أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - زاهر نصرت - اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل














المزيد.....

اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 5468 - 2017 / 3 / 22 - 19:36
المحور: الصناعة والزراعة
    


يوم 22 / اذار من كل عام يقام احتفال عالمي للمياه الذي يتضمن فعالية عالمية لجذب الانتباه الى اهمية المياه العذبة من خلال الدعوة الى الادارة المستدامة لموارد تلك المياه ولا يخفى على احد ان المياه تعد عاملاً حيوياً في حياة الشعوب وعنصراً اساسياً في رسم سياسات الدول ، وكثيراً ما تثير اطماع الدول في الموارد المائية الخاصة بدول الجوار افتعال ازمات سياسية قد تشعل الحروب .

ان حروب المياه قديمة قدم التاريخ وباتت تشكل خطورة اكبر من الصراع المسلح بالاسلحة التقليدية لانها تمتاز بالسرعة وقلة التكاليف وبالنتائج الكارثية وقد استخدمها القادة العسكريون القدماء في سبيل تدمير خصومهم وايقاف تقدمهم من خلال عملية كسر السدود الاروائية الصناعية والطبيعية وغمر تواجدهم بالمياه المتاحة لديهم ، فهي حرب قذرة غير معلنة كون الجانب القائم بها لا يمكن كشف امره الا بعد فوات الاوان بوقت قصير . الصينيون هم الذين استخدموا هذا الاسلوب الا ان نتائجه البائسة ظهرت بعد حين وانعكست سلباً عليهم لان المناطق التي غمرتها المياه اصبحت مناطق موحلة وموبوءة لكثرة الامراض وغير قابلة للسكن والزراعة لوقت طويل علاوة على ازالة جميع الممتلكات منها بعد ان كان سكانها النازحين منتجين في حقولهم ومصانعهم انذاك .

ان من ضمن مسلسل عمليات حرب المياه هي امكانية السيطرة والتحكم بمياه الانهار والروافد من قبل الدول التي تقع على منابع تلك الانهار اما بتبديدها او بناء السدود عليها بغية حجب المياه عن الدول التي تقع فيها مصبات الانهر ولذلك تقضي الضرورة تعضيد وتنظيم وضم صفوف الدول بالاتفاق والتعاون والتضامن حول مسألة شيوع الشراكة في خيرات الارض الطبيعية المتمثلة بالمياه والطاقة والغذاء . وقد آن الاوان في تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات التاريخية السابقة مع دول المنبع لنهري دجلة والفرات ( تركيا وسوريا ) والتي لا تعترف تركيا بشروط واتفاقيات احكام هلسنكي لعام 1966 واتفاقية الامم المتحدة لعام 1972 والاتفاقية الدولية للبحار والانهر عام 1996 التي تنص على اقتسام حقوق المياه للدول المتشاطئة طبقاً لتعداد السكان ، ولا تعترف ايضاً بالاتفاقيات القديمة المبرمة مع العراق عامي 1913 و 1914 اضافة الى ذلك ان سد اتاتورك يستخدم ثلث مياه نهر الفرات مع انشاء ( 22 ) سد لري المناطق الزراعية لمشاريع جنوب غرب الاناضول ( الغاب ) وسد اليسو ثاني اكبر السدود بعد سد اتاتورك على نهر دجلة وتشير المعطيات الى ان نصف ما يصل من مياه نهر دجلة الى العراق سيتم حجزه في منشآت ومشاريع هذا السد ، اما في الجانب السوري فقد قام بانشاء مشاريع السدود وخزانات المياه على حوض الفرات كذلك ايران فهي الاخرى لها مصالحها في تحويل معظم الروافد التي تصب في نهر دجلة لتطوير زراعتها مثل نهر الكارون والوند وكليمان في بدرة وجصان ونهر النكير الذي يصب في هور الشويجة في محافظة واسط .

الامر اذن يستدعي الضغوط غير المباشرة على الدول المتشاطئة في سبيل اعطاء العراق حصته المشروعة من المياه عن طريق المصالح الاقتصادية المتبادلة فضلاً عن السياسة ومن ثم المباشرة بسرعة اتخاذ الاجراءات والتدابير الاستباقية الوقائية لمعالجة ازمة حادة قد تحدث بالقريب العاجل لتفادي الجفاف والتصحر والعطش وذلك بتأمين مصادر المياه البديلة من خلال استغلال المياه الجوفية وحفر الآبار وتشجيع الزراعة الميكانيكية فضلاً عن استخدام تقانات الري الحديث وانشاء البيوت البلاستيكية وانشاء وصيانة الانهر المبطنة بمادة عازلة لمنع المياه من الغور داخل التربة والقيام بتنفيذ حملات توعية ثقافية للفلاحين والمواطنين بخصوص ترشيد مياه الشرب والاستهلاك الخاص .

عليه فان التحديات جسيمة والمسؤولية اعظم فخطر شحة المياه خطر جسيم يداهم اعظم قلعة تاريخية للحضارة الانسانية تعرف ببلاد ما بين النهرين منذ ان وجدت الخليقة او ما تسمى بارض السواد الاعظم ، يتحداها خطر حقيقي يسمى حرب المياه بغض النظر عن هوية ودوافع من يشنها من هذا الطرف او ذاك ولابعاد الطبيعة عن شبح الاستخدامات العسكرية العدوانية تقتضي الضرورة ان نرتقي الى مستوى هذه التحديات فالعراق امانة في اعناق اولي الخبرة والقدرة والحكمة من اصحاب القرار السياسي والاقتصادي حيث انه لا آمن سياسي بدون الامن الغذائي ولا آمن غذائي بدون الامن المائي وهذه مائدة الله على الارض لجميع خلقه لضمان الاستقرار والعيش الكريم والامن والامان .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطاع الزراعي ومشكلة ملكية الأرض الزراعية
- واقع الزراعة في العراق
- اثر الاستثمار الزراعي في التنمية الزراعية
- العلاقة بين البشر والزمن ... صراع الاجيال
- ركود التدوير الوظيفي في العراق
- يوم الشجرة بين الماضي والحاضر
- الاعلام الزراعي وسبل تحقيق اهدافه
- الانبعاث من جديد
- ثقافتنا ... ثقافة فرد أم ثقافة مجتمع
- عالم عصر الذرة ... عالم مجنون
- بين النفط والزراعة
- الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة
- الطب في مصر القديمة
- العلم سيد الساحة
- العامل النفسي عند اداء الفنانين
- نظرة حول اسباب انتشار وباء الفساد الاداري
- الكلوخوز والسوفخوز
- نظرة تاريخية للنظام الاشتراكي
- حصار وغزو وطائفية وهجرة
- مفاهيم زراعية ... الانتاج الزراعي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - زاهر نصرت - اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل