وفى نهار السبت كانت الإذاعة والتليفزيون والصحافة قد نقلت قرارات اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكى التى رأس اجتماعها جمال عبد الناصر " بمنع طرد الفلاحين الزارعين لأرض الحراسة منها طالما كانوا يسددون ما عليهم من التزامات" .
كانت هذه الأحداثُ جميعُها بالنسبة لى تمثل حالةً درامية أشهدُها لأول مرة فى حياتى ، إلا أن هناك تصرفا تمّ معى من أحد قيادات كمشيش قبل حضور الدكتور أنيس بست ساعات أثار تساؤلات كثيرة فى رأسى وأرْجَأتُ التفكيرَ فيه لما بعد. كان هذا التصرف هو ( مطالبتى بإحضار كاميرا لاستخدامها فى التقاط بعض الصور لاعتصام الفلاحين على الأرض ) وكان ردى الواضح :( ليس لدىّ كاميرا ولا أعرف أحدا من أصدقائى لديه كاميرا ). كان مغزى هذا الطلب فى تقديرى الأوّلى " أنه اختبار لمدى صلابتى وتماسكى فى مجابهة هذا الموقف ". بمعنى ( أنى لوْ كنتُ استصعبُ الموقفَ سوف أجدُ الطلبَ مَخْرَجا مناسبا لتفادى البقاء فى المعركة؛ وإن أردتُ البقاءَ سوف أردّ على السؤال بالنفى) ؛ ورغم أن ذلك الاختبار من حق قادة كمشيش إزاء شخص حديث العهد بالنضال الفلاحى إلا أنه - بينى وبين نفسى - أثار امتعاضى ورفضته .. لكننى لم أظهر ذلك.
مؤتمر سنوى لذكرى استشهاد صلاح حسين .. ومؤشرات لاتكْذِب ضد فلاحى كمشيش :
يُذْكَر أن مؤتمر الذكرى الأولى لاستشهاد صلاح حسين عام 1967 لم يُعْقد بسبب اعتقال عدد كبير من قادة كمشيش لمدة شهرين أو يزيد إثْرَ قيام قيادة الاتحاد الاشتراكى بالقاهرة بتجميد عضوية أمين وحدة كمشيش( كمال عطية )؛ وقد بدا ذلك مؤشرا على موقف جديد ضد القرية، ولما احتج بقية قادتها على قرارالتجميد بالاعتصام فى نقطة الشرطة قام وزير الداخلية آنذاك (شعراوى جمعة ) بإصدار قرارعاجل باعتقال المعتصمين وإيداعهم سجن القلعة لمدة شهرين ثم أَفرجَ عنهم بعدها. وفى عام 1969 حل موعد ذكرى الشهيد صلاح حسين (30 إبريل ) وفيها يُعقَد مؤتمرٌ سياسى يحضره كثير من السياسيين والمثقفين والأدباء والشخصيات العامة اليسارية ؛ علاوة على وفود فلاحية من محافظة كفر الشيخ والدقهلية حيث كانت الأولى بؤرة لنضالات فلاحية يقودها طبيب وأستاذ جامعى فى القانون؛ وتزخر بعديد من الشباب اليساريين والشعراء وهو ما يشابه نسبيا الوضع فى مناطق دكرنس وسندوب وبهوت بالدقهلية.إضافة لبعض الوفود الأصغر من المنيا ومناطق أخرى.فضلا عن أحد قادة المقاومة الفلسطينية وعدد من طلاب فلسطين بجامعة المنوفية وكذلك كثير من طلاب المنوفية الناشطين فى الجامعة.
كان الاستعداد للمؤتمر يبدأ قبل موعد الذكرى بأسبوع وكان القاسم المشترك فى عملية الإعداد هو أحمد خليل- بمهاراته المتنوعة فى الكتابة والرسم والتنسيق وإبداء الملاحظات السياسية - ومحسنة توفيق واللذين كانا يحضران من القاهرة ويعسكران بالقرية حتى ينتهيا من اللمسات النهائية لعملية الإعداد. وكانت بعض الوفود تحضرُ صباح 29 إبريل حيث تجرى لقاءات بفلاحى القرية خصوصا من منتفعى الإصلاح الزراعى وكذا لقاءات بطلابها وشبابها .
•وكنت أساهم معهم فيما يتطلبه التحضير للمؤتمر حيث قمتُ بإعداد كلمة سياسية موضوعها الرئيسى التأكيد على ضرورة تحرير الأرض المحتلة منذ عام 1967 ودعم المقاومة الفلسطينية ، كذلك تناولتُ بالتفنيد ما كان يكتبه هيكل فى جريدة الأهرام حيث سعى بدأب شديد لحل سلمى تكون مقدمته حربا محدودة مع العدو الإسرائيلى. وتوضيحا لذلك: روّج هيكل فى هذه الفترة من خلال مقاله الأسبوعى "بصراحة " عبارة مفصلية بالغة الأهمية ذكرها ما بين يناير ومارس 1969 نصها كالآتى : [ إن معركة بيننا وبين العدو الإسرائيلى يَسْقط له فيها ما بين 10 – 20 الف جندى .. لها من الأبعاد المادية والمعنوية ما هو كفيل بإزالة آثار العدوان ] ، وتفسير العبارة هو: أن نقوم بمعركة محدودة نكبدُ العدوَ فيها خسائر ما بين 10 و20 ألف جندى.. وهو ما ستكون نتائجُه العسكرية والسياسية كفيلة بإزالة آثار عدوان حرب 67.
وتفنيد ذلك هو : يتحدث هيكل عن معركة محدودة ولا يتحدث عن حرب مفتوحة ، ويتحدث عن آتداعيات متنوعة لتلك المعركة المحدودة تُفْضى لإزالة آثار العدوان ولا يتحدث عن تحرير كامل الأرض بالحرب،ناهيك عن أن تلك العبارة المركبة المائعة المليئة بالتعاريج والتلميحات لاتتخذ مسارا واضحا وكلمات قاطعة مركزة تشير لأقصر الطرق لتحرير الأرض المحتلة. المهم أنى ناقشت ذلك فى لقاءات ما قبل المؤتمر مع عدد من قادة كمشيش ومع بعض الضيوف والمدعوين.. هذا من ناحية الكلمة التى كان مقررا أن ألقيها.. والتى للأسف لم أتمكن من إلقائها لسبب غير مفهوم.
•لكنى من ناحية ثانية شرعتُ فى ابتداع دور آخر بالمؤتمريتمثل فى صياغة شعارات (هتافات ) سياسية واضحة باللغة الفصحى وباللهجة الدارجة ( العامية ) تغطى كافة القضايا التى نتوقع إثارتها فى المؤتمر مثل قضية الديمقراطية – تحرير الأرض المحتلة – دعم المقاومة الفلسطينية – تسليح الشعب وتدريبه – استخدام الحرب الشعبية فى المشاركة فى عملية التحرير- دعم الفلاحين ورفع وعيهم السياسى – القضاء على ورثة الإقطاعيين الذين ينشطون فى سلب أراضى الفلاحين – منع الشركات الأمريكية من التنقيب عن البترول المصرى – الانتباه للأصوات التى ظهرت مؤخرا وتُسفّه مجانية التعليم والصحة ووضع حدٍ أدنى لأجور الفقراء - التصدى لدعاة الاستسلام للأمر الواقع خصوصا فى مجال الفن والأدب.. إلخ.على أن يتولى إلقاء هذه الشعارات عدد من الفلاحين والشبان من الجنسين.
الشعارات السياسية ..والمؤتمر الموازى :
لقد كان للشعارات السياسية (الهتافات) دورٌ بالغ الأهمية فى هذا المؤتمر بل وفى كل المؤتمرات التى تُستَخدَمُ فيها فيما بعد ؛ فهى من جانب تمثل مؤتمرا موازيا للمؤتمر المنعقد ، ومن جانب آخر تدعَم المتحدث من على المنصة إن كان يتخذ موقفا ثوريا وتعارضه إن كان موقفه انتهازيا أو متخاذلا، ومن جانب ثالث تبْرِزُ موقفَ الجمهورفى المؤتمر وتوضح أنه ليس مجرد مستمع بل طرف مشارك وله رأى يجب الإنصات له. أما عن تنفيذ تلك الفكرة (الشعارات) فكان كالآتى:
بعد كتابة الشعارات يجرى عرضُها على بعض الشخصيات السياسية الناضجة للتعرف على مدى ملاءمتها للحظة الراهنة، ثم تُقَرأُ على الأشخاص الذين سيرفعونها ويُؤخذُ رأيُهم فيها ، وبعد إقرارها يتم توزيعها عليهم إما فرادى.. أو فى مجموعات إن كانت الشعارات طويلة ، بعدها يتم تدريبهم على إلقائها ومتى يقوم بتكرارها وفى أية لحظة من كلمة المتحدث يتم رفعها حتى لا تقطع أفكاره...إلخ . يتلوها اختيار أماكن رافعى الشعارات على مساحة المؤتمر .
وفى هذا المؤتمر (1969) نفذنا التجربة الأولى فلاقت نجاحا واضحا واستحسانا من الحضور، بعدها تم تطوير ذلك باستخدامها فى المظاهرات والمسيرات. هذا وقد عوّضَتْ الشعاراتُ بعضَ ما كانت كلمتى- التى تم حجبها - تتضمنه من وجهات نظر.
بعد انتهاء المؤتمر وعودة ضيوفه إلى بلادهم كان رد الفعل فى عديد من المناطق إيجابيا وهو ما ساهم فى تطوير أدائنا وأدواتنا. ومن ناحية أخرى زادت علاقتى بفلاحى كمشيش متانة وتعرفت على مئات الأسر فيها تعرفا مباشرا وليس من خلال قادة القرية حيث مكننى ذلك من دخول نصف بيوت القرية حصريا دون أدنى مبالغة .
توثّق الصلة بفلاحى كمشيش .. وقصة بقرة " بَغدّة " :
فى إحدى أمسيات صيف عام 1970 كنت أسير ليلا فى طريق الحقول مع عبد الحميد عطية أحد قادة القرية من الفلاحين حوالى العاشرة مساء ؛ وباقترابنا من أحد بيوتها المتناثرة سمعنا جَلَبة داخله . طرقنا الباب نستطلع الأمر؛ فأخبرونا أنهم يُوَلّدون بقرة متعثرة فى ولادتها . دخلنا المنزل فإذا بالقائم بعملية التوليد ( العم عبد المولى رضوان ) فسألناه عن سبب التعثر فى الولادة فأفادنا بأن الجنين يتخذ وضعا معاكسا.. فرأسه ناحية رأس أمه وليس ناحية ذيلها. ونظراً لكبر كرش البقرة وضخامتها لم يتمكن عم عبد المولى من الوصول لرأس الجنين رغم استعانته بحبل له خيّة فى طرفه، وقد حاول- لمدة ساعة قبل حضورنا – تعليق الخيّة فى فك الجنين لجذبه للخلف ليتخذ الوضع الصحيح إلا أنه لم يتمكن من ذلك. واستأنف محاولاته فى وجودنا إلا أنه لم يَفلَح.
وهنا سألت العم عبد المولى على استحياء : أين موقع رأس الجنين بالضبط..؟ فأشار لى بيده : هنا.. وكان المكان فى مقدمة الكرش.فقلت له على استحياء أشدّ: لدىّ فكرة لعلاج الموضوع.. فضحك بعض الموجودين وابتسم بعض آخر .. لا لشئ إلا لأنى كنت الوحيد بين الموجودين السبعة أو الثمانية الذى يلبس قميصا وبنطلون ( أفندى يعنى ).
كانت البقرة قد ظهر عليها الإعياء ( واتفَرْهَدِتْ ) بينما وجه صاحبتها ( العمة بغدّة ) يكتسى بتكشيرة مزعجة. فقلت للعم عبد المولى أدْخِل يدك فى بطن البقرة وسأرفعه لك ؛ وانحنيت تحتها وعند مقدمة الكرش رفعت ظهرى لأعلى وبالتالى ارتفع الكرش والجنين فالتقط العم عبد المولى فكّه بخية الحبل وجذبه .. ثم عدّل وضْع أرجل الجنين وتمكن فى بحر دقائق من إخراجه من بطنها . وهنا انْفرَجَتْ أساريرُ الجميع وضجّوا بالضحك وانهالت النكات ( لأ دا انت تلازِم عم عبد المولى فى أى ولادة جايه ، أيوه يا دكتور ، والله دا انته مبروك) وهكذا. بعدها صمّمت العمة بغدة أن أتناول العشاء عندها فقلت لها : " تبقى لى عندك عشوة " ، وعُدْنا أدْراجَنا بعد ساعة وربع من العناء اللذيذ. وفى اليوم التالى صارت قصة بغدة وبقرتُها معروفة للكثير من أهالى القرية.
أكثر مؤتمرات الذكرى سخونة :
لقد اقتصر أغلب النشاط السياسى العملى فى كمشيش منذ واقعة الصدام بين منتفع الإصلاح الزراعى محمد النجار مع الشرطة فى يناير 1969 على عقد مؤتمر ذكرى الشهيد صلاح حسين فى 30 إبريل من كل عام منذ 1968 وحتى 1971.
وقد كان مؤتمر1970 ساخنا مقارنا بالمؤتمر السابق فى 69، واعتادت شاهندة زوجة الشهيد على إقامته فى فناء منزل أسرتها الذى كان يتسع لحوالى 2500 فرد.
وفى هذا المؤتمرحضرَتْ وفودٌ من كوبا وفيتنام وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفييتى والمجر وفلسطين لكن لم يطرح رأيَهُ فى المؤتمر سوى الاتحاد السوفييتى والمقاومة الفلسطينية .. ربما بسبب اللغة؛ وكان ضمن الحضور عدد قليل من شباب الماى والبتانون فضلا عن وفود كفر الشيخ والدقهلية.
وأتذكّر ما قاله رئيس الوفد السوفييتى تعليقا على شعار رفعتْه أمان صقر يقول [ لا رجعية ولا استعمار // الحل السلمى علينا عار] حيث قال الرجل معترضا: لماذا تعارضون الحل السلمى..؟ ولأنه لمْ يكنْ ممكنا فتْحُ حوار بشأن ذلك معه لأنه كان معروفا للكافة أنه برغم دعم الاتحاد السوفييتى لمصر بالسلاح والخبراء فإن ثقتهم قد انهارت بشأن الجيش المصرى وأدائه فى حرب 1967 وحصولِ إسرائيل والولايات المتحدة على كثير من الأسلحة السوفيتية كغنائم من الحرب وهو ما يُعَدُ خسارة فادحة لهم على المستوى السياسى والعسكرى والتقنى علاوة على الخسارة المالية ؛ فمصر كانت تحصُل على السلاح السوفييتى بأسعار زهيدة جدا مقارنة بأسعارها فى السوق العالمية ، كما كانت تسدد ديونها للسوفييت بالبرتقال والموبيليا وليس بالعملة الصعبة.
المهم أن شاهندة أرملة الشهيد صلاح أبلغتنى برأى رئيس الوفد السوفييتى السابق ذكره.. لهذا كان من الضرورى أن نؤكد لهم أن رأيَهم لا يُلزمنا ولا نتقيّد به ، ولذلك قمتُ برفع شعار يُحيّى الشعب السوفييتى وفى أعقابه مباشرة أعدْتُ الشعار الذى رفعتهُ أمان حرفيا وهو ما لقى استحسان الحاضرين.
استشهاد الطيار أشرف مقلد عام 1970 :
قبل هذا المؤتمر بأسبوعين استشهد الملازم أول أشرف مقلد شقيق شاهندة أثناء التدريبات بطائرة سوخوى فى مصر فى 16 إبريل 1970. وشارك في تشييع جنازته (فى 20 إبريل) بقرية كمشيش مندوب من رئاسة الجمهورية وآخر من قيادة سلاح الطيران، ومحافظ المنوفية وكثير من السياسيين والمثقفين والطلاب من كثير من المحافظات. وفى الجنازة رُفِعتْ شعارات قوية ضد مبادرة روجرز- وزير الخارجية الأمريكى – التى وافقت عليها مصر( لأ ياروجرز جىّ ليه // قبلك سيسكو عِصينا عليه )، وشعارات أخرى ضد مساعديه سيسكو وسكرانتون: ( لاسيسكو ولا جولدمان // لاعملا ولا أمريكان ، لاسيسكو ولا سكرانتون // عزْمْ ولادنا أقوى م الفانتوم) ، كما رُفع شعار مطوّل مُوجهٌ للفلاحين أشعل الجنازة المشتعلة أصلا:
يا فلاحين يا فلاحين // إنتوا فين يا فلاحين..؟ يا فلاحين يا مُعْدَمين // مالكو ليه متكمّمين..؟ ساكتين على إيه يا فلاحين // واليهود مستوطنين..؟ دا عيشكو سريس يا فلاحين// وغموسكو طين يا معدمين.. لابدل تمثيل يا فلاحين // ولا منحة تعين وانتو صايمين. مَحْناش ساكتين يا فلاحين// على جولة سيسكو مع اليمين ساكتين على إيه يا فلاحين // شيلوا السلاح ضد اليمين حقكو خدوه يا فلاحين // ولا تطلبوه يا معدمين ما يُحُك جلودكو يا فلاحين // إلا ضوافِرْكو يامعدمين إحنا فين واحنا مين ..؟ // آدى الشمال وادى اليمين..؟
علاوة على شعار آخر يجمع كل شهداء كمشيش سواء فى المقاومة ضد الإقطاع أو فى معارك اليمن أو فى الإعداد لمعركة تحرير سيناء.. يقول:
ياكمشيش هاتى ما تعِدّى // عنّا ولادِك ما بتْخبّى أرضك طرحـت أول عنتر// ضد الظلم وأهله بيظهر ياكمشيش هاتى ما تعدى ..... يابو زيد وحَميتْ الأرض // من أطماع أعداء الشعب ياكمشيش هاتى..... يا حمودة يا قلب الثورة // رَويت بالدم اليمن الخَضْرا ياكمشيش هاتى..... الخط .. المبدأ .. إلْكفاح // هما السلاح يا صلاح ياكمشيش هاتى..... يا أشرف يا زهرة غالية // دمك عمرُه مايصبح مَيّه التار بالنار يا ثوار // و يا جنود على خط النار ياكمشيش هاتى.. ما تعدّى.....
والشهداء الذين تناولهم الشعارهم عبد الحميد عنتر واستشهد عام 1957 ، وأبو زيد أبو رواش واستشهد عام 1955 وهما فلاحان ، وحمودة حسين ( طيار ) شقيق صلاح واستشهد عام 1963 ، وصلاح حسين الذى استشهد عام 1966. ،علاوة على أشرف مقلد ( طيار) واستشهد عام 1970.
هذا وقد سمع مندوبا الرئاسة وسلاح الطيران، والمحافظ وأجهزة الأمن جملة هذه الشعارات أكثر من مرة وبصورة واضحة والتى ( تعارض التلكؤ فى تحرير الأرض وحصار الحريات ، وصعوبة المعيشة ) لمدة لا تقل عن ساعة ونصف استغرقها سير الجنازة من المنزل إلى المقابر. وبدءا من صباح اليوم التالى امتلأت شوارع القرية بمجموعات تضم الواحدة عشرات الأطفال يرددون مقاطع من شعار ( ياكمشيش هاتى ما تعدى..).
مؤتمر 1971 بعد تولى السادات.. وتفنيد آراء هيكل :
تولى السادات الحكم فى أكتوبر1970وفى مؤتمر الذكرى الأخير الذى تلا انقلاب 14 و15 مايو1971قامت السيدة / محسنة توفيق خلال المؤتمر بإبلاغى بضرورة رفع شعارات تكشف دعاية هيكل التى تسعى لعدم الصدام مع الولايات المتحدة الأمريكية تمهيدا للحل السلمى الذى ارتفعت نغمته كثيرا بعد وفاة عبد الناصر وتولّى السادات مقاليد الحكم ؛ لأن ما قيل عن هيكل من منصة المؤتمر ليس كافيا. وعلى إثر ذلك انتحيتُ جانبا وكتبت شعارا رفعته أمان يقول :
راسْنا بِراس الأمريكان // يا نعيش احنا يا الأمريكان راسْنا بِراس الأمريكان // يا نموت احنا يا الأمريكان مش حنصالح الأمريكان // لأ حنّاطح الأمريكان بينّا وبينكم .. فيه ميدان // وبالسلاح نبنى السلام وكان ذلك الشعار ردا على مقال هيكل الذى طالب فيه بعدم مناطحة الثور الأمريكى الهائج .
الاستبداد يمشى على أرجل ، إبعاد 21 شخصا عن محافظة المنوفية فى 14فى يونيو 1971 :
بعد إطاحة السادات برجال عبد الناصر بشهر واحد .. صدر قرار ممدوح سالم رئيس الوزراء الذى تولى وزارة الداخلية فى نفس الوقت برقم 1065 / 1971 بإبعاد ( أى حظر إقامة ) 18 فردا من قادة كمشيش بمحافظة المنوفية. هذا وقد صاحب عملية الإبعاد هجوم بربرى من قوات الأمن بقيادة سامى خضير رئيس فرع أمن الدولة بالمنوفية حيث تمت مداهمة المنازل ليلا وتدمير محتوياتها والعدوان على أهلها بل وعلى عدد من المُبْعَدين ، وشمل القرار كلا من:
شاهندة مقلد – كمال عطية – موسى أبو لبن – شوقى شريف- أحمد رجب- ربيع عيسى - بدراوى أمان- محمود النجار – رجب حرحش – نوال أبو شافعى- السيد مقلد – عبد المجيد الخولى – الشربينى تعلب – تفيدة أبو شافعى – سامى أبو خليل – الدمرداش النجار- عبد الحميد عطية – بشير صقر.
• منهم خمسة حُظِرَت إقامتُهم فى محافظتين ( المنوفية وكفر الشيخ ) وهم : شاهندة مقلد ، وربيع عيسى ، وأحمد رجب ؛ وعبد الحميد عطية ، وبشير صقر.
• وبعد ثلاثة شهور صدر ملحق بإبعاد ثلاثة آخرين هم : شحاته أمان ، على عزام ، عاشور شريف. والأول محامى والآخران فلاحان.
• كما صدر فيما بعد ملحق آخر بإبعاد السيد مقلد من الفيوم إلى قنا، وبشير صقر من أسيوط إلى جرجا بمحافظة سوهاج.
المبعدون بالقهر والاستبداد وتصوراتهم عن المستقبل :
فى شهر يوليو 1971 التقى الجزء الأكبر من المبعدين فى منزل أحد الأصدقاء بشارع الهرم بالقاهرة تناولوا فيه كيفية مواجهة هذه الهجمة ؛ وقد رأى الحاضرون جميعا باستثنائى بأن الدولة ستعيدهم إلى كمشيش بعد إصدار الدستور الجديد ( صدر فى أواخر 1971 ) بينما كان لى رأىٌ مختلف فقد أكدتُ لهم أن ما قرره السادات بإبعادنا من محافظتنا لا يعْدو أن يكون الضربة الأولى التى ستتلوها ضربات أشد ؛ خصوصا إذا ما استمررنا فى المقاومة والنشاط ، وأتذكر أنى قلت [ أن مشهد تشييع جنازة أشرف فى20 إبريل 1970 وما دار فيه ؛ علاوة على مادار بعدها بأيام فى مؤتمر الذكرى فى30 إبريل1970 ثم فى مؤتمر 1971؛ إضافة إلى التقارير التى نقلتها المباحث العامة عن الجنازة والمؤتمرفى العام الماضى من أن أطفال كمشيش كانوا يرددون يوميا الشعارات السياسية للجنازة .. هذه كلها كانت القشة التى قصمت ظهرَ البعير وأسهمت فى إصدار قرار الإبعاد. أى لا عودة لنا للمنوفية برِضَى الدولة. وبالمناسبة ففكرة الإبعاد هى فكرة السادات بالأساس وليس أحدا غيره لأن الدستور- الذى صدر فى عهده بعد الإبعاد كان ينص فى المادة 41 منه على – " تجريم منع المواطنين من التنقل ".
وتأكيدا لذلك [ أُذكّر بما قام به السادات فى عام 1954 عندما توجه لكمشيش لعقد صلح بين الفلاحين وعائلة الفقى الإقطاعية التى تهَرّبتْ من تطبيق قانون الإصلاح الزراعى لمدة 9 سنوات. ذهب السادات للقرية - موفدا من مجلس قيادة الثورة - وجلس فى قصْر الفقى وأرسل بعضَ الخفراء لاستدعاء قيادات الفلاحين لمقابلته؛ وعندماعرفوا بمكانه رفضوا الحضور ، فأمر بإقامة خيمة فى الشارع وجلس فيها ؛ وجمع قادة َالفلاحين ( 20 شخصا ) خارجها ثم أدخلَهم الخيمة واحدا بعد الآخر وليسوا مجتمعين. كان السادات يسأل الفلاح ماهى مشكلتك..؟ فيجيب الفلاح : ليست لى مشكلة شخصية.. المشكلة عامة مع الإقطاع. وبمجرد سماعه هذه الإجابة يمنعه من استكمال كلامه ويأمره بالخروج من الخيمة.. وهكذا. وحيث فشل السادات يومها فى إبرام الصلح فقد أمر باعتقال العشرين فلاحا وزجّ بهم فى معتقل قنا عشرين شهرا دون محاكمة..] إذن فالسادات له سابقة مع هذه القرية.
وقد اتفق المبعدون الحاضرون على رفع دعوى قضائية أمام القضاء الإدارى يطالبون فيها بإلغاء قرار الإبعاد رقم 1065 / 1971 وبالتعويض .
هذا وقد تولى الدفاع عنهم الأستاذ نبيل الهلالى المحامى؛ بعدها صدرالحكم عام 1975 بعودتهم للمنوفية وبالتعويض ( 400 جنيه لكل مبعد ) .وهكذا اكتشف المبعدون الـ 21 أو أغلبهم وهم [ 3 نساء ،6 فلاحين، 12 من الموظفين والمهنيين ] أن الدولة خالفت الدستور و القانون وأبسط قواعد الديمقراطية ومواثيق وعهود حقوق الإنسان التى وقعت عليها مع كثير من دول العالم ولم تُعِدْهم لبلدهم كما توقعوا.. بل كانت تبعدهم مرة ثانية من المحافظات التى أبعدوا إليها و تعمّدت التنكيل بهم فنقلت الموظف لمحافظة بينما ألقت بزوجته فى محافظة أخرى.
،،،،،،،،،،،،،
وإلى أن نلتقى بعد يومين فى الجزء الخامس بعنوان : رحلة إلى الصعيد.. والحركة الطلابية بأسيوط.
#بشير_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل السياسى ودعم المقاومة الفلسطينية بالماى وشبين الكوم- م
...
-
من ذكريات الطفولة والشباب – رحلة لقريتى.. الماى (ج 2/6)
-
من ذكريات الطفولة والشباب – أحداث الطفولة ج 1/ 6
-
رسالة إلى من يريد أن يتذكر التاريخ أو يعرفه ..من أهالى قرية
...
-
انجازات جحافل الشرطة فى ارياف البحيرة تغطى اخفاقاتها على طري
...
-
حوار مع ابنتى الصغيرة حول عبارة شهيد
-
أحنا وهمّا والزمن طويل : مثال عملى لدور الشرطة لمنع الفلاحين
...
-
هل باع الفلسطينيون أرضهم..؟!
-
مدرسة الفوالق والجيولوجيا.. أم مدرسة الإنسان والتاريخ..؟ الط
...
-
خلية فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية .. والحمض النووى الاستخبارا
...
-
حروب حقيقية فى مصر.. ضد فلاحي البحيرة وعمال طرة والمسيحيين
-
ملحق جريمة قتل فلاحة الكمبانية بحيرة
-
ضابط بشرطة البحيرة يقتل فلاحة بقرية الكومبانية مركز دمنهور
-
مجزرة شرطية جديدة لفلاحى الإصلاح الزراعى فى عزبة حبيب بالبحي
...
-
فى كوم إشّو .. يا تهِشّه.. يا تنِشّه .. لكن لا نفقد الأمل -
...
-
أخطر هجوم إعلامى روسى على المكارثية الجديدة فى واشنطون ..تعق
...
-
صواريخ توما هوك الأمريكية فى البحر!.. كيف سربت روسيا إسقاطه
...
-
مَهْرَب كوميدى من غرامة محكمة سويسرا فى قضية الغاز
-
داروين وميتشورين وصواب المسار العلمى والسياسى
-
مداهمات شرطية جديدة لفلاحي البحيرة.. لتنفيذ أحكام غيابية بال
...
المزيد.....
-
جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
-
غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا
...
-
دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
-
أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ
...
-
حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب
...
-
زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال
...
-
شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال
...
-
مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
-
نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|