الحركة الثقافية الأمازيغية والفاشية أية علاقة؟ -ضد القواعد الخلفية للثورة المضادة-
خالد المهدي
2007 / 5 / 31 - 11:29
لقد سبق وان حاولنا في العديد من المقالات السابقة التأكيد على أهمية عنصر التنظيم داخل الحركة الشيوعية بالمغرب، وقد اعتبرناه ذا أهمية حاسمة في المرحلة الراهنة من تطور الحركة خصوصا وان النقاش العلني لا يستطيع أن تستوعبه المجالات العلنية التي اخترقها الشيوعيون في اللحظة الراهنة، فغياب النقاش المنظم يفتح المجال للعديد من التأويلات ويمنع من إيصال الأفكار والمواقف بالشكل المطلوب في العديد من المجالات خصوصا بين المناضلين الذين تختلف مجالات معرفتهم المباشرة وغير المباشرة. وهذا ما عبر عنه مقال الرفيق آمال الحسين ردا على ما كتبته في مقال " تحيا الأمازيغية الموت للفاشية".
فالرفيق الحسين لم يستطع إدارك إلى من يتم توجيه الرسائل والنقد. فلو كان متتبعا لما يحدث داخل الحركة بانتباه أكثر لما سقط في هذا الواقع، بل إن الأمر هو اكبر من أن نحصره في عدم تتبع ما قد يطفوا إلى السطح من حين لآخر. فقد ساق الرفيق الحسين المقولة التي استشهدت بها: "إن الخط السياسي صحيحا أم خاطئا يقرر كل شيء" معتبرا أنني اعتبر "الاختلاف في التعاطي مع هذه الأحداث بمثابة تشتت في صفوف الحركة الماركسية اللينينية(!!) مما مهد له الطريق لمناقشة ما كتبته حول هذه الأحداث". تمهل أيها الرفيق في إصدار الأحكام، فالكلام لا يعنيك هنا إطلاقا. إنما المقصود هم أولئك الذين أرادوا بحماقاتهم تحريف الصراع ضد الشوفينيين في اتجاهات لا تخدم سوى أعداء الحركة الطلابية...فحاول أيها الرفيق إعادة قرائة ما كتبته بتمعن أكثر و سوف تدرك ذلك. وعدم إدارك إلى من يتم توجيه الكلام كان وحده كافيا -في اعتقادي- لمجانبة الصواب في العديد من المواقف التي أصدرها الرفيق الحسين فيما بعد.
أما فيما يتعلق بما كتبته حول ما قاله الرفيق الحسين فسوف أوضحه بتفصيل أكثر. لكن قبل ذلك سوف أتناول الأطروحة الأساسية في مقالي وهي التي ( في اعتقادي) تستحقق أكثر من غيرها النقد والتحليل. لقد قلت إن الثورة تنمو في ترافق تام مع الثورة المضادة، إنها صيرورة يحكمها التناقض بينها وبين الثورة المضادة. والثورة المضادة تأخذ أشكالا مختلفة التنوع باختلاف وتنوع الخصائص الثقافية والقومية والاجتماعية العامة للبلد المعني. وما عكسته الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجامعة المغربية يوضح بجلاء في أي الطرقات تنمو وتتطور الثورة المضادة، وكيف تبنى لها قواعد خلفية في صفوف الجماهير الشعبية.
تلك هي الأطروحة الأساسية والجوهرية التي تستحق في اعتقادي النقد والاهتمام. وعوضا عن ذلك ذهب الرفيق يأول المقولات ويستنتج ما يحلوا له أو ما يعتقده... الخ تاركا ما هو أهم في النقاش، وسوف أسوق بعض الأمثلة فيما بعد، أما الآن فسوف نوضح هذه الأطروحة.
إن الرفيق الحسين الذي اعتبر تحديدي لجزء من الحركة الثقافية الامازيغية بأنها فاشية فيه شيء من المبالغة والتي تنهال حسب الرفيق من "عدم ضبط هذا المفهوم من منطلق التحليل الماركسي".
أما الفاشية – حسب التحليل الماركسي للرفيق الحسين- فهي "مرحلة تاريخية عاشتها الرأسمالية في أزمتها التاريخية خلال مطلع القرن العشرين والتي أعطت أنظمة فاشية في ارو ربا،..."
إن الفاشية أيها الرفيق ليست إطلاقا بمرحلة تاريخية عاشتها الرأسمالية، والقول بذلك لا يعني فقط عدم "ضبط هذا المفهوم من منطلق التحليل الماركسي"، كما يتهمنا بذلك الرفيق الحسين، بل عدم ضبط حتى مفهوم " المرحلة التاريخية" ومحدداتها. و حتى لا ندخل في نقاش مفهوم المرحلة التاريخية و نبتعد عن جوهر النقاش، كما يفعل الرفيق الحسين، سوف نتناول فقط ما هو أساسي في الموضوع.
إن الفاشية هي حركة ملازمة للامبريالية جوهرها الأساسي هو المعاداة المطلقة للشيوعية وخصائصها هي العنف والإرهاب المنظم.
تاريخيا ظهرت الفاشية كحركة منظمة من طرف الامبريالية بعد انتصار ثورة 1917 ودخول عصر الثورة الاشتراكية العالمية. والفاشية تحمل مشروع تحريف الجماهير عن الشيوعية من خلال إذكاء النعرات العنصرية و الشوفينية... إلخ فالدول الرأسمالية كانت تفضل استعمال الأحزاب الاشتراكية-الديمقراطية لتشويه وعي الجماهير وتلجيمها، غير ان استعمال الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية لتشويه وعي الجماهير خصوصا بعد الخروج من مأساة الحرب العالمية الأولى ونشوء وتطور الأحزاب الشيوعية وتوسع نطاقها خصوصا في مرحلة الأممية الثالثة قد جعل من البرجوازية ترفع من حدة الصراع الطبقي ومن تشديد سيطرتها. وقد ساعدت المجموعات البرجوازية الامبريالية بكل قوتها تكوين المجموعات الفاشية المعادية للشيوعيين والثوريين معتمدة بذلك على ما هو حساس بالنسبة للجماهير (البعد العرقي، البعد الجغرافي،... الخ.)
إن الفاشية حركة تسعى إلى احتواء أوسع قاعدة من الجماهير الشعبية وتجييشها معتمدة في ذلك على الترويج لكل ما هو بعيد عن الفكر التقدمي و على كل ما هو مؤثر في إحساس و شعور الجماهير.
إن ما تقوم به الامبرياليات، والامبريالية الأمريكية بشكل خاص بكل من إفريقيا وآسيا، وأمريكا اللاتينية من تدعيم صريح ومكشوف للمجموعات والمنظمات المضادة للثورة يستحق بكل تأكيد من كل ماركسي يطرح في جدول أعماله المباشرة التهييء للثورة المزيد من الانتباه والدراسة.
فإن احد أهم الوسائل إن لم نقل الوسيلة الأساسية والمفضلة لمهاجمة الثورة إنما هي تكوين وتوسيع نطاق المجموعات الفاشية.إنها القواعد الأساسية للثورة المضادة، ففي الهند حيث تخوض الجماهير بقيادة الحزب الشيوعي الماوي الحرب الشعبية منذ عدة عقود، متمكنة من تحرير جزء كبير من شرق البلاد، تعتبر المجموعات الفاشية المكونة على قاعدة القومية اكبر تهديد للثورة. فمع نمو نضالات الجماهير الشعبية و ما تحققه الحرب الشعبية من انتصارات تم تأجيج الصراعات الطاحنة و الدموية بين الهندوس و المسلمين خصوصا مند سنوات التسعينيات، و الدفع بانتشار الايديولوجية القومية الرجعية العنصرية و الدينية للحزب الهندوس BJP من أجل تقسيم وحدة االجماهير ليتطور هذا النمو الرجعي المضاد للثورة حيث عمدت الرجعية الهندية سنة 2005على تأسيس قرية ضد المتمردين قرية - Salwar Judum-بمقاطعة Dantewara تستعمل نفس مبادئ القرى التي اعتمدتها الامبريابية الامريكية و الفرنسية مند سنوات: تدعيم الأقليات القبلية و القوميات المضطهدة لتقسيم البلدان و تفكيك وحدة الشعب و قتل الجماهير و الثوريين. بقبرص نجد الحركة الشعبية الوطنية المدعومة من طرف الرجعية التركية أهم وسيلة لضرب الجماهير التي تنادي بالتغيير و تناضل من أجل إسقاط الرجعية العميلة لتركيا، إن "الحركة الشعبية الوطنية" تستخدم النعرات الشوفينية لتبرير جرائمها ضد الثوريين و لفض وحدت الشعب خدمة لأسيادها الرجعيين بتركيا. بالكونغو اعتمدت القوى الامبريالية و خصوصا الفرنسية و القوى الرجعية على إذكاء الصراعات القبلية و القومية بين الهوتو و التيتسي من أجل تزييف وعي الجماهير و ثنيها على الثورة لتثبيت سيطرتها. نفس التكتيك نجده بالعراق الصراع ضد المقاومة الوطنية و ضد الثوريين يأخذ أيضا شكل تدعيم القوى الشوفينية العربية و الكردية العميلة و القوى الإسلامية الظلامية (السنة و الشيعة)، و الهدف واضح قتل الثوريين و تقسيم الجماهير الشعبية و منع وحدتها. في البيرو تشكل الجمعيات التنموية* وبعض المجموعات الفاشية المكون على أساس القومية و المستثمرة لما تعاني منه بعض القوميات من اضطهاد أساس الثورة المضادة، في إيران قد رأينا ماذا فعلت الفاشية بالشيوعيين وبالثورة، في الجزائر وفي السودان والكاميرون...إلخ و الأمثلة عديدة وكثيرة. إن المرحلة الراهنة من الصراع الطبقي على النطاق العالمي إنما توضح بجلاء نمو الهجوم الإرهابي للامبريالية و تصعيد وتيرته و استخدام كل الوسائل و على رأسها إثارة الحقد بين القوميات وخصوصا داخل المجتمعات المتعددة القوميات من أجل منع وحدة الشعب و تأسيس قواعد الثورة المضادة. وما يعرفه الصراع الطبقي ببلادنا من انتعاش للحركة الجماهيرية ومن نمو لطابعها الكفاحي ومن نمو نسبي للحركة الشيوعية كلها دلائل واضحة على اتجاهات الصراع الطبقي. إن ما تعرفه اليوم الحركة الثقافية الامازيغية من نمو واضح لجناح رجعي معاد بشكل كلي للشيوعية، ومعتمد بشكل كلي على إثارة النعرات الإثنية وعلى الشوفينية يوضح بجلاء الطابع الفاشي لهذا الاتجاه، ويوضح معه أي واجبات إيديولوجية وسياسية وتنظيمية ملقاة على عاتقنا نحن الشيوعيون اتجاه هذه القوى الفاشية. إنها تشكل القواعد الخلفية للثورة المضادة وواجبنا هو محاصرتها بكل الوسائل وأهمها تقديم الإجابات العلمية حول المسألة الأمازيغية وترجمتها برنامجيا في صفوف الجماهير و توضيح مضمون هذا الجناح الفاشي الذي و التشديد على ذلك و تبيان اتجاهات تطوره.
إن هذه الأطروحة هي ما كان من المفترض أن يناقشها الرفيق الحسين، فهي الأكثر أهمية لتحديد آفاق و مستقبل الثورة ببلادنا، لكن عوضا عن ذلك فقد ذهب الرفيق يتحدث عن الجامعة وما يتعلق بها!!
أما فيما قاله الرفيق الحسين حول تلك المسائل فسوف نتناوله فيما سوف يأتي من هذا المقال:
فقد كتب الرفيق الحسين قائلا: " ....إن جميع الأطراف المعنية من ماركسيين لينييين وصحراويين و أمازيغ ينتمون إلى الطبقات الشعبية التي يتم استغلالها من طرف الطبقات المسيطرة من رأسماليين وملاكين عقاريين كبار، لهذا فالانتماء الطبقي يحتم على هذه الأطراف التوحد وليس التشرذم والصراع الثانوي الذي يخدم مصالح التحالف الطبقي المسيطر..."
أولا إن مقابلة الماركسيين اللينينيين و الصحروايين والأمازيغ على هذا النحو خاطئ تماما، فالماركسيون اللينينيون يحددهم خطهم الإيديولوجي والسياسي وهم مكونون من الأمازيغ ومن العرب وحتى من الصحراويين، والأمازيغ يحددهم انتمائهم القومي وليس السياسي، ففيهم الماركسيون اللينينيون، أمثال الشهيد عبد الرحمان الحسناوي، وفيهم الاصطلاحيون، وفيهم كذلك الفاشيون والرجعيون، نفس الشيء يمكن قوله عن الصحراويين.
ثانيا: وهذا ما حاولت أن أنتقده في فكرة الرفيق الحسين، التي تقول إن "الانتماء إلى الطبقات الشعبية يحتم على هذه الأطراف التوحد وليس التشردم"، فعندما يكون التحليل الذي يقول عن نفسه ماركسي لا يجد من حجة لنبد الصراع سوى الانتماء إلى الطبقات الشعبية فإن ذلك يستدعي التوضيح و هو ما تهرب منه الرفيق الحسين، لذا فقد سقت مثالا مضادا على هذه الفكرة- وليس غيرها- وهو مثال القوى الظلامية، فلو أخدنا بنصيحة الرفيق الحسين وبتحليله لوصلنا إلى ضرورة نبد الصراع مع هذه القوى داخل الجامعة مادام الطلاب الذين يتبنون الخط الفكري والسياسي لهذه القوى الظلامية هم من أصول تنحدر من الطبقات الشعبية.
وعوض أن يجيب الرفيق على هذا المثال الذي يبين خطأ تحليله، ذهب إلى اتهامي بعدم التفريق بين ما هو سياسي وايديولوجي!!، وإلى سرد الاختلافات بين الحركة الثقافية الأمازيغية وبين "الحركة الأصولية الظلامية" متهربا من نقاش الفكرة المطروحة.
وحتى يكون السؤال مباشرا هل الانتماء للطبقات الشعبية كاف لإحقاق الوحدة بين مكونات سياسية، كما يعتقد الرفيق الحسين؟ أو على الأقل كما فهمت من صيغته الصريحة التي أدرجتها أعلاه حتى لا يتهمني بأني أفسر أقواله حسب أهوائي !!
إن ذلك ينم عن تحليل ميكانيكي وليس جدلي. ومثال القوى الظلامية رغم تهرب الرفيق من الإجابة عليه سوف يوضح ذلك و مثال الفاشية أيضا يوضح ذلك. إن الوحدة بين المكونات السياسية لا تبنى على الانتماء الطبقي لأنصارها، بل تبنى على تصوراتها ومواقفها وبرامجها وممارستها. فلو لم يكن المر كذلك لما خاض الخط الثوري داخل الحركة الشيوعية العالمية تاريخيا صراعا ضد كل أشكال الخطوط الانتهازية التي تتشكل قاعدتها هي أيضا من الطبقات الشعبية. إن الاعتقاد بأن الأصل الطبقي وحده كاف لامتلاك وعي طبقي بالانتماء و وعي سياسي بضرورة الوحدة هو اعتقاد مستمد من التحليل الميكانيكي الذي يرى أن الواقع (الموقع الطبقي) ينعكس بشكل ميكانيكي في الوعي (ضرورة الوحدة). الشيء الذي تعبر عنه مقولة الرفيق التالية : "... لهذا فالإنتماء الطبقي يحتم على هذه الأطراف التوحد و ليس التشرذم و الصراع الثانوي الذي يخدم مصالح التحالف الطبقي المسيطر ، هذا ما يمكن أن يتفق عليه جميع الأطراف التي ستوحدها المصلحة المشتركة انطلاقا من موقع الانتماء الطبقي بضرورة التحالف الطبقي ، و كيف لا و الأطراف الثلاث كلها تنتمي إلى فئة اجتماعية مثقفة و واعية و هي الطلبة الذين من المفروض عليهم التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الحركة الجماهيرية".
أما فيما يتعلق بــ "الحركة الثقافية الامازيغية" فقد كتب الرفيق الحسين قائلا:" وتعامل الرفيق خالد مع الحركة الثقافية الأمازيغية ينم عن جهله بانها حركة افرزها المجتمع المغربي وهو يحكم على الحركة الثقافية الأمازيغية بقوله" الاتجاه الرجعي الفاشي هو السائد وذلك ما لا يمكن ان ينفيه إلا قومي متعصب"، و لا أظن أن الرفيق قام بضبط الخريطة السياسية للحركة الأمازيغية و لكن جزمه بذلك و اتهامه لكل من يخالفه الرأي بالقومية و التعصب لا يمت بصلة بالتحليل الماركسي ، و هنا يمكن أن أعطيه بعض الإحصائيات انطلاقا من تداعيات الأحداث الجامعية المأساوية و مدى تجاوب الجمعيات الأمازيغية معها ، فإلى حدود الساعة فإن الجمعيات الأمازيغية المتضامنة مع من هم محسوبون على الحركة الثقافية الأمازيغية في هذه الأحداث لا تتجاوز خمسة جمعيات ، فكيف يمكن بناء موقف محدد من الحركة الثقافية الأمازيغية انطلاقا من هذا العدد القليل من الجمعيات كما فعل الرفيق خالد إذا لم يكن ذلك من باب الجهل بالخريطة السياسية لهذه الحركة.
لقد تعمدت إدراج هذه الفقرة المطولة لما كتبه الرفيق الحسي لأنها تحمل العديد من الأخطاء و المغالطات.
1. الرفيق يتهمني بعدم إدارك أن الحركة الثقافية الامازيغية هي من إفراز المجتمع المغربي. وأود أن أتساءل أين وجد الرفيق هذه الخلاصة فيما كتبته؟ لكن ذلك لا يهم، فإن كل ماركسي يعلم جيدا أن كل حركة، وليس الحركة الثقافية الامازيغية وحدها، هي من إفراز الصراع الطبقي وهي بهذا المعنى من إفراز "المجتمع المغربي". لكن الحركات التي يفرزها الصراع الطبقي و المجتمع ليست بالضرورة تعبر عن مصلحة الشعب.
الرفيق الحسين يتهمني بالجهل لتأكيدي بان الجناح الفاشي هو السائد داخل الحركة الثقافية الامازيغية ويتحدث من خلال معرفته الجيدة بالواقع السياسي لــ"الحركة الثقافية الامازيغية" لكنه عجز عن تحديد الاتجاه السائد داخل هذه الحركة؟ بل إنه يذهب ابعد من ذلك للتصريح بان خمسة جمعيات فقط إلى حدود 28/05/207 تاريخ كتابة الرفيق لمقاله، هي التي أعلنت التضامن مع من هم محسوبون على MCA في هذه الأحداث". وبالرغم من أن العدد ليس له قيمة كبرى كما يعتقد الرفيق الحسين، بل ما يعبر عن السيادة داخل حركة ما إنما هو حجم الحضور الميداني والسياسي. وبالرغم من ذلك نقول للرفيق انه ربما لم يتتبع الأحداث بما يكفي من الانتباه، أكثرمن انه جاهل بالواقع السياسي MCAكما يصفنا. فالجمعيات التي أعلنت التضامن مع ما اقترفته هذه العصابات الفاشية من جرائم هي أكثر بكثير من خمسة وسوف نسوق له بعضا منها إذا ما أراد الاعتماد على الأرقام والأعداد و سوف ننتظر منه أن يقول لن من هي هذه الجمعيات الخمس التي يقصدها:
جمعية بويا للثقافة والفنون - جمعية ذغزاث للثقافة والتنمية- جمعية تافسوت للثقافة والتنمية - جمعية تيموزغا الثقافية والاجتماعية - جمعية آيت حذيفة للثقافة والتنمية - جمعية أسام للمسرح الأمازيغي - جمعية أجدير للثقافة والتنمية والتراث - جمعية تينامورين للتنمية الثقافية والاجتماعية -جمعية تيموزغا للثقافة الامازيغية - طلبة الحركة الثقافية بالناظور - طلبة الحركة الثقافية بوجدة - طلبة الحركة الثقافية باكادير - طلبة الحركة الثقافية بالراشيدية - طلبة الحركة الثقافية بمكناس - طلبة الحركة الثقافية بالقنيطرة .....
ولا داعي لسرد أكثر من ذلك، فهاهو العدد أكثر من خمسة إذا ما اعتمدنا مقاييس رقمية وليس سياسية إن صح التعبير. ورغم ذلك يتهمني الرفيق الحسين بــ" الجهل"( ربما !! ) و بأنه ملم بالواقع السياسي للحركة الثقافية الأمازيغية.
وبعد ذلك سوف يكتب الرفيق قائلا:" إن الرفيق خالد لم يستطع تناول هذه الأحداث بكل موضوعية حيث دافعه الوحيد هو الخوف على الحركة الطلابية و خاصة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي ، و هو بذلك يرى في هذه الأحداث تهديد لهذا الفصيل ذلك التهديد الذي يقوده النظام القائم ليصل حد تهديد الحركة الماركسية اللينينية المغربية بصفة عامة ، و هو يخالف من يقول أن هذه الأحداث ما هي إلا تناقضات داخلية للحركة الطلابية و لكنه لم يستطع أن يعطي لنا دليلا واحد على أقواله..."
إن الرفيق الحسين يعتقد أن دافعي من وراء ما كتبته هو الخوف على فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، في حين لو انتبه الرفيق لما يقع داخل الحركة الطلابية و داخل الحركة الشيوعية بمزيد من الانتباه لما قال ما قاله. إن ما عبرت عنه من أفكار، بغض النظر عن صحتها أو خطئها، إنما يدخل في محاولة لتحديد بعض اتجاهات الصراع الطبقي و بعض الاتجاهات المستقبلية للثورة المغربية و هو ما اعتبره أهم واجبات الشيوعيين و الشيوعيات، لكن الرفيق لم يرى في كل ذلك سوى الطلبة و الجامعات!!
و الرفيق الحسين الذي يؤكد على ضرورة التعاطي الموضوعي لا يرى في كل ما أوضحته في المقالين السابقين من دلائل حتى و إن كانت خاطئة بل إنه لم يجد حتى دليلا واحدا!!
لكن ماذا يعني تزامن الهجوم على الطلبة الصحروايين بأكادير والبيضاء من طرف طلبة MCA وعلى مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بالراشيدية ومكناس؟ ماذا يعني اغتيال مناضل النهج الديمقراطي القاعدي بالراشيدية، وفي اقل من عشرة أيام يتم اغتيال مناضل آخر بمكناس؟ ما ذا يعني تزامن هجوم MCA على الطلبة الصحراويين وما يسوق له النظام من "مشروع الحكم الذاتي" للصحراء الغربية؟ ماذا يعني أن تشتد هجومات طلبة MCA بعد الهجوم الذي خاضته بعض الأقلام على طول شهر مارس وابريل (و نرجوا أن يرجع الرفيق الحسين لتلك الصراعات فسوف يجد فيها الكثير مما يوضح الصورة) على الصحروايين وعلى من يتبنون تقرير المصير؟ ماذا يعني الاقتتال الذي عرفته الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع اكادير السنة الماضية وبداية هذه السنة؟ كل ذلك صدفة !! وحتى وإن كانت فإن لها مغزى عميق، فليست الصدفة سوى تحقق الضرورة.
إن الرفيق الحسين لم يكتفي بذلك بل جعلني أعتبر "الجامعة مجالا لتصدير الصراعات إلى المجتمع"!!، بل وأريد "إخراج هذه الأحداث من المواقع الجامعية لتشمل الساحة الجماهيرية!! وذلك ما اعتبره الرفيق ابتعادا عن التحليل الماركسي للأحداث، وعلى كل حال سوف ابدي برأيي في ما اكتشفه الرفيق في أفكاري!!
إن الجامعة المغربية هي مجال من مجالات الصراع الطبقي وهي بذلك لا يفصلها صور صيني عن باقي المجالات، بل إنها مجال تنعكس بداخله الصراعات الطبقية حسب موقعها من سلسلة الإنتاج الاجتماعي، أي باعتبارها مجال لإعادة إنتاج نفس علاقات الاجتماعية السائدة...
والحركة الطلابية هي أيضا جزء من الحركة الجماهيرية تفعل فيها وتتفاعل معها وما يقع بداخلها ليس هو الآخر سوى تعبير عن الصراع الطبقي، أما القول بإخراج هذه الأحداث من داخل أسوار الجامعة لتشمل الحركة الجماهيرية فهو مجحف وساذج في نفس الوقت، فالأحداث لا تخرج ولا تدخل لسبب بسيط أن الجامعة هي مجال من مجالات الصراع الطبقي تفعل وتتفاعل مع باقي المجالات وإلا ما معنى البيانات والتضامنات التي تحدث عنها الرفيق، هل الرفيق خالد هو من أخرجها من أسوار الجامعة؟!
إن قراءة الأحداث الأخيرة تستوجب أولا الإلمام بما يقع في قلب الصراع الطبقي و في قلب الحركة الشيوعية بالمغرب و على النطاق العالمي، فليست في اعتقادي تلك الأحداث سوى تعبير عن المنحى العام الذي يعرفه الصراع الطبقي على النطاق العالمي و تعرفه الثورة العالمية، و إن تم التعبير عن بعض التناقضات التي تشتد داخل الصراع الطبقي بالمغرب في المرحلة الراهنة من داخل الجامعة المغربية فإن ذلك ليس مبررا للانتقاص منها و لا من واجباتنا اتجاهها في فهمها و استيعاب اتجاهات تطورها.
عاشت الحركة الشيوعية بالمغرب
عاشت وحدة الشعب المغربي
الموت للفاشية
الموت القواعد الخلفية للثورة المضادة
خالد المهدي
----------------------------------------
* أنظر بهذا الخصوص مقال مترجم الى اللغة العربية : النساء في قلب الحركة الثورية بالبيرو منشور بموقع الحوار المتمدن