أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - ليسبوز والبابلي














المزيد.....

ليسبوز والبابلي


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 18:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



مثل كل المتسللين بعيدا عن الوجع راحوا يبحثون عن طوق النجاة. بين مخالب وحوش كاسرة ربما. فوق حمم بركانية جائز. على ارض جهنم ظنا بانها جنة الخلاص وهما محتمل. لكنهم هربوا بارواحهم من ارض تحترق تحتهم وحجارة سجيل تتهاوى فوق رؤوسهم التي ما الفت الا الموت والدمار

بهذه الملاحظات وتلك ، بهذه الحقائق التي لم تعد بديهيتها تثير فضول وشهية الكثير من سكان هذا الكوكب للتقصي والاعتناء . بين كل هذا وذاك وقف العراقي الاسمر. بطوله البابلي الفارع ،وبسمته البريئة التي تفلق حجر الجور والاتهام والظلم الذي تعانيه أمه في بيته الاول الامن... وقف ليقول بعض هذه المشاهدات. هذه الساعات . السنوات الدهور من الوجع التي خطت ملامح سنوات عجاف تعيشها الشعوب المغلوبة على امرها في بلدان عربية عديدة . بدءا من العراق مرورا بسوريا ليبيا اليمن وقبلها مهدت الطريق سنوات طويلة فلسطين وشعبها المتناثر في ارجاء هذه الأرض يشكو الضياع والتشرد

وقف بين زوايا قاعة مزدحمة كاحداث هجرته، ومحطاتها. تلك التي لم تعرف واحدة منها بمفارقة فاصل ونواصل. بل كانت مواصلة عناء لا ينقطع

كل ما يضمن له العبور الى بلد المهجر دراهمه التي جادت بها عليه الدنيا. وبعض الحظ كي لا تلتفت له حورية من حوريات البحر وتلتهمه بلا شفقة

كم اخذت تلك الحوريات من شباب مثله، ولم يطرف لها جفن . ولم تابه لصرخاتهم وتأوهاتهم، جاء الى بلد المهجر الذي فتح مصراعيه ليقدم لهم اللجوء والدعم .. واختلطت القصص والاحداث بعضها بالبعض الاخر. تعالت صرخات اللاترحيب من قبل المتعصبين ، وقصص المتهورين التي طعنت بالظهر الكثير من الباحثين عن ملاذ أمن .. وقف البابلي ليقص حكايته. ووقفت الالمانية،وزميلها ليقصا معا مشاهداتهما الحية في معسكرات اللاجئين على جزيرة لوسبوز العجيبة التي تسجل الاحصائيات عبور ما يقارب من 800,000مهاجر عبرها قاصدا اوربا...فهي احد اهم النقاط الفاصلة بين العبور واللاعبور الى اوربا الحلم

هو قص ذلك المسرحي المهاجر الضحية الراوي، والجمهور استمع.. وذهب محاصرا بزمجرة بحر الهجرة الذي غدا من اقصى واعتى البحار يتامل تلك الرحلات. مئات الستر الواقية الرديئة الصنع ملقاة على صخور الجزيرة. لا احد يعرف لمن … ولا الحكاية التي خلفها.لكنهم من نفس الأمة ..امة المهاجرين الذين تقاسموا سوء الطالع. ووحشة الموت بين احضان امواج البحر الهائج

تلك الدروع الواهنة لحلم بحياة اقل قسوة ،واكثر رحمة من تلك التي ودعوها مع هوياتهم، وطفولاتهم ،بيوتهم، وحقوق الملكية الذي ذهب مع الريح لأرض تحترق


عرض المسرح الوطني الالماني ببرلين وما زال يعرض الى يومنا هذا هذه الحكايا التي لا تمل ففي تفاصيل كل تكرار تنبت ضحية ،وتطفو على سطح مأساتها جثث العابرين الذاهبين الى الابد بلا وداع

صور المقابر المخبأة. والعاملين الذين يخفون ويخافون من افتضاح امور لا يجب الحديث عنها امام الاعلام المهذار الذي لا يحفظ سرا.ولا يقيم للصداقات وزنا فيفضح كل شيء ،ولا يبقي ولا يذر

معسكرات اللاجئين الممتلئة ،واكداس البشر المحشورين بانتظار غد ربما لا يأتي ابدا

الحدود المستعرة بين تركيا وسوريا او العراق او اي حدود . تلك التي يعلو بها صوت الرصاص عندما تبرم الدولة المضيفة الاولى اتفاقيات تعاون كي توقف تدفق المهاجرين الى اوربا بعدما كادوا يغزونها باعدادهم الغفيرة

الاجنة التائهين بين ارحام مخاضها عسير ،ولفافة تسترهم برد العالم الذي اتوا اليه للتو بلا ارث غير البؤس والشقاء
الصباحات التي تحمل قبلات شمس لا تعرف الغني والفقير من هذه الارض والتي تغازل بزهو وجوه المتعبين العابرين المتعبة وتمنحهم قبلة الأمل لغد ربما يكون افضل

ملايين القصص خلفتها وتخلفها الحروب الطاحنة في البلاد العربية الملتهبة اليوم. تماما مثل المفاجأت والقصص الغريبة التي تأخذ من اوقات المشاهدين لحظات تأمل ..ليعود كل شيء مثلما كان او دواليك لا تغيير

وتبقى المسارح مخلصة للبحث عن وعي يصرخ بهذا العبث ، ليوقف عجلة الدمار الشامل التي تطيح باركان من هذا العالم كي لا تهوى الاركان الاخرى السكرى بأمان مزيف
المسرحية التي تعرض اليوم في برلين للمسرح الوطني الالماني وثيقة حية لا شأنـ للديباجة والتزويق والتوليق ـ لهم بها جميعا
انها شهادات حية...علها تقول للقادمين من بعدنا ما يمنعهم عن ارتكاب حماقات الحروب ،و الاستمراء في القتل التدمير بذرائع وحجج واهية..وربما تكون لهم لغة اخرى اكثر حضارية ورقي من لغة الاسلحة والهيمنة والسلطة والثراء الفاحش على حساب فراء الشعوب المغلوبة. وربما يفيق الغافي تحت في شجرة الاحلام ليدافع عن كرمه ويحميه يوما ما .. ربما



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و شكرا ليوم الحب
- الوعيد الاسود
- البرد صبية وعانس
- من بين انياب العبث
- سجل فانت
- راحلة بين العناوين
- ولم يعد عبود يغني
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة -2
- حائط المقهى
- ارادتي +نقودي=هجرتك
- اللعبة الجائرة
- اوجاع المهاجرين
- من فتحت الحدود خسرت الاصوات
- ضاع محمد والوطن
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - ليسبوز والبابلي