أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - علاقة الماركسية التحررية باللاسلطوية ( الأناركية ) .. للأناركي الأمريكي واين برايس















المزيد.....



علاقة الماركسية التحررية باللاسلطوية ( الأناركية ) .. للأناركي الأمريكي واين برايس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 09:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


علاقة الماركسية التحررية باللاسلطوية ( الأناركية )
واين برايس


إنني أجد مرة تلو أخرى أن الاستنتاجات التي توصلت إليها ببطء و بشكل غير كامل كان قد جرى التعبير عنها بالفعل بشكل كامل و بشكل واضح ( و يمكنني القول أيضا , بشكل جميل ) من قبل كارل ماركس . هكذا كنت أنا أيضا ماركسيا ! لقد عزمت رأيي بسعادة , لأنه من الممتاز أن تنتمي إلى إرث ما و أن يكون لديك أصدقاء أذكياء . هذا ماركس كعالم نفس اجتماعي . لكن فيما يتعلق بالعمل السياسي ... لم يبد لي أبدا أن شعارات الماركسيين , و لا حتى شعارات ماركس نفسه , قد أدت إلى اشتراكية أخوية ( أي تتطلب غياب الدولة أو أية قوة إكراه أخرى ) , بل لقد دفعت الأمور بعيدا عنها . كان باكونين أفضل . أتفق في هذا مع كروبوتكين . ( بول غودمان , 1962 , ص 34 ) .

الانبعاث العالمي الحالي للاسلطوية ( للأناركية ) ينسب إلى تراجع الماركسية . لكن يبقى هناك تيار في الماركسية ( الماركسية التحررية أو الداعية إلى الاستقلال الذاتي Autonomist ) يشعر اللاسلطويون ( الأناركيون ) أنهم قريبون منه و الذي يعبر أنصاره عن قربهم من اللاسلطوية . تسمح سمات هذا التيار التحررية – الديمقراطية , الإنسانية , للاسلطويين ( الأناركيين ) باستخدام جوانب قيمة في الماركسية ( مثل تحليلها الاقتصادي أو نظرية صراع الطبقات ) . لكنه ما يزال يحتوي على نقاط الضعف الرئيسية في الماركسية . و بطريقة معينة ما يزال يضم نفس نقاط ضعف اللاسلطوية ( الأناركية ) نفسها , عوضا عن أن يكون بديلا عنهما . لهذه النسخة من الماركسية الكثير لتقدمه للاسلطويين ( الأناركيين ) لكنها ما تزال ناقصة في الأساس , كما سأظهر فيما يلي .
من الثلاثينيات حتى الثمانينيات على الأقل كانت اللاسلطوية ( الأناركية ) هامشية في اليسار الأممي الذي سيطرت عليه الماركسية . بينما بدأت الستينيات في الولايات المتحدة بنداءات "لديمقراطية تشاركية" , فإنها انتهت بهتافات مثل "هو , هو , هوشي منه , جبهة التحرير الوطني ( الفيتنامية ) ستنتصر!" و دعوات لكتاب ماو الأحمر الصغير – أي بدعم الدول الستالينية البربرية . حتى الجوانب التحررية في الماركسية – مثل تنظيم الطبقة العاملة أو هدف مجتمع لا يوجد فيه استلاب – جرى تجاهلها .
لكن جدار برلين سقط في عام 1989 و سرعان ما تبعه الاتحاد السوفيتي . تبنت الصين رأسمالية صريحة قائمة على السوق . لقد فقدت الثقة في الماركسية إلى حد كبير . لكن الرأسمالية العالمية لم تتحسن – كان سقوط رأسمالية الدولة الروسية في الواقع جزءا من الأزمة العالمية للرأسمالية . لذلك فإن الجزء الكبير من المعارضة الصاعدة , التي تألفت في الماضي من تنويعات مختلفة من الماركسية شق طريقه في الوقت الحاضر إلى الراديكالية البديلة , إلى اللاسلطوية ( الأناركية ) .
جاء تاريخ الهزيمة و الخيانة من جانب الماركسية في موجتين كبيرتين . اعتبارا من وقت أنجلز تم تشكيل أحزاب اشتراكية ديمقراطية في أوروبا . مع إستراتيجية لا تتجاوز انتخابها إلى البرلمان , قامت هذه الأحزاب ببناء أحزاب جماهيرية و نقابات بيروقراطية حتى انهار كل شيء في الحرب العالمية الأولى , دعمت عندها معظم هذه الأحزاب "حكوماتها" الإمبريالية و قاتلت ضد رفاقها الأعضاء في الأممية الاشتراكية . و بعد الحرب العالمية الأولى عارضت الثورة الروسية و عملت على تخريب الثورات في بلادها , خاصة في ألمانيا . و فشلت في الثلاثينيات في محاربة الفاشية , خاصة النازية . و دعمت بشكل غير مشروط إمبريالية الحلفاء في الحرب العالمية الثانية , ثم أصبحوا عملاء لإمبريالية الولايات المتحدة في الحرب الباردة . الآن فإن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية و الأحزاب العمالية الأوروبية قد تخلت بالكامل عن أي إيمان بشكل جديد للمجتمع , داعية إلى شكل رخو من الليبرالية , إن لم تكن النيوليبرالية نفسها دون أي تحفظ .
أثناء الحرب العالمية الأولى صمم لينين , تروتسكي و آخرون على أن يقوموا ببداية جديدة , أن يعودوا إلى الجذور الثورية للماركسية في أممية جديدة . النتيجة , كما هي معروفة , كانت رأسمالية الدولة الستالينية في روسيا , و خلق الأحزاب الستالينية في كل مكان . لقد فشل الستالينيون تماما في قيادة ثورات الطبقة العاملة في أوروبا أو في أي مكان آخر ( الذي كان الهدف الأصلي لمشروعهم ) . أقيمت دول الأحزاب الشيوعية الجديدة فقط بواسطة الجيش الروسي أو بواسطة جيوش فلاحية يقودها مثقفون من الطبقات الدنيا – أي بواسطة قوى خارج الطبقة العاملة . بعد أن خلقت أكواما من الجثث , غرقت رأسمالية الدولة الروسية في انعدام كفاءتها و انهارت في نهاية المطاف . إن إرثها هو بؤس أوروبا الشرقية و جزء كبير من آسيا . الأحزاب الشيوعية القائمة ليبرالية بنفس درجة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية القائمة .
إضافة إلى هذين الفشلين الكبيرين للماركسية , كانت محاولة تروتسكي لإعادة خلق الماركسية اللينينية في أممية رابعة جديدة فشل آخر . التيارات التروتسكية المختلفة اليوم هي تنويعات ( تفرعات ) من الستالينية , القومية , و – أو الإصلاحية الاشتراكية الديمقراطية .
سيبدو أن هذا التاريخ سيشكك ( سيؤدي لفقد الثقة ) في الماركسية . فبعد كل شيء ليست الماركسية مجرد أفكار جيدة , مثل المسيحية . بل يفترض بها أن تكون ممارسة , نظرية و ممارسة . كما نقل عن أنجلز كثيرا , "إن إثبات وجود الحلوى هو في أكلها" . فإن الفشل الكبير سيشكك فيها بالتأكيد .
لكن الماركسية ما تزال تملك جاذبية ما في اليسار , خاصة مع تلاشي ذكريات الشيوعية القائمة على رأسمالية الدولة . إن لديها جسد نظري – مكتبات بأكملها من النظرية – و تاريخ من التجارب في كل الثورات الكبرى اعتبارا من عام 1848 . اللاسلطوية ( الأناركية ) على الطرف الآخر محدودة في نظريتها بشكل سيء السمعة , و خبرتها الثورية محدودة . لذلك فإن الكثير من اللاسلطويين ( الأناركيين ) يبحثون عن تيار في الماركسية قد يكون متوافقا مع ما هو هام في اللاسلطوية ( الأناركية ) .
تيار الأقلية هذا في الماركسية سمي بالماركسية التحررية أو بعد هاري كليفر الماركسية القائمة على التسيير الذاتي Autonomist ( ليس للتحررية هنا ما يجمعها بالليبرتاريين الأمريكان اليمينيين أنصار الملكية الخاصة ) . التيارات المشاركة تاريخيا فيها هي "الشيوعيون المجالسيون" الأوروبيون بعد الحرب العالمية الأولى , و تيار "جونسون – فوريست" ( سي ل ر جيمس و رايا دونايفيسكايا ) في الأربعينات و الخمسينيات الذي انشق عن الحركة التروتسكية كما كان حال مجموعة كورنيليوس كاستورياديس اشتراكية أو بربرية في فرنسا . كان هنا أيضا الموقفيون الفرنسيون , و حركات "التسيير الذاتي" الألمانية و الإيطالية الأخيرة . ( من المثير للاستغراب أنني وجدت فقط إشارات نادرة في الولايات المتحدة لويليام موريس , الماركسي البريطاني الطوباوي الكبير في ثمانينيات القرن التاسع عشر ) . ما يزال أنصار دونايفيسكايا ينشطون في لجنة الأخبار و الرسائل . كان كاستورياديس خاصة مثير للاهتمام في أنه و مجموعته انتقلوا من الماركسية التحررية إلى خارج الماركسية ( كورتيز , 1997 , دونايفيسكايا 1992 , راتكليف 1976 ) .
ينظر كثير من اللاسلطويين ( الأناركيين ) بشكل إيجابي لهذه التيارات من الماركسية التحررية . نعوم تشومسكي في مقدمته لكتاب ( دانييل غورين ) عن اللاسلطوية ( الأناركية ) اقتبس عن أنطون بانيكوك عن الشيوعيين المجالسيين و استنتج أنه "في الواقع , فإن الماركسية الراديكالية تندمج مع التيارات اللاسلطوية ( الأناركية )" ( 1970 , الصفحة XV ) . بعض الماركسيين يرفضون هذه الصلة . أنطونيو نيغري المفكر الرئيسي لحركة التسيير الذاتي الإيطالية أعلن في كتابه الهام الإمبراطورية , " .. نحن لسنا لاسلطويين ( أناركيين ) , بل شيوعيين" ( هاردت و نيغري , 2001 , ص 350 ) . لكن كليفر و هو ماركسي داعي للتسيير الذاتي ( ربما يكون هو من اخترع هذا التعبير ) كتب مقالة في عام 1993 دافع فيه عن "تشابهات" قوية بين كروبوتكين و ماركسية كليفر . كتب اثنان من مؤيدي س ل ر جيمس "يمكن للماركسية أن تعني أي شيء من اللاسلطوية التحررية إلى الديكتاتورية الستالينية الشمولية . إننا نذهب في الاتجاه الأول .." (Glaberman and Faber , 1998 , ص 2 ) . بمعنى من المعاني فإنها الفرصة الأخيرة للماركسية لتثبت أنه يمكنها أن تكون تحررية ... أو صادقة على الأقل .
قد يتفق اللاسلطويون ( الأناركيون ) أو لا يتفقون مع الكثير من تحليل ماركس الاقتصادي أو السياسي . بالنسبة للاسلطويين ( للأناركيين ) ما هو الأكثر إيجابية فيما يتعلق بهذه الاتجاهات التحررية في الماركسية هو الإيمان بالنشاط ( الفعالية ) الذاتي للطبقات العاملة . أنها ترفض فكرة أن نخبة ( في شكل حزب ما ) يمكن أن تكون بديلة عن العمال و تستولي على السلطة باسم العمال . عوضا عن ذلك يؤكدون على خلق مجالس عمالية و شعبية تلك التي ظهرت في كل صعود ثوري ( 1975 , Root and Branch ) . يشعرون أنه يجب على هذه المجالس أن تتحد كسلطة جديدة تحل مكان أشكال الدولة القديمة . عوضا عن التركيز على سياسة قمة النقابات البيروقراطية الكبيرة فإنهم ينظرون إلى النضالات على أرض المعمل , مظهرين كيف تؤثر مبادرات العمال على عملية الإنتاج بطريقة يومية . ( 1998 , Glaberman and Faber ) . إنهم يدرسون كيف يمكن للإضرابات الجماهيرية أن تبدأ , أبعد من الحدود التي يضعها موظفو النقابات ( 1972 , Brecher ) . كان اهتمامهم منصبا على إبداع الطبقة العاملة و كل المضطهدين , الذي سماه نيغري و كليفر "بإثبات الذات" . بعض أهم الأفكار الثورية القيمة عن تحرر السود طورها سي ل ر جيمس – رغم أن هذه الأفكار قد طورت غالبا قبل أن ينهي علاقته بالتروتسكية ( 1996 , McLemee ) .
أثناء الكساد الكبير و الحرب الباردة , عندما كان اللاسلطويون ( الأناركيون ) قلة , أبقى الماركسيون الداعون للتسيير الذاتي أفكار الإبداع الذاتي للعمال حية . حافظوا على معارضة ثورية للستالينية و الرأسمالية الغربية في نفس الوقت . لقد حللوا الستالينية بشكل صحيح على أنها رأسمالية دولة , و ليس نوعا ما من مجتمع يتقدم نحو الاشتراكية ( دولة عمال منحطة , مجتمع بعد رأسمالي , دولة انتقالية , الخ ) . أعلنوا أن انتعاش الرأسمالية بعد الحرب العالمية الثانية كان ناقصا بشكل أساسي . و توقعوا أنه سيتوقف في نهاية المطاف – كما جرى في الستينيات ( 1969 , Mattick ) . يمكن للاسلطويين ( الأناركيين ) أن يقدروا هذا كله .
أراد الماركسيون التحرريون أن يعيدوا تفسير الماركسية بعيدا عن النسخ الأرثوذكسية التي درسها الاشتراكيون الديمقراطيون أو الستالينيون . يرى التيار السائد في الماركسية أن العملية التاريخية تسير بشكل آلي ( أوتوماتيكي ) , مرحلة تتلوها مرحلة أخرى , أطروحة يتلوها نقيضها , حتى تصل الرأسمالية مرحلتها الأخيرة ( التي يشار إليها بشكل متفائل "بالرأسمالية الأخيرة" أو "المرحلة الأخيرة للرأسمالية" ) , ليتلوها بصورة صارمة ( جامدة ) الاشتراكية و من بعدها الشيوعية . التاريخ بالنسبة للماركسيين الأرثوذوكسيين هي شيء ما يقع ( أو يحدث ) للناس في معارضة شيء ما يفعله الناس . بالنسبة لهم فإن "الوعي الطبقي" يعني أن العمال يصبحون مدركين لما يتعين ( يفرض ) عليهم فعله من قبل الصيرورة التاريخية . يقتبس القول التالي من هيغل أحيانا , "الحرية هي وعي الضرورة" . يتحدثون غالبا عن الاشتراكية على أنها "حتمية" , فإن منظرو التيار السائد في الماركسية يرون الاشتراكية كنتيجة حتمية لصيرورة آلية أو ميكانيكية للتطور الاجتماعي . خصوم الماركسية من اليمين و اليسار أوضحوا بالطبع أنه حتى لو بدا شيء ما حتميا فإن هذا لا يعني أن يجب أن يكون مرغوبا . ما الذي في الاشتراكية الذي يجب على العمال أن يناضلوا و يضحوا في سبيله ( ناهيك عن سواهم ) ؟ الماركسية الأرثوذوكسية لا تجيب على هذا السؤال .
محاولات الماركسيين التحرريين للتخلص من آلية ( ميكانيكية ) الماركسية ( و التي سوف أشير إليها ) لم تكن ناجحة تماما . لا يمكن أن تكون ناجحة تماما , حيث أنها ليست تفسيرا خاطئا للماركسية بل جزء مركزي من ماركسية ماركس . كل فكرة ( كتاب ) رأس المال هي أن الاشتراكية يجب أن تقع . لكن يمكنك أن تقرأ مجلدات من كتابات ماركس ( و قد فعلت هذا بالفعل ) دون أن تجد أي عبارة لماذا أن الاشتراكية جيدة أو تستحق أن نسعى إليها . لكن ماركس كتب الكثير من النقد للطوباويين و اللاسلطويين ( الأناركيين ) لأنهم تقدموا بأسباب أخلاقية دعما للاشتراكية .
هذا الفهم الميكانيكي و اللاأخلاقي للماركسية كان له نتائجه السلبية . بالنسبة للبلاشفة أصبح هذا الفهم سببا للاستبداد . معتقدين أن الحزب يعرف الحقيقة المطلقة عما يجب أن يحدث ( أي أنه يملك الوعي الطبقي الصحيح ) , و من المؤكد أنه لم يضع موضع التنفيذ فقط تلك المهام الضرورية تاريخيا , لقد شعروا أن قتل أو قمع الآخرين هو عمل مبرر – في سبيل التحرر الإنساني بالطبع . في النهاية ظنوا أن كل شيء سيسير على ما يرام في نهاية الأمر .
بالنسبة للاشتراكيين الديمقراطيين , هذه الميكانيكية الفاقدة للحس الأخلاقي تبرر السياسة السلبية اللاثورية . كما قلت فقد بنوا أحزابا سياسية شاركت في الانتخابات , و دعموا نقابات جماهيرية تفاوضت مع رأس المال . لذلك لم يكن لديهم أية إستراتيجية سوى أن يستمروا فقط . في نفس الوقت ارتكبوا فظائعهم الخاصة بدعمهم إمبريالية دولهم . هم أيضا شعروا أن كل شيء سيصبح جيدا في النهاية . هذا القبول بالتطور الرأسمالي , هذه الثقة من أنه سيقود إلى الاشتراكية , قادت الماركسيين لقبول جوانب أخرى من الرأسمالية . مثلا جرت الموافقة على التكنولوجيا الرأسمالية المعادية للبيئة , التي صممت لأغرض الاستغلال . و بنفس الطريقة قبلت كل الاتجاهات المركزية في التنظيم الاقتصادي , السياسي و العسكري , تلك التي أدت إلى كوارث إنسانية هائلة .
هذا دون أن ننكر أن هناك اتجاهات فعلية في الرأسمالية تدفع نحو الحرية الاشتراكية , خاصة نضال الطبقة العاملة , كما علم ذلك ماركس . لكن هناك اتجاهات معادية ( مثل الاتجاه نحو شراء العمال الأفضل حالا و ميل العمال الذين هم أسوأ حالا لكي يستسلموا ) . لا توجد هناك أية ميكانيكية , أو حتمية فيما يتعلق بالثورة الاجتماعية . إن الرأسمالية لن تخلق الاشتراكية لنا .
بعض الماركسيين التحرريين مثل جيمس و دونايفيسكايا و أتباعهما حاولوا تحطيم النسخة الميكانيكية من الماركسية بالعودة إلى فلسفة هيغل . كان هذا طريق مسدود . صحيح أن ديالكتيك هيغل يصور العالم في شكل دينامي , متناقض , مترابط ( إيكولوجي غالبا ) عوضا عن أن يصوره بشكل ميكانيكي و جامد . لكنه يبقى يرى التاريخ على أنه يسير وفق صيرورة ( عملية ) أوتوماتيكية تسير نحو غايتها الحتمية . هذه الغاية كانت خلق فلسفة هيغل . إن تنظيم الناشطين لكي يدرسوا بعمق أكبر هذه النسخة السلطوية و شديد الاغتراب عن الواقع ( أي جلب هيغل إلى العمال ) هو شكل خاص من النخبوية . حرر ماركس نفسه من هيغل و من الخطأ العودة إلى الوراء .
كليفر ( الذي لا يشير كثيرا إلى هيغل ) يظهر أيضا فشلا مماثلا في التغلب على الميكانيكية الماركسية , حتى عندما يعتقد أنه قد تجاوزها . إنه مثلا يطري على كروبوتكين ( كليفر 1993 ) لأنه كشف أية جوانب من المستقبل قد ظهرت اليوم بالفعل , لأنه يظهر كيف أن القوى الحالية ستصبح هي نفسها المستقبل . على العكس فإنه يرفض خاصة تفسير جورج وودووك بأن كروبوتكين كان قد طرح الأمور كاحتمالات فقط قد تحدث ( أو لا ) . و وودووك يرفض تحليلا ينصب على ما يجب أن يكون عليه المستقبل . عوضا عن ذلك يركز كروبوتكين كليفر على الأشياء في الحاضر التي ستتطور كقانون و بشكل مؤكد إلى اللاسلطوية ( الأناركية ) الشيوعية .
من المثير للاهتمام أن هذا الجانب بالتحديد في كروبوتكين كان هو الذي انتقده مالاتيستا . مالاتيستا , اللاسلطوي ( الأناركي ) الإيطالي الكبير كتب كتابه "ذكريات و نقد لصديق قديم" كإحياء لذكرى كروبوتكين . إن "خطأي" كروبوتكين الأساسيين اللذين انتقدهما مالاتيستا بشكل خاص كانا "الجبرية الميكانيكية" و "تفاؤله المفرط" . يشير مالاتيستا إلى أن هذه الأخطاء قد قادت إلى خيانة كروبوتكين للاسلطوية ( الأناركية ) عندما دعم الحلفاء الغربيين في الحرب العالمية الأولى ( كان يفترض أن الألمان يعيقون التطور الأوتوماتيكي للتعاون و الاتحاد الحر في شعوب الحلفاء ) . كليفر لا يذكر هذا , رغم أن هذا صحيح أيضا بالنسبة لكل المعجبين بكروبوتكين .
الآلية الميكانيكية للماركسيين التحرريين لا تمر عبر مفهوم الحزب فقط , بل أيضا في رؤيتهم للجماهير . فهم واثقون من أن العمال في نهاية المطاف سيدفعون الأمور في الاتجاه الصحيح . أظهر التحرريون تقديرا قليلا لوعي العمال المختلط ( الهجين ) المتأثر بالهجوم المتواصل لوسائل الإعلام الجماهيرية . إنهم ينكرون الحاجة للتنظم كي يناضلوا ضد القوى المحافظة أو الاشتراكية الديمقراطية أو الستالينية داخل الطبقة العاملة . كماركسيين , فإن دعاة التسيير الذاتي سلبيون أمام قوى التاريخ .
بنفس الطريقة يرفض الشيوعيون المجالسيون فكرة أن الاشتراكية قد تنتصر في الشعوب المضطهدة أو المقهورة , لأنها فقيرة جدا و متأخرة تقنيا لتطور مجتمع الوفرة , الأمر الذي تتطلبه ( تشترطه ) الاشتراكية ( ثم الشيوعية ) . لذلك يقبل الشيوعيون المجالسيون الرأسمالية ( أو رأسمالية الدولة ) على أنها أفضل ما يمكن للشعوب المضطهدة أن تحققه في هذه الفترة . إنهم لا يرون البلدان النيوكولونيالية ( الخاضعة للاستعمار الجديد ) كجزء من المنظومة الرأسمالية العالمية بحيث أن الثورات العمالية فيها هي جزء ضروري من الثورة الاشتراكية العالمية .
بسبب قبولهم هذا بالميكانيكية الماركسية , فإن الماركسيين التحرريين ضعيفون لسوء الحظ في نفس الجوانب حيث اللاسلطويون ضعيفون أيضا أو ربما أكثر حتى . كان هناك تيار لاسلطوي ( أناركي ) يدعم بناء منظمات لاسلطوية ( أناركية ) ثورية يمكن أن تعمل داخل المنظمات الجماهيرية مثل النقابات ( لكن ليس فقط فيها ) ( مالاتيستا , أو حركة ماخنو البرنامجية ) . لكن اللينينية كانت قد سببت رضا شديدا عند الماركسيين التحرريين بحيث أنهم قد رفضوا تقريبا كل تنظيم ثوري – ليصبح من المستحيل فهم لماذا ينظمون أنفسهم , إذا فعلوا ذلك . ( لكن كاستورياديس كان يقف إلى جانب التنظيم و قد انقسمت مجموعة اشتراكية أو بربرية حول هذه القضية ) .
مؤمنين بأن العمال سيجعلون كل شيء ينتهي على نحو جيد في نهاية الأمر , كان الماركسيون التحرريون يميلون لأن يكونوا سلبيين في علاقتهم بقضية الإستراتيجية أو التنظيم . المثال الأكثر غرابة هو تصريح ماركسي التسيير الذاتي الإيطالي أنطونيو نيغري ( و مايكل هاردت , 2000 ) : "ضد الحكمة الشائعة أن البروليتاريا الأمريكية ضعيفة بسبب تمثيلها الضعيف الحزبي و النقابي مقارنة بأوروبا ... ربما يجب أن نراها قوية لنفس الأسباب تحديدا . لا تكمن قوة الطبقة العاملة في المؤسسات التمثيلية بل في مقاومة و استقلال العمال أنفسهم" ( ص 269 ) . بهذه الحجة يفترض أن التراجع المخيف في عدد النقابات في الولايات المتحدة و انتصارات مناصري ( فكرة و تنظيم ) النقابات , قد جعلت العمال الأمريكان أكثر قوة . عندما تتعرض النقابات للتدمير أن يكون العمال في أقوى وضع على الإطلاق ! لماذا يعمل الرأسماليون إذن على هزيمة النقابات ؟
كان الشيوعيون المجالسيون على حق ضد لينين في معارضة دولة الحزب و في تفضيلهم منظومة المجالس . لكن هذا لا يثبت ( يبرهن ) أنهم كانوا محقين في أمور أخرى , خاصة في دفاع لينين عن المرونة التكتيكية و الإستراتيجية . كانوا على حق ضد لينين عندما عارضوا الانتخابية لكنهم كانوا مخطئين عندما عارضوا المشاركة في النقابات . أنا لا أجادل في هذا الآن لكن فقط أشير إلى أنه لا توجد صلة ضرورية بين كل قضية . يجب أن ينظر فيها كلا على حدة .
لذلك فإن الماركسية التي تدعو إلى التسيير الذاتي ضعيفة في نفس الجوانب التي فيها اللاسلطوية ( الأناركية ) ضعيفة . إنها لا ترى الحاجة للتنظيم الذاتي للثوريين . إنها جامدة إستراتيجيا , خاصة في معارضتها العمل داخل النقابات , المنظمات الجماهيرية الأساسية للطبقة العاملة . و لم تكن قادرة على تجاوز نقاط الضعف الرئيسية في الماركسية , خاصة ميكانيكية النظرة الماركسية للتاريخ .
هناك الكثير في الماركسية التي يمكن البحث فيها من قبل اللاسلطويين ( الأناركيين ) . تظهر الماركسية خاصة الرابطة بين تطور الرأسمالية و تطور الطبقة العاملة القادرة على النشاط الذاتي , و التحرك نحو مجتمع اشتراكي ثوري . لكن الماركسية كماركسية ليست فقط مجموعة أفكار , يمكن أن تؤخذ أو تترك أجزاءها . لقد أريد لها أن تكون ككل , كرؤية عالمية شاملة لطبقة جديدة . إنها تتضمن اقتصاد ( تحليل القيمة ) , إستراتيجية سياسية ( انتخابية ) , و طريقة للتحليل الاجتماعي ( المادية التاريخية ) و فلسفة الطبيعة ( المادية الديالكتيكية ) – كل شيء إلا الأخلاق أو رؤية أخلاقية . إنها إما أن تقف أو أن تتداعى أجزاء . كما تبين ( الآن ) أن الماركسية لم تكن برنامج الطبقة العاملة , كما أريد لها , بل برنامج الطبقة الحاكمة في رأسمالية الدولة .
بطريقة ما فإنها قابلة للمقارنة مع الليبرالية . فقد جاء الكثير من اللاسلطوية من الليبرالية الكلاسيكية . يتفق اللاسلطويون ( الأناركيون ) مع الأفكار الليبرالية لحرية التعبير , حرية التجمع , التعددية , الفدرالية , الديمقراطية , و حق تقرير المصير . لكن الليبرالية اليوم هي الوجه اليساري للرأسمالية الإمبريالية و نحن لسنا ليبراليين بالتأكيد ! أيضا بينما يمكن اكتساب الكثير من الماركسية , فإن الاشتراكيين الذين يعتقدون بالتحرر هم أحسن حالا إذا كانوا لاسلطويين ( أناركيين ) .
نقلا عن //libcom.org/library/libertarian-marxisms-relation.anarchism

سيرة حياة بعض الشخصيات المذكورة في المقال

واين برايس : لاسلطوي أمريكي , انتقل من التروتسكية إلى اللاسلطوية . عضو المنظمة اللاسلطوية الأناركية الشيوعية في أمريكا الشمالية NEFAC

بول غودمان ( 1911 – 1972 ) سوسيولوجي و شاعر و كاتب أمريكي كان ناشطا في اليسار المناهض للحرب في الستينيات و لعبت أفكاره دورا في حركة الطلاب في الستينيات .

س ل ر جيمس ( 1901 – 1989 ) صحافي و منظر اشتراكي من ترينداد , لعب دورا هاما في الفكر الاشتراكي التحرري في بريطانيا و أمريكا . أسس مع دونايفسكايا تيار جونسون فوريست الذي انشق عن التروتسكية ( كان لقبه جونسون أما فوريست فكانت دونايفسكايا نفسها ) .

رايا دونايفيسكايا ( 1910 – 1987 ) كانت سكرتيرة تروتسكي قبل أن تنفصل عنه , و تعتبر من المفكرين الماركسيين الإنسانيين .

أنطونيو نيغري ( ولد 1933 ) فيلسوف و مفكر ماركسي إيطالي , يعتبر من أهم المفكرين الماركسيين الداعين للتسيير الذاتي , لوحق في السبعينيات بتهمة عضوية الألوية الحمراء و عاش في المنفى في فرنسا , يعيش و يدرس حاليا في إيطاليا .

هاري كليفر : أستاذ مساعد في الاقتصاد في جامعة تكساس حيث يدرس الماركسية و الاقتصاد الماركسي . يعتبر من الماركسيين الداعين إلى التسيير الذاتي , ينشط حاليا مع حركة الزاباتيستا التحررية في المكسيك .

جورج وودووك ( 1921 – 1995 ) كاتب و مؤرخ كندي لاسلطوي ( أناركي ) .

بيتر كروبوتكين ( 1842 – 1921 ) أمير بالوراثة , عالم حيوان و جغرافي , يعتبر من أهم منظري اللاسلطوية ( الأناركية ) الشيوعية .

إيريكو مالاتيستا ( 1853 – 1932 ) لا سلطوي ( أناركي ) شيوعي إيطالي , شارك في العديد من الانتفاضات و في إصدار العديد من الصحف اللاسلطوية ( الأناركية ) , و سجن و نفي مرارا , قضى السنوات الأخيرة من حياته في الإقامة الجبرية تحت حكم الديكتاتور الفاشي موسوليني .

نستور ماخنو ( 1888 – 1934 ) لا سلطوي ( أناركي ) شيوعي أوكراني , نظم جيش الفلاحين الثوري اللاسلطوي ( الأناركي ) الذي واجه القوميين الأوكرانيين و الغزاة الألمان و النمساويين و أحيانا الجيش الأحمر نفسه مدافعا عن الكومونات الحرة في الريف الأوكراني , اضطر للجوء إلى المنفى عام 1921 بعد أن أعدم الجيش الأحمر و التشيكا الكثير من قادة جيشه , ساهم في كتابة مشروع برنامج الاتحاد العام للشيوعيين التحرريين عام 1926 و الذي يشكل أساس التيار اللاسلطوي ( الأناركي ) البرنامجي . توفي في باريس بمرض السل عام 1934 .

ترجمة : مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات ثائر لبيتر كروبوتكين , الفصل الثاني
- كلمات ثائر لبيتر كروبوتكين الفصل الأول
- إيريكو مالاتيستا : عن الأناركية و الثورة
- عن حديث بشار الأسد للوول ستريت جورنال
- محاولة لفهم الثورات العربية الحالية
- من القاهرة إلى ماديسون : الأمل و التضامن حيان ! لميديا بنجام ...
- بنغازي الرائعة , العنوان الجديد للحرية
- الأناركي لإيريكو مالاتيستا
- الثورة في الممارسة لإيريكو مالاتيستا
- من المنامة إلى بنغازي : هذا الشرق المصاب بلوثة الحرية
- قبل سؤال ماذا بعد ؟ محاولة لفهم ما جرى ....
- ارفعوا أيديكم عن الشباب الثائر
- مانيفيستو الماخنوفيين لنستور ماخنو
- معركة الحرية في سوريا 2
- كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من ...
- نعوم تشومسكي : هذه هي الانتفاضة الإقليمية الأروع التي يمكنني ...
- معركة الحرية في سوريا
- الأزمة في مصر : حوار مع حسام الحملاوي
- خطاب لرفيق أناركي نقابي في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المص ...
- و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية


المزيد.....




- تركيا.. حزب الشعب الجمهوري يدعو أنصاره إلى المقاطعة التجارية ...
- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - علاقة الماركسية التحررية باللاسلطوية ( الأناركية ) .. للأناركي الأمريكي واين برايس