|
ما بين عزبة الهجانة ومذبحة الخنازير
سامي المصري
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 19:56
المحور:
المجتمع المدني
الحدثان نتاج فساد حكومي مركب لابتزاز شعب مغلوب على أمره يقف أمام طغيان مروع تجاوز كل الحدود لاحترام آدمية الإنسان المصري. الفرق بين الحدثين هو أن النتيجة الأخيرة اختلفت كثيرا، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة ليتمعن المجتمع القبطي لما وصل إليه من حال متردي ومذري,
يتلخص موضوع عزبة الهجانة في أن هناك أرضا ملك الدولة – سواء ملك القوات المسلحة أو مدينة نصر- قام بعض اللصوص من عملاء الحكومة بالاستيلاء عليها وتخطيطها وأقاموا عليها مشروع إسكاني ضخم للسكن الشعبي، ارتفعت فيه العمائر لخمسة عشر طابقا تفصلها شوارع ضيقة جدا. والحكومة تغمض كل العيون تماما عن اللصوص الذين سرقوا الأرض وأقاموا العمائر دون تصريح، متعدين على كل قوانين الدولة وقوانين المباني والقواعد الصحية المعمول بها في الدنيا. والأخطر من ذلك أن الحكومة أمدت المباني بكل الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحي وكل شيء على أتم وجه لتساعد اللصوص على بيع سلعتهم، المغرية لسكان الحي العشوائي، حيث المنازل آيلة للسقوط تهدد بقتل السكان. وتوالت التحذيرات الحكومية بطلب إخلاء مساكن عزبة الهجانة، مما كان دافعا لأن يسارع سكان العزبة بشراء الوحدات السكنية الجديدة. فجمع كل واحد كل ما لديه من تحويشة العمر، ومن استطاع أن يدبر المبلغ المطلوب لشراء وحدة سكنية اعتبر نفسه محظوظا، فقد أنقذ هو وعائلته من التعرض للموت تحت الأنقاض إلى جانب التمتع بالخدمات في المبني الحديث.
في الفصل الثاني مفاجأة لم يتوقعها أحد، الحكومة الحريصة جدا على عذاب الشعب، التي لا تستريح إلا إذا نغصت عليهم عيشتهم وسرقت منهم الفرحة، وإلا لما استحقت أن تسمى بحكومة مصر.. الحكومة تعرف أن العملية هي عملية نصب كبرى ساندتها من البداية حتى بيعت الشقق وتسلم اللصوص الثمن فحققوا أرياحا خرافية... وبعد أن ضمن اللصوص الصفقة، تكشر الحكومة عن أنيابها لتكشف عن الوجه القبيح، إذ تكتشف في الوقت الغير مناسب أن المباني مقامة على أراضي ملك الدولة وأن المباني مخالفة لقوانين المباني. وبينما الملاك الجدد يعدُّون أنفسهم للانتقال للسكن الجديد، فإذ بالمحافظ يطلق معدات الهدم لتزيل المباني الجديدة التي دفع فيها الملاك دم قلوبهم، فيتقدم المخربون تحت حماية أجهزة الأمن المدججة بالسلاح لتحمي قافلة التخريب.
الفصل الثالث من المسرحية يقف فيه ملاك الشقق للدفاع عن حقهم المشروع بكل قوة دون أي مهادنة أو رخاوة. كيف يمكن أن يغمض لهم جفن وهم يرون أموالهم التي شقوا فيها كل العمر وهي تحت معاول الهدم؟!!! في الوقت الذي أظهر المسئولين الحكوميين منتهى التشدد دفاعا عن القانون الغائب!!! والحقوق المهدرة!!! والنظام المفقود!!! بسبب فساد حكومي بلغ الذرى. المظلوم من حقه أن يرفع صوته حتى يصل إلى أبعد مدى... المظلوم من حقه أن يدافع عن ماله وعرضه، فالدفاع عن النفس حق مشروع تخوله كل القوانين في كل العالم إلا في مصرنا المحروسة في الزمن الأغبر. الظالم مهما كانت سطوته وتجبره لا يملك أن يصمد أمام من يعرف حقه ولا يتهاون فيه قيد أنملة. فصمد الرجال وسمَعت أصواتهم الهادرة في كل مكان. فرضخت القوة الغاشمة لهم مرغمة تحت قوة مطالباتهم لتخضع لمطالبهم العادلة، وتوقف الهدم والخراب رغما عن الفساد الحكومي.
أما كارثة قتل الخنازير فالمحنة أكبر بما لا يقاس من محنة عزبة الهجانة بقدر عدد المتضررين وحجم الأضرار التي لم تؤثر فقط على مجتمع محدود بل كان لها تأثيرا مباشرا على الاقتصاد المصري كله، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بجنون. والأثر الخطير الآخر كان في الشلل الكامل الذي حدث في عملية جمع القمامة مما تسبب في كارثة أثرت على كل فرد في مصر. وبقدر عظم الكارثة أكثر بكثير من عزبة الهجانة، بقدر ما قوبل الجرم الحكومي بالتقاعس والتعامل مع الأمر بمنتهى الرخاوة والضعف مما شجع الفساد الحكومي ليس فقط على الإسراع في ذبح الخنازير بل وفي ذبح الأقباط أنفسهم في ديروط وفرشوط و... و..ألخ. يبدأ كل تراجع وتخاذل في الدفاع عن حق الأقباط في جميع القضايا بتصريح من البابا المعظم، فصرح قداسته أن الأقباط لا يأكلون لحم الخنزير (كذبا ونفاقا). ولم يكن لهذا التصريح أي هدف سوى إعطاء الحكومة النور الأخضر لتفتك بملايين الخنازير في مصر دون أي مراعاة للكارثة التي يتعرض لها مالكي الخنازير، والتبعات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية التي ستترتب عن ذلك الخراب. إن تصريح البابا المعظم الفوري لم يعطي فرصة لحكومة متربصة في التفكير في التبعات الخطيرة التي تترتب على تلك الجريمة البشعة فأسرعت بالتنفيذ على عجل غير مبرر. كما أن البابا المتواطئ لم يعطي لنفسه فرصة كافية للتفكير فيما صرح به، فبمجرد أن طرحت الحكومة عليه الأمر لم يعطي لنفسه أي مهلة، بل أصدر تصريحه دون أي تردد في الحال مما يعكس حجم وقدر تواصله الحكومي المريب.عندما ظهرت السيدة العذراء فوق قبابا الكنائس أخذ البابا يتلكأ في إصدار قرارا لا يحتمل التأجيل، منتظرا أولا أن يسمع الصدى الإسلامي والحكومي، حتى لا يكون القرار متعارضا مع صوت أسياده، في الوقت الذي لم يعطي لنفسه فرصة للتفكير عندما طلب منه الأسياد رأيا في ذبح الخنازير. والمصيبة أن المتضررون لم يحركوا ساكنا ولم يبذلوا أي جهد مسموع لرفض هذه الجريمة فبعد تصريح البابا الكل يقول آمين، فسيقت ثرواتهم للذبح والخراب دون أن يسمع لأحدهم صوتا اللهم إلا صوت أبونا سمعان. فبعد صوت البابا الإلهي السماوي الذي من الروح القدس من يستطيع أن يعترض؟!!! وحتى لا يغضب المتحزلقون والمتعصبون من الأقباط المغيبين اسمعوا ما يقال عنكم يا أقباط وأنتم نيام مخدرون:
المفكر والكاتب المحترم الذي أكن له كل التقدير الأستاذ إبراهيم عيسى يكتب مقالا ساخرا تعليقا على الاستفتاء السويسري، فيتساءل .. [ماذا لو أجرينا استفتاء بين الشعب المصري حول سؤال واحد: هل توافق علي منع بناء الكنائس في مصر؟ النتيجة لن تكون مفاجأة لأي عاقل في البلد، فأكثر من تسعين في المائة من المصريين سيوافقون علي منع بناء الكنائس! الأقباط سيقاطعون الاستفتاء إما خوفاً كالعادة، أو نفاقاً للحزب الوطني كالعادة، أو بناء علي أوامر البابا شنودة ....]
هكذا صرتم يا أقباط أضحوكة بتبعيتكم الذليلة دون تفكير للأنبا شنودة الذي تحركه الحكومة لتحقيق مآربها فيكم من خلال سطوته!!! إن ما كتبه الأستاذ إبراهيم عيسى يعبر بمنتهى الدقة عن الواقع القبطي الأليم في عصر الأنبا شنودة. لقد كان في مصر أقباط رجال وأبطال قبل عصر الأنبا شنودة، فالمشكلة ليست في الإسلام السياسي ولا في حكومة متعصبة فقط بل المشكلة الرئيسية فيكم يا أقباط أولا. من لا يسهر على حقوقه ويهتم بها فمن المحتم ضياعها. لقد وقف الأنبا كيرلس الخامس ضد الخديوي توفيق مناصرا عرابي ضد الإنجليز بكل قوة ووقف مكرم وسنوت حنا والقمص سرجيوس وغيرهم من الأبطال، فهزو عرش الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس. وقام الأقباط وعزلوا الأنبا يوساب بسبب خادمه المرتشي!!! يا أقباط لا يستطيع أحد أن يقهركم أو يذلكم ما لم يكن الذل قد تمكن منكم والقهر قد تملك عليكم، إن الذل والقهر هما صناعة الأنبا شنودة لحساب ذاتيته ونجوميته واستبداده.
يا أقباط هل تدركون ماذا فعل بكم الأنبا شنودة؟!! وإلى أي هوة سحيقة ألقى بالمجتمع القبطي كله فيها؟ كتب لي أحد المعترضين يقول. "ارحموا البابا شنودة شوية من هجومكم عليه وساعدوه في الدفاع عن الأقباط".
كنت أتمنى أن أوافق على هذا الكلام لو أن الأنبا شنودة دافع عن الأقباط مرة واحدة. أنا عايز أسألك متى وكيف دافع البابا عن الشعب القبطي من فضلك لو تعرف حدث واحد وقف البابا فيه مع الأقباط كنت أول من يسانده. لقد بلغت الأحداث الكارثية والمحن في عصر مبارك لحد غير ممكن الاحتمال والبابا لم يحرك ساكنا للاحتجاج أو ليظهر الحد الأدنى للتعبير عن الغضب. بل والأكثر من ذلك أنه في كل مرة تحركه الحكومة ليخدر الشعب بمخدراته اللذيذة واحتفاليته السعيدة, فيقوم بدور عميل لحساب حكومة وهابية تسحق الأقباط.
الأحداث الأخيرة المروعة لديروط وفرشوط وأسيوط وأبو شوشة ...ألخ .... ألخ والبابا لم يحرك ساكنا لا هو ولا أجهزة إعلامه الضخمة من مجلات وفضائيات. مجلة الكرازة التي يرأس تحريرها ليست فقط تتجاهل كل الأحداث المروعة للأقباط بل وكلها احتفاليات وِأفراح وسعادة وافرة تخفي أي تعبير عن الأحزان المروعة لشعب يئن كل ذلك الأنين تحت هجمات إرهابية بالغة الضراوة. الفضائيات أغابي وctv كل عملهم هو الدعاية والتمجيد والاحتفال للبابا المعظم لتغييب الشعب عن واقعه المرير. قد تكون مجلة الكرازة هي المجلة الوحيدة في مصر التي تتجاهل تماما كل ما يتعرض له الأقباط من اضطهاد وذلك من أهم الأسباب التي أدت للتجاهل الحكومي الكامل لكل ما يخص الأقباط. جريدة وطني هي الوحيدة التي تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال، لكن كل ذلك يضيع تماما طالما الإعلام الرسمي للكنيسة القبطية الممثل في مجلة يرأس تحريرها البابا بنفسه يتجاهل الموضوع. كل ذلك ساهم بالقدر الأكبر في تشجيع الحكومة على سحق الأقباط. الحكومة لم تعد تعمل أي اعتبار لصرخات الأقباط طالما أن البابا نفسه لا يعمل لهم أي اعتبار والشعب يصفق له ويزغرد ويقدم له الورود على الفضائيات بينما الأقباط يذبحون وتنتهك بيوتهم وتدمر متاجرهم وتنهب مزارعهم وأملاكم وتغتصب بناتهم وتحرق كنائسهم. هل مجلة الكرازة تعكس هذا الحجم المروع من المحنة؟!!! إليك صورة من اهتمامات الكرازة ورئيس تحريرها في عز المعاناة والمحنة في أحدث ديروط وفرشوط. هذه الصورة من الصفحة الثانية التي ينشر فيها رئيس التحرير أهم أخبار الكنيسة - الكرازة بتاريخ 23 أكتوبر 2009- إن هذه الصورة تصفع كل قبطي على وجهه، وما زال الأقباط المغيبين يزغردون ويصفقون للبابا الأمر الممنوع داخل الكنيسة!!! http://www.copticpope.org/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=275&page=2
يا أقباط كلنا مسئول عن هذا الوضع الكارثي. كثير من الكتَّاب المسلمين كانوا يدافعون عن حقوق الأقباط لكن الكثير منهم توقف، لأن كل دفاعهم لا قيمة له، طالما البابا بنفسه هو الذي يقوم بالتعتيم وتخدير الشعب حتى يتعاطى السم، بيمنا الشعب سعيد به. أيها الشعب المخدر متى تفيق؟!!!!
مر بالكنيسة أحداث خطيرة وجليلة وفي كل مرة لم يشعر أحد أن الكنيسة القبطية لها ريس، فلم يصدر عنه تصريح واحد. لقد قتل 16 شابا بداخل كنيسة أبو قرقاص برصاص الإرهاب، وكان لمقتلهم صدي مروِّع في مصر كلها حتى بين المسلمين، لدرجة أن شيخ الأزهر ذهب بنفسه للتعزية. وكان المفروض أن البابا هو الذي يتقبل العزاء، إلا أنه لم يذهب ولم يصدر عنه أي بيان وكأن الأمر لا يخصه، وحتى لم يرسل مندوب عنه من المائة أسقف أصحاب المرسيدس ومعظمهم بلا عمل. أين أعضاء المجس الملي والمحاميين والصحفيين الأقباط؟!!! المجلة التي يضع نفسه رئيسا لتحريرها لم تذكر الخبر وكأن الأمر لا يخصه. ماذا كانت النتيجة؟!!! طبعا الحكومة لم تهتم للتحقق في الحادث ولم يتم القبض على الجناة دون اكتراث من جانب البابا. هناك مئات الأحداث الدموية المروِّعة التي مرت بها الكنيسة؛ مجزرة الفكرية وصنبو ومنشية ناصر وطما والكشح ثم أحداث اللمس بالمنيا ومغاغة واعتداءات جرزا بالعياط والشوبك بالصف مذابح ديروط والبداري المروعة،... ألخ. عندما قتل كاهن وزوجته مع أربعة شمامسة برصاص الإرهاب بالإسكندرية (إبراشية البابا) لم يتحرك البابا. في ذلك الوقت أطلقت الجوقة الإعلامية البابوية إشاعة أن الحكومة تمنعه من السفر للإسكندرية. في كل مرة كان البابا يقوم بالتعتيم على الأحداث بطرق شتى، ومنها عمل احتفالاته في إسراف مبتذل وبذخ زائد يصرف فيه الملايين من دم الشعب.
في أحداث الإسكندرية تعرض الأقباط مرتين إلى تحرش إرهابي خطير ونتج عن ذلك قتلى وجرحي. وقتلت راهبة بطعنة أمام باب الكنيسة. البابا من الناحية الرسمية هو أسقف الإسكندرية المسئول الأول والوحيد، والمفروض أن يقف في وسط شعبه في محنته، لكن كالعادة لم يكن للبابا وجود أو دور في الحادثين لا هو ولا وسائل إعلامه. البابا هرب للدير بحجة التعبد قبل العيد!!! وبعد العيد قال عبارات للتعتيم على الموضوع دون أن قوم بأي دور. من فضلك اقرأ المقالين التاليين عن الحادثين لتعرف موقف البابا: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=63416
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=66248 بعد ذلك بثلاث سنوات سرت الأخبار في الجرائد عن غضب البابا الشديد على محافظ الإسكندرية حتى أنه لم يذهب لإلقاء عظته الأسبوعية!!! مع أننا لم نسمع عن أي أحداث طائفية أو مشاكل في الإسكندرية بل كانت معظم المشاكل في بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا؟!!! وإليك بعض ما نشر بالجرائد:
في جريدة الخميس يوم 2 يوليو 2009 مقال تحت عنوان أسرار أزمة البابا شنودة ومحافظ الإسكندرية [لا حديث في الإسكندرية هذا الأسبوع يسيطر على الأجواء في الثغر إلا عما يدور داخل الكنيسة المرقسية بالمقر البابوي بدءا من توتر العلاقات من قبل قداسة البابا شنودة ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الذي أعلن أنه لا يوجد أي خلاف بجمعه مع قداسة البابا، إلا أن قداسته التزم الصمت عن تلك الأحداث ولكن هناك من يفسر أن التوتر سببه أن البابا غضبان بسبب استراحة أبو تلات الخاصة به والتي تنظر أوراقها أمام محاكم القضاء الإداري. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فكان عزل القمص شاروبيم الباخومي وكيل البطريركية بالإسكندرية الحدث الكنسي الأكبر لما يشوب العزل من حكايات وأسرار جعلته يغادر الكنيسة في الواحدة بعد منتصف الليل إلى ديره السابق..] وقد كتبت جريدة الفجر بتاريخ 20 يونيو 2009 عن خبر عزل القمص شاروبيم الباخومي بعد 13 سنة من الخدمة. وفي أسباب عزله قصيدته التي استقبل بها القيادات الرسمية للمدينة (المحافظ) في عيد القيامة ومن الأسباب الأخرى سوء تنظيم لقاءات البابا بصفة عامة. وأيضا كتبت جريدة الفجر يوم 29 يونيو سنة 2009 مقال طويل تحت عنوان " معارك تكسير العظام" ذكر فيه: [..عادل لبيب محافظ الإسكندرية الأزمة بينهما متواصلة حتى أن البابا يقاطع الإسكندرية منذ أكثر من عشرة أسابيع ويمتنع عن إلقاء عظته الأسبوعية هناك احتجاجا على تعامل المحافظ مع الأقباط... حاول عادل لبيب أن يستوعب الموقف قال أنه لا خلاف مع البابا وأن الجميع عنده أمام القانون سواسية لا فرق بين مسيحي ومسلم.] وأضاف المقال [ أصدر البابا شنودة قرارا باستبعاد شاروبيم الباخومي وكيل البابا منذ 13 عاما كاملة وأمر بإعادته إلى الدير بالصعيد كراهب. السبب الذي يعرفه الجميع أن شاروبيم الباخومي استقبل عادل لبيب أثناء الاحتفال بعيد القيامة وفي الكنيسة وأنشد قصيدة مدح في المحافظ وأثنى عليه. لم يتصور البابا أن يعلن مقاطعته للمحافظ ثم يأتي وكيله ليقول فيه شعرا فأبعده على الفور.]
كل ذلك الغصب من أجل استراحة البابا في أبو ثلاث وكم عنده من الاستراحات الفاخرة حول العالم؟!!! لكن لو كان من أجل قتل واغتصاب وتدمير ممتلكات الأقباط وحرق الكنائس فإما إنه يهرب إلى الدير أو على الأكثر وبعد أن لا يجد مفرا من التعليق يقول "ربنا موجود" والشعب المغيب يصفق ويزغرد له!!!! يا أقباط تستاهلو أكثر من كدة!!!!
أما عن الراهب الوكيل بطريرك البابا القمص شاروبيم الذي غادر موقعه الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بقرار بباوي بعد أن خدمه 13 سنة يمثل صورة متكررة للبابا الذي لم يعرف معتى الوفاء ولا يحمل أي شكل من الود لأي إنسان، فهو الباطش الظالم الذي لم يعرف معنى الرحمة ولا المغفرة في أي يوم. علاقاته بمن حوله تحكمها القوة والمؤامرة ومن يريد البقاء بجانبه عليه أن يمسك بخيوط لعبة السياسية الدنيئة، وعليه أن يتجسس على الفضائح حتى تكون سلاحه وقت الضرورة، وهذا هو سر قوة الأنبا بيشوي - الذين يلقبونه بالرجل القوي- مع شلة الجواسيس المحيطة به.
يا أقباط البابا طالبكم أن تنتخبوا مبارك فانتخبتموه. ومبار ك رد له الجميل حيث لم يرشح الحزب الوطني قبطي واحد سوى الوزير، في الوقت الذي ساند الإخوان ليتسلل منهم 88 نائبا لمجلس الشعب، وهم يتحكمون في كل النقابات بمزاج مبارك. ومع ذلك يعود البابا ليطالب بمساندة جمال مبارك بشكل فاضح أثار المسلمين علينا، بينما أنتم يا أقباط تحت المخدر العميق. لذلك يزور الأنبا شنودة علاء مبارك ثم السيد مفيد شهاب لعقد معه الصفقات على حسابكم بينما يزداد التصفيق الحار وتقديم الورود للبابا بكل حرارة فتزداد معاناتكم.
مرة واحدة فقط البابا يهاجم الحكومة بقوة في موضوع دير أبو فانا لسبب بسيط أنه أحد مصادر تمويل البابا الهامة من خلال الموالد. لأول مرة يذكر البابا كلمة الكشح بفمه الطاهر عند أحداث دبر أبو فانا بعد ثمانية سنوات من أحداث الكشح!!! وعند تمرد البابا على الحكومة أعادت له مكسيموس لتقليم أظافره. ألم تلحظوا أن الحكومة منعت جميع الموالد الإسلامية بسبب انفلونزة الخنازير بينما سمحت بكل الموالد المسيحية خدمة للبابا الذي قدم لهم الشكر الجزيل على الملايين التي تدخل جيبه مباشرة، وطظ في الشعب يموت بالإنفلونزة!!! وهكذا تكون الصفقات بين البابا والحكومة على حساب شعب يئن حتى الموت. كان العنوان الأفضل لهذا المقال هو "ما بين عزبة الهجانة وعزبة الأنبا شنودة"، فالكنيسة القبطية صارت عزبة خاصة له هو وأساقفته الذي اختارهم في سن أولاده ليحكم سطوته علي أكثر من عشرة ملايين من الأقباط، فأحكموا قبضتهم على شعب غيبوه بالمخدر الديني، ففقد الشعب السيطرة على مصيره. الكنيسة القبطية صارت الأبعدية الخاصة بالأنبا شنودة يصرف كما يشاء وفيما يريد من مظاهر الطرف والبذخ دون حسيب. يتغنى بالمغارة ليشجي المغبيبين، بينما قصوره ومقراته الفاخرة لا تغرب عنها الشمس، تمتد من أمريكا لأوروبا لأستراليا لدير الأنبا بيشوي العامر لأبو ثلاث، حيث كلابه تأكل الشيكولاتة المستوردة، بينما الشعب القبطي يتضور جوعا، ولا أحد يتساءل ماذا فعلت وتفعل بنا يا أنبا شنودة؟!!! الكنيسة القبطية صارت تترنح بلا قانون بعد أن تعدى الأنبا شنودة على كل قوانين الكنيسة المستقرة منذ ألفي عام، فصارت كلمته هي القانون ومن يعترض على الفساد فهو يعيب في الذات الإلهية وحق عليه الموت الأبدي!!! البطل الشهيد أبونا إبراهيم عبد السيد وقف وحده، لم يسانده واحد من الشعب المغيب أمام الطغيان ليواجه الفساد البطريركي بكل شجاعة، فقتل ولم يسمح بالصلاة علي جثمانه الطاهر!
يا أقباط مصر البطريرك الذي تفرضه الحكومة عليكم لا يمكن أن يكون سوى خادم الحكومة وليس المسيح، وهو يتآمر عليكم، هل ذلك أمر يصعب فهمة أم أنكم لهذه الدرجة مخدرون؟!!!!
#سامي_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة 2- «القرعة الهيكل
...
-
أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»
-
الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1
-
حوار غبي في برنامج مزعج عن مشاكل الأقباط
-
شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»
-
التعصب الديني والخراب القومي والفساد الكنسي في مصر
-
صراع أساقفة الأقباط حول الكرسي البابوي
-
البطريرك الصحفي وأزمة دير أبو مقار
-
مصر للمصريين .... وأزمة القمامة
-
رواية عزازيل بلطجة وهَّابية: (4) هدفها تشويه التاريخ الحضاري
...
-
رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (3) وتشوه أدبي يفتقر للحد الأد
...
-
رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية الع
...
-
رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهي
...
-
أوباما والأقباط بين حق السيادة والمواثيق الدولية لحقوق الإنس
...
-
الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك
-
حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
-
غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
-
الأنبا شنودة وحافة الكارثة
-
أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
-
«أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|