أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - إصلاح الإسلام أم تصحيح الخطاب والسعودية نموذجا














المزيد.....

إصلاح الإسلام أم تصحيح الخطاب والسعودية نموذجا


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأقوال المأثورة والتي ينقلها البعض على أنها حديث نبوي شريف قول أحدهم :
الناس على دين ملوكهم ،
ومن باب الأمانة العلمية في التحقيق والتوثيق والنقل فإن هذا القول ليس بحديث ،
بل هو قول تداوله الناس أجيالا متلاحقة بعد أجيال ،

لكن له ما يعضده من وقائع تأريحية وذكره أبرز أئمة التاريخ الإسلامي من الفقهاء المؤرخين المسلمين ،
ومنهم على سبيل المثال الإمام ابن كثير في مؤلفه الكبير البداية والنهاية ، وأيضا الإمام محمد بن جرير الطبري في تاريخه ،
وقد ساق ابن كثير وكذلك الطبري في تاريخيهما بعض الوقائع التي تعضد مثل هذه المقولة المشهورة وأعني الناس على دين ملوكها ،

فعندما تولى الحكم والخلافة الوليد بن عبدالملك وكان ذا شغف بالعمارة والبناء وتشييد المصانع والمرافق ،
كان الرجل في عصره يسأل صاحبه وجاره : هل شيدت وبنيت ؟
أي كان اهتمام الناس بعصر الوليد بن عبدالملك بفن العمارة وتشييد المباني ،

وعندما تولى الحكم والخلافة أخوه سليمان بن عبدالملك وكان ذا طعام وزواج وجنس ،
كان الناس بعصره يسألون بعضا عن عدد الزيجات والجواري الحسان !! ،

اما في عصر الخليفة عمر بن عبدالعزيز فكانوا يسألون بعض عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم وكم حفظ أو قرأ من ورد في ليلته !
لأن الخليفة عمر بن عبدالعزيز اشتهر بالزهد والصلاة وكثرة قراءة القرآن الكريم رغم قصر مدة خلافته إذ كانت سنتين وبضعة أشهر أن لم تخن الذاكرة ،

إذن بالفعل الناس على دين ملوكها أو قل على دين ملوكهم أن شئت ،
ولاحظ هذا الأمر كان في حقب تاريخية وعصور كانت مجتمعاتها تتسم بالانغلاق على نفسها ،
أي أن أثر مثل هذا الأمر لايتجاوز حدود مجتمعاتها ،

أم اليوم فالامر مختلف تماما ،
وأثر مثل هذا يصيب العالم كله ،
خيرا كان أم شرا ،

فالعالم بأسره عبر وسائل الاتصال والتواصل مع بعضه البعض منفتح على بعضه البعض ،
وما يقع في أقصى مكان في العالم يراه الجميع وبأي مكان على البسيطة كلها ،

وبالتالي أثر مثل هذه السياسة المأثورة يتأثر بها العالم اليوم كله سلبا أو إيجابا !

ولعل الجرائم الإرهابية لدوافع دينية أسوأ مثال !

ولم يعد مقبولا أن نسلم لسياسة معينة دينية وبصورة متشددة !
لأن أثرها لم يعد محصورا في رعية ومجتمع هذا الحاكم أو ذاك !!
بل بفضل وسائل الاتصال والتواصل أصبح العالم كله قرية كونية واحدة ،
وبالتالي التجريم يلحق الحاكم في المقام الأول واستنادا على تلك الكلمة المأثورة والقول المشهور :
الناس على دين ملوكهم !!
أي من فمك أدينك !! ،

وبالتالي سياسة الانغلاق بالمجتمع سقطت للأبد ،
والمسؤولية العالمية جنائيا تلحق أي محرض باسم الدين حاكما كان أم محكوما من رجال الدين والعلماء والمشائخ !!

ولهذا بات ضروريا في السعودية أن نعيد النظر في كل أمر له علاقة بالإسلام والدين ،
وقبل تجديد الخطاب المتشدد نحو الاعتدال علينا أن نجتث توظيف الإسلام نفسه ، واستغلال الدين ،
علينا أن نقر أننا سبب بلاء العالم كله من الإرهاب الإسلامي بفضل سياستنا الدينية داخليا وخارجيا !
علينا أن نعترف أننا أصبحنا في حالة يصعب أن نفصل بين الدين والحكم !!
نعم صعب لكن الامر ليس مستحيلا أن أردنا أن نصلح الخلل الجلل !

لأن أثر فكرنا وخطابنا الديني وللأسف لم يلحق الضرر بمجتمعنا فحسب بل بالعالم كله ،

واستنادا إلى ذاك القول المأثور :
الناس على دين ملوكهم !!

نحن بحاجة لإصلاح الإسلام نفسه وتنقيته وتنقحته من براثن الخرافات والدجل والتطرف والتشدد وهذا مبحث آخر !!! .



#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وشريعة حقوق الإنسان والقانون الدولي
- الإسلام والقمع وترسيخ الحكم الديكتاتوري
- الإسلام فشل في مواكبة العصر والسعودية نموذجا
- حقوق الإنسان بين العالم والإسلام والشريعة
- الشيخ حسن فرحان المالكي وحاجة السعودية لفكره
- فكر محمد بن عبدالوهاب وكتاب التوحيد نموذجا
- رشيد المغربي يسأل عمن يمثل الإسلام !
- القواسم الجلية بين داعش والسعودية
- انا وابن المفتي وكلية الشريعة واله الإسلام
- هل انتصر الحس الإنساني على الإسلام ؟!!
- كيف نجتث التطرف والإرهاب من السعودية ؟!
- مسابقات تحفيظ القرآن والسنة ماذا استفدنا منها ؟
- المهاجرون من الإسلام أم من المسلمين يهربون ؟
- الإلحاد في السعودية بين الواقع والمعالجة
- رشيد المغربي يسأل مالفرق بين السعودية وداعش؟
- في السعودية هل فشل شعار الإسلام هو الحل ؟
- في السعودية عن أي إسلام نحن نتحدث ؟!
- وقف تطبيق الشريعة في السعودية ضرورة إنسانية
- الشمري دكتور سعودي من الإسلام إلى قس مسيحي
- سأقاضي الحكومة دوليا فأين المحامي الحالم بالثراء


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - إصلاح الإسلام أم تصحيح الخطاب والسعودية نموذجا