أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - صراع الأصوليات















المزيد.....



صراع الأصوليات


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لم يتعرض رئيس أمريكي قط الى النقد والتجريح الذي يتعرض له اليوم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن . يكفي أن تذهب الى موقع ياهو أو جوجل وتبحث عن صور الرجل لترى العجب . أما إذا ذهبت الى موقع يوتيوب فستستمع الى أغنيات شيع بها الأمريكان رئيسهم ( المحبوب ) عند ختام عهده الرئاسي متذكرين ما تحقق في عصره الزاهر من إنجازات أولها قتل أبنائهم في حربه على الإرهاب ثم إحتلاله العراق .. وليس آخرها الكارثة الأقتصادية التي تلف العالم بأسره اليوم .
أما إذا تصادف وجودك في مكتبة تحوي كمية معقولة من الكتب والمطبوعات فستعثر على
صور هذا الرئيس على أغلفة كتب ومجلات وضعت لنقد سياساته , ونفس الصفات السيئة التي يلصقها بوش بأعدائه تقوم هذه الكتب والمطبوعات بإعادتها إليه وإلصاقها به , فتارة تراه قد تحول الى نسخة طبق الأصل من صدام حسين بشارب كثيف أسود وكف موشوم يرتدي بلوزة ( جيرسي ) من بدلة عرضات عسكرية لم يغيرها صدام إلا نادرا خلال فترة حكمه المليئة بالحروب , أو قد تعثر على صورة بوش عنوانا لكتاب يتحدث عن الإرهاب والأصوليات الدينية , متقمصا هذه المرة صورة أسامة بن لادن بلحية بيضاء وعمامة ملفوفة بطريقة المجاهدين الأفغان .
ما يثير الإستغراب في هذه العداوة ما بين الحكومة الأمريكية بقيادة بوش الإبن وكل من صدام حسين أو اسامة بن لادن , هو أن كلا من صدام وبن لادن .. من أصفى أصفياء الحكومة الأمريكية وعملا كأدوات مساعدة لتنفيذ سياستها في المنطقة .. ولن نتقول على الرجلين من عندنا , فبالنسبة لصدام حسين .. تلك هي حروبه مع دول الجوار التي شنت بتخطيط ودعم أمريكيين .. وذاك هو وفيق السامرائي رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية العراقية يعترف بملء الفم والإرادة انه كان ضابط الإتصال بين صدام والأمريكان .
أما عن أسامة بن لادن , فهذه حربه على الإتحاد السوفييتي نيابة عن الأمريكان في أفغانستان , وبعدها حربه نيابة عنهم في كوسوفو , ثم إنتقاله الى القرن الأفريقي .. ثم عودته الميمونة الى أفغانستان ليديم لهم طرف النزاع الآخر في حربهم على الإرهاب . وسيبقى بن لادن وكيلا للأمريكان .. حتى يلقون القبض عليه ذات يوم ... عندما سينتهي دوره طبعا .. وليس الآن .. أليست الأقمار الصناعية الأمريكية قادرة على العثور على الإبرة من بين كومة قش ؟ فلماذا لم يتم العثور عليه ؟؟
من ناحية أخرى فالعديد من المصادر الحرة والمستقلة في العالم تشير الى وجود مصالح تجارية مشتركة بين بن لادن وعائلة بوش نفسها .. هاهو الكاتب الفرنسي تييري ميسان ومن على موقعه ( فولتيرنت . أورغ ) يصرح بانه يتحمل المسؤولية وحده عما يكتب ... ويخبرنا أن ((
شقيق الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي , وإسمه أوليفر ساركوزي قد أصبح مدير إستثمارات مجموعة كارلايل ( الإسم الشائع للشركة الإستثمارية التي تملكها عائلة بوش وبن لادن ) والتي أصبحت خامس أكبر شركة إستثمار في العالم )) . إنتهى

هناك قول شهير للورد بالمرستون ، وزير الخارجية البريطاني في منتصف القرن التاسع عشر ، وهو : (( ليس لدى بريطانيا حلفاء دائمون ... بريطانيا لديها مصالح دائمة )) . وهكذا وبنفس هذه الآلية سنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضا .. ليس لها حلفاء دائمون , ولكن لها مصالح دائمة .. أما اذا تقاطع وجود الحليف مع المصلحة .. فليذهب الحليف الى جهنم .


الكتاب الذي نحن بصدد عرضه اليوم هو كتاب (معركة الأصوليين ) تأليف الباحث والمؤرخ البريطاني الجنسية والإقامة _ الباكستاني الأصل _ طارق علي .
عنوان الكتاب كاملا هو (( معركة الأصوليين الصليبيين _ المجاهدين , والحداثة )) . يقع الكتاب في 342 صفحة من القطع المتوسط , وهو من إصدار دار ( فيرسو ) بطبعتين واحدة بريطانية والثانية أمريكية .

لنتعرف قليلا على المؤلف طارق علي . حيث ولد طارق علي وتربى في لاهور وكانت المدينة جزءا من الهند البريطانية عند ولادته عام 1943 لكنها أصبحت تابعة الى الباكستان التي إستقلت عن الهند عام 1947 ..
وهو إبن الصحفي ( مظهر علي خان ) أما والدته فهي الناشطة ( طاهرة مظهر علي خان ) إبنة ( السير اسكندر حياة خان ) الذي ترأس ( الرابطة الوحدوية الإسلامية ) في الهند قبل تقسيمها , ثم أصبح رئيسا لوزراء البنجاب عام 1937 .
والدا طارق علي ينحدران من عائلة إقطاعية قديمة جدا سريعة الغضب , والده خرج على عرف العائلة السياسي منذ أن كان طالبا وذلك بتبنيه أفكار الشيوعية والقومية والإلحاد . أما والدته التي كانت تنتمي الى نفس العائلة فقد أصبحت شخصية متطرفة عند لقائها مع والده . وعلى أي حال فإن الوالد كان قد درس الشريعة الإسلامية من أجل أن يتمكن من الرد على رجال الدين المتطرفين بنفس أسلوبهم وبنفس كلماتهم .
أثناء دراسة طارق علي في جامعة البنجاب قام بتنظيم مظاهرات ضد دكتاتورية الحكم العسكري في الباكستان , في الوقت الذي كان عمه مديرا للإستخبارات العسكرية الباكستانية مما دفع العائلة الى إبتعاثه الى بريطانيا للدراسة في أكسفورد / كلية أكستر , حيث درس هناك الفلسفة , والسياسة , والإقتصاد . ولم يتخل عن نشاطه الإجتماعي حتى وهو في بريطانيا , لذلك تم إنتخابه رئيسا لإتحاد أكسفورد .
ملامحه السياسية أخذت بالتشكل أثناء الحرب الفيتنامية عندما شارك في الحوارات التي أعدت لمناهضة الحرب مع شخصيات مثل هنري كسينجر وميشيل ستيوارت . وبمرور الوقت أصبح طارق علي أكثر إنتقادا للسياسة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية , وتحول الى شخصية قيادية في إنتقاد السياسة الأمريكية حول العالم ومعارض قوي لسياسة الأمريكان في الباكستان , السياسة التي أدت الى عودة الدكتاتوريات العسكرية عوضا عن تحقيق الديمقراطية .
كان فعالا في حركة اليسار الجديد التي إنبثقت في الستينات من القرن الماضي , متحولا منها الى السياسة الإشتراكية الثورية أثناء عمله في صحيفة بلاك دوارف ( القزم الأسود ) . إنضم الى ( حزب تروتسكي ) عام 1968 . ونال مهام وترقيات حزبية عديدة .
عام 2003 صدر له مؤلف عنوانه ( بوش في بابل ) ينتقد فيه غزو العراق بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن . الكتاب يملك أسلوبا متفردا في الطرح , فهو يستعمل الشعر للتعبير عن أفكاره , كما يحوي مجموعة من الصور التي لا تدري كيف تحصل عليها المؤلف ولعل أكثرها ندرة هي صورة عزيز محمد السكرتير الأول للحزب الشيوعي العراقي وهو يوقع في السبعينات من القرن الماضي مع أحمد حسن البكر إتفاقا بين الحزبين العراقيين : البعث والشيوعي , والذي كان من نتيجته تدمير الحزب الشيوعي العراقي . وأعد القراء الكرام بعرض الكتاب في موضوع لاحق . في ( بوش في بابل ) يعرب طارق علي عن إيمانه العميق بأن الحكومة العراقية التي نصبها المحتل مصيرها الى السقوط والزوال مهما كانت الوسائل المتبعة لتثبيتها .
من مؤلفات طارق علي :
# باكستان : حكم عسكري أم سلطة شعبية / 1970 .
# الثورة البريطانية المقبلة / 1971 .
# 1968 وما بعدها : من داخل الثورة / 1978 .
# تشيللي , عِبَر من الإنقلاب : ما الطريق الى السلطة العمالية / 1978 .
# تروتسكي ( للمبتدئين ) / 1980 .
# من الذي يخشى مارغريت تاتشر ؟ : في تمجيد الإشتراكية / 1984 .
# التراث الستاليني وأثره على سياسات القرن العشرين / 1984 .
# آل نهرو وآل غاندي : عوائل هندية / 1985 .
# سنوات قتال الشوارع : سيرة ذاتية من الستينات / 1987 .
# ثورة من الأعلى : الإتحاد السوفييتي اليوم / 1987 .
# الليالي الإيرانية / 1989 .
# ذهب موسكو / 1990 .
# الخلاص / 1990 .
# موت دولة : هل تتمكن باكستان من البقاء ؟ / 1991 .
# أفياء شجرة الرمان / 1992 . ( عن الأندلس ) .
# القلائد / 1992 .
# إشاعات قبيحة / 1998 .
# كتاب صلاح الدين / 1998 .
# المرأة الحجر / 2000 . ( عن الدولة العثمانية ) .
# سادة العالم : الحملة الصليبية لدول حلف الناتو على البلقان / 2000 .
# حوار مع ادوارد سعيد / 2005 .
# فهود وذئاب / 2006 . ( عن الأيام الأخيرة في حياة ذو الفقار علي بوتو ) .
# قراصنة الكاريبي : محور الأمل / 2006 .
# المبارزة : باكستان تطير مع القوة الأمريكية في نفس المسار / 2008 .
نعود مرة أخرى الى كتاب معركة الأصوليين لنجد أنه ومثلما كانت صورة بوش بالعمامة الأفغانية تتصدر الغلاف الأول من الكتاب , فإن الغلاف الأخير للكتاب تتصدره صورة أسامة بن لادن حاسر الرأس وبلحية سوداء وزي غربي , يحتل منصة الرئيس الأمريكي داخل البيت الأبيض ليلقي من عليها كلمة حماسية تدلل عليها قبضته المرفوعة .
طارق علي أهدى الكتاب الى والدته بعبارة واحدة تقول (( الى طاهرة )) .
محتويات الكتاب كالتالي :
# تعريف .
# المقدمة .
# الجزء الأول : ( ملالي وزنادقة ) ويتضمن
# طفولة ملحدة .
# أصل الإسلام .
# إمبراطورية العالم .
# القدس .. القدس
# العثمانية .
# مباهج الهرطقة .
# المرأة وأبدية الذكورة .
# الجزء الثاني : مائة عام من العبودية .
# ذكرى الربيع .
# جذور الوهابية .
# مملكة الفساد .
# الصهيونية : حرب البترول الأولى .
# هوامش على دفتر النكسة .
# حمقى معاداة الإمبريالية .
# بحر من الإرهاب .
# الجزء الثالث : نووية الأرض البور في جنوب آسيا
# قضية أنور الشيخ .
# حكايات صريحة من الباكستان .
# أفغانستان بين المطرقة والسندان .
# حكاية كشمير .
# الجزء الرابع : صراع الأصوليات .
# تاريخ موجز للإمبريالية الأمريكية .
# مفاجأة سبتمبر .
# رسالة الى مسلم شاب .
# ملحق : الحرب العربية الإسرائيلية بقلم إيزاك ديوتسجر .
# المراجع .
في مقدمة الكتاب يخبرنا طارق علي أنه لاينوي الحديث عن أحداث 11/ 9 ولكن عن الأحداث التاريخية الإسلامية والعالمية التي أوصلت الى ذلك اليوم .
أما الجزء الأول من الكتاب وعنوانه ملالي وزنادقة , فيبدأه بعبارة من مقدمة إبن خلدون تقول (( الإمبراطورية الشاسعة والقوية أوجدها الدين , والسيطرة عليها لا تتم إلا بالنصر , والنصر يعود للنظام والوحدة في الهدف . قلوب الرجال أصبحت موحدة ومتعاونة بعون الله , بالإنتساب الى هذا الدين )) .
ثم يضع طارق علي بعد ذلك عبارة لإبن سيرين من كتابه تفسير الأحلام تقول (( أن تحلم أنك تغوي رجلا شابا لا تعرفه فهذا يدل على أنك ستغلب عدوا لك , ولكن إذا حلمت أنك تضاجع إمراة في الوقت الذي أنت في الحقيقة على علاقة مع رجل فإن معنى الحلم انك ستنال ذلك الرجل حتى لو كان قد تجاهل رغبتك في الماضي , أما الحلم بمضاجعة الحيوان فتفسيره الإزدهار وطول الحياة )) .
في (( طفولة ملحدة )) يحدثنا طارق علي عن عائلته ونفسه وطفولته بالقول انه لم يؤمن بدين ولا حتى يوم واحد في حياته .. ولكن في فترة شبابه الأول كانت الباكستان قد أقرت درسا إلزاميا في مدارسها وهو (( الإسلاميات )) فتعرف من خلاله على بعض المفاهيم الإسلامية , غير أن أهتمامه الحقيقي بالإسلام إبتدأ مع ما يسميها (( حرب البترول الثالثة )) وهي حرب الخليج عام 1990 , طارق علي يسمي حرب حزيران 1967 (( حرب البترول الثانية )) , أما مصطلح (( حرب البترول الأولى )) فيطلقه على الصهيونية .
عندما وقع الهجوم الأمريكي الأول على العراق عام 1990 بدأ طارق علي يتساءل : لماذا لم يقم المسلمون بأي حركة إصلاحية دينية ؟ ولماذا حين حلّ عصر النهضة في أوربا فإنه لم يدخل الى الدولة العثمانية ؟ مثل هذه التساؤلات جعلته يمضي الساعات الطوال داخل المكتبة لدراسة التاريخ الإسلامي .. ثم سافر الى الشرق الأوسط , فنتج عن الدراسة والرحلة : روايته الخماسية التي لم يتمها بعد .. وكتاب معركة الأصوليين الذي بين أيدينا .
يبدأ طارق علي بشرح التواريخ التي مرت على الإسلام سواء في الدول العربية أو تركيا أو الهند وباكستان وأفغانستان . مبتدئا من ظهور الإسلام وتأسيس الإمبراطورية الإسلامية الكبرى التي بدأت تجمع خزائنها الثروات الكبرى في الوقت الذي كانت فيه أوربا تعاني من النقص في كل شيء .
الحروب الطائفية بين السنة والشيعة دامت 36 سنة عند إنتهائها كانت الدولة الإسلامية ضعيفة رغم غناها , لذلك قرر الفرنج غزو الدولة المسلمة من أجل الإستحواذ على أكبر ما يستطيعون من مال المسلمين .. لكن تجهيز حملتهم جاء تحت شعار تحرير بيت المقدس من الحكم الإسلامي .. فكانت الحملة الصليبية الأولى التي وبعد 40 يوما من حصار القدس تمكنت من إحتلالها عام 1099 . المواطنون اليهود في مدينة القدس قاتلوا الفرنج جنبا الى جنب مع المسلمين , حين توقف القتال بسقوط القدس دعا أحبارهم الى صلاة يهودية لجميع أبناء الطائفة في الكنيست .. وكانت تلك غلطة كبرى , فبعد تجمعهم , حاصرهم الفرنج وأطلقوا عليهم نيران المنجنيق وتأكدوا ليس من هدم الكنيست وحده .. ولكن من حرق وموت آخر يهودي من المصلين . وتعد هذه واحدة من أكبر جرائم الإبادة الجماعية بإسم الدين قدم عنها الإعتذار بابا الفاتيكان بعد تسعة قرون من وقوعها الى يهود العالم .
حين وصلت أخبار ما وقع في القدس الى الخليفة في بغداد . وما وقع لليهود فيها .. أعلن المسلمون حملتهم الجهادية لرد هذا العدوان .. فكان ذلك بداية الحروب الصليبية التي إختتمها صلاح الدين بإستعادة بيت المقدس .. ونشر الحرية الدينية فيه .
الأمة الإسلامية كانت ضعيفة من قبل دخولها الحروب الصليبية .. والتي بعد أن إنتهت منها آل وضعها الى تردي أكبر .. جعل المغول يهاجمونها ويسقطونها تحت حكمهم . عندها تداعى بني أمية الى تأسيس دولتهم الثالثة .. فبعد الشام والأندلس ستقوم لهم دولة ثالثة في تركيا .
جماعة من تجارهم الأثرياء ينتسبون الى عثمان بن عفان أخذوا بالعمل سرا من أجل تأسيس دولتهم هذه . وفي عمل منظم إستمر من عام 1300 ولغاية 1453 ميلادية .. تمكنوا من فرض سيطرتهم على الإمبراطورية الرومانية البيزنطية . أصبحت إسطنبول هي مركز العالم الإسلامي الجديد وصار جميع المسلمين تحت حكم السلطان العثماني .. وإسمر هذا الحكم 5 قرون أي لغاية نهاية الحرب العالمية الأولى . كان تسامح السلطان مع اليهود كبيرا , وعاش الناس تحت الحكم العثماني بشكل طيب ... لكن ظهور النزعة القومية التركية لدى شباب تركيا المتأثرين بالثورة الفرنسية ونقمتهم على نظام حكمهم التقليدي .. وظهور حركات سياسية دينية في أنحاء الإمبراطورية كالحركة الوهابية في نجد والحجاز .. أضعف هذه الدولة وجعل البريطانيين والفرنسيين والروس يطمعون في تدمير هذه الدولة والإستيلاء على مقدراتها .. فتم لهم ما أرادوا خلال الحرب العالمية الأولى .
ينتقل بعدها الى الحديث عن وضع المرأة عند العرب والمسلمين حيث كانت لها مكانة كبرى قبل الإسلام ضاربا لنا المثل في هند بنت عتبة أم معاوية وما كان لها من دور وقوة ... أما بعد الإسلام فقد عاشت المرأة العربية المسلمة في جو من الحرية والقوة والإرادة ( مع وقف التنفيذ ) إلا في بعض الحالات النادرة , ففي حياة الرسول وحتى بعد عقود من وفاته كانت النساء العربيات يقاتلن الى جانب الرجال كما حصل مع أم المؤمنين عائشة في معركة الجمل , وكان للنساء المسلمات رأيهن وإرادتهن , ويضرب لنا مثلا على ذلك بسكينة بنت الحسين حفيدة الإمام علي . غير أن تراجع دور المراة العربية بشكل خاص والمسلمة بشكل عام الى مستويات غير مسبوقة .. حصل بسبب ضعف الدولة الإسلامية التي تعرضت الى الحروب والمجاعات والأوبئة .. فظهر فيها النكوص الإجتماعي , وحين ينكص أي مجتمع , فإنه يصادر حق المرأة في أول ما يصادر , فما بالك في مجتمع يتحدث عن الحق ويصادره !!؟
في فصل آخر يحدثنا عن ظهور الوهابية في نجد والحجاز خلال القرن 16 معتبرا إياها أساس التطرف الديني .. فهي تكفر الشيعة .. وتعيب على المذاهب السنية تسامحها , وتمارس عقوبات إجتماعية غاية في القسوة كالجلد والرجم وبتر الأطراف وقطع الأعناق . حين أراد إبن سعود الإستحواذ على حكم نجد والحجاز فقد وقع ( ميثاق ) مع الوهابيين فتشكلت نتيجة ذلك الميثاق قوات ( سعودية - وهابية ) سيطرت على الرياض وخرج والقصيم , وفي العام 1801 أغارت هذه القوات على كربلاء وقتلت 5 آلاف شخص من سكانها وسرقت بيوتهم , وفي العام 1802 أغارت على الطائف وقتلت سكانها في مجازر كبرى , وفي السنة التالية سيطرت على مكة وأمرت شريف مكة بهدم قبر النبي وقبور الخلفاء _ فحسب قولهم _ إن جميع البشر بما في ذلك النبي والخلفاء هم متساوون أمام الله تعالى , ولهذا فقد تم تدمير هذه القبور , ولم تتم إعادة بنائها إلا بعد أن هزمت القوات العثمانية الوهابيين .
قوات محمد علي باشا الذي لم يكن قد إنشق عن الدولة العثمانية بعد , هي التي هزمت الوهابيين عام 1811 , وإستعادت منهم مكة والمدينة ولاحقتهم الى خارج الحجاز , في العام 1818 قام إبراهيم باشا إبن محمد علي بالهجوم عليهم مرة أخرى وهم في نجد فشتت القوة ( السعودية الوهابية ) ودمر عاصمتهم ( الدرعية ) . إبان الثورة العربية كان البريطانيون قد تحالفوا مع الشريف حسين بن علي بأن ينصبوه ملكا على العرب مقابل الثورة على الدولة العثمانية ... لكن ظهور البترول في الأرض العربية وفي نجد والحجاز بشكل خاص , سيغير الكثير من التحالفات والعلاقات .
في الفصل الذي سماه (( مملكة الفساد )) يحدثنا طارق علي عن تأسيس الممالك في الشام والعراق بقوله : (( إن البريطانيين توجوا فيصل إبن الشريف حسين ملكا على الشام .. ولكن لكون الشوام من الثوريين الذين ينادون بالجمهورية لم يكونوا يحبذون حكمه الملكي .. لذلك تم تتويجه من قبل البريطانيين ملكا على العراق )) .
أنا أختلف جملة وتفصيلا مع طارق علي في هذا الكلام .. فليس في تاريخنا كعرب مسلمين .. يوم واحد , إحترمت فيه إرادتنا العامة وتمت الإستجابة لها .. ولهذا دعوني أسرد لكم الحكاية برؤية أخرى .
في إتفاقية سايكس _ بيكو 1916 تم تقسيم منطقة الجزء الشرقي من أملاك الإمبراطورية العثمانية بين بريطانيا وفرنسا . حصلت فرنسا على الجزء الأكبر من سواحل الجناح الغربي من ( سوريا ولبنان ) وجزء كبير من جنوب الأناضول ( كمنطقة نفوذ مباشر ) ولكن يمتد لها نفوذ غير مباشر الى مناطق واسعة تمتد الى منطقة الموصل في العراق ودمشق في سوريا . أما بريطانيا فسيطرت على بغداد والبصرة في منطقة نفوذ مباشر , بينما يمتد نفوذها غير المباشر الى عمان وخليج العقبة متوسعة لتصل الى الخليج العربي وايران . ميناء حيفا تحت السيطرة البريطانية على أن يكون لفرنسا حرية استخدامه ، فمنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الإسكندرونة الذي سيقع تحت سيطرة فرنسا .
بظهور النفط في المنطقة العربية صارت الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الحصول على موطيء قدم في المنطقة , لذلك مدت يدها وتحالفت مع الحلف ( السعودي الوهابي ) , إقرار بقاء الولايات المتحدة في نجد والحجاز مقابل تصعيد هذا الحلف الى دفة الحكم . عندها لم يجد البريطانيون بدا من التخلي عن وعدهم للشريف حسين بن علي بجعله ملكا على العرب لكنهم وعدوه أن يصبح أولاده ملوكا على العرب .
من ناحية ثانية ضغطت الولايات المتحدة للحصول على نقطة في ساحل الشام . فخصصت لها فلسطين التي قيل وقتها أنها ستخضع الى إدارة دولية تحدد فيما بعد , ولا تدري لماذا تحتاج بريطانيا وفرنسا الى قوة دولية لمساعدتها في السيطرة على جزء صغير من ساحل الشام !؟ إن لم يكن هناك إتفاق بريطاني أمريكي مسبق بذلك .
ما أن وضعت بنود معاهدة سايكس بيكو موضع التنفيذ حتى أخذت بريطانيا الأمير فيصل وتوجته ملكا على الشام في دمشق الواقعة تحت النفوذ الفرنسي غير المباشر , لتستحوذ بريطانيا بواسطته على النفوذ في أجزاء من الأرض الواقعة تحت السيطرة الفرنسية , وتعرقل عملية وصول الفرنسيين الى ولاية الموصل .. عندها حرك الفرنسيون ضد فيصل بعض النخب من شباب الشام الحالمين بحكم غير ملكي .
بإنتهاء الحرب العالمية الأولى برزت الى السطح نقطة جديرة بالملاحظة .. وهي وجوب توقيع معاهدة صلح مع تركيا ... لذلك فمجموع كل هذه النقاط , أدى الى عقد مؤتمر سان ريمو عام 1920 .
كانت تركيا تطالب بشدة بولاية الموصل , لكن تم إقناعها بالتنازل عن هذا الطلب وأخذ الإسكندرونة عوضا عنها . وماتبقى .. تنازلت بريطانيا لفرنسا عن الأجزاء الداخلية من الشام فصار برمته تحت السيطرة الفرنسية ( عدا فلسطين والأردن ) اللتين كانت تديرهما بريطانيا الى حين , فيما تنازلت فرنسا عن الموصل فصار العراق برمته تحت السيطرة البريطانية وتم توقيع إتفاقية تنص على ذلك تمت تسميتها ( إتفاقية الإستبدال ) .
بعد توقيع هذه الإتفاقية لم يعد للملك فيصل مكان في الشام فقررت بريطانيا ترحيله ملكا على العراق . قام بحل الجيش السوري وغادر الشام الى العراق وترك الشوام لا يدرون ما يفعلون فقام القائد السوري يوسف العظم بتجميع قوات من المتطوعين بلغ قوامها 3000 متطوع لصد القوات الفرنسية الداخلة عليهم ... فوقعت معركة ميسلون التي قتلت فيها القوة المدافعة مثلما قتل قائدها يوسف العظم . وبذلك إحتل الفرنسيون الشام .
فرنسا كانت تحتل الجزائر منذ عام 1830 .. حينما دلت التنقيبات عن أن ( صحارى ) الجزائرية تملك مخزونا كبيرا من النفط .. شجع الأمريكان الجزائريين على الثورة ضد الفرنسيين ... فبدأت ثورة المليون شهيد .. وبعد أن أسقط الأمريكان الحكم الملكي في مصر عام 1952 .. قامت الحكومة المصرية الجديدة بعمل دور الوسيط بين الأمريكان والجزائريين لمدهم بالمال والمقاتلين الى أن تم إخراج الفرنسيين من الجزائر عام 1962 . ومنذ ذلك الوقت والجزائر مثل المملكة العربية السعودية ... تعرف أنها دولة موجودة .. لكنك تجهل الكثير عما بداخلها .
فيما بعد قام الأمريكان وبتدبير مصري بقلب الحكم الملكي في ليبيا أيام الملك محمد أدريس السنوسي , ومنذ ذلك الوقت ليبيا تحت حكم معمر القذافي الذي يعتبر عبد الناصر معلمه الأكبر . أما عوائد نفط ليبيا الخرافية فلا أحد يدري أين تذهب !!
لكي يناقش لنا طارق علي الطريقة التي أوصل بها الأمريكان ( آل سعود ) لحكم نجد والحجاز تحت تسمية ( المملكة العربية السعودية ) فإنه يتبنى رواية ( مدن الملح ) للدكتور عبد الرحمن منيف كعمل روائي رمزي يصور كيف كان البريطانيون متنفذين في نجد والحجاز .. ثم كيف تمكن آل سعود وبمعاونة أمريكية من تسقيط غريمهم ابن رشيد وأعلنوا حكمهم الوهابي في نجد والحجاز مما حدى بالكثير من السكان الى الهرب أما الى العراق أو سوريا أو اليمن .. عندها إستحوذ الأمريكان على النفط .. دون أدنى إهتمام بالفساد الواقع في البلد .
في الفصل التالي يحدثنا طارق علي عن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 , في تلك الفترة كان حزب البعث العربي الإشتراكي بقيادة ميشيل عفلق يملك قاعدة شعبية كبيرة في كل من سوريا والعراق , وكانت للحزب توجهات وحدوية تتناسب مع الشعارات التي كان يطرحها عبد الناصر , لذلك فبجهود هذا الحزب وبجهود ميشيل عفلق شخصيا .. تمت الوحدة الإندماجية بين مصر وسوريا .. والتي سرعان ما نادى الهاشميون بعدها بالوحدة بين العراق والأردن فتمت لقاءات بهذا الشأن بين الملك حسين والملك فيصل الثاني لتوحيد العرش الهاشمي .
الأمريكان وبواسطة السفارة المصرية في بغداد كان لهم دور كبير في قلب نظام الحكم في العراق عام 1958 . وسقط بذلك حلف بغداد بزعامة نوري السعيد , وبدأت الدعوة الى الوحدة بين بغداد ودمشق والقاهرة , ونكاية بالبريطانيين تمت دعوة الأردنيين الى التمرد على حكمهم الملكي .. لكن الزعامات العسكرية في هذه الأقطار الثلاثة كانت تعاني من المشاكل الإقتصادية في نفس الوقت الذي هي بأمس الحاجة لتقديم العون الى فقراء المجتمع وتنفيذ الإصلاحات .
السياسيون السوريون كانوا يرون أن عليهم تقاسم السلطة مع الحكومة المصرية في هذه الوحدة الإندماجية , غير أن عبد الناصر كان يرى أنه رئيس دولة وله شعبية عربية كبيرة تحتم عليه أن لا يتصرف بندية مع ميشيل عفلق وهو ليس أكثر من رئيس حزب .. وهكذا نمت بين الرجلين روح من عدم التعاون .. وزاد الطين بله , تصرفات القنصل المصري في سوريا عبد الحكيم عامر .. فإنفضت الوحدة .
يناقش الكتاب قضية أخرى وهي أن الجمهوريات الجديدة في مصر وسوريا والعراق .. جمهوريات يقودها عسكر علمانيون قوميون .. وهؤلاء وبكل سهولة من الممكن أن يميلوا الى جانب الإتحاد السوفييتي الشيوعي فيما لو تعرضت سياستهم مع الغرب الى بعض الضغوط .. وللحيلولة دون ذلك شجع الأمريكان بعض الشخصيات المتدينة على التحرك لتأسيس واجهة رفض دينية لوجود أي تقارب محتمل مع الإتحاد السوفييتي الملحد ... وهكذا تأسست حركة الإخوان المسلمين في مصر ثم إنتشرت الى سوريا والعراق . وسنعود الى هذا الموضوع بعد حرب حزيران عام 1967 .
يقول طارق علي : رغم كل جهود العرب الرامية الى التوحد .. إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك . بينما تحققت الوحدة في مكان آخر من الأرض العربية ... فبجهود شركة أرامكو النفطية توحدت نجد والحجاز تحت تسمية ( المملكة العربية السعودية ) وهكذا تحقق الحلم المنشود في بلد لم يسع الى الوحدة ولم يفكر فيها أصلا . وسنجد أن هذا الحلم سيتحقق مرة أخرى في مشيخات الساحل المهادن التي أسست منها شركات النفط ( دولة الإمارات العربية المتحدة ) دون أن يكون لهذه المشيخات أي تخطيط أو تفكير مسبق بهذه الوحدة .
ينتهي طارق علي عند هذه النقطة في الفصل الذي عنونه ( الصهيونية : حرب البترول الأولى ) وأظن أن هذا الفصل وبإعتباره يرى أن الأمريكان ( إستعملوا ) الصهيونية في حربهم مع حلفائهم للإستحواذ على المنطقة العربية والتغلغل فيها .. من أجل النفط وأشياء أخرى , فإن الكتاب تنقصه الإشارة الى حدثين مهمين وقعا خلال هذه الفترة ويندرجان تحت تسمية ( خلق الأمريكان لجبهات مواجهة مع الشيوعية والإتحاد السوفييتي داخل الوطن العربي ) . هذا الموضوع لم يتطرق له طارق علي البتة مع أن كتابه تحدث في كل شيء .
حين أشار الكتاب الى ميشيل عفلق فتحدث عن ولادته ونشأته وأمور غيرها بتوسع كنت أظنه سوف يشير ولو إشارة بسيطة الى الأسباب التي أدت الى شق حزب البعث العربي الإشتراكي .. فحزب البعث بإعتباره تنظيما واسعا في بعض أقطار الوطن العربي كان قد تحول الى جبهة صراع أمريكي _ سوفييتي .
القيادة في العراق وكان قد إنضم إليها ميشيل عفلق وألياس فرح ومنيف الرزاز وغيرهم , كانوا الجبهة الأمريكية في هذا الحزب , بينما تمثل القيادة السورية الجبهة السوفييتية . في الزيارة الأخيرة التي قام بها حافظ الأسد الى بغداد والتي كانت مخصصة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين مع الأمل بأن تفتح سوريا خط النفط العراقي الى بانياس الذي أقفلته منذ عام 1973 .. رغم كل ما يسببه لخزينتها من أضرار مادية . نلاحظ أنه و بعد أسبوع واحد من عودة حافظ الأسد الى دمشق صرح بأن (( العروة السورية السوفييتية عروة كاثوليكية لا إنفصال لها )) . صباح اليوم التالي صدرت كل الصحف العراقية تحمل مانشيتا كبيرا يقول فيه أحمد حسن البكر (( لن نلتقي مع النظام السوري الى الأبد )) . وكان الولاء للأمريكان سببا مباشرا لتصفية الحزب الشيوعي العراقي .
حين غادرت العراق , وأثناء بحثي في المكتبة .. عثرت على أطلس الخرائط الأمريكية لمناطق النفوذ السوفييتي في العالم حتى سقوطه . وكانت خريطة سوريا فيها مظللة باللون الأحمر الشيوعي . ومن ضمن مناطق الوطن العربي المظللة بنفس اللون الأحمر .. وجدت خريطة ( اليمن / عدن ) فإذا تذكرنا أن توحيد شطري اليمن تحت قيادة ( اليمن / صنعاء ) تم خلال أشهر قليلة بعد هدم جدار برلين عند لحظات النزع الأخير من حياة الإتحاد السوفييتي , فسنفهم عندها أن الحروب القبلية اليمنية وبمساعدة الجيش المصري كانت قد تمكنت من جعل اليمن جبهة صراع أمريكية سوفييتية أخرى ... لكن طارق علي لم يتطرق الى هذين الحدثين .
في الفصل الذي دعي ( هوامش على دفتر النكسة ) يحدثنا طارق علي عن إحساس النكسة الذي منيت به الجماهير العربية التي كانت تتغنى بشعارات إلقاء الإسرائيليين في البحر وإهتزاز صورة عبد الناصر في أعين الجماهير العربية وتراجع المد الناصري .
حرب الأيام الستة إندلعت يوم 5 حزيران 1967 , وخلال يومين أو ثلاثة إحتلت فيها إسرائيل صحراء سيناء المصرية والضفة الغربية الأردنية وجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين .. وحين أعلنت الهدنة , خرقها الإسرائيليون وصعدوا وإحتلوا مرتفعات الجولان السورية التي ينبع منها نهر الأردن . كانت خيبة أمل العرب كبيرة لهذه الإنكسارات العسكرية التي كانوا يتوقعون عوضا عنها .. إلقاء اليهود في البحر كما وعدهم قادتهم الجدد الذين يجاهرون بمعاداة الإمبريالية .
هنا سيأتي دور الإخوان المسلمين في مصر ... فالخوف من أن الإنكسار العسكري سيدفع قادة العرب الذين فقدوا ثقتهم بالغرب الى أحضان الإتحاد السوفييتي .. جعل تنظيمات الإخوان المسلمين في القاهرة تندفع يوم 9 حزيران 1967 الى السفارة السوفييتية في القاهرة وتقوم بإحراقها ... في رسالتين : واحدة ظاهرة والثانية باطنة . أما الظاهرة فهي إتهام الإتحاد السوفييتي بأنه المسؤول عن نكسة حزيران وهذا تبرير يقدم للمواطن العربي في كل مكان . أما الباطنة وهي الأهم فهي الرسالة الموجهة الى الحكام العرب وأولهم عبد الناصر والتي تقول : إن الإرتماء في أحضان الإتحاد السوفييتي نتيجة لهذه النكسة غير مقبول ولن تقف الأحزاب الإسلامية أمامه مكتوفة الأيدي . على الفور ... إستقال عبد الناصر في خطابه الباكي .. فبعد أن خسر الحرب , ها هم الإسلاميون يسحبون من يده حتى ورقة المناورة . طبعا , لم تقبل إستقالته .. لكن بقاءه في السلطة مكتوف اليد .. أدى الى إنكسارات نفسية في الشارع العربي وشعور عميق ممض بالهزيمة أكبر وقعا من وقع الحرب نفسها .
مباشرة بعد حرب حزيران نشر نزار قباني قصيدة ( هوامش على دفتر النكسة ) وهي قصيدة مكونة من عشرين مقطعا . وكان أقسى مقاطعها هو المقطع السابع عشر الذي يقول :

لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

ضربت هذه القصيدة مثل الإعصار في وجدان الشارع العربي معبرة عن خيبة الشعب العربي وهزيمته , على إثرها قامت الحكومة المصرية , بمنع جميع مؤلفات نزار قباني في مصر , كما منع هو شخصيا من دخول مصر ... لا بل منعت حتى إذاعة قصيدته التي غنتها أم كلثوم ( أصبح عندي الآن بندقية ) .
في الفصل ( حمقى معاداة الإمبريالية ) نكتشف أن أهم عاملين يجمعان سكان الشرق الأوسط هما : العروبة والإسلام . ولهذا يجب اللعب على هذين العاملين ليكونا عاملي فرقة وليس قوة .

سنوات ثم يموت عبد الناصر ويأتي بعده السادات ليدخل حرب أكتوبر 1973 مستعيدا جزءا من سيناء , نوفمبر 1977 طار السادات الى إسرائيل وكان في إستقباله مناحيم بيغن .. ثم وقعا معا معاهدة سلام مصرية _ إسرائيلية بمباركة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر . بعدها أقر السادات سياسة الإنفتاح ليتقاطع تماما مع الماضي الناصري في السياسة الخارجية والحياد السياسي والإعتماد العسكري وإعادة العلاقة مع الغرب .
نفس التنظيمات الإسلامية التي كفت يد عبد الناصر عن أي حركة بعد حرب 1967 , هي التي ستتولى الموقف الجديد ... الذي كان يوجب قطع الطريق على مصر عن أن تتراجع عما أقدم عليه السادات ... ففي إستعراض عسكري يوم 6 أكتوبر 1981 قام أربعة إسلاميين بإغتيال السادات . فتم إعتقالهم وإعدامهم وحل مبارك محل السادات , فأبقى وضع السياسة الخارجية مثلما هو عليه , بإعتباره أمرا واقعا لم يكن له دخل فيه وإنما ورثه من الرئيس الذي قبله , ثم قام بقمع الحريات من أجل قمع أي مطالبة شعبية بتغيير لهذا الموقف .. فتردت أوضاع مصر الداخلية , ولكن ... ليمت الشعب المصري ما دامت السياسة الخارجية تمشي كما يريد الأمريكان .
علاوة على تغييب دور الشعب المصري ... فإن الخطوة التي قام بها السادات كانت قد ضعضعت وضع الجامعة العربية وأفقدتها القدرة على الإلزام بالحد الأدنى من تطبيق مقرراتها .. وهكذا تم ضرب عامل العروبة بعامل القطرية .. فصار الحكام العرب يتصرفون كل بما تمليه عليه قطريته دون أدنى إهتمام بالموقف العربي الموحد .. عندها إنتهى دور العروبة من ساحة النزال .. وصار العربي يستمد الدعم من الخارج من أجل ذبح أخيه العربي .. ومذابح لبنان خير شاهد على ذلك .

الحركات الإسلامية في الوطن العربي : الوهابية , والإخوان المسلمين , من الممكن أن تتظافر جهودها لتحتل موقع القيادة في المجتمعات العربية عوضا عن الحكومات الحالية ... ولذلك ينبغي العمل منذ وقت مبكر على إشغال هذه التنظيمات الدينية بما يضعف قوتها ودورها .

لأسباب غربية كثيرة تم إسقاط حكم شاه إيران .. ولكن من أجل سبب واحد تم إحلال الخميني متزعم تصدير التشيع .. تحت مسمى تصدير الثورة الإسلامية .. محل الشاه .
الوهابيون يكفرون الشيعة .. وهذا سبب كافي لمقاتلة الإسلاميين مع بعضهم ... وبذلك ستسقط الأحزاب الإسلامية .. كما تم من قبل تسقيط الأحزاب العروبية القومية .
حثت السعودية ودول الخليج صدام بما يملكه من طاقة بشرية يفتقدون إليها لمقاتلة إيران .. لكن صدام لم يكن يهمه شيء .. بقدر ما كان يهمه موافقة ( الأمير ) الذي يحكم في البيت الأبيض الأمريكي .. هل هو راضي ؟ حين وصل الرد : نعم راضي ... دخلنا حربا قذرة قتل فيها ما يزيد على مليون مسلم من كلا الطرفين العراق وإيران .. ثم إنتهت .. لا غالب ولا مغلوب . وحتى اليوم ورغم أن الموت قد لف صدام وكبار أعضاء حكومته إلا أن الثارات السعودية الإيرانية لم تزل تستعمل أرض العراق ومأساة العراقيين .. ساحة رخيصة لتصفية نزاعات الدولتين الطائفية التي يغذيها الأمريكان عند الطرفين وكل على حدة .
في الفصل الذي عنوانه ( بحر من الإرهاب ) يحدثنا طارق علي عن جبهات مختلفة يكون فيها المسلمون ضحايا وجلادين في نفس الوقت .. الحرب في العراق .. في لبنان .. الإنتفاضة الأولى .. الإنتفاضة الثانية .. كوسوفو .. الشيشان .. الصومال .. السودان ... كشمير .. أفغانستان .. ماذا بقي بعد ؟
أحببت أن أسرد حكاية واحدة من الفصل المعنون ( أفغانستان بين المطرقة والسندان ) . حين قررت الولايات المتحدة الأمريكية إشعال الصفحة الأخيرة من حربها الباردة على الإتحاد السوفييتي .. فقد أملت أوامرها على أجهزة مخابرات 3 دول وكيلة لها لتقوم لها بهذا الدور بالنيابة , وهذه الدول هي : السعودية , ومصر , وباكستان . فقام الجماعة بمد القتال في أفغانستان بالمال والخبرات والرجال .. فإشتعلت أفغانستان .
لست أدري لم نسي طارق علي دور ايران في أفغانستان .. فدور إيران في أفغانستان صورة طبق الأصل عن دورها الحالي في العراق .. فقد آوت اللاجئين الأفغان من الهزارا الشيعة .. ثم شكلت منهم جيش الوحدات الذي عاد الى أفغانستان بقيادة عبد العلي مزاري , ليمارس دورا لا يقل عن دور السعودية ومصر والباكستان في ذلك القتال الدائر .
طارق علي .. يؤكد لنا دور الصين الشعبية الشيوعية في هذه الحرب .. والكثرة الكاثرة من الخبراء العسكريين الصينيين الشيوعيين كانوا يشاهدون في باكستان وأفغانستان ليقوموا بتدريب المجاهدين وتقديم النصح والمشورة لهم .. دون أن يشكل ذلك أي ملاحظة أو إهتمام لدى من يتولون الأمر في باكستان أو أفغانستان .. فكيف تلاقى الشيوعي الصيني الإشتراكي مع الرأسمالي المعتدي الأمريكي , على أرض أفغانستان .. للإضرار بوجود ( الرفيق ) الشيوعي السوفييتي !!؟ لا أحد يدري .
لكن طارق علي يؤكد أن سر الأسرار الكبير الذي كانت تحرص الولايات المتحدة على إخفائه هو : علاقة المخابرات الإسرائيلية بالقتال الدائر في أفغانستان . الى أن وقعت هذه الحكاية : عام 1985 تعرف صحفي باكستاني شاب يدعى أحمد منصور في فندق ( إنتركونتيننتال بيشاور ) على مجموعة من الخبراء والإستشاريين الإسرائيليين . وكان يعتقد أن كتابة تقرير عن وجودهم سيكون سبقا صحفيا له .. حيث يعمل في صحيفة ( المسلم ) , فأعلم رئيس تحرير الصحيفة وبعض الأصدقاء عن نيته الكتابة في هذا الموضوع . بعد بضعة أيام قامت المخابرات الباكستانية بتنبيه المجاهدين حول التكتم على الظهور العلني لخبرائهم ومستشاريهم الإسرائيليين .. ثم تم إعتقال أحمد منصور .. وإعدامه .
في الفصل المعنون ( تاريخ موجز للإمبريالية الأمريكية ) يحدثنا طارق علي عن تاريخ الولايات المتحدة منذ قتل الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين الى خطف وإستعباد الأفارقة السود .. الى ثورة التحرير الأمريكية .. وصولا الى الحرب العالمية الأولى التي جهز فيها الأمريكان كل الأطراف المتنازعة بالسلاح والمال .. وصولا الى الحرب العالمية الثانية التي أشعلها الإنهيار الإقتصادي الكبير الذي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية ومنه عمّ الى كل دول العالم .
أما في ( مفاجاة سبتمبر ) فيحدثا الكاتب عن أرواح الذين أزهقوا في 11/9 هل هي أعز من أرواح الذين أزهقتهم أمريكا في كل بقاع الأرض لتقرر الولايات المتحدة أن تشن بسببهم حربها على الإرهاب لتزهق المزيد من الأرواح ؟
وأما في ( رسالة الى مسلم شاب ) .. يحدثنا طارق علي أن ( السعودية ) ليس لديها دستور لحد اليوم ... حجة الحكومة في ذلك أن القرآن دستورها . لكن هذا الكلام لا يصح في القرن 21 ... فالقرآن كتاب كان يصلح لحينه علميا وإجتماعيا .. أما بعد 14 قرن فتواجه الكتاب تحديات قانونية كبرى في موقفه من نظام الرق والعبودية , وتحديات إجتماعية كبرى في موقفه من أحكام تنظيم الأسرة وحرية المرأة , مثلما تواجه المسلمين تحديات إقتصادية كبرى ليثبتوا علميا صحة نظام المضاربات الإسلامية الذي يعتمدونه ... وتحديات علمية خطيرة لإثبات صحة ( الطب النبوي ) الذي يؤمنون أنه عين الصواب .
حين ينتقل الى إيران الإسلامية فإنه يحدثنا عن لقائه في لوس أنجلوس بالمخرج الإيراني ( مسلم منصوري ) وهو يقدم فلمه التسجيلي عن العهر في إيران بشهادة 3 عاهرات من طهران يتحدثن عن ممارستهن الدعارة بسبب الفقر ومعاناتهن المتعددة الأشكال بسبب هذه المهنة .. ليخلص طارق علي الى نتيجة واحدة هي : ما معنى كل الشعارات الدينية .. إذا كان المجتمع الذي يرفعها يعاني من كل هذه المشاكل الإجتماعية ؟؟
ثم يأخذنا في جولة سريعة الى مصر والجزائر وبقية دول المسلمين ليصور لنا مشاكل مواطنيها لكي نتوصل بانفسنا الى خلاصة الفصل وهي الرسالة الموجهة الى المسلم الشاب وهي رسالة واضحة وصريحة الى كل من يعتبر نفسه مسلما : أصلحوا أوضاعكم الإجتماعية قبل أن تهتموا بدينكم وديانتكم . أوضاعكم الإجتماعية باتت من الفساد وبإسم الدين وتحت شعاراته .. ما لن تدع لكم أي فرصة في أي مستقبل له أبسط انواع الكرامة التي تحلمون بها .. وإتركوا عنكم غلواء الدين الذي تعتقدون أنه صالح لكل زمان ومكان وعالجوا مشاكلكم بموضوعية قد لا يملكها الدين الذي لن يقدم لكم غير الأساطير .
في ( ملحق : الحرب العربية الإسرائيلية بقلم إيزاك ديوتسجر ) .. ديوتسجر يضع لنا مقالته على شكل أسئلة وأجوبة .. نكتشف من خلالها أنه ومثلما المسلمون والعرب .. محكومون بالمصالح الأمريكية .. فإن إسرائيل واليهود محكومون بنفس تلك المصالح .. اليهود وبسبب المقاطعة مضطرون في إعتماد خططهم وسياساتهم على المساعدات الأمريكية التي تصلهم من يهود أمريكان .. بالمقابل فالحكومة الأمريكية تضغط بهذه المساعدات على إسرائيل من أجل أن تجعل إسرائيل أداة ضغط على العرب لتنفيذ الخطط الأمريكية .
ثم يركز الكاتب على حرب الأيام الستة 1967 والتي وقعت بسبب تنبيه الإتحاد السوفييتي لعبد الناصر أن إسرائيل تحشد على الجبهة السورية التي تربط مصر معها معاهدة دفاع مشترك ... هل كان الإتحاد السوفييتي صادقا في هذا التحذير ؟ هل كانت إسرائيل تحشد فعلا على الحدود السورية ؟ أم أن الإتحاد السوفييتي قام حينها بخديعة لجر الصراع العربي الإسرائيلي ليصبح ساحة مواجهة ( سوفييتية _ أمريكية ) ؟ .. مهما كانت الإجابة دقيقة وصريحة , فإنها لن تكون مجدية .. بعد أن مر على الحرب العربية الإسرائيلية التي وقعت بسبب ذلك ما يزيد على 40 عام .
ماذا أراد كتاب ( معركة الأصوليين ) أن يقول حين وضع صورة بوش الإبن بالعمامة على صفحته الأولى , وعلى صفحته الأخيرة صورة بن لادن يقدم خطابا الى العالم من على منصة رئيس الدولة رقم واحد في العالم ؟
الجواب : هي كلمة موجهة الى بوش الإبن تقول (( عندما تسعى الى محاربة الإرهاب بأفكار أصولية وشعارات صليبية .. فإنك تسمح للإرهاب أن يخاطب العالم من على منصتك الرئاسية )) .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الكتاب
- أمجاد يا عرب أمجاد
- حرب الكوكاكولا
- أين أنتم من مهاتير محمد يا قادة العرب ؟؟
- روبرت فيسك .. وغزة
- القطة الأولى في ذمة الخلود
- الإمبراطورية الأمريكية ذات العواصم الأربع
- إصلاح العجز المالي بأزيز القنادر
- مشاكهة
- تيران وصنافير
- العملية ساركوزي
- الرفيق كاسترو
- فلم السيرة : جورج بوش
- الرفيق غورباتشوف
- الكساد الكبير
- أبو عمار
- مدينة أمريتسار
- جريمة اٌستثنائية
- أحمد سوكارنو _ 1901 , 1970
- كشمير.. والرهان على 11 / 9


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ميسون البياتي - صراع الأصوليات