مواجهة الهجمة الثلاثية الرأسمالية الكبرى, ضد سوريا, وظيفة شيوعية!


سامان كريم
الحوار المتمدن - العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مواجهة الهجمة الثلاثية الرأسمالية الكبرى, ضد سوريا, وظيفة شيوعية!
سامان كريم
الثلاثية الرأسمالية الكبرى" أمريكا, بريطانيا, فرنسا" ومعهم اسرائيل و قطر والسعودية و الاردن وتركيا وقفت موقف المنافق الوسط, موجهة اساسا بوجه روسيا والصين وبعدهما النظام الايراني. القضية ليست " الاسلحة الكيمياوية" مطلقا. وفق منطق العقل لماذا النظام السوري يستخدم الاسلحة الكيمياوية؟! وهو سيطر على اكثر من ثمانين بالمائة من الغوطة الشرقية و بلدة" دوما" محاصرة بالكامل, اي انها سقطت من الناحية العسكرية. ليس هناك اي تبرير منطقي لعمل كهذا من قبل النظام. القضية ليست الاطفال و المدنيين, انظروا الى مدينة الموصل في العراق؟! حتى الان الالاف تحت الانقاض من القصف الامريكي!!. انظروا الى هيروشيما و فيتنام, انظروا الى الحصار الاقتصادي على العراق وموت اطفاله وشيوخه !! انظروا الى التاريخ الاستعماري الفرنسي في الجزائر و افريقيا و سورية وتاريخ الاستعمار البريطاني في كل مناطق العالم. واخيرا انظروا الى ليبيا الجديدة؟!! من يصدق هؤلاء بعد قراءة سجلهم التاريخي الدموي, لديه مرض عقلي او متوهم بديمقراطيتهم او لديه مصلحة ما في البزنس او خصخصة شركة ما .
القضية بصراحة صراع الرأسماليين الكبار عالميا لاعادة تقسيم العالم و تقسيم توازن القوى مجددا وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط. الصراع بوضوح على باطن الارض في الشام, باطنها المملوءة بالغاز. الغاز الذي يحل محل النفط من حيث اهميته الاقتصادية, الصراع على طريق مرور هذه الاموال وخصوصا الاموال والطاقة الخليجية عبر الاراضي السورية صوب السوق العالمية و خصوصا اوروبا. عليه ومن هنا ووفق المنظور الجيوستراتيجي في المرحلة الانتقالية الحالية, روسيا والصين تحاولان ان يكونا لديها دور ريادي وعالمي وبناء عالم متعدد الاقطاب, بوجه القطب الامريكي الايل نحو الانحدار. سوريا اصبحت بفعل موقعها الجغرافي وبفعل تواجد الروس فيها, موقعا لتصفية الحسابات الاكثر اهمية على الصعيد العالمي, وهي قضية النظام العالمي الجديد, بعد فشل امريكا و استراتيجيتها في العالم والمنطقة, بالاحرى بعد فشل العالم الراسمالي احادي القطب.
القضية ليست " الاسلحة الكيمياوية" , القضية في هذه المرحلة بالتحديد وهذا النوع من امطار الصواريخ على دمشق و حمص, هي فقط للتغيير او لتاثير على توازن القوى الجديدة التي حصلت بعد سيطرة الجيش السوري على الارهابيين الاسلاميين, او على "مؤيدي الديمقراطية الغربية" في الغوطة الشرقية بالكامل !!! وبعد القمة الثلاثية في تركيا بين روسيا و ايران و تركيا. القوى الثلاثية امريكا فرنسا بريطانيا يهدفون الى فرض التراجع على روسيا وحلفائها, وهذا يعني عمليا, فرض التراجع على قرارات وتوصيات استانة وسوتشي, و احياء الروح في قرارات جنيف. او على الاقل ابعاد تركيا عن هذا المسار. بمعنى اوضح, الصواريخ التي ضربت سوريا, هي لمسك ورقة تفاوضية اقوى على مائدة المفاوضات مع روسيا وحلفائها.
الشيوعية ليس امامها الا الوقوف بوجه هذه الهجمة والهجمات اللاحقة ربما, ليس امامها الا العمل وبشكل حثيث في سبيل تقوية الصف العمالي والجماهير المتعطشة للامن والسلام على الصعيد العالمي بوجه الحروب الامبريالية التي تقودها امريكا في هذه المرحلة بالتحديد, ليس امامنا سوى ان نكون صفا طبقيا مستقلا بوجه الحروب والقوى البرجوازية المحلية في اية بقعة او بلد في العالم. قضية الشيوعية ليس مع هذه الاطراف بالمطلق, لا مع الطرف الامريكي ولا الطرف الروسي وحلفائهما. القضية هي حسم القضية للطبقة العاملة مع البرجوازيات المحلية سواء كان في سوريا او في العراق او اية منطقة كانت.
الشيوعية ليست مع اسقاط الحكومات عبر الصواريخ الامريكية, ليس مع صواريخ الناتو, بل يجب ادانتها وهناك مسميات شيوعية ليست شيوعية, بل متطابقة مع القومية المعارضة المحلية مثل ما موجود في ايران, او مع الاسلام السياسي مثل الدواعش و جيش الاسلام والاخوان المسلمين. الشيوعية المنظمة تعني خطف السلطة من كل هؤلاء عبرة الثورة العمالية. اما المهمة الراهنة اليوم فهي تنظيم حركة احتجاجية محلية وعالمية واسعة بوجه الهجمات الامريكية والغربية, وبناء صرح جماهيري متمدن لوقف نزيف الدم. 14 نيسان 2018