أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء كنه - من حفلات برزان... إلى حفلات داعش















المزيد.....

من حفلات برزان... إلى حفلات داعش


علاء كنه
(ِAlaa Kana)


الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يعيش في خوف لن يكون حراً ابداً.(هوراس)
للأسف الشديد وعلى الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على زوال النظام السابق، لازال الكثير من العراقيين يخفي الكثير من الأسرار عن تلك الفترة المظلمة، متناسين أنه من حق التاريخ والأجيال توثيق ومعرفة ماحصل للعراق وللعراقيين في تلك الفترة، ومايحصل اليوم من إبادة جماعية للعراقيين بكل أديانهم وطوائفهم، ما هو إلا نتاج لذلك الخوف من بقايا أزلام تلك الطغمة من الذين تحولوا بلباس داعش اليوم. فمن الواضح أن مقاتلي داعش قد تتلمذوا جيداً على أيادي قادتهم من مارقي الدماء ممن كانوا يحكمون العراق بالحديد والنار، إذ نشهد اليوم تحقيق مقولة بطل الطماطة القومي! عندما وعد بقايا أزلامه "بأنه سيسلم العراق أرض محروقةً"، وبالفعل فقد وعد وأوفى، ومانشاهده اليوم من حرق وقتل من قبل أعوانه والداعشيين لأرض العراق وشعبه من شماله إلى جنوبه، خير دليل على ذلك.
تشير المعلومات إلى أن غالبية مقاتلي داعش والذين يخشون ويهابون الله! هم مزيج من الضباط السابقيين في جيش صدام ومن الأرهابيين وخريجي السجون ومن حثالة المجتمعات الفقيرة القادمين من دول القوقاز والشيشان وغيرها من الدول التي لم نسمع بها من قبل ولا حتى نعلم أين موقعها على الخريطة. إذ يساند الخليفة البغدادي (قصر الله في عمره)! (25) قيادياً ومساعداً رئيسياً من بقايا ذلك النظام في كافة أنحاء العراق وسوريا، ومن الذين تم سجن أغلبهم من قبل القوات الأمريكية، حيث يشرفون وبشكل مباشر على الإدارات المالية والأسلحة والعمليات العسكرية والتجنيد، بعد أن كانوا من خيرة رواد النوادي الليلية وصالات القمار في عهد القائد الضرورة! لا بل كانوا في عهده يخشون حتى التقرب من المساجد للصلاة خوفاً من بطشه بهم.
إن ذلك الولاء الأعمى الذي يبديه اليوم هؤلاء من بقايا النظام السابق، للمسطول البغدادي! ماهو إلا مطية أمتطوها لعل وعسى أن يحظوا بمناصبهم وإمتيازاتهم مرة ثانية، ويشكل نسبة من هؤلاء ضباط من جهاز المخابرات ومسوؤلي مواقع التعذيب التي كانت منتشرة في محافظات العراق أبان النظام السابق بقيادة السئ الصيت "برزان التكريتي". ولهذا فأن مسألة القتل والذبح وقطع الأعناق هي ليست بجديدة عليهم، وهي ليست جزءاً من الثقافة الدينية لهؤلاء المقاتلين كما يعتقد البعض.
اليوم سأسرد قصة حقيقية عن لسان أحد الموظفين العاملين مع ذلك السفاح "برزان" في ذلك الجهاز اللعين (جهاز المخابرات العامة) الكائن في منطقة الحارثية، لأبين للقراء كيف كان الجميع من غير العراقيين يحسدون العراقيين على واقع الحياة الكريمة التي كانوا يعيشونها أبان ذلك النظام. حيث كان المدعو "برزان" مشهوداً له بإقامة حفلات خاصة في رحاب دائرته، ولا أريد هنا أحد ما أن يسيء الظن بالرجل المؤمن! إذ لم تكن حفلاته كتلك التي يقيمها أخويه بالرضاعة "سبعان ووطبان" وبقية العائلة الكريمة بحضور الكاوليات الجميلات!، والتي كانت تعقد لبحث ومناقشة أوضاع البلد وسبل الأرتقاء بالعراق والعراقيين على الساحة العربية والدولية!. وهنا أتوقف للحظة لأذكر جميع العراقيين والعرب! بنهاية أحدى تلك الحفلات بفقدان "وطبان" لساقه، بعد مشاجرة مع الليث عدي! نجل البطل الضرورة! للظفر بأحدى الغنائم من الكاوليات. نعم لقد كانت حفلات "برزان" من نوع وطعم أخر، فقد كانت حفلاته تعقد لترويع موظفيه من ناحية، ولزرع بذور القتل والوحشية فيهم من ناحية ثانية. حيث يروي الموظف وبكل مرارة قصة أحدى تلك "الحفلات" التي كانت تعقد بين الحين والأخر، والتي ظلت عالقة في ذهنه ليومنا هذا، وتتلخص القصة بأنه في يوم من الأيام تم تبليغ الموظفين العاملين في الدائرة بالتوجه فوراً الى الساحة الرئيسية للدائرة لوجود "حفلة"، وبالفعل ترك الجميع موقع عمله ليهرع خوفاً إلى "الساحة" حالهم حال طلاب المدارس الأبتدائية عند حضورهم لرفعة العلم!، وفي ظل دقائق يتجمع المئات من الموظفين العاملين، ويتم أحضار أحد الموظفين العاملين من نفس الدائرة مقيد اليدين في وسط الساحة، ليحضر بعدها برزان ليلقي خطبة أمام الجميع ليعلن للحاضرين إن هذا الموظف المقيد اليدين هو (خائن) والسبب في ذلك إنه قد قبل رشوة من أحد المواطنين! وكانت الرشوة عبارة عن قنينة "ويسكي"! تصوروا ذلك! وكان بجانب برزان أحد المرافقين الخاصيين به وكان يحمل صينية وعليها مسدس كما هو الحال في الأفلام الهوليودية!، وبعد أن يحكم برزان "حكمه الفوري" على المرتشي لأجل قنينة الويسكي! يسحب المسدس ليفرغ طلقة في رأسه! والذي هو أحد موظفيه ليريده قتيلاً في الحال ويهوى صريعاً أمام المئات من زملائه في العمل.
نتوقف هنا لنحكم أليس هذا الأسلوب (القتل الفوري) هو نفس الأسلوب الذي يتبعه مقاتلي داعش اليوم؟ أليس هذا ما أكده الفلم الذي أنتجته تلك الدولة المزعومة والخاص بقتل "طلاب سبايكر الجوية" ورميهم في النهر؟ والذي شاهده الجميع عبر شبكات التواصل الأجتماعي وبقية المواقع القذرة الخاصة بهؤلاء، ذلك الفلم الذي كان رسالة واضحة وصريحة إلى جميع العراقيين لتهريعهم أينما كانوا ولأظهار طغيان وجبروت هؤلاء القتلة، وليقولوا لهم نعم نحن هنا ولازلنا موجودين، وهو نفس الأسلوب الذي إتبعه أزلام ذلك النظام أنذاك والذي منع العراقيين من أن يثورا عليه وعلى طغمته من زمن طويل.
اليوم الدواعش يقتلون بعضهم بعضاً، والسبب ببساطة لأنهم عصابة، ولامانع لديهم من قتل كل العراقيين في سبيل السلطة والمال والنساء. فهؤلاء قاطعي رؤوس البشر أصحاب الراية السوداء مثل قلوبهم وعقولهم المتحجرة، والتي تتمايل مع عبارة "محمد رسول الله"، قد نسوا إنهم مرتزقة وقد دفع لهم المال ليقتلوا الأخرين لمجرد أختلافهم عنهم في الدين أو العقيدة أو المذهب، ونسوا أنه ليس لديهم أية فرصة في الهرب عندما تشتد الأمور، حيث هم تحت يد طغمة برزان وأعوانه، ومصيرهم أيضاً القتل في حال عدم تنفيذ الأوامر، تطبيقاً لمقولة ذلك الحزب الأوحد "نفذ ثم ناقش"، واليوم للأسف لايوجد وقت للمناقشة.
لقد أدرك العراقيون اليوم جيداً بأن الفتنة التي أودت بالآلآف منهم لم يكن مصدرها من خارج البلد، وأنما كان سببها هؤلاء الطواغيت من الذين باعوا دينهم ووطنهم وضميرهم، وهم من أثار تلك الفتنة وأيقظها من خلال اللعب على أوتار الطائفية، لقد إنكشف أمر هؤلاء فهم التكفيريين، وبات الجميع يدرك حجم خطورتهم على المسلمين والإسلام والأنسانية جمعاء. فهؤلاء الظالمين يحبون الظلم ويشعرون بالسعادة عند ظلمهم وقتلهم للأخرين، فلوا كانوا شجعاناً لما قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بدون رحمة، ولما هجروا العزل الآمنين من دورهم، أنهم جبناء وخائفين، واليوم أكثر من قبل بدأ تكاتف العراقيين يشتد مع بعضهم البعض لأنهم وعوا بأنهم أكبر من هؤلاء القتلة. لنطلب الرحمة والسلوان لكل الذين سقطوا ضحية لتلك الفتنة، وأن يعود جميع المهجرين من الذين تم تهجيرهم وسرقة أموالهم إلى دورهم سالمين، نعم لنطلب الرحمة مثلما كان يطلبها المدعو "برزان" عندما كان يتلوى من شدة المرض أثناء محاكمته، تلك الرحمة التي لم يتذكر طعمها عندما كان طاغوتاً.
علاء كنــه
www.alaakana.com



#علاء_كنه (هاشتاغ)       ِAlaa_Kana#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكرامية الزواج... والهجرة إلى الدولة الزائلة
- نعم سأرحل ... مع صليبي وعراقي
- الدولة الإسلامية الموعودة ... وسوق عكاظ
- مكالمة هاتفية بين مواطن عراقي ... وأمير المؤمنين الخليفة الب ...
- حزب البعث... والدواعش
- جهاد النكاح... وتحرير الأوطان
- علوش ... وزيراً للداخلية
- إصدار كتاب (الموارد البشرية في صناعة الضيافة)
- البلدان العربية... ودعاء اليوم
- شيوخ العشائر... وإستكانات الرمادي
- تمليك الأراضي... من ساجدة الى مجلس النواب
- جورج غالوي... و375 غرفة وغرفة
- خلف الدليمي ... وصدّامه في القمر
- نعش السياحة... وإحيائها مرة ثانية
- ممارسات تربوية شاذة ... -كاد المعلم أن يكون رسولا-
- السلفيين ... وإعدام الكحول
- أوباش ليبيا... والمقبرة البريطانية
- جهاز الآي باد.... وأشبال صدام
- رَفع الآذان...وكرة القدم
- السياحة في العراق....ماضي مؤلم ومستقبل واعد


المزيد.....




- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...
- بابا جابلي بـالون.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- الحية:على العالم والامة العربية الاسلامية الاستجابة لحقوق ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء كنه - من حفلات برزان... إلى حفلات داعش