أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سنان أحمد حقّي - تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي















المزيد.....

تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:45
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    



1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
ج 1 ــ لا لم تكن ولا تتناسب مع التاريخ النضالي والفكري لمعظم تلك الحركات وأعتقد أن أكبر الأسباب ترجع إلى تأثير انهيار سلطة الإتحاد السوفييتي بالدرجة الأولى وفقدان الغطاء الدولي في معظم المحافل الدوليّة وفقدان وسط واسع من الجماهير التي كانت تقف مع اليسار عموما فقدان ثقتها بالتنظيمات اليساريّة وكذلك بسبب آخر مهم وهو أن معظم الأنظمة الدكتاتوريّة كانت تدّعي اليساريّة لتمرر أسباب احتكارها للعمل السياسي واستمرار خرقها لحقوق الإنسان، ولكن هذا لا يعني انه لم تكن هناك مشاركة بل كانت ولكنها دون الطموح ودون المأمول لأسباب كثيرة منها أيضا تراجع النضال الطبقي وهيمنة المثقفين على قيادة نضال الطبقة العاملة وأحوال المثقفين معروفة فهم يميلون إلى العمل من الخارج وبذلك يفقدون صلاتهم الوثقى بأصحاب المصلحة الحقيقيّة

2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
ج2 ــ بالتاكيد ، كان له أثرٌ كبير جدا وانتفعت به القوى الإسلاميّة انتفاعا كبيرالأن الشرائح التي كان يقع عليها الإستغلال والقهر لم تكن معها أو قريبة منها قيادات تقوم بتوعيتها بل لجأت إلى رجال الدين وحصل هذا التحوّل الواسع

3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
ج 3 ــ نعم ولكن حذارِ من التقليد فإن لكل حركة مميزاتها وليست ظروف معظم بلدان الإنتفاضات الموصوفة ناضجة لأيّة ثورة اشتراكيّة فجميع القوى الوطنيّة أحوج ما تكون إلى إنجاز الثورة الديمقراطيّة الوطنيّة وبناء قواعد صناعيّة وتكنولوجيّة متقدّمة ونشر الوعي التقدّمي وبناء الثقة الوطيدة بالمستقبل لدى مختلف الأوساط ثم يتم التفكير بالمراحل اللاحقة لأن إعادة تنظيم الحركة الديمقراطيّة والوطنيّة اليوم أهم من التفكير بالثورة الإشتراكيّة بسبب قوّة الهجمة وقوّة دفعها التراجعيّة

4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ج4 ــ لا يجب أن تكون هناك أيّة تعليمات تعوّق المبادرات الشعبيّة والجماهيريّة على اختلافها بل أن يتم فسح المجال عريضا لتنشيط عمل المنظمات الجماهيريّة مثل النقابات والجمعيات والإتحادات وإحداث تنظيمات متنوعّة جديدة يمكن أن تكون نواة تعبئة جماهيريّة ويمكن الإستفادة من تجارب القوى السياسية في البلدان الأخرى حتّى وإن لم تكن قوى اشتراكيّة فمثلا يمكن الإستفادة من تجربة الإسلاميين في مصر وفي تركيا حيث تم التوجّه في البداية إلى المؤسسات البلديّة والمحلّيّة وليس البرلمانيّة وأعني الإهتمام الأكبر وإلاّ فكل ما يأتي برلمانيا فخير ولكن الهدف المؤسسات البلديّة وتقديم نوع جديد من الإدارة النزيهة والكفوءة حيث يمكن استقطاب شرائح عريضة حول الحركة الديمقراطيّة وغير هذه المؤسسات يمكن التقرّب من هموم الجماهير أكثر فأكثر والتعرّف على الخدمات المطلوبة وتقديم محاولات لحل موضوع البطالة العويص كما يمكن تنظيم حملات لابتكار أشكال من مساعدات العوائل الفقيرة وتثقيف مختلف العوائل بأهميّة حقوق المرأة والتعرّض لمختلف المشاكل الإجتماعيّة وعندما تصبح القوى الديمقراطيّة جزءا من حياة المواطنين ولا سيما الشرائح الفقيرة فإنهم سيزدادون التفافا حول نفس القيادات لأنها هي التي زرعت الأمل في نفوسها وهي تصبح قياداتهم المجرّبة..وهكذا يمكن المساهمة في التعرّض لمشاكل الشعب عن قرب وبنفس الوقت تعبّئ الجماهير حول أهميّة الحياة الديمقراطيّة الحقيقيّة ولا يمنع هذا أن تدرس القيادات السياسية والجماهيرية كل مبادرة تقدّم لها بعناية وجدّ.


5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
ج5 ــ نعم ولا يشترط انطلاقها من القواعد التحتيّة بل أن قيامها من خلال الأبنية الفوقيّة ممكن أيضا بسبب توفّر الشروط الموضوعيّة ووجود حاجة سياسية واجتماعيّة لطرح مناهج مبتكرة وقيادات جديدة وليس ضروريا أن تكون كلها شابّة كما يُشاع إذ يجب أن تمتزج الخبرة بالحماسة أي خبرة الكهول وحماسة الشباب وتجنّب شعارات (الموضة)وأودّ أن أشير إلى أن الفكر الديمقراطي لا يمكن أن يتم طرحه عبر الصحف والمجلات فقد فقد هذا الأسلوب تأثيره على الجماهير الواسعة ولم يعد يؤدّي فعل قناة فضائيّة واحدة حتّى لو أضفنا للصحف والمجلات عشرات المواقع الألكترونيّة إذ أن أوسع الجماهير العربيّة أميّة تقريبا وتحتاج إلى من يتكلّم إليها ..أنظروا فعل بضعة عشر قناة إسلاميّة واستنتجوا ما ذا ستفعل الصحف مقابله؟إننا اليوم ندخل عصر الفيس بوك والتويتر ومواقع التواصل الإجتماعي التي حطّمت سعي أجهزة الأمن والمخابرات في تعقّب المناضلين على اختلافهم وأصبح مثل هذه الأجهزة يحتاج إلى كادر متعلّم ومتنوّر ومؤهّل علميا بدل أولئك المخبرين ذوي المعاطف القديمة والذين يحملون عصا وصحيفة لا يقرأونها وأن توفير كادر متقدّم بهذا الشكل لا يمكن توفيره بسهولة لأنه بكل بساطة يتعارض مع خططهم في تجهيل الشعب وإبقائهم على ( عماهم)

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
ج6 ــ ضروري أن تنبذ القيادات اليساريّة والديمقراطيّة العمل السياسي البيروقراطي وأن تفسح المجال لقيادات شابّة ونسويّة ومن مختلف أوساط الشعب وإلاّ نخرتها الشيخوخة وانتشر فيها الكسل والعجز وتلاشت المبادرات الفعالة

7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
ج7 ــ الإعلام الإعلام.. هو السبيل يجب إتاحة فرص أكبر للكادر النسوي لتقديمهن وتقديم أنفسهنّ إلى الحياة العامّة في مختلف المجالات وهذه هي البداية الصحيحة

8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
ج8 ــ بالتأكيد ولكن عبر الثقة بالنفس وانتهاج منهج صادق وصريح مع الشعب وتشكيل تنظيمات متخصصة لذلك وأن لا يقتصر كوادرها على عناصر المثقفين بل أن تشتمل على أصحاب المصالح المباشرين

9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
ج9 ــنعم كل ذلك ضروري ولكن قناة تلفزيونيّة واحدة يمكن أن تفعل الأعاجيب ..فكّروا بالأمر وتامّلوا إذ أن أغلب أبناء شعبنا غير مثقفين وغير مؤهلين لاستخدام مواقع التواصل الإجتماعي وسواها لحد الآن وكثير منهم ما زال يتخوّف من استعمال الكومبيوتر ومنهم بعض المثقفين أيضا فعلا .

10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
ج10 ــ الحوار المتمدن اليوم تمثّل أوسع نافذة على الفكر التقدّمي الديمقراطي واليساري ويشارك بالكتابة فيها أكبر المثقفين العراقيين والعرب بل والعالميين واستمرار هذا المنبر الثقافي والسياسي على منهجه أمر حيوي في حياتنا السياسيّة والفكريّة ولكن هذا لا يمنع من السعي المتواصل لتطوير الموقع تقنيا وتبويبا وتزويده بكل الوسائل التي يتم ابتكارها ومع أن السيارة المتينة هي الأهم ولكن أن يكون شكلها أجمل فهذا كما يُقال خيرٌ على خير



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
- من وراء الربيع العربي
- مسافرٌ زادهُ الخيالُ
- الذائقة العروضيّة وبحور بلا حدود!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ هو ؟ أم هو خليج البصرة!
- في الوجود والعدم..فكرة!
- نداء! (في ضوء انعقاد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي الع ...
- ردٌّ على ردّ بشان موضوعنا بحور بلا حدود المنشور في الحوار ال ...
- هزّة دهوك الأرضيّة ووصايا وقائيّة مطلوبة!
- أزمة فكريّة أم نضوب فلسفي
- بورتريت سريع للشاعرالراحل عبد الخالق محمود!
- مصالح أوسع الشرائح الإجتماعيّة لها الأولويّة
- غزة ووحدة نضال الشعب الفلسطينيّ!
- قصائد مترجمة عن لغة مجهولة!
- جامعاتنا بين أفكار وخواطرسريعة!
- أي قانون؟
- دكتور جرح الأوّلي عوفه..جرح الجديد عيونك تشوفه!
- غزّة..وخيار السلام!


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سنان أحمد حقّي - تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي