أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهاب مجدى يوسف - عندما أتحدث عن – الجزء الأول : الحقيقة 1














المزيد.....

عندما أتحدث عن – الجزء الأول : الحقيقة 1


مهاب مجدى يوسف
()


الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 17:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


* سلسة المقالات القادمة سأتحدث عن نظرتي أو مفهومي عن بعض المواضيع ، وهي : الحقيقة ، الأخلاق ، المعنى ، الحرية ، الحب . و بما أن هذا المقالات مرتبطة بمفهومي الشخصي لذا لابد التنويه أن هذه المفاهيم قابلة للتغيير و غير ثابتة ...

الحقيقة نسبية !! كثيراً ما نقرأ أو نردد هذه الجملة ، و العديد من النقاشات و الجدل حولها ، خاصة في نقد هذه الجملة . لكن دعنا نبدأ بالإتفاق على بعض التعريفات حتى لا نتحدث عن نفس الموضوع بتعريفات مختلفة .
أولاً : دعنا نتفق أن هناك ما يُسمى " واقع " ، هو ما نود دائماً قياسه أو وصفه ، و هو ما عليه الشئ فعلياً .
ثانياً : فلنُطلق على قياسنا للواقع مُسمى " حقيقة " ، بحيث يكون معنى " حقيقة ما " هي محاولة لوصف و قياس الواقع .
ثالثاً : الحقيقة المطلقة هي الحقيقة ( القياس ) المطابقة تماماً للواقع .

بما أننا جميعاً نحاول قياس الواقع و نخرج بما أسميناه " حقيقة " ، فليس لدينا ما يقول ما هو " الواقع " فعلياً بنسبة 100 % ، لكن لدينا مجموعة من الحقائق التي حاولنا بها قياس الواقع . قد تكون هذه الحقائق مختلفة بل و متعارضة مع بعضها .

على سبيل المثال : البعض يرى أنني مُتواضع ، و البعض الآخر قد يرى أنني مُتكبر ... هذه حقائق ( قياسات ) مختلفة لدرجة أنها متعارضة ، تم القياس في كلا الحالتين بناءاً على مواقف معينة و تم الخروج منها بهذه القياسات ، و لكن " واقع " الأمر قد يكون أنني : متُواضع ، أو مُتكبر ، أو مزيج من الصفتين ! القياسات تكون حسب ما وجده مَن يقيس لكنها لا تعبر عن الواقع ، فالواقع في ذاته قد يختلف عن القياس ، و قد يكون قريب من القياس ، و قد يكون عكسه تماماً ..! ولكن مَن يعلم بالفعل " هل أنا مُتواضع أم مُتكبر ؟ " فعلياً لا أحد ... بالطبع هذا مثال بسيط جداً .

فإذا أردنا معرفة هل قياسنا مطابق للواقع أم لا ، فهذا يكون عندما نخرج خارج حواسنا التي تقيس الواقع لنرى الواقع ذاته و نقارنه بما قامت به حواسنا و نقلته إلى عقلنا لنفهم جزء من الواقع . و بما أن هذا مستحيل أن يحدث لذا ليس لدينا أن نعرف الواقع تماماً ، بل نعرف جزء منه ( وقد لا نعرفه ) ، و لن يتبقى لنا إلا الشك .

لذا من المنطقي القول بأن " الحقيقة نسبية " و هذا نعني به أن قياسنا للواقع غير كاملاً ، فالواقع في ذاته مطلق ، لكن قياسنا له نسبي ، يختلف بقدر ما نقلته حواسنا إلى عقلنا عن الواقع . و عندما نقول " لا توجد حقائق مطلقة " أي أنه لا توجد حقيقة مطابقة " تماماً بنسبة 100 % " للواقع ، و ذلك لإستحالة معرفة الواقع مباشرة و الوقوف خارج حواسنا لإدراكه .

و هنا تأتي المعضلة الكبرى :
" الحقيقة نسبية " ... و بما أن " الحقيقة نسبية " هي في حد ذاتها حقيقة ( كمحاولة لقياس الواقع ) ... لذلك فهي نسبية و غير مطلقة ( أي أنها غير مطابقة تماماً للواقع ) ، حينها قد توجد حقائق مطلقة !
بطريقة آخرى : " لا توجد حقائق مطلقة " ... إذاً جميع الحقائق نسبية فعلاً .... إذاً هذه الحقيقة ( أن الحقيقة نسبية ) مطلقة ! ... لكننا نرى الآن حقيقة مطلقة و هي أن الحقيقة نسبية ! لذا يظهر لنا أن هذه الجملة تهدم نفسها ..

هذه المعضلة شبيهة جداً بـ "معضلة الكاذب" و هي :
شخص يقول لك " أنا أكذب " ، فهل تعتبر ما يقوله صدق أم كذب ؟
إن اعتبرت ما يقوله " صدق " ، فكيف تُصدّق كاذباً ؟!!
و إن اعتبرت ما يقوله " كذب " ، إذاً هل هو غير كاذب ؟!!


أكتفي بهذا القدر ، و نستكمل الحديث حول معضلة " الحقيقة نسبية " و نقاط آخرى في المقال القادم ...
.
.
http://www.facebook.com/mohab.magdy.youssef



#مهاب_مجدى_يوسف (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الله - الجزء الرابع : نظرة لاهوتية ل كيف خُلِقَ الكون ؟
- علم الله - الجزء الرابع : نظرة لاهوتية ل -كيف خُلِقَ الكون ؟ ...
- علم الله - الجزء الثالث : مَن خلق الكون ؟
- علم الله - الجزء الثاني : مغالطات منطقية 1
- علم الله - الجزء الأول : حول ما سُمي بالبرهان الأخلاقي
- ملخص كتاب : مدخل إلى النقد الكتابي
- معرفة الساعة | بين المسيح و محمد
- الملحد بيحترم الله ..!
- كريشنا و ديفاكي | بين الوهم و المصادر
- الجالس على كرة الأرض
- و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد
- الملحد ال هشك بشك !!!
- #معتقدي_حريتي ؟؟ واحد لمون هنا يا خيري !!
- الطلاق المسيحي !!؟؟
- عمر الإنسان بين الإسلام و المسيحية
- وجود الله في الرياضيات
- زغلول النجار بتاع النصارى


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهاب مجدى يوسف - عندما أتحدث عن – الجزء الأول : الحقيقة 1