أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالانتينا كولومبو - من حوار حول الأقباط مع طارق حجي














المزيد.....


من حوار حول الأقباط مع طارق حجي


فالانتينا كولومبو

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا النص مقتطف من حوار طويل نشرته بالإيطالية المستشرقة الشهيرة فالانتينا كولومبو التى تحاضر عن الأدب العربي بست لغات ومترجمة الجاحظ وبديع الزمان الهمذاني ونجيب محفوظ من العربية للإيطالية ومترجمة كتاب "سجون العقل العربي " لطارق حجي من العربية للإنجليزية (نشر بميلانو فى مارس 2010 ) :


فالانتينا :كيف تري وضع الأقباط اليوم فى مصر ؟
طارق حجي : هو وضع صعب وغير مقبول بأي شكل . فهناك العديد من المضايقات النوعية مثل حالات العنف التى يتعرض لها بعض الأقباط بين الحين والآخر والتى تزهق فى بعضها أرواح عدد من الأقباط ، وهى أحداث لا يمكن النظر لها كأحداث فردية ، إذ أن تكررارها منذ سنة 1972 يجعلها ظاهرة وليس محض أحداث فردية. ومثل الصعوبات التى يواجهها الأقباط عندما يرغبون فى بناء كنائس جديدة. ومثل عدم وجودهم بشكل يقابل حجمهم كسدس سكان مصر فى المناصب العامة وبالذات فى المواقع القيادية ، إلا أن مشكلتهم الكبري (فى إعتقادي) تنبع من تحول المجتمع المصري قيميا (أي من ناحية القيم) وثقافيا من مجتمع تعددي لمجتمعى أحادي النظرة وفيه قدر غير صغير من التعصب . وأقباط ليسوا وحدهم الذين يعانون من مثل هكذا تحول ثقافي ، ولكنهم بسبب حجمهم (الكبير) هم الأكثر وضوحا . ولكن مجموعة أخري مثل البهائيين تشعر بالضيق (وربما بالإختناق) من هذا المناخ الثقافي العام الذى تتناقص قدرته على قبول التعددية وزيادة درجة التعصب فيه. هذا المناخ الثقافي العام هو أكبر مشاكل الأقباط
فالانتينا كولومبو : هل الحكومة المصرية طرف فى هذه المأساة ؟ أي هل هى من عوامل إساءة معاملة الأقباط ؟ طارق حجي : لا أعتقد أبدا أن هناك خطة لإساءة معاملة الأقباط . ولكن هذا لا يعفى الحكومات المصرية المتعاقبة (وبالذات منذ أحداث الخانكة فى سنة 1972) من مسئوليات جسام . فالإنسان يحاسب ليس فقط على الأخطاء التى قام بها ، وإنما أيضا عما لم يقم به وكان من الواجب القيام به . هناك الكثير الذى كان من الممكن القيام به لتقليل آثار المناخ الثقافي المضاد للتعددية وقبول الآخر والذى يتصاعد فى مصر منذ 1967 . ولكن التعامل مع الأعراض لا يمكن أن يكون بديلا عن التعامل مع المرض الأصلي . والمرض الأصلي هنا هو (كما ذكرت) مناخ ثقافي وتعليمي عام معبأ بمفرخات التعصب وإضطهاد الآخر (بل والعمل على إقصائه) . وعلاج هكذا مرض لا يكون إلا بأمرين : (1) تأسيس مناخ سياسي عام يقوم على المواطنة والدولة المدنية وفصل الدين ورجال الدين عن الدولة وسياسات المجتمع التى يجب أن تؤسس على معطيات العلوم الحديثة (2) تأسيس نظام تعليمي معاصر يزرع فى عقول وضمائر أبناء وبنات المجتمع قيم الإنسانية والتعددية والتسامح والغيرية وعالمية المعرفة وإعلاء قيمة الحياة الإنسانية وإعلاء قيمة العقل بوجه عام والعقل النقدي بوجه خاص ، وهى القيم التى أفردت لها كتابي "قيم التقدم" (دار المعارف ، 2001 ) ... وأية حكومة رشيدة تجد نفسها أمام هذا التدهور فى وضع الأقباط فى مصر يجب أن تتعامل منهجيا مع الأعراض ومع المرض الأساس فى ذات الوقت
فالانتينا كولومبو : فى لبنان يتراجع دور المسيحيين ، وفى العراق والأردن والمجتمع الفلسطيني فإن مئات الألوف من مسيحي هذه المجتمعات قد هاجروا لأوروبا وكندا والولايات المتحدة وأستراليا ، وهناك أكثر من مليون قبطي فى أمريكا الشمالية وأوستراليا وحدهما . ما هو تفسيرك لهذه الظاهرة . طارق حجي : العامل الطارد لكل من هو ليس من الأغلبية السكانية فى معظم المجتمعات العربية هو نفس العامل وأعني إنحسار ثقافة المواطنة بمعناها العصري لحساب هوية قاتلة (وأنا هنا أستعمل تعبير نحته الأديب اللبناني الشهير أمين معلوف) أي الهوية غير المؤسسة على أساس المواطنة وإنما على أساس الدين أو الطائفة . وما لم تؤسس دول مدنية وتنمو مجتمعات مدنية ببلدان المنطقة وتكون المواطنة هى أساس الهوية ، وما لم يرجع الدين ليكون دينا فقط وليس أسلوب ومنهج حياة ، فإن ثقافة الهويات القاتلة ستستمر فى إقصاء وطرد الأقليات التى سيستحيل عليها مواصلة الحياة فى مجتمعات خالية من أوكسيجين التعددية والإختلاف فى ظل الوحدة والتسامح وقبول الآخر

فالانتينا كولومبو : هل تعتقد أن تعاظم دور الإسلام السعودي (أي الإسلام كما تفهمه وتروجه المؤسسة الدينية السعودية - الوهابية ) وتعاظم دور الإخوان المسلمين فى المجتمع المصري هما من العوامل الضاغطة على الأقباط ؟ طارق حجي : لاشك أن ما سميتيه أنت "الإسلام السعودي - الوهابي" هو لاعب أساس على مسرح معظم المجتمعات الإسلامية والعربية من إندونيسيا شرقا لموريتانيا غربا . ولاشك أيضا أن فكر الإخوان المسلمين سواءا فكر القطبيين المصريين أو فكر السروريين السوريين هو (بالمثل) لاعب أساس على مسرح معظم المجتمعات الإسلامية والعربية . ولكن كما أنك لا تمرض عند تعاملك مع إنسان مريض بنزلة برد لمجرد أنك تعاملت معه ، ولكن (بنفس القدر) لأنك كنت ضعيفة المناعة ومستعدة لإلتقاط المرض . وأعني أن معظم المجتمعات الإسلامية والعربية كانت (لعدة عقود) فى قبضة نظم حكم تجسد (الجهل) و (الفساد) وأن ذلك جعلها ضعيفة من الداخل ضعفا سمح لثقافات ماضوية ظلامية رجعية ومضادة للعلم والتقدم



#فالانتينا_كولومبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالانتينا كولومبو - من حوار حول الأقباط مع طارق حجي