أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين - ريم شطيح - عمل المرأة والحصانة الاقتصادية














المزيد.....

عمل المرأة والحصانة الاقتصادية


ريم شطيح

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 10:40
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين
    


في مواجهة الشر أو المتاعب والظروف في كل العصور، لا بدّ للإنسان رجلاً كان أو امرأةً أن يكون قوياً قادراً على المواجهة. وكي يكون قادراً أو على الأقل يستطيع حماية نفسه، لا بدّ من نوع من الحصانة الاقتصادية المادية كي تَضمن له استقلاليته لاتخاذ أي قرار يُبعده عن محيط العنف والشر، أو يساعده على الحل في مواجهة الظروف وخاصةً للجنس المُستضعف في المجتمعات الشرقية أَلا وهو المرأة.

خاضتْ المرأة (معارك) منذ عقود وما زالت من أجل مساواتها بالرجل ومطالبتها بحقوقها، إذ عملت المجتمعات البدائية بالتزامن مع الأفكار الدينية سائدة على عدم مساواة المرأة والرجل في الأدوار أو حتى في القيمة، فجُعِل دور المرأة نفعياً يقتصر على خدمة الزوج والأولاد، وحصرها في دورها البيولوجي في الإنجاب، وإبعادها عن معترك الحياة العملية والمهنية، وإبقائها في دورها المنزلي التَّبَعي، فمِن تحت وصاية أبيها إلى وصاية زوجها.

وكانت وما زالت تتعرض للكثير من العنف الأُسَري من دون أن تجد لنفسها أو لأطفالها حيلةً أو مرجعيةً للحماية خصوصاً إذا كانت غير قادرة أن تُعيل نفسها اقتصادياً، ولأن البنود التي ينصّ عليها قانون الأحوال الشخصية في معظم الدول العربية والشرق أوسطية لا تُساند المرأة بشكل كامل، لاسيما في حالات الطلاق وحرمانها من بيت الزوجية في هذه الظروف؛ تجد المرأة نفسها ضعيفة لا حيلة لها فتستسلم للحلول التي تُبقيها على الأقل تحت سقف منزل يؤويها. من هنا، كان لعمل المرأة وعلمها وثقافتها دور مهم في حماية نفسها وتحرّرها سواء كان من التبعية الاقتصادية للرجل أو من العنف المُوجَّه لها منه في حال وُجِد. وإنّ في حماية نفسها حمايةٌ أيضاً لأطفالها في حال كانت تتعرض وأطفالها للعنف الأُسَري من الزوج أو حتى من الأهل، فضلاً عن أنّ في عملها مساندة للرجل ومشاركة في العبء المادي الذي يقع عليه في تأمين حاجيات العائلة.

لا بدّ من التأكيد أنّ الاستقلالية الاقتصادية هي أساس وركيزة مهمة في حياة الإنسان عموماً، ولكي تضمن المرأة حصولها على عمل، عليها أن تتسلح بالعلم وبشهادة جامعية كحدٍّ أدنى قد يضمن لها إيجاد عمل يحميها تُعيل نفسها من خلاله. إلاّ أنّ عمل المرأة خارج المنزل ما زال يُشكِّل معضِّلة ما عند مُناهِضَيه مِمَّن يعتبر أنّ عمل المرأة يتعارض نوعاً ما مع أدائها في الحياة المنزلية وقدرتها على الموازنة بين العمل والعائلة أُماً وزوجةً ومربية، إلاّ أن هذا قابلٌ للحل بمشاركة الزوجين في العناية بالأولاد أو الأمور المنزلية الطارئة وغيرها.

من جهة أخرى، ما زالت في مجتمعنا فئة تعتبر عمل المرأة خطراً على الرجل، وذلك لأسباب قد تساوي بينهما، وهذا ما لا يقبله الكثير من الرجال في المجتمعات الذكورية، أو لأسباب أخرى لها علاقة بالموروث الثقافي والديني الذي قد يعارض وجود المرأة وتعاملها بكيان مستقل في العمل، إذ ما زالتْ مسألة حصار المرأة تحت ذريعة حمايتها تُشكِّل العائق الأهم والأكبر، وكذلك السيطرة عليها وإبقائها حبيسة منزلها والعائلة و(القليل من الحقوق).

إذاً الضروري اليوم هو العمل على تغيير النظرة الذكورية إلى المرأة العاملة، وحثّ المرأة على الاستمرارية في نضالها من أجل تحرّرها من قيود المجتمع الذكوري مع الحفاظ على دورها أماً وزوجة في حال كانت أو أرادت أن تكونَ أُماً وراعية لشؤون العائلة.

على المرأة اليوم الاجتهاد على وضعها وتثقيف نفسها وأن تعرف أولاً حقوقها وواجباتها وحقوق الرجل أيضاً لتستطيع تربية أولادها والمساهمة في تعليمهم. عملها خارج المنزل يُعطيها حصانةً اقتصاديةً تستطيع من خلالها حماية نفسها ليس فقط من عنف الزوج، بل من الأفكار البدائية والقيود والتقاليد الموروثة التي تُعيق تحرّرها ومساواتها بالرجل بالحقوق والواجبات ولتستطيع أن تكون إنسانة تشعر بإنسانيتها وقيمتها. وعلى الحقوقيين اليوم والمثقفين من كل الفئات المطالبة بتعديل المواد والبنود في قانون الأحوال الشخصية التي لا تُساوي بين الرجل والمرأة، والعمل على رفع وصاية رجال الدين عن القانون والمطالبة بقوانين مدَنية أكثر إنسانية تحفظ حقوق الجميع.
ريم شطيح - كاتبة وباحثة سورية
———————————



#ريم_شطيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للفتاة
- الإنسان قربان الانسان، والعقل مُنقِذه الوحيد
- المحبة يُظهرها العطاء النقي والتشارُكية
- يوم الأرض الفلسطيني ومفهوم الأرض اليوم بعد الحروب
- المرأة السورية بين الحرب واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد ...
- الجيل الجديد بين الأهل والمجتمع الأبوي والأنظمة الرأسمالية
- طقس الدّم
- الإستقلالية والمشروع الثقافي
- - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي.
- الحُب
- التعددية والهوية السورية والنظام العِلماني
- التواضُع والغُرور
- الإنسان بين الله والحاكم
- الإنسان في الحروب وثقافة الحياة
- المعرفة والنهوض المُجتمعي
- اليهود والصّهيونيّة العالَميّة


المزيد.....




- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة
- وزراء إسرائيليون يجتمعون بشأن الرهائن وخطة رفح


المزيد.....

- مئة عام من مركزية الجسد في الحراك النسوي المصري: تطور سؤال - ... / نظرة للدراسات النسوية
- لماذا أصبحنا نسويات؟ حكايات وتجارب النسويات، من الحيز الشخصي ... / نظرة للدراسات النسوية
- في مناسبة الثامن من آذار .. يوم المرأة الفلسطينية / غازي الصوراني
- الجمعية النسوية السرية للإطاحة بالنظام الذكوري المستبد / سلمى بالحاج مبروك
- المرأة والاشتراكية / نوال السعداوي
- حركة التحرر النسوي: تاريخها ومآلاتها / هبة الصغير
- ملاحظات أولية حول الحركة النسائية المغربية على ضوء موقفها من ... / زكية محمود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين - ريم شطيح - عمل المرأة والحصانة الاقتصادية