|
حوار مع الاستاذ سيمون خوري -نعم نريد بناء دولة وليس كنيسة او مسجدا-
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:51
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
في مقال للاستاذ العزيز الزميل سيمون خوري تحت عنوان "نريد بناء وطن وليس كنيسة او مسجدا " عرض فيه عددا من القضايا وجدت معظمها يستحق المزيد من النقاش وتبادل الرأي حولها وقد شاركنا الاستاذ عدنان عاكف في ضرورة ان يفتح النقاش حولها على اوسع نطاق أي على صفحات الحوار المتمدن. المقال موجود على هذا الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179076 وانطلاقا من تقديري لاهمية ما طرحه الاستاذ سيمون، واهمية ان يشارك جميع المهتمين بتخليص بلادنا مما هي فيه، بهذا الحوار، ها انا اخطو الخطوة الاولى في هذا الاتجاه بادئا من عرض اهم العناوين التي تضمنها مقال الاستاذ سيمون وكلها تدور حول قضية واحدة وهي "كيف نتمكن من بناء دولة" وقد يفهم من هذا العنوان وكأن المقصود هو فقط مناقشة الهم والوضع الفلسطيني (لان الفلسطينين هم الوحيدون في هذا العالم من ليس لهم دولة) علما بانه لم توجد أي اشارة في المقال تدل على ان المقصود هو الشان الفلسطيني، بل ما فهمته هو كيف نبني دولة بالمعنى العام او بمفهوم اخر كيف يمكن ان تكون عليه دولنا التي نطمح ان تكون، وبذلك سوف اتناول الموضوع بمعناه الشامل ولن اقصره على الوضع الفلسطيني. وفي اطار العنوان العريض لمقالته استعرض الاستاذ سيمون مجموعة من القضايا تحت عناوين فرعية مثل "آليات العمل المطلوبة لاقامة الدولة"، التي اسمح لنفسي بان اعطي لها صفتها فاقول ان الدولة المطلوب بنائها هي "الدولة الديمقراطية الليبرالية العلمانية "... وما هي المعيقات التي تعترض هذا الهدف ، ودور المثقفين ، ودور الاعلام ، والامكانات المادية التي تحتاج اليها امتلاك وسائل اعلامية مثل قناة فضائية .. ودور العلاقات العامة. وكذلك عرض الاستاذ سيمون لتجربة اليسار والتضحيات التي قدمها دون ان يتمكن من تحقيق اهدافه مشيرا الى دور القوى المعادية والجرائم التي ارتكبتها بحق اليسار والحركة الوطنية العربية عموما، وبالطبع فقد اشار الاستاذ سيمون الى القوى الخارجية المعادية ودورها في تخريب واعاقة كافة الجهود المخلصة للمناضلين العرب، ودعمها للقوى المعادية ان كانت قوى اصولية رجعية او انظمة وحكومات وتوابعها. وتساءل الاستاذ سيمون " هل تعتقد ان هناك شارع عربي له علاقة بالسياسة ؟ واخيرا كان السؤال التقليدي .. ما الحل ..؟ وهو سؤال واجه كل قوى التحرر في العالم واشهره سؤال لينين والذي عنون به احد كتبه .. ما العمل..؟؟ والنقاش في هذه القضايا الغزيرة يحتاج الى وقت وجهد ومساحات حوارية ضخمة لان بالاجابة عليها يتم وضع استراتيجية كاملة وربما يكون ذلك مطلوبا وبالحاح من قبل كافة القوى الطامحة الى "بناء دولة وليس كنيسة" وبالتالي يصبح طموحا مشروعا ومطلوبا يحتاج الى تضافر كافة القوى لانجازه، حتى يتم الخروج من الطابع الانتقائي العشوائي في تحديد الاتجاهات السياسية وتكتيكات القوى الديمقراطية .. وربما غياب هذه الرؤية الاستراتيجية كان اهم اسباب فشل القوى اليسارية والوطنية عموما. وحتى يكون النقاش منهجيا علينا اولا ان نتفق على شكل الدولة ونمط السلطة التي نسعى لبنائها .. واظن اننا متفقون على انها الدولة الوطنية الديمقراطية الليبرالية العلمانية .. وهذا يختصر علينا الكثير من الجدل كونه يوضح بشكل صارم الانتماء الفكري والسياسي . ومن الطبيعي ان يكون هناك اتفاق على الخطوط العامة لكن كما يقال "الشياطين تكمن في التفاصيل" أي ان الخلاف ان تحقق فسوف يكون في التفاصيل. ولاننا لسنا بصدد تقديم دراسة واسعة وشاملة حول كل بند من البنود المثارة في مقالتك .. ولكني واثق ان الحوار الواسع والشامل قد يؤدي الى توفير هذه الدراسة فاسمح لي ان ابدأ بمناقشة التفاصيل بندا بندا قدر الامكان دون أي ادعاء بانني اضع التصور النهائي الذي لا يقبل الجدل . ولتكن نقطة البداية موضوع : اليات بناء الدولة التي نريد (الديمقراطية الليبرالية العلمانية). اننا بالطبع لا نبدأ من الصفر بل ننطلق من تراكمات وانجازات على محدوديتها حققها من سبقونا من المناضلين المحترمين في كافة الميادين السياسية والفكرية والثقافية والادبية والفنية وفي ميادين الاقتصاد والاجتماع وتوفير الحد الادنى من البنى التحتية والفوقية في مجتمعاتنا. مما يجعلنا نستند الى تراث كبير وخبرات واسعة كانت نتيجة للمعارك الضارية التي خاضها المناضلون كل في موقعه. واعتقد ان المقصود بالاليات هو الامكانات الذاتية المطلوب توفرها لتحقيق الاهداف وهذا يطرح على الفور سؤالا مفاده ما هي الاليات او الامكانات التي يجب توفرها..؟؟ والاجابة على هذا السؤال لا يمكن ان تخرج عما يلي: اولا : القوى البشرية ثانيا : الرؤية الواضحة ثالثا : تحديد الاهداف بوضوح رابعا : مدى المرونة المسموح بها لاستخدام التكتيكات المناسبة في كل منعطف او تطور تفرضه الظروف الموضوعية. خامسا : تحديد معسكر الاصدقاء ومعسكر الاعداء سادسا : تحديد التصورات الخاصة بالتحالف والصراع مع القوى الصديقة والقوى المعادية ان جاز التعبير. سابعا : الامكانات المالية المطلوب توفرها للانفاق على المشروع .. وما هي مصادرها واوجه انفاقها وكيفية تنميتها بصورة دائمة لتتلائم مع الاحتياجات المتنامية مع تنامي نشاط وفعالية واتساع ميادين العمل ثامنا : ما هي الامكانات الدفاعية التي نحتاجها لمواجهة القوى المضادة التي لن تقف متفرجة مكتوفة الايدي تاسعا : ما هي وسائل الدعاية والترويج التي يجب امتلاكها واستخدامها لحشد الجماهير خلف برنامج بناء الدولة الديقراطية الليبرالية العلمانية. عاشرا : تحديد المدى الزمني المطلوب لانجاز المهمة احد عشر : كيف يمكن توجيه مؤسسات المجتمع المدني لدعم توجهنا وحثها على المساهمة بعملية البناء اثنى عشر : ما هي البرامج التي سيتم طرحها للارتقاء في مؤسسات واساليب التعليم بحيث تنتج اجيالا من المبدعين وليس المتعلمين فقط. ثلاثة عشر : ما هو البرنامج الاقتصادي الذي يمكن ان يوفر فرصا للتنمية المستدامة ويواجه تزايد معدلات البطالة والفقر ويمكن الجماهير من الانخراط في عجلة الانتاج الحديث مما ينتقل بهم الى عالم جديد من المعرفة القائمة على ثقافة المشاركة ببناء وطن وليس ثقافة الموظفين الذين لا يعنيهم سوى قبض الراتب في نهاية الشهر. اربعة عشر : ما هي القواعد التي يجب وضعها لمواجهة التراث الراسخ من الفساد والمحسوبية والواسطة في مؤسسات الدولة. خمسة عشر : ما هو البرنامج الفكري الثقافي التربوي الذي سيتم العمل على تعميمه وترسيخ قواعده ومبادئه في ذهن الجماهير. صديقاي العزيزان سيمون خوري وعدنان عاكف ما سبق ذكره من نقاط لم تغطي كافة الجوانب المطلوب تحديدها في نطاق الاجابة على الاليات او الامكانيات المطلوب توفرها كي يمكن بناء الدولة المنشودة. لذا فان الحاجة للاجتهاد في استكمالها من قبل جميع المعنيين وكافة من يسعون لبناء الدولة الديمقراطية الليبرالية العلمانية لتغطية كافة الجوانب بحيث يتم وضع قواعد لها صفة الشمولية تمكن من تحقيق الاهداف. وباعتقادي انه بات مطلوبا ولطالما دعوت الى التخلي عن الخطاب البكائي وخطاب الذكريات واجترار الماضي واعادة انتاج التاريخ وجلد الذات وتوجيه النقد لكل ماضينا، والتركيز على الابداع في رسم صورة المستقبل واحتياجاته ومتطلباته والشروط المطلوب توفرها.. انني ادعو واناشد جميع الاخوة والاخوات الزملاء والزميلات ان يوظفوا جهودهم في استشراف المستقبل .. وعدم الانجرار وراء من يحاولون حرف الجهود الى معارك دنكوشيتية بهلوانية فرعية وثانوية .. وخلق صراعات فكرية وقد تتطور الى سياسية لا مبرر لها. فيجب ان تحشد كل الجهود للاجابة على تساؤلات تتعلق ببناء المستقبل فعليا وعمليا .. اننا بحاجة الى ابداع فكري يدلنا على طرق للخروج من المأزق افضل الف مرة من الاستمرار بالحديث عن المأزق ذاته. اخيرا يمكن القول اخي سيمون ان كافة العناوين الفرعية التي تضمنها مقالكم والتي لخصتها في مقدمة هذا المقال سوف تلقى الاجابة من خلال مساهمة من يرغب بالمساهمة بالاجابة الى البنود المذكورة اعلاه، واي بنود اخرى يراها البعض مهمة وتكمل الصورة لتصبح اكثر شمولا. اما كيف سوف يتم الحوار فالامر متروك لاقتراحاتكم واقتراح الزملاء والزميلات، وان كانت صفحات الحوار سوف تظل هي الساحة التي نكن لها كل الاحترام وكم سيكون رائعا لو تبنت ادارة الحوار الموضوع وجعلت منه محورا خاصا للنقاش مع التحيات للجميع
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طالما الفساد هو السبب .. فمطلوب حل النظام السوري.. وليس اتحا
...
-
الديمقراطية في الحياة الداخلية للأحزاب السياسية العربية
-
الليبرالية ومواهب ومميزات رجال وسيدات العلاقات العامة (4)
-
العلاقات العامة تفتح الطريق امام الليبرالية (3)
-
كيف يحقق الليبراليون الانتصار ( دور العلاقات العامة ) (2)
-
ليس بمهاجمة الاسلام تنتشر الليبرالية
-
حين ساهمت باعمار كنيسة ..
-
لماذا ينجح دعاة الاسلام السياسي ..؟ ويفشل دعاة الليبرالية وا
...
-
الليبرالية وحدها تقضي على التعصب الديني والعقائدي والمذهبي
-
حوار مع صديقي شامل .. النهضة ليست فكرا فقط
-
هل الديانة المسيحية فوق النقد ؟؟؟
-
مشهد من كردستان العراق .. محمد معاق .. ولكن لديه عقل
-
يوم اشتريت جارية
-
انتبهوا ايها الليبراليون فانتم كفرة وقد حلت دمائكم
-
الشربيني ليست -شهيدة حجاب ولا ما يحزنون-
-
اوهام الشيوعيين الفلسطينيين والجبهة الديمقراطية
-
سوزان .. ليتني قطعت اصبعي قبل التصويت لحماس ( ايهما المسؤول
...
-
الخطاب الاسلامي متغلغل وراسخ في الخطاب اليساري ..؟؟؟ الرعاع
...
-
مرة اخرى مسؤولية الشعوب عن تخلفها
-
الحكومات العربية وشعوبها من منها اكثر تخلفا
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|