أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - مرزوق الحلبي - مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!















المزيد.....

مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 11:56
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
    


السؤال أين المرأة قد يترك مكانه للسؤال ـ أين السياسة!

يصادف عيد المرأة العالمي هذا العام في ظروف خاصة عربيا. فقد مضى على الحراك الشعبي نحو سنة ونيف كان للمرأة فيه حصة أساسية. ومن هنا من الطبيعي أن نسأل وأي أفق للمرأة العربية فتحه هذا الحراك؟ ولأن الحراك هو السيرورة العامة التي تضمنت ألاف الوقائع والتفاصيل فإن الإجابة لن تكون سهلة ولا من قبيل تسجيل الأماني بل محصلة تأمل في التفاصيل، أيضا!
حريّة بداية أن نعود على بعض سمات الحراك:
• هو الأوسع منذ الاستقلال العربي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
• انحكم في سيرورته العامة لروح مدنية لا عُنفية
• كان في مركزه الكرامات والحريات ومحاربة فساد الأنظمة
• قادته أوساط شابة غير محزّبة ولا منظمة في أحزاب وأيديولوجيات شائخة ومتقادمة وإن كانت تنضوي في أطر وحركات المجتمع المدني وفضاءات الشبكات التفاعلية.
• جرى على أنقاض الدولة الإقليمية القومية وبعد أن نجحت الأنظمة البائدة في تفتيت المجتمع.
• صحيح أن القوى الليبرالية الديمقراطية هي التي شادت خطاب الحراك ودفعت تضحيات غير قليلة إلا ان القوى الإسلاموية هي التي حصدت الإنجازات.
• انكفأ الحراك في كثير من المواقع إلى حملات معادية للحريات السياسية عنوان أساس في الحراك.
• تراجع الحراك بفعل المنظومة الفكرية الإسلامية إلى حرب على الحريات الشخصية بما فيها الحرية من الدين والحق على الجسد.
• تُبدي القوى الإسلاموية نزعات استفراد بالحكم ومصادرة الحيز العام كأنها نقيض للحكم البائد لا بديل له.
• الديمقراطية التمثيلية بصيغتها المعدّلة قليلا عما كان استجلبت قوى الإسلام السياسي التي تعدم تيارا إصلاحيا يتصالح مع السياسة ويمارسها. ف:اننا من استبداد يتكئ على الشريعة إلى استبداد هو الشريعة.
• انحسار الحاضرة العربية لصالح الريف الذي طوقها وحاصرها كجزء من سيرورات أنتجها النظام العربي البائد.

في ضوء ما تقدّم يصير السؤال مختلفا وتصير الإجابة مختلفة. فلا يصحّ أن نتوقف عند نقطة الذروة دون أن نرى هذا الانحدار السريع منها. وهو انحدار لا يترك للمرأة الكثير من الأبواب المفتوحة. فكأنه لا يكفي هذا السواد الذي تفرضه المنظومة الإسلاموية عليها كأنه يسد مجال الرؤية أمامها فإن الحيز العام سيفتقدها كمشاركة. وإذا حصل فستكون امرأة كالذكور في مملكة الرجال ـ كتلك الوزيرة العراقية المناهضة لبنات جنسها أو تلك النائبة المصرية التي تلوح بختان البنات. وضعا كهذا يذكرنا ببدايات الحركة النسوية قبل حوالي مئة عام وأكثر بقليل حينما انخرطت النساء في حيز الرجال من خلال التشبه بهم واعتماد أنماطهم. فالحركات الإسلامية التي تقرأ الواقع ستكون بحاجة إلى نساء فيها لتبرير قمع النساء ولتكنّ غطاء لهذا القهر وادعاء مجسّدا أنهم لا يقمعون المرأة بل يُشركونها في إدارة الدفة. وسيجدون كمركز قوة جيشا من النساء اللاتي يؤدين مثل هذه الخدمات.
لأن النساء في مملكة الذكورة هن الضلع القاصر فإن قمع الحريات سيتحوّل إلى حرب المنظومات الإسلاموية ضد جسدها ووجهها وحركتها وحقها على ذاتها ومصيرها وأحلامها. وإذا كانت الأنظمة البائدة صادرت الحريات السياسية أساسا بحجة نظام الطوارئ فإن النُظم الإسلاموية ستغلق الباب على جسدها باللباس والمفتاح والفتاوي من كل حدب وصوب. وإذا كان الإنسان العربي فقد كرامته كإنسان سياسي فإن هذه النُظم يتأخذ من الإنسان جسدا على احتياجاته ومخلوقا اجتماعيا. فما الذي تعنيه مصادرة هذه النُظم للحق على الجسد من خلال تحويله إلى موضوع للتشريع والسياسات والقوننة؟ ماذا يعني أن تحدد الدولة للفرد وخاصة للمرأة لباسه وحضوره وهوية رفيقه في السوق وسلوكه وخياراته وصداقاته وأحلامه؟ يعني أن تتولى الدولة بهذا المفهوم تهذيب الجسد والتحكم فيه. وهذا يعني مصادرة الكرامة الشخصية والخصوصية. وأول الضحايا في مثل هذا التطور سيكون المرأة.
إن النُظم الإسلاموية ترى في نفسها نفيا لما كان في الأنظمة البائدة. نفي أوتوماتيكي بغير سؤال أو جواب. ومن هنا هذه الحرب الشعواء على الحريات الشخصية التي تصلنا في اليوم آلاف الأخبار منها عن إجراء ضد ممثلة تعرت أو راقصة شطحت أو حانة تبيع الخمر أو رجال اختلطوا بنساء في حفل عيد لجماعتهم أو عن فتاوي تحقّر المرأة وتجعلها كيانا جنسانيا بامتياز على غرار الفتوى الموغلة في الحط من شخص المرأة وقدرها وكرامتها بالقول "إن وجه المرأة كفرجها"! إنه ليست فتوى من الهامش بل هي هاجس المركز وكشفا لجوهر الفكر الذي يرى في المرأة في أقلّ تقدير أقلّ شأنا من الرجل ناهيك عن صيغ أخرى قد تظهر فيها: "فرْج" و"شيطان" و"مثيرة للغرائز" و"ضلع قاصر" ومجرّد شيء تحت تصرف مملكة الذكورة. إلى هنا تنزلق الأمور وإلى هذه المواقع سيأخذون المرأة بكل الوسائل مثل أي نظام مستبدّ سابق أو لاحق! ولآن الوضع الاقتصادي سيتردى كثيرا قبل أن يستقرّ فإن أطنانا من القهر ستقع على كل امرأة في المساحة العربية متينة كانت أو غير متدينة أو ملحدة.
إن الأنظمة السابقة العربية سايرت القوى الإسلامية على الدوام لجهة تقييد حرية الفكر والإبداع والفن ولجهة خفض السقف فوق رؤوس النساء وإقصائهن. بمعنى، أن سبق التطورات الحالية ما دلّ عليها. وهنا يتحوّل السؤال إلى النساء أنفسهن، إلى تنظيماتهن أو تلك التنظيمات التي تشركهن في قياداتها، إلى الأطر العلمانية الليبرالية والإنسانية النزعة والقيم. ستجد هذه القوى نفسها تدافع عن مجرّ وجودها. ليس لديها متسع للهروب من المواجهة، لا إلى أمام ولا إلى الهوامش. في المواجهة كما في المواجهة وعليها أن تخوض التجربة كلها دون حرق مراحل. ويبدو أنها بدأت في مصر. سيكون ضمن مواجهتها الحرب على الحاضرة العربية وتعزيزها. سيكون أمامها أن تشهر الحريات كلها دفعة واحدة في وجه القهر، تلك الشخصية والسياسية العامة وتلك التي تجسّد الكرامة الإنسانية وتحميها. لن يكون من المجدي الدخول في النص الديني وتبنيه طوق نجاة. ولا يُمكن اعتماد فتاوي حريات في مقابل فتاوي القمع. سيكون هناك ضرورة لوضع البديل للمنظومة الإسلاموية وأفكارها وللنُظم البائدة التي خرج الحراك العربي ضدها. جيل اليوم من نساء ورجال مستنيرين هم هم حملة الراية الذين ينبغي أن يعرفوا كيف يعملون سوية على الأساس ذاته من القيم الإنسانية لمواجهة هذا الانكفاء في الحراك ونتائجه. أعتقد من موقعي كمستشار تنظيمي ومنظم جماهيري أن هناك حاجة لإعادة النظر في شكل انتظام القوى المستنيرة وبضمنها الحركة النسوية وفي شكل الإئتلافات والشراكات واستراتيجيات العمل. وهنا المكان للتعلم من تجربة الحراك العربي وإنجازاته في مستوى استثمار تكنولوجيا الاتصالات والشبكات الاجتماعية والفضاءات الجديدة. هذا على افتراض أن بنية متماسكة لمؤسسات المجتمع المدني هي اساس متين لعمل مغاير.
ستكون المواجهة صعبة في ظل انحسار الحاضرة العربية وزجها في أتون تديّن شعبوي. وتجدر الإشارة هنا إلى حقيقة تاريخية تزيد من حرج القوى المستنيرة وهي أن النُظم الإسلامية لا تخوض حراكا لخلافة الأنظمة البائدة فحسب بل تتحرك في حراكها الهويتي لتكون نقيضا للغرب. وسيقع المستنيرون في لجة هذه المواجهة أو على هامشها. قد لا يكونوا فاعلين فيها لكنهم قد يكونوا بالضرورة ضحاياها بامتياز. ضحايا نُظم شمولية تسعى لوصاية على كل شيء بما فيه الإنسان وخصوصا المرأة وضحايا حرب هويات متخيلة. وقد أتتنا البشرى من طهران التي شهدت انتخابات بين المتطرفين من إسلاميويين والأشدّ تطرفا مفادها أن شرعية النظام من السماء وليس من الشعب ردا على مقاطعة جماهيرية غير مسبوقة للانتخابات. وهذا تطور قد تشهده الحاضرة العربية التي تحتضر. فلن يتأخر اليوم الذي ستدعي فيه النُظم الإسلاميوة أن شرعيتها من الله وليس من الناس. وهكذا تكون السياسة بمفهومها الأفلاطوني قد انتهت تماما! ويصير السؤال مختلفا تماما، كيف نستعيدها أو مَن يستعيدها؟



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثيات من ممالك النمل!
- حين يبدو الاحتلال الإسرائيلي مجرّد نزهة!
- تسميات أخرى للحاصل في سورية!
- إجابة مطوّلة على جملة من الأسئلة الراهنة!
- للأقليات احتياجات ..وكرامات، أيضا!
- الثورات العربية والنصّ الجديد!
- الشبّيحة
- أبو مازن في الأمم المتحدة: نحوُ جديد للمسألة الفلسطينية!
- عن سورية: الدوغما بعض شيوعيي بلادنا نموذجا!
- عن الحق الفلسطيني المطلق في عدل نسبي!
- عن الذين عرفوا وحرفوا!
- من وحي الثورات وأسئلة طرابيشي
- وسورية التي هنا!
- سورية التي هنا!
- وجوب تعديل ميثاق المحكمة الجنائية الدولية!
- الثورات العربية: فصل الخاتمة لنسق -النقدية المثقوبة-!
- المستبطنون أمريكا!
- غداة خطاب نتنياهو: العودة إلى التاريخ من خلال الأمم المتحدة!
- المنافحون عن نظام بشّار الأسد: ماذا ستقولون لمحمّد الماغوط إ ...
- عن ثورات تفتح أبواب الأمل الموصدة !


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي - مرزوق الحلبي - مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!