مقارنة بين ممالك الإسلام والممالك السبع أو بين الأسلمة والأمركة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 13:25
المحور: الادب والفن     

الأسلمة
الإسلام الجهادي في القرون الوسطى المسيحية، الذوبان الميكيافيلي بين عالمين من محاكم التفتيش، الطغيان الديني والطغيان المدني، الكهانة والدكتاتورية، التقطيع الدولاتي والتظليم المجتمعاتي، الظلامية السياسية والظلامية الاجتماعية، العقل في خدمة الظلاميتين، الإنسان كتلة من الظلام وكتلة من الحيوان. النتائج أنظمة من زمان آخر ومكان آخر مثل النظام السعودي بالفاشية الدينية التي هي الشريعة، مثل النظام الإيراني بالفاشية الإثنية التي هي الشيعية، مثل النظام التركي بالفاشية الانتقائية التي هي الرسولية، الابتزاز هو الطريقة السائدة في منطقة النفوذ الأمريكي، لكنها طريقة من طرق الاستهلاك من طرف واحد، وهذه الطريقة تمشي معًا والعنف طريقة في السيطرة، الإرهاب والحرب من ناحية والتخلف والتأخر من ناحية، فتكون الحريات في عدمها، والديمقراطيات في عدمها، تكون انهيارات الحقوق الفردية والمدنية، يصبح المجتمع الإنتاج الملموس لإرادة شبحية، إرادة فوق-سلطوية، هذا ما أسميه السلطة الوهمية، إنها سلطة أشباح تلعب على التناقض السياسي لتتلاعب بإرادة الفرد وتحل محل إرادته، فلا تبقى سوى إرادة الشبح الحاكم ليسود، وليدوم. ما هي المكاسب التي تحققها الولايات المتحدة من مثل هذا الوضع الميتامورفوزي (المسخي) غير الضغط المعنوي الجمعي والاستغلال الضدي المجتمعي لمثل هذا وضع، بمعنى لا استغلال هناك على الإطلاق ما عدا إضاعة عامل الزمن والضحك على لحية التاريخ

الأمركة
تجميع الشرق الأوسط في فضاءات اقتصادية فيه قطع نهائي مع توحيده على أساس القومية أو الدين، قيام الممالك السبع تجيء كنتائج ملموسة لوحدة المشاريع وعن وحدة المشاريع، هذه الوحدة عبر المشاريع دومًا مع الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها النفوذية في الشرق الأوسط، هذا ما أسميه الذوبان الاقتصادي بين الممالك والولايات، أو ما أدعوه الولايات المتحدة العابرة للمحيط. من هذه الزاوية، يتبدل كل شيء، دولاتي: الممالك السبع دول حق دول قانون دول دستورية علمانية ديمقراطية سلمية، اقتصادي: الممالك السبع دول رأسمالية تتناسب فيها الاستثمارات أكثر مع استغلالات أقل، لنعود بلغة الربح والخسارة إلى نفس ما تجنيه الرأسمالية إلى جانب العدل الاجتماعي، يتولد عن العدل الاجتماعي، وقبل هذا العدل السياسي، العدل الثقافي، وأقصد بذلك الحرية الفكرية في نموها التقدمي المضطرد والذي ينحو على الدوام منحى التكنولوجيا في ازدهارها المضطرد، تأسيس الممالك السبع على الحريات الدولاتية والاقتصادية تحت النفوذ الأمريكي هو بالأحرى امتداد لما هو قائم في الفضاء "الأم"، فيحل التفاعل محل الابتزاز، ويحل التماهي محل الإرهاب وسائر أشكال العنف الأخرى، هذا ما أسميه التماري، فأعمق نظرية المرآة، بالتماري لا نرى الآخر كصورة مختلفة عنا، نراه كصورة لنا، عندئذ تغدو مشاكله مشاكلنا، والعكس هو الصحيح، وتغدو سعاداته سعاداتنا، والعكس هو الصحيح، لهذا أنا أعد القادة الأمريكيين بالانخراط في أموررهم كأموري، وبما أن كل الإمكانيات لدي، هناك ثرواتي الطبيعية، وهناك ثرواتي البشرية، وبما أن هدمي للشرق الأوسط وإعادتي لبنائه سيتم هذا وذاك بأدوات وأياد أمريكية (غربية) إذن نحن نتقاسم الفوائد كما نتقاسم التطور، نحن نربط مصائر الواحد بالثاني، فيزول الخوف القديم، وينتهي الشك في الآخر، ينتهي العدو الوهمي، وبالسلطة الحقيقية ذات النفع المشترك –بدون تفخيخ- نزيل السلطة الوهمية، إنها إرادة رأس المال الجديد، ليس رأس المال الذي يغدو صاحبه رأسماليًا جديدًا على شاكلة الأثرياء الجدد، بل الرأسمالي الجديد في تفكيره وأفعاله، وكيف يتصرف بأمر الزمن الأمريكي الجديد بطريقة جديدة