مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 09:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الشيوعية التحررية : كمبدأ اجتماعي
من مانيفستو الشيوعية التحررية لجورجيس فونتينس
كان ذلك في القرن 19 عندما كانت الرأسمالية تتطور و عندما وقعت النضالات الطبقية الأولى للطبقة العاملة – و لنكن أكثر دقة كان ذلك في الأممية الأولى ( 1861 – 1871 ) – عندما ظهر مبدأ اجتماعي سمي "بالاشتراكية الثورية" ( في معارضة الاشتراكية الإصلاحية أو الدولتية الشرعية ) . عرف أيضا ب"الاشتراكية المناهضة للسلطوية" أو "الجماعية" و فيما بعد "باللاسلطوية" ( الأناركية ) , "بالشيوعية اللاسلطوية" ( الأناركية ) , و "الشيوعية التحررية" .
ظهر هذا المبدأ , أو النظرية , كرد فعل من العمال الاشتراكيين المنظمين . و ارتبط في كل الأحداث بالصراع الطبقي الذي كان يزداد حدة بشكل متزايد . إنه نتاج تاريخي نشأ عن ظروف محددة في التاريخ , من تطور المجتمعات الطبقية – و ليس من خلال النقد المثالي لقلة من المفكرين المحددين .
دور مؤسسي هذا المبدأ , خاصة باكونين , كان التعبير عن المطامح الفعلية للجماهير , عن ردود أفعالها و تجاربها , و ليس خلق مصطنع لنظرية تقوم على التحليل المثالي المجرد أو على نظريات سابقة عليها . باكونين – و معه جيمس غويلاوم – و من بعدهم كروبوتكين , ريكلوس , ج . غريف , مالاتيستا و آخرون – بدؤوا بدراسة وضع ( حالة ) اتحادات العمال و الأجهزة القائمة , كيف نظم هؤلاء العمال أنفسهم و كيف حاربوا ( أعداءهم الطبقيين ) .
إن حقيقة ظهور اللاسلطوية ( الأناركية ) في خضم الصراعات الطبقية شيء لا خلاف عليه .
كيف إذن ساد اعتقاد بأن اللاسلطوية ( الأناركية ) هي فلسفة , أخلاق مستقلة عن الصراع الطبقي , أو أنها شكل من النزعة الإنسانية مفصولة عن الظروف التاريخية و الاجتماعية ؟
رأينا عدة أسباب لهذا . من جهة أراد أوائل المنظرين اللاسلطويين ( الأناركيين ) أحيانا أن يعتمدوا على آراء الكتاب و الاقتصاديين و المؤرخين الذين سبقوهم ( خاصة برودون , الذي عبر في الكثير من كتاباته عن آراء لاسلطوية ( أناركية ) من دون أي شك ) .
المنظرون الذين جاؤوا بعدهم وجدوا أحيانا عند كتاب مثل لا بوتي , سبنسر , غودوين , شتيرنر , الخ , آراءا تشبه الآراء اللاسلطوية ( الأناركية ) – بمعنى أنهم أعربوا عن معارضتهم لأشكال المجتمعات الاستغلالية و لمبادئ الهيمنة التي اكتشفوها فيها . لكن نظريات غودوين , شتيرنر , توكر و البقية كانت محض ملاحظات عن المجتمع – فهم لم يأخذوا التاريخ و القوى التي تحدده بالاعتبار , أو الظروف الموضوعية التي تفرض مشكلة الثورة .
من جهة أخرى , في كل المجتمعات التي تقوم على الاستغلال و الهيمنة كان هناك دائما أفعال فردية أو جماعية للتمرد , أحيانا بمضمون شيوعي و فيدرالي أو ديمقراطي حقيقي . نتيجة لذلك فهمت اللاسلطوية ( الأناركية ) في بعض الأحيان كتعبير عن نضال الشعوب ( الجماهير ) الأزلي في سبيل الحرية و العدالة – كفكرة غامضة , تقوم بشكل غير كافي على علم الاجتماع ( السوسيولوجيا ) أو التاريخ , و مال البعض لتحويل اللاسلطوية ( الأناركية ) إلى ( فكرة ) إنسانية غامضة تقوم على أفكار مجردة من "الإنسانية" و "الحرية" . كان المؤرخون البرجوازيون لحركة الطبقة العاملة مستعدين دوما لخلط الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) بانظريات الفردانية و المثالية , و هم مسؤولون لحد كبير عن هذا الخلط ( التشوش ) . هم الذين حاولوا أن يجمعوا شتيرنر و باكونين معا .
مع نسيان ظروف ولادة اللاسلطوية ( الأناركية ) فإنها تختزل أحيانا إلى نوع من الليبرالية المتطرفة و تفقد طبيعتها المادية , التاريخية و الثورية .
لكن بأي مقياس , حتى لو أن الثورات السابقة للقرن 19 و أن أفكار بعض المفكرين ( السابقين ) عن العلاقات بين الأفراد و المجموعات الإنسانية قد أعدت الطريق بالفعل أمام اللاسلطوية ( الأناركية ) , فلم تكن هناك لاسلطوية ( أناركية ) و لا مبدأ بهذا الاسم حتى باكونين .
تعبر أعمال غودوين مثلا عن وجود المجتمع الطبقي بشكل جيد , حتى لو أنها فعلت ذلك بطريقة مثالية و مشوشة . و اغتراب ( استلاب ) الفرد من قبل المجموعة , العائلة , الدين , الدولة , الأخلاق و الخ , هو بالتأكيد من طبيعة اجتماعية , هو بالتأكيد تعبير عن مجتمع ينقسم إلى طبقات أو فئات .
يمكن القول أن مواقف , أفكار , طرق سلوك الناس الذين يمكن أن نسميهم متمردين , غير متكيفين , أو لاسلطويين ( أناركيين ) بمعنى غامض للكلمة قد وجدت دائما .
لكن الصياغة المتماسكة لنظرية شيوعية لاسلطوية ( أناركية ) تعود لنهاية القرن 19 و قد استمرت كل يوم مكملة نفسها و لتصبح أكثر دقة ( تحديدا ) .
لذلك لا يمكن استيعاب اللاسلطوية ( الأناركية ) في فلسفة أو أخلاق فردية أو مجردة .
لقد ولدت في الاجتماعي و منه , و كان عليها ان تنتظر فترة تاريخية محددة و مستوى محدد من التناقض الطبقي لكي تكشف التطلعات الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) عن نفسها بوضوح لكي تنتج الظاهرة أو الثورة بمفهوم متماسك و ثوري بالكامل .
بما أن اللاسلطوية ( الأناركية ) ليست فلسفة أو أخلاق مجردة فلا يمكنها لذلك أن تقدم نفسها لشخص مجرد , لشخص ما بالعموم . لأنه بالنسبة للاسلطوية ( الأناركية ) لا يوجد في مجتمعاتنا إنسان فقط : هناك الشخص المستغل من الطبقات المنهوبة و الشخص من المجموعات صاحبة الامتيازات , من الطبقة المهيمنة . لكي نتحدث عن الشخص ( الفرد , الإنسان ) يعني الوقوع في خطأ أو في مغالطة الليبراليين الذن يتحدثون إلى "المواطن" دون أن يأخذوا بالاعتبار الظروف الاقتصادية و الاجتماعية للمواطنين . و لأن الحديث عن الفرد بالعموم بينما يجري تجاهل حقيقة أن هناك طبقات و أن هناك صراع طبقي , بينما يرضي المرء نفسه بأقوال بلاغية جوفاء عن الحرية و العدالة – بمعنى عام و بأحرف كبيرة – يعني السماح لكل الفلاسفة البرجوازيين , الذين يبدون كليبراليين في الظاهر لكنهم في الواقع محافظون أو رجعيون , بالنفوذ إلى اللاسلطوية ( الأناركية ) , لحرفها إلى نزعة إنسانية غامضة , لتشويه المبدأ و المنظمة و المناضلين . كان هناك زمن , و لنكن منصفين ما تزال هذه هي الحالة في بعض البلدان و في داخل بعض المجموعات , عندما انحطت اللاسلطوية ( الأناركية ) إلى إراقة دموع النزعة المسالمة المطلقة ( البحتة ) أو إلى شكل من التعاطف المسيحي . كان يجب الرد على هذا و تبدأ اللاسلطوية ( الأناركية ) الآن بمهاجمة العالم القديم بشيء آخر غير الأفكار ..
إنه فقط بالنسبة للبروليتاريا المنهوبة و المستغلة , العمال و الفلاحون , أصبحت اللاسلطوية ( الأناركية ) مبدأ اجتماعي و أسلوب ثوري – لأن الطبقة المستغلة فقط , كقوة اجتماعية , يمكنها القيام بالثورة .
هل نعني بهذا أن الطبقة العاملة تشكل طبقة من المخلصين ( المسيح = المخلص ) , و أنه لدى المستغلين رؤية واضحة خاصة , و حتى نوعية جيدة و أنهم من دون أخطاء ؟ إن هذا سيعني السقوط في عبادة ( تأليه ) العامل , إلى نوع جديد من الميتافيزيقا .
لكن الطبقة المستغلة و المستلبة , المخدوعة و المغشوشة , أي البروليتاريا – مأخوذة في معناها الأوسع و مشكلة من الطبقة العاملة المعرفة جيدا ( التي تتألف من العمال اليدويين الذين يملكون نفسية محددة مشتركة , طريقة محددة للوجود و التفكير ) و بقية العاملين بأجر مثل العمال المكتبيين ( العاملين في الكتابة ) , أو لنضعها بطريقة أخرى جمهور الأفراد الذين وظيفتهم ( مهمتهم ) في الإنتاج و في النظام السياسي هو أن ينفذوا فقط الأوامر و المستبعدين لذلك من السيطرة ( السلطة ) – هذه الطبقة وحدها يمكنها الإطاحة بالسلطة و الاستغلال من خلال موقعها الاقتصادي و الاجتماعي . يمكن فقط للمنتجين أن يحققوا سلطة العمال و ما هي الثورة إن لم تكن الانتفال إلى سلطة كل المنتجين ؟
لذلك فالطبقة البروليتارية هي الطبقة الثورية قبل أي شيء , لأن الثورة التي يمكنها إنجازها هي ثورة اجتماعية و ليس فقط ثورة سياسية – بتحريرها لنفسها فإنها ستحرر الإنسانية , في تحطيمها لسلطة الطبقة صاحبة الامتيازات فإنها ستلغي الطبقات نفسها .
من الأكيد هذه الأيام أنه لا توجد حدود واضحة بين الطبقات . لكن في مراحل مختلفة من الصراع الطبقي حدث هذا التقسيم . لا توجد هناك حدود واضحة بل يوجد هناك قطبان – البروليتاريا و البرجوازية ( الرأسماليون , البيروقراطيون , الخ ) , تنقسم الطبقات الوسطى في فترات الأزمة و تتحرك نحو قطب أو آخر : إنها غير قادرة على أن تقدم الحلول بنفسها لأنها لا تملك الخصائص الثورية للبروليتاريا , و لا تملك السلطة الحقيقية على المجتمع المعاصر مثل البرجوازية كما هو تعريف البرجوازية . مثلا في الإضرابات قد تجد قسما من التقنيين ( خاصة أولئك المتخصصين , أولئك العاملين في أقسام البحث مثلا ) ينضمون إلى الطبقة العاملة بينما تجد قسما آخر ( التقنيون الذين يشغلون مواقعا أعلى و معظم العاملين في مراكز أو مواقع إشرافية أو المراقبة ) يبتعدون عن الطبقة العاملة , على الأقل لبعض الوقت . تعتمد ممارسات النقابات دائما على التجربة و الخطأ , على البراغماتية , على تنظيم أقسام في النقابات و عدم ضم أقسام أخرى بحسب دورها و مهنتها . في كل الأحوال إنها المهنة و الموقف هو الذي يحدد الطبقة أكثر من الراتب فحسب .
هكذا إذن هناك البروليتاريا . هناك الجزء الأكثر إصرار , و نشاطا , منها , أي الطبقة العاملة بالتعريف . هناك أيضا شيء أوسع من البروليتاريا و الذي يشمل طبقات اجتماعية أخرى يجب اجتذابها إلى العمل , هو جمهور الشعب ( الناس ) , الذي يتألف من الفلاحين الصغار , الحرفيين الصغار , و غيرهم إضافة إلى البروليتاريا .
إنها ليست مسألة الوقوع في نوع ما من صوفية البروليتاريا بل في تقدير ( تثمين ) هذه الحقيقة المحددة : البروليتاريا , رغم أنها بطيئة في تطوير وعيها و رغم هزائمها و تراجعاتها , هي في النهاية الخالق الحقيقي الوحيد للثورة .
"فهم ( باكونين ) أنه بما أن البروليتاري , العامل اليدوي , العامل المعروف , هو الممثل التاريخي لآخر نظام عبودي في العالم , فإن انعتاقه هو انعتاق كل إنسان , انتصاره هو الانتصار الأخير ( النهائي ) للإنسانية .." .
يحدث طبعا أن بعض الأشخاص من المجموعات الاجتماعية صاحبة الامتيازات تنفصل عن طبقتها , و عن إيديولوجيتها و امتيازاتها و تأتي إلى اللاسلطوية ( الأناركية ) . إن مساهمتهم مهمة لكن بمعنى ما فإن هؤلاء يصبحون بروليتاريين أيضا .
الاشتراكيون الثوريون أي اللاسلطويون ( الأناركيون ) , هم بالنسبة لباكونين أيضا , يتحدثون إلى "جماهير الشغيلة في المدينة و الريف , بما في ذلك البشر الجيدون من الطبقات الأعلى الذين , و قد انفصلوا عن ماضيهم , سينضمون إليهم بشكل صريح و يقبلون برنامجهم بالكامل" .
لكن لكل ذلك لا يمكن القول أن اللاسلطوية ( الأناركية ) تتحدث إلى شخص مجرد , إلى الفرد بالعموم , دون أن تأخذ بالاعتبار وضعيته الاجتماعية .
استبعاد هذا الطابع الطبقي من اللاسلطوية ( الأناركية ) يعني الحكم عليها أن تكون بلا شكل , خالية من أي مضمون , بحيث أنها ستصبح تسلية فلسفية متناقضة , فضول برجوازي ذكي , هدف للتعاطف لأشخاص يتوقون إلى مثل أعلى , و مادة للنقاش الأكاديمي .
لذلك نستنتج : أن اللاسلطوية ( الأناركية ) ليست فلسفة فرد أو إنسان بالمعنى العام .
اللاسلطوية ( الأناركية ) إن أحببت هي فلسفة أو أخلاق لكن بمعنى محدد جدا , ملموس ( واقعي ) تماما . إنها كذلك بسبب الآمال التي تمثلها , بسبب الأهداف التي تريد تحقيقها : كما قال باكونين – "إن انتصار ( البروليتاريين ) هو النصر النهائي للإنسانية .." .
لأنها بروليتارية , و هذا تعريف طبقي , فإنها إنسانية شاملة في أهدافها , أو إذا كنت تفضل , ذات نزعة إنسانية شاملة .
إنها مبدأ ( عقيدة ) اشتراكية , أو لنكون أكثر دقة الاشتراكية أو الشيوعية الوحيدة الحقيقية , النظرية الوحيدة و الأسلوب الوحيد القادر على تحقيق مجتمع دون طبقات , على أن تحقق الحرية و المساواة .
اللاسلطوية ( ألأناركية ) الاجتماعية , أو الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) أو مرة أخرى الشيوعية التحررية , هي مبدأ لثورة اجتماعية يتحدث للبروليتاريا التي تمثل آمالها , و تقدم إيديولوجيتها الحقيقية – إيديولوجيا اصبحت البروليتاريا واعية بها من خلال تجربتها الخاصة نفسها .
نقلا عن libcom.org
تعريف بالأشخاص المذكورين في المقال السابق
ميخائيل باكونين ثوري روسي و أحد أهم منظري اللاسلطوية ( الأناركية ) , عاش بين 1814 و 1876 . اختلف مع ماركس حول الموقف من الدولة و شكل الأممية الأولى مما أدى إلى انشقاقها .
بيتر كروبوتكين من أهم مفكري الشيوعية اللاسلطوية أو التحررية , روسي الأصل , كان عالما جغرافيا و من دارسي ظاهرة التطور و ثوريا بارزا , عاش بين عامي 1842 و 1921 .
إيريكو مالاتيستا شيوعي لاسلطوي ( أناركي ) إيطالي , عاش بين عامي 1853 و 1932 , عاش جزءا كبيرا من حياته بين المنفى و السجن .
جيمس غيلوم ( 1844 – 1916 ) كان أحد قيادي فيدرالية جورا للأممية الأولى الجناح اللاسلطوي ( الأناركي ) من الأممية , كتب سيرة حياة باكونين و نشر كثيرا من كتبه التي لم تنشر في حياته و كان هو الذي أقنع كروبوتكين بالأفكار اللاسلطوية ( الأناركية ) .
إيليزيه ريكلوس جغرافي و لاسلطوي ( أناركي ) فرنسي , شارك في كومونة باريس , عاش بين 1830 و 1905 .
جين غريف ( 1854 – 1939 ) لاسلطوي ( أناركي ) فرنسي بارز
ماكس شتيرنر 1806 - 1856 فيلسوف ألماني , انتقل من الهيغلية اليسارية ليصبح أحد اهم مفكري اللاسلطوية ( الأناركية ) الفردانية , أهم كتبه الأنا و ذاته .
ويليام غودوين 1756 – 1836 , صحفي و فيلسوف بريطاني , يعتبر أول من عرض الأفكار اللاسلطوية ( الأناركية ) في كتابه نقاش بصدد العدالة السياسية و تأثيرها على الفضيلة و السعادة العامة
بنجامين توكر 1854 – 1939 , أهم المفكرين اللاسلطويين ( الأناركيين ) الفردانيين الأمريكيين .
ترجمة مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟