أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - منظمة العمل الشيوعي - تونس - الانتصار لفلسطين يمرّ عبر المقاومة الشعبية















المزيد.....

الانتصار لفلسطين يمرّ عبر المقاومة الشعبية


منظمة العمل الشيوعي - تونس

الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 04:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل السفارة الامريكية الي القدس المحتلة، حالة من الغضب الشعبي العربي، وحتى الدولي. وانطلقت دعوات من أطراف عدّة لتنظيم تحرّكات ضدّ هذا التوجه والخيار من الإدارة الامريكية.
وإن كانت هذه الدعوات، إضافة إلى حملات التضامن على صفحات التواصل الاجتماعي، تمثّل محرارًا للغضب الشعبي المتعاظم ضدّ سياسات الاستعمار والاستيطان الصهيوني وتأكيدًا لمركزية القضية الفلسطينية، إلا أنّها تحمل في طياتها إخلالات ورؤى خاطئة تهدّد بأفول هذا الغضب مع مرور الوقت، أو إثر أوّل مناورة من العدوّ.
باتَ من الضروري اليوم، بعد مائة سنة من وعد بلفور، العمل تصحيح مسار المقاومة، الذي لن يتجذّر الّا بوعينا الحقائق التالية:
- إنّ الخيار الذي انتهجه ترامب ليس بالخيار الشخصي أو وليدًا لجنون الرجل، كما يُراد تقديمه اعلاميًا (إذ أصدر الكونغرس الأمريكي منذ سنة 2002 تشريعاً ينصّ على تحويل السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى القدس المحتلّة). فهذه الخطوة، كما توقيتها، تعبّر بوضوح عن طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية تاريخيًا. وما ترامب الّا منفّذ جديد لنفس السياسة. كما لا يجب أن ننسى أن تفعيل هذه الخطوة كان أحد أهمّ نقاط برنامج ترامب الانتخابي لاستمالة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. لذلك فإنّ التعويل على دور أمريكي لـ"إحلال السلام" ليس سوى وهمٌ تروّجه الرجعيات العربية لتبرير سياسات الاستلام ولاحتواء غضب الجماهير العربية عبر مقولات من قبيل "سياسة المراحل" و"الواقعية".
- لا تُعتَبَرُ معارضة عدد من الهيئات الدولية والحكومات، ومنها الحكومة التونسية، هذه الخطوة من موقع الانحياز لعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في دحر الاستعمار. بلْ تندرج في منطق الانحياز لقرارات الامم المتحدة وما يسمّى بـ"الشرعية الدولية". وهو ما يعني الاعتراف بـ"حلّ الدولتين" وفرض أمر واقع بوجود الكيان الصهيوني. لذلك لن تتجاوز كل قرارات هاته الحكومة، ومعها الجامعة العربية، الخطوط الحمر المرسومة من الامبريالية. فمن لم يتجرأ على سنّ قانون يجرّم التطبيع مع الصهيونية ومنْ صمت عن جريمة العدو في حق الشهيد الزواري لنْ يُقدم اليوم على رفع صوته امام السفير الامريكي. كما أنّ هذا القرار ما كان ليرى النور لولا تواطئ الرجعيات العربية التي حاصرت المقاومة و فرضت سياسة التطبيع و اعترفت بالكيان الصهيوني.
وبالاضافة لخيانات النظام الرسمي العربي، تساهم هيمنة منظور ومسار أوسلو على رؤية اغلب الفصائل الفلسطينية في انحسار وتراجع دور المقاومة. الأمر الذي ترك الجماهير المنتفضة دون سند حقيقي قادر على ردع عنجهية العدو الصهيوني وكلّ القوى الداعمة له. وهو ما يجعل كافّة الدعوات إلى "الوحدة الوطنية" أو انتظار استفاقة من السلطة الفلسطينية وعودتها لخندق المقاومة، محض أوهام واستمرارًا لمنطق الهزيمة.
- تتعامل عدّة فعاليات سياسية وشعبية مع قرار ترامب بمنطق "صراع الديانات"، وانطلاقا من كون المعركة تستهدف مقدسات المسلمين. في حين أنّ القدس هي أرض لكافّة الديانات السماوية، وأنّ المعركة الحقيقية هي ضدّ الامبريالية ، ورأس حربتها الحركة الصهيونية، من أجل تحرير أرض عربية محتلّة. وما خطوة الادارة الامريكية إلا اعلان جديد عن مساندة الكيان الصهيوني وليهودية "اسرائيل". أيْ هي تعزيز للصورة الفاشيّة لهذا الكيان العنصري الغاشم.
- تتسلّل إلى الجماهير في تونس والوطن العربي بعض الرؤى الانهزامية والاستسلامية من مصادر مختلفة (مخابر الكيان/ الرجعية الليبرالية/ الفوضوية الجديدة وغيرها)، تحاول جاهدة نشر الإحباط واليأس وتسطيح كل فعل أو موقف يعبر عن مساندته لنضال شعب فلسطين والعرب ضدّ الصهيونية. وفي ظلّ تواصل تصفية مكتسبات الانتفاضات العربية قد يصبح لهذه الأفكار أثار كارثية خاصة على النخب والطاقات الشبابية.
- تغيب عن الساحة السياسة والشعبية على مستوى دولي، حتى في صفوف الداعمين للقضية الفلسطينية، رؤية ثورية لحلّ هاته المظلمة التي تدوم منذ قرن من الزمان. إذ تتصارع رئيسيا: رؤية تقول ب "حلّ الدولتين" ضمن حدود 1967 وفق مقررات "الشرعية الدولية"، والمتمثلة في قرار مجلس الأمن 242 وسيطرة الكيان الغاشم على باقي أراضي فلسطين التاريخية، مقابل يهودية دولة "اسرائيل" وعدم الاعتراف بحق العودة والتمسك بالمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وفق رؤية الحركة الصهيونية.
وهذا ما أفضى إلى أزمة الأٌفق والبديل التي تعيشها جلّ حركات الدعم وحملات التضامن. الأمر الذي يجعل من مهمّة الدفاع والترويج لطرح الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية من أوكد المهمّات المطروحة على عاتقنا. وفي الواقع، يعود هذا الحلّ إلى ما قبل نكبة 1948. كما روّجه وعمّقه اليسار الفلسطيني والعربي عمومًا في أواخر الستينات قبل أن تتراجع عنه منظمة التحرير سنة 1974 وتفرّط في حق فلسطيني أراضي 48، وتقصي ملايين اللاجئين في الوطن العربي والعالم من المعادلة السياسية مقابل مسار كارثي ووعد بـ"دويلة" لن تقام إلا في مخيلة الاستسلاميين.
وعلى عكس ما يروّج له المنهزمون، لم يكن طرح الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية من البحر إلى النهر أكثر راهنيّة ممّا عليه اليوم. ولذا فإنّه من الضروري تسليح الممارسة العمليّة للمقاومة في كل مستوياتها بهذا المنظور الاستراتيجي الثوري.
ختاما، يجب التأكيد على أنّ النضال الفلسطيني ليس معزولا عن نضالات قوى الثورة وجماهير شعبنا في الوطن العربي وعن نضال كل أحرار العالم. لذلك يُعدُّ تصعيد المقاومة قُطريًا سندٌ اساسي لتعزيز صمود المقاومة الفلسطينية.
وهو ما يجعل من أوكد المهمّات المُلقاة على عاتقنا في هاته اللحظة الفارقة من تاريخنا المعاصر:
1- محاصرة المطبّعين شعبيا وبناء استراتيجية عمل متواصلة في ما يتعلّق بالأسرى تجريم التطبيع ونشر ثقافة المقاومة؛
2- مواصلة التعبئة الشعبية والتظاهر، خاصّة أمام السفارة الامريكية، وفضح كلّ سياسات النظام العميل في تونس؛
3- الدعاية المكثّفة في أوساط الشعب لبرنامج الثورة الوطنية الديموقراطية ولحلّ الدولة الديموقراطية العلمانية في فلسطين. كامل فلسطين، من النهر إلى البحر.
لنعمّم التضامن. لنوّحد المقاومة!
تحية للشهداء والأسرى والقابضين على زناد بنادقهم في مواجهة أعداء شعبنا!
لتسقط الامبريالية والصهيونية والرجعيّات العربية!
عاشت فلسطين حرّة عربية!
من أجل فلسطين ديمقراطية علمانية موحَّدَة من النهر إلى البحر!



#منظمة_العمل_الشيوعي_-_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة العمل الشيوعي - تونس: حول أحداث محاولة الانقلاب في ترك ...
- طوفان الفساد والنهب لن يوقفه سوى طوفان المقاومة الشّعبية
- ورقات اقتصادية: -المديونية والخوصصة-
- ليبيا والانفجار الكبير
- منظمة العمل الشيوعي - تونس: بيان اليوم العالمي للعمال
- قرقنة.. تراجع الجلاد فأين نمضي ؟
- إفتتاحية العدد الثالث من جريدة الشيوعي: ستظل ترددها..
- عام على عملية باردو الارهابية ... ماذا بعد بنقردان؟
- سيريزا: أزمة الرأسمالية أم أزمة بديلها الثوري ؟
- وحدة الثوريين والمهام الراهنة
- معركة الثروات الطبيعية... من أجل فهم أعمق
- الجبهة الثورية: السياق والمهام
- لماذا الشيوعي ؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - منظمة العمل الشيوعي - تونس - الانتصار لفلسطين يمرّ عبر المقاومة الشعبية