|
وقفة احتجاجية أمام إدارة صوديا بأولاد تايمة بالمغرب ضد تصفية المؤسسات الوطنية
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 10:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
في ظل استمرار نهب ممتلكات المؤسسة الوطنية صوديا مازال العاملات و العمال بمعمل أمكال بسبت الكرداد صامدين أمام هجوم الرأسمال على مكتسباتهم التاريخية و هم اليوم 2 دجنبر 2004 ينظمون وقفة احتجاجية استعدادا لمواجهة البارد القارس في معتصمهم. يعيش العاملات و العمال بمعمل أمكالة بسبت الكردان بتارودانت التابع لمؤسسة صودبا التي تمت تصفيتها و تسريح الطبقة العاملة بها تطبيقا لمقتضيات الاتفاق التوافقي النقابي و المخزني لتنفيذ بنود اتفاق 30 أبريل المشؤوم، يعيش هؤلاء اليوم و هم أكثر من 70 عاملة و عامل بمعتصمهم بالمعمل في ظروف من التحقير و التهميش الممنهج و هم الوحيدين الذين ناضلوا ضد مسلسل التسريح الجماعي ، عندما أعلنوا رفضهم لما يسمى باتفاق التسوية بين الادارة و النقابات من أجل ضرب حقهم في الشغل القار كحق من حقوق الانسان . فرغم اعتصامهم البطولي منذ 30 دجنبر 2003 إلى يومنا هذا فانهم اليوم يتعرضون للضغط و المساومة من أجل التنازل عن حقوقهم المشروعة ، فرغم جلوس الادارة إلى مائدة المفاوضات مع نقابتهم الاتحاد البمغربي للشغل نتيجة نضالاتهم و الخروج بوعود ظلت كاذبة إلى و تتجلى في زيادة 50 في المئة من تعويضاتهم عن الضرر الذي لحقهم نتيجة : ـ عدم الوضوح الذي يشوب وضعيتهم الادارية و الذي يتجلى في : ـ تعمد الادارة إلى احتسابهم على القطاع الفلاحي من أجل حرمانهم من التعويضان العائلية حينا . ـ تعمد الادارة على احتسابهم على القطاع الصناعي من أجل حرمانهم من الترسيم أحيانا . إن الفساد الاداري الذي لحق المؤسسات الوطنية و الذي يضرب في الصميم مصالح الطبقة العاملة في ظل التناقض بين الرأسمال و العمل في ظل الصراع الطبقي ، لا يمكن محاربنه إلا بانتصار مصالح الطبقة العاملة على هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على مصالح الطبقات الشعبية بقيادة البورجوازية . إن العمل النقابي الاصلاحي الذي تقوده البورجوازية الصغرى لا يمكن أن يقوم مقام القيادة التاريخية للصراع الطبقي من طرف الطبقة العاملة ، و لقد أثبت التاريخ فشل البورجوازية الصغرى في قيادة الصراع ضد الرأسمال حيث يتم في ظل التوافقات بين النقابات و الادارة المخزنية على حساب مصالح الطبقة العاملة . و ما جرى في صوديا و سوجيتا اليوم ما هو إلا جزء من هجوم الليبرالية التبعية الممحزنة و كيلة الرأسمال على المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة ، من أجل تسهيل تهب المؤسسات المالية و الصناغية و الفلاحية الوطنية من لانقاد الرأسمال المركزي من أزماتها المزمنة باعتبارها نظاما تناحريا . إن ما يتعرض له العاملات و العمال بمعمل أمكالة بسبت الكردان بتارودانت من تحقير و ادلال يعد انتقاما للرأسمال ضد صمود المرأة العاملة و هي الغلبة العظمى في المعمل ، ضد الاستغلال الذي تعرضت له خلال سنوات كدها بالمعمل و التي تتراوح بين 10 سنوات و 24 سنة من استغلال مزدوج ... لكن لماذا الوعود الكاذبة للادارة و النقابة ؟ تساؤل مشروع تطرحه العاملات و العمال و هم صامدون داخل معتصمهم منذ 30 دجنبر 2003 ، لماذا هذا التماطل رغم أن ما يسمى بوثيقة التحكيم المغشوشة تنص على تسوية وضعيتهم المالية في ظرف أسبوع واحد ، و اليوم و قد مرة على التوقيع أزيد من 8 أشهر و هم يعيشون في ظل ظروف قاسية في معتصمهم ، أليس هذا انتقام ؟ و ماذا سيقوله النقابيون الذين يطلقون وعودا بالانتصارات الموهومة...؟ أن ما يضرب الشرعية النضالية للعمل النقابي هو الوعود ، خاصة إذا صدرت من القيادة النقابية ، و هذا ليس بالجديد علينا في الساحة النضالية خاصة في ظل اختلال موازين القوى بين النقابات و الادارة ، ذلك ما استشعره المناضلون الغيورون على العمل النقابي الجاد في عدة محطات نضالية أفضت إلى ما يسمى بالتوافقات/ الاتفاقيات على حساب مصالح الطبقة العاملة في جبل عوام و جراد و صوديا و سوجيتا و إيميني... في فاتح غشت 1996 و 30 أبريل 2003 و الباقية تأتي .. إن العمل النقابي الذي يعصف بنضال الطبقة العاملة خاصة عندما تشكل فيه المرأة المحرك الاساسي لا يمكن أن يكون إلا في صالح الرأسمال ضد العمل ، و تجربة أمكالة غنية بالمعاني فالمرأة هي التي قادت النضال و هي التي تفاوض ، و رغم ضعف تجربتها فقد استطاعت فاطمة البيضاوية النقابية أن تقطع آلاف الكيلومترات من تارودانت إلى الرباط في عدة لفاءات مع الادارة و المركزية النقابية ، و استطاعت الدفاع عن الملف باستماتة المرأة العاملة ... لكن أين هي الوعود الكاذبة ؟ تساؤل مطروح على المركزية النقابية للاجابة عليه ، بدل لفق التهم لامرأة عاملة كادحة لا تتوفر على تجربة نقابية إلا ما هو معهود في الطبقة العاملة من اخلاص . إن ما وقع في ملف أمكالة لا يمكن تفسيره إلا بأسلوب الادارة المعهود و الذي يتجلى في سيسة تشتيث الطبقة العاملة لضرب الوحدة العمالية و من الداخل ، و لان البورجوازية لا تستسيغ انتصار الطبقة العاملة و بقيادة امرأة و بدعم من اليسار الجذري ... و حذار حذار من التهم المجانية الذي يستهدف ضرب نضالات الطبقة العاملة، و النظرية الماركسية التي تعتمد المادية التاريخية و المادية الجدلية كفيلة باعتمادها في تحليل الوقائع التاريخية و الصراع الطبقي كفيل بالجواب على التناقضات بين الرأسمال و العمل . إن صمود العاملات و العمال بأمكالة بسبت الكردان بتارودانت ما زال مستمرا و يتخد في أشكالا متطورة أولها الوقفة الاحتجاجية أمام باشوية بسبت الكردان يوم 29 يوليوز 2004 و التي تم إلغاؤها دون معرفة الاسباب، و كان قرار الوقفة آنداك رسالة للغافلين الذين يستعدون للاستجمام و المرح في الشواطئ و الجبال السياحية في شهر غشت ، حتى لا ينسوا أن هنا في هذه الارض تحت أشعة الشمس الحارة في صيف الجراد الذي يأتي على الاخضر و اليابس في سهول سوس ، يوجد من يعتصم منذ أيام البرد القارس دفاعا عن حقوقه المشروعة قائلين لهم : هل 23 ألف درهم أي ألفان و 3 مئة دولار يسمى تعويضا عن الطرد ل 19 سنة من كد المرأة العاملة المحرومة من التعويضات العائلية و الترسيم ؟ فأي عمل هذا يصون الكرامة و أي عمل نقابي هذا يدافع عن الحقوق ؟ أين الوعود حول زيادة 50 في المئة من التعويضات ؟ أين الوعود حول مستحقات المحامي ب 700 درهم بدل 1800 درهم المفروضة من طرف الادارة ؟ أين حقوق الترسيم في حالة احتساب العاملات و العمال على القطاع الفلاحي ؟ أين حقوق التعويضات العائلية في حالة احتساب العاملات و العمال على القطاع الصناعي ؟ و هم اليوم ـ 2 دجنبر 2004 ـ يقفون أمام إدارة صوديا بأولاد تايمة معلنين أنهم مازالوا صامدين محرومين من حقوقهم ، يقاومون الاستغلال و القهر و التحقير في يداسة فصل بارد ، قائلين للذين يتربصون اقتناص الفرص أن الطبقة العاملة قادرة على الصمود و التحدي و لن تتنازل عن حقوقها ، و هم راجعون إلى معتصمهم صامدين بجانب المعمل الذي تم نهب جميع ممتلكاته من طرف الادارة في ظروف غامضة ، وهم اليوم يوجهون نداءهم إلى كل التنظيمات الحقوقية و النقابية و اليسار الجذري من أجل الدعم و المساندة و ما ضاع حق وراءه طالب .و تارودانت في :2 دجنبر 2004 امال الحسين الموقع الفرعي في الحوار المتمدن : امال الحسين http://www.rezgar.com/m.asp?i=102
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملف الانتهاكات الجسيمة بالريف/الحسيمة بالمغرب
-
نداء هيئات التنسيق بورزازات بالمغرب
-
دور البعد الهوياتي للأمازيغي في النضال الديمقراطي الجذري
-
من البعد القومي للقضية الفلسطينية إلى الإنتفاضة الشعبية
-
نداء عائلة المختطف عمر الوسولي من أجل الكشف عن مصير ابنها
-
حملة التضامن مع مناضلي حركة المجتمع المدني بالريف / الحسيمة
...
-
الحركة الإحتجاجية بالريف/الحسيمة بالمغرب بين الماضي و الحاضر
-
الإحتجاج ضد رفض اطلاق سراح المناضل الحقوقي والنقابي خويا محم
...
-
هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على ثروات الشعوب في ظل سياس
...
-
معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب
...
-
الأسس الأيديولوجية و السياسية للسياسة التعليمية الطبقية بالم
...
-
الحركة السياسية بالمغرب و تشرذم اليسار الجذري
-
إطلاق حملة من أجل إطلاق سراح المعتقل النقابي و الحقوقي محمد
...
-
هجوم الكومبرادور على مكتسبات الطبقة العاملة المغربية في ظل م
...
-
الهجوم المخزني على معطلي مدينة الحسيمة المغربية المنكوبة
-
صمود الطبقة العاملة ضد هجوم الكومبرادور بقيادة المرأة العامل
...
-
الشهيد عبد اللطيف زروال قائد الحركة الماركسية اللينينية المغ
...
-
بيان النهج الديمقراطي حول منع السلطات المغربية للمؤتمر الأول
-
قضيدتان : مسار مضطرب ـ بغداد تنتفض
-
في ظلمة المكان
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|