أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نقولا الزهر - حجر الزاوية لدى نصر حامد أبوزيد الحرية وفتح الشبابيك














المزيد.....


حجر الزاوية لدى نصر حامد أبوزيد الحرية وفتح الشبابيك


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم كان رائعاً الكاتب والباحث المصري نصر حامد أبو زيد في مقابلته الأخيرة مع قناة الحرة. لم نكن أمام كاتب وباحث وناقد إسلامي، وإنما في آن أمام مفكر ديموقراطي وعلماني عميق. الحرية بالنسبة له ليست حجراً للزاوية فقط على مستوى المجتمع والسياسة والدولة، إنما على مستوى الانتماء الديني وتعدد خيارات الإيمان. وبرنامجه السياسي كفرد يتمحور على مسائل الديموقراطية والمواطنة وضرورة فصل الدين عن الدولة.
فعن الأنتماء واختيار الفرد لدينه، أو تركه له واختياره ديناً أومعتقداً آخر؛ فيرى نصر أن الفرد حر فيما يعتقد، وهو لا يرى أن الدين سجن يغلق ابوابه على معتنقيه؛ وأن رجال الدين سجانون وجلادون لمرء يريد أن يختار دينه. وهنا لا يستشهد فقط بآية:" لا إكراه في الدين..."، وإنما ربط هذه الحرية بحقوق الإنسان والدولة المدنية الحديثة والمواطنة. وحول ما يسمى بالردة وقتل المرتد، فهو لايرى في النصوص أن هنالك عقاباً دنيوياً للذي يترك دينه إلى اعتقاد آخر، وإنما النصوص تتكلم على عقاب آخروي كما جاء في الآية الكريمة " من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً...". وهو يرى أن العقاب الدنيوي قد كرسه الفقهاء وأن مفهوم الردة في عهد أبي بكر لم يكن يعبر عن ردة دينية بقدر ما كان يعبر عن ردة سياسية وتمرداً على الدولة. و يرى أن مفهوم الردة تجلى حديثاً في الأحزاب العقائدية (التكفير والتحريف). ولقد سمعنا في القرن العشرين في عالم اليسار عن الكثير من (المرتدين والمحرفين) مثل تروتسكي وكاوتسكي وبرنشتاين وروزا لوكسمبورغ وألكسندرا كولونتاي وبوخارين وغرامشي ولوكاش ولوفيفر وكاريو...).
وعن العلمانية، فهو يرى أن الدولة الحديثة هي لكل المواطنين وليست لجماعة دينية محددة سواءً كانت أكثرية أو أقلية، وعرج هنا على الاحتقان الطائفي في مصر؛ فربط هذا الوضع بالتواطؤ/ والتنافس القائمان بين الأنظمة السياسية والمؤسسات الدينية . فهو يركز على أن الأنظمة العربية غير الديموقراطية تسابق المؤسسات والأحزاب الدينية على رفع الشعار الديني لكسب بعض الشرعية، وفي الوقت ذاته تحاول استخدام الدين كفزاعة في الداخل والخارج. وبالنسبة للعلمانية لا يعتبرها عدوة ونافية للدين. ولذلك فهو لا يرى فصلاً بين المجتمع والدين أو الأديان، وإنما يرى ضرورة الفصل بين الدين والدولة لأن الدولة الحديثة برأيه هي لكل المواطنين على مختلف أديانهم. ولذلك هو لايرى أن يكون للدولة دين رسمي مكتوب في الدستور.
وحول الله ، يفرق نصر حامد أبوزيد بين المفهوم الديني لله والمفهوم الصوفي أو المفهوم الفلسفي، وقد تكلم عن نمو ظاهرة التدين الشخصي وعدم الانتماء لدين محدد(تلاشي تدريجي لظاهرة الكنيسة). وقد كان الصوفيون وعلى رأسهم حسين منصور الحلاج ومحي الدين بن عربي يعتبرون أن الدين واحد، ولكن العقائد مختلفة. ولقد تواجدت هذه الظاهرة في عشرينات القرن الماضي في الاتحاد السوفييتي، و تجلت بجماعة مكسيم غوركي ولوناتشارسكي (الباحثون عن الله). ويقول الياس مرقص في هذا الإطار إن مفهوم الله ضروري حتى لا يستطلق النسبي ويتحول إلى إله. ولماذا لا يحق لنا ان نتساءل ماذا كان يقصد مكسيم غوركي حينما وضع عنواناً لأحد كتبه (أين الله)؟ فهل يا ترى كان قد بدأ يلحظ تقلص المسافة بين الله والديكتاتور.
كل كلام نصر حامد أبوزيد كان يوحي بأن حالات التدين والإيمان ليست متساوية في قوتها وتفاصيلها لدى الناس، وإنما كما كان يرى انطون تشيخوف: بين الله موجود والله غير موجود هناك حالات متعددة جداً من الإيمان.
أما فيما يتعلق بالمرأة فيرى نصر حامد أبو زيد أن روح الإسلام ليس ضد تساويها بالرجل، وإنما الفقه هو المسؤول عن وضعها الراهن في البلدان الإسلامية، وفي رأيه أن التشريع الوارد في النصوص ، فقد آن الأوان لأن يتأقلم مع الواقع الذي نعيش فيه.
وفي النهاية إذا كان الباحث والكاتب اللبناني علي حرب، يرى أن نصر حامد أبو زيد ناقد إسلامي من أهل البيت(على نظرية أهل مكة أدرى بشعابها)، فإني أراه ناقداً من أهل البيت ومن خارجه، و هو صار يحتل ركناً اساسياً بين الديموقراطيين والعلمانيين العرب. ولماذا نستغرب فالفيلسوف جورج هيجل صاحب الجدل والديالكتيك منحدر من كرسي اللاهوت في الجامعة.
ما كان يثير الاهتمام في هذه الأمسية التلفزيزنية، أحد المتداخلين وهو شيخ شاب معمم (أحمد الطيار) من دار الفتوى في بيروت، إذ كان يتكلم بحماس عن فكر أبي زيد. وفي نهاية الأمسية ربط نصر حامد التغيير في العالم العربي بفتح الشبابيك....
دمشق في 20/6/2010



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل تحديد نفي
- من حكايا الطب
- قُرَنٌ شهيدة
- عن السادس من أيار وخابية النبيذ واستطرادات من الذاكرة
- ثقافة الكم والحجوم
- التنوع الديموغرافي موضوعة اجتماعية والطائفية موضوعة سياسية؟. ...
- ايديولوجيا اليونيفورم تحيل إلى التفكك والتأخر
- الوضع في اليمن بين مسؤولية النظام والتدخل الإقليمي
- هل من فرق بين الأصولية والتمامية؟
- الحوار المتمدن إناء فسيح للثقافة والتقدم
- بقايا صور من الحياة اليومية 3/النول
- إلغاء الآخر... لا يقتصر على دين أو مذهب بعينه
- قراءة في رواية أسلاف/لزميل السجن الدكتور خالد الناصر
- حول العودات الفكرية وإعادة التأسيس ونفي النفي
- الحريات والحقوق حجر الزاوية في احتجاجات طهران
- مداخلة في العامية السورية(1)
- لمحة عما بين الفصحى والعامية في بلاد الشام
- استطرادات لغوية وفكرية
- حكاية الأعداد والأيام والكواكب والآلهة
- معرفتي حول النيروز وأعياد الربيع


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نقولا الزهر - حجر الزاوية لدى نصر حامد أبوزيد الحرية وفتح الشبابيك