أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نورمان جراس, بول لوبلان - لينين، تروتسكي، والحزب















المزيد.....



لينين، تروتسكي، والحزب


نورمان جراس, بول لوبلان

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الأصول

لنبدأ من البداية، ها قد مضت خمسة وسبعون سنة على كتابة لينين لـ«ما العمل؟»، ولم يحدث الانشقاق التاريخي بين البلاشفة والمناشفة سوى عاما بعد ذلك، خلال المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي. وقد نشر لينين بهذا الصدد دراسة أخرى، [خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء]، ويضم هاذان المؤلفان الصيغة الأصلية للنظرية اللينينية في الحزب. وكما يعلم الجميع، لقي لينين معارضة من ثوريين آخرين من الصف الاول، روزا لوكسمبورغ وتروتسكي، الذين خاضا ضده سجالا شديدا- في بحث «المسائل التنظيمية للاشتراكية الديمقراطية الروسية» بالنسبة لروزا لوكسمبورغ، و في كتاب «مهامنا السياسية» فيما خص تروتسكي. وفي العام 1918، عشية اغتيالها، بدا جيدا أن بعضا من خلافات روزا مع لينين، والتي بولغت أهميتها، قد بدأ تجاوزها. أما تروتسكي فقد عارض لينين بصدد هذه المسالة طيلة زهاء خمس عشرة سنة، الى غاية انضمامه الى الحزب البلشفي في 1917. وبقي فيما بعد حتى وفاته نصيرا مقتنعا بالجوهر الثوري للنظرية اللينينة في التنظيم. لكنه إذ يدافع عن هذه النظرية، ومن اجل أفضل دفاع، وجب عليه معارضة عبادة لينين، التي كانت احدى تجليات نشوء الستالينية وانتصارها.

لينين وتروتسكي

يتحدث تروتسكي المؤرخ في كتابه [تاريخ الثورة الروسية] عن نفسه بما هو فاعل سياسي بصيغة الغائب، وكتب انه "جاء إلى لينين كما الى معلم قد أدرك قوته وأهميته متأخرا عن آخرين لكنه ربما على نحو أشمل"(2) .
خلافا لما قد يعتقد كثيرون، أرى أن ليس في هذا كبرياء من جانب تروتسكي ولا نقص تواضع، بل حكما متبصر حول علاقته بإرث لينين السياسي. هذه العلاقة، منظورا اليها اجمالا، اكثر توازنا من المعتاد. فمن جهة ليس عمل لينين، بنظر جيش من ايديولوجيي البرجوازية، والاشتراكيين-الديمقراطيين، والفوضويين، وغيرهم، غير سير لا يرحم لنخبة توتاليتارية نحو السلطة. ومن جهة اخرى يمثل لينين، بنظر الستالينيين والماويين، وجمهرة اخرى من مدعي اللينينية، ضربا من القادة عالما بكل شيء، شبه إله. الأمر غير ذلك بالنسبة لتروتسكي. ابتداء من العام 1917، اعترف دوما بالاهمية المستديمة للنظرية والممارسة اللينينيتين في الحزب بالنسبة للبروليتاريا الروسية والعالمية، ويمثل هذا مكسبا أساسيا. لكن ثمة أمران يجب عدم إغفالهما: أولا، كان تروتسكي، بفعل ماضيه ومعارضته السابقة للينين، يفهم بعض أوجه ضعف البلشفية وأخطائها الأصلية على نحو افضل مما لدى أي آخر من قادة هذا التيار، ثم خاض معركة ضارية ضد عبادة لينين، واعيا ان عبادة الآلهة ُتستعمل بوجه عام لتعزيز سلطة قائمة، وان أسطورة "القائد الكبير" ترمي الى احاطة الحاكمين بهالة من العصمة. تمكن تروتسكي، لهاذين السببين، من البقاء على مسافة نقدية، في اطار علاقة استمرارية إجمالية مع لينين.
أوضحُ تفاديا لأي سوء تفاهم أني لا ادعي بأن تروتسكي هو البطل الذي فهم دوما كل شيء وانه لم يخطئ ابدا. جلي ان الأمر ليس كذلك. فقد ارتكب تروتسكي اخطاءه الخاصة، لا سيما فيما يخص عبادة لينين. لكن علاقته بلينين، وبعمله، منظورا اليها جيدا، لم تكن قائمة على العداء الاعمى ولا على التأليه. كانت علاقة استمرارية واحترام نقديين، وهذا ما يمثل فرصة، وكذا واجبا، خاصين، لمن ينتمون الى الحركة العالمية التي أسسها تروتسكي، وأيضا لمن تأثروا بعمله: امكانية- اؤكد امكانية لان النجاح ليس مضمونا ابدا- وبالتالي واجب فهم الجوهر الفعلي، والثوري، للنظرية اللينينة في التنظيم. إنها امكانية تخليصها، بفضل التحليل النقدي، من الاخطاء الظرفية والشوائب، وتجاوزات تاريخ البلشفية، وكذا من عديد الصيغ المسخية أحادية الجانب والتشويهات التي تتقنع باسم" اللينينية"، سواء كانت من نوع بيروقراطي وسلطوي نخبوي أوعصبوي دعاوي او انتهازي.
هذا الموضوع هو ما آمل تناوله هنا، بادئا بتذكير موجز بالعناصر الرئيسة لنظرية الحزب كما صاغها لينين في الأصل ، بإعادة وضعها في سياقها العام.

السياق

يتعين أولا أن نعيد إلى الأذهان أنه لم يكن ثمة بروسيا حزب عمالي ثوري عندما كتب لينين المؤلفين السالفين. كانت انعقدت فعلا ندوة تأسيس في مارس 1898 في مينسك، بحضور تسعة او عشرة مندوبين، وظلت بلا مفعول حيث اعتقل اغلب المشاركين ُبعيد الاجتماع مباشرة. كانت الحركة الاشتراكية مكونة آنذاك من مجموعات معزولة، مشكلة اساسا من مثقفين بدؤوا بالكاد يربطون الصلات مع الطبقة العاملة الروسية. كانت تلك المجموعات تتابع نشاطا محليا مجزأ، دون تنسيق إجمالي. وكانت تعمل في سرية، معرضة للقمع البوليسي. وكان قادتها على الدوام بالسجن، او بالمنفى السيبيري،الخ. ومن الامور الهامة، يجب ايضا تذكر أن "ما العمل؟" كان يهاجم ايديولوجية خاصة، أي التيار المعروف باسم الاقتصادوية، الذي يقيم تعارضا بين النضالات الاقتصادية والنقابية والمنظورات السياسية الثورية، وكذا بين المهام اليومية العملية- التشمير على السواعد ان أمكن القول- و ضرورة دعاوة وتحريض اشتراكيين واسعين. ورفع لهذه الغاية عفوية الطبقة العاملة الى مستوى مبدأ، مفسرا اجمالا ان ذلك ما يقوم به العمال على كل حال، وانه ما يجب دعمه، والا الغرق في خطاب ثوري فارغ.

النظرية

رد لينين على هذا التيار معروف جيدا. كان يلح أولا، بصيغ شهيرة، على أهمية النظرية:"لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" و" لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة الا حزب يسترشد بنظرية الطليعة" ( أي الماركسية بنظر لينين) (3). وكان يحيل على صيغ انجلز السابقة حول "أشكال" الصراع الطبقي الثلاثة، التي لا تقتصر على الاشكال الاقتصادية والسياسية وحسب، بل الشكل النظري أيضا(4). كان لينين يفسر، بلغة متاحة للجميع، أمورا بسيطة "رفعها" معاصرونا الى مرتبة مفهوم باستعمال تعابير من قبيل "خصوصية المقامات" او "استقلال نسبي للبنى الفوقية"، والمقصود حاجة الحركة العمالية الى المعرفة والعلم لتوجيه معركتها السياسية، وكون هاذين لا ينزلان من السماء، بل يتطلبان شروطا مسبقة: الانتاج النظري، والدراسة، و النضال الايديولوجي، و معركة أفكار متعددة الاشكال. ان سلوكا ازاء النظرية غير مستنير معاد للمثقفين- من قبيل "يكفي القيام بالمهام العملية"- قد يحرف الحركة الاشتراكية باخضاعها لتأثير افكار برجوازية خاطئة. إني أعبر بطريقة سيئة. الحركة العمالية ليست "مهددة" بخطر"السقوط" تحت سيطرة تلك الافكار. الأمر كله ينطلق من فرضية سبق ان صاغها ماركس، مؤداها ان الافكار السائدة في كل حقبة هي افكار الطبقة السائدة. ستكون الطبقة العاملة متاثرة، الى هذا الحد او ذاك، بهكذا افكار: هذا ما يجعل النضال النظري ضروريا.

سياسة نقابية وسياسة اشتراكية

يمثل تمييز السياسة النقابية عن السياسة الاشتراكية حجة اخرى رئيسة من حجج لينين. وقد قدمه بهذا الشكل اعتبارا لما يوليه الاقتصاديون للعمل النقابي من اهميةِ. لكنه يظل صالحا لكل معركة تتعلق بمطالب آنية، بسيطة، وجزئية، لكل نضال يروم تحقيق اصلاحات في اطار المجتمع الراسمالي. جلي طبعا ان العمل النقابي والنضال من اجل الاصلاحات ضرورة حيوية، لكن سياسة اشتراكية حقيقية لا تقتصر عليهما- فذلك معناه عمليا وضع حدود ذاتية، والتخلي للبرجوازية عن ساحة معركة الافكار، لان الامر يعني عمليا الايهام بامكان ارضاء حاجات العمال في اطار الراسمالية. تقوم حجة لينين الاساسية بهذا الصدد على انه ليس ثمة أي دينامية آلية تفضي بالنضالات الآنية، اليومية، من العمل النقابي الى الوعي الثوري، وبالتالي إلى الاشتراكية. انه ضرب من"الوهم العفوي" الاعتقاد ان النضال، حتى الضاري، من اجل زيادات في الاجر او شروط حياة افضل، سينتج على هذا النحو او ذاك وعيا ثوريا.
لنعبر عن الفكرة عينها بشكل قد يختلف الى حد ما عما كتبه لينين. يستحيل تبلور ما كان يسميه وعيا اشتراكيا، او ثوريا، انطلاقا من وجهة نظر قطاعية، جزئية، سواء كانت خاصة بمجموعة عمال ازاء رب عملهم او اخرى. لماذا ؟ لان قوام الوعي الثوري يتمثل بوجه الدقة في فهم اجمالي لكل العلاقات الطبقية، على الصعد كافة (الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، الخ)، وبوجه أخص على صعيد الدولة. وبالتالي يمثل عمل دعاوة وتحريض اجمالي، يطال كل تجليات الاضطهاد والاستغلال، اقتصاديا كان او سياسيا او ثقافيا، او غيرها، شرطا لا غنى عنه لتشكل وعي اشتراكي. هذا ايضا ما جعل لينين يؤكد ان النموذج المثالي للثوري هو الخطيب الشعبي لا السكرتير النقابي(5). على هذه القاعدة دون غيرها يمكن نهج سياسة ثورية كاملة القوام.

العفوية والوعي

ها نحن نصل الى صلب استدلال لينين في "ما العمل"؟ حول كامل مسالة علاقة العفوية بالوعي. اعتقد من جانبي أننا لسنا هنا ازاء نواة نظرية الحزب ذاتها وحسب، بل ايضا ازاء اطروحتين احاديتي الجانب تستدعيان التصحيح، رغم انهما مفهومتان في سياق سجال تلك الحقبة.
نتناول اولا هاتين الاطروحتين احاديتي الجانب. الاولى مفادها أنه "لا يمكن للطبقة العاملة ان تبلغ بقواها وحدها غير وعي نقابي"، وعلى نحو اكثر الحاحا " لا يمكن ان تولد الحركة العمالية العفوية بذاتها غير الوعي النقابي ( ولا تولد حتما غير ذلك)" (6) . قلت إنه يمكن فهم هذا التأكيد في اطار سجال تلك الحقبة، واضيف انه صحيح الى حد ما طيلة فترات مديدة من تاريخ المجتماعات الراسمالية. لكن يجب تصحيحه لأن الحركة العفوية للطبقة العاملة تتخطى، في اوضاع نسميها قبل ثورية وثورية، العمل النقابي المحض. تكمن ثاني الاطروحتين احاديتي الجانب بنظري في احدى المعنيين اللذين ُيحملهما لينين للمبدأ الاساسي الشهير الذي مؤداه ان الوعي الاشتراكي يُدخل الى الطبقة العاملة من خارج. اعرف أن لكل تأويله لهذه الصيغة التي خضعت لتفسيرات بالغة الحذلقة، ترمي احيانا الى البرهنة على خلو الامر من أي مشكل. كان لينين في الواقع يستعمل هذه الصيغة بكيفيتين مختلفتين. كان يشرح أحيانا، مستشهدا بكاوتسكي، ان الوعي الاشتراكي عنصر يُدخل من خارج الى نضال البرولتاريا الطبقي من طرف عناصر فئة المثقفين البرجوازيين(7). ارى ان هذا التاويل احادي الجانب. إذ يجب فهم "من داخل" و" من خارج" على النحو التالي: "الداخل" هو نضال البرولتاريا الطبقي، بينما "الخارج" هو المثقفين البرجوازيين، الذين يدخلون الوعي الاشتراكي. هذه الفكرة خاطئة بنظري. المقصود طبعا تاكيد اهمية النظرية. لكن لا يُقال لنا أي مثقفين برجوازيين يصوغون الوعي الاشتراكي، وفي أي شروط، وبصفتهم مكونا لاي حركة؟ بهذا المعنى صيغة "من خارج" خاطئة وتستدعي التصحيح.

لكن ثمة لدى لينين تصور آخر- أهم- لفكرة ادخال الوعي الاشتراكي من خارج، هي التي تضم بنظري نواة النظرية اللينينية في الحزب. يبدو انها ملخصة في المقطع التالي:" يكمن خطأ كل الاقتصاديين الرئيسي في الاقتناع بإمكان تطوير وعي طبقة العمال السياسي من داخل النضال الاقتصادي ان صح القول... لا يمكن ان يأتي الوعي السياسي الطبقي للعامل سوى من خارج، أي من خارج النضال الاقتصادي، من خارج دائرة العلاقات بين العمال وارباب العمل. المجال الوحيد الممكن ان تُستمد منه تلك المعرفة هو مجال علاقات كافة طبقات وفئات السكان مع الدولة والحكومة، مجال علاقات كافة الطبقات فيما بينها"(8). لم يعد "من داخل" و"من خارج" يحيلان في هذا المقطع الى مقولات سوسيولوجية، العمال والمثقفين البرجوازيين، مع اعتبار هؤلاء حاملا للوعي الاشتراكي. انها تحيل بالاحرى الى الجزء والى الكل. لا يتشكل الوعي الاشتراكي في حقل خاص من حقوق النضال. لا يمكن لاي نضال بحد ذاته ان يفضي اليه بشكل آلي. لا يمكن ان ينتج سوى عن ادراك اجمالي للعلاقات بين كافة الطبقات. يتضمن هذا المقطع بنظري الاطروحة المركزية للنظرية اللينينة في التنظيم، لانه، بكلمة واحدة، يؤكد ان الحزب اداة لا غنى للمركزة السياسية عنها. فبغيابه لا يمكن للنضالات المجزأة، وللتجارب القطاعية، ولوجهات النظر الجزئية لمختلف فئات السكان ان تنصهر في اندفاعة ثورية ظافرة ضد المجتمع الراسمالي الذي يملك ادواته الخاصة للمركزة والقتال عبر الدولة البرجوازية. يتيح الحزب، بما هو اداة سياسية للمركزة، تركيب النضالات الجزئية، وجمعها من اجل مواجهة نهائية مع الدولة. ان حزبا، بنظرية وبرنامج اجمالي اداة لاغنى عنها لتوحيد عدد كبير من النضالات المتنوعة.

التنظيم

لختم ما كان لينين يشتغل عليه في تلك الحقبة، نضيف بضعة كلمات حول المسائل التنظيمية بحصر المعنى. يبدو لي انه يتعين هنا ايضا استخلاص نقطة مركزية من مسائل ظرفية اكثر – هذه النقطة المركزية التي تفسر الصراع مع مارتوف حول تعريف العضو بالحزب، والتي تعطي صورة اولية عن الانشقاق بين بلاشفة ومناشفة. ليس الحزب بنظر لينين جسما عديم الشكل مكونا من متعاطفين عابرين. انه حزب مناضلين، حزب "اطر"، هدفه بعبارة اخرى تجميع طليعة برولياتارية واعية وليس الذوبان بكل بساطة في مستوى الوعي الطبقى القائم. لكن كتابات لينين تتناول مسائل تنظيمية أخرى – مثل مفهوم الثوري المحترف أو مشكل السرية وتقليص الآليات الديمقراطية – وهي أمور يبررها لينين بضرورة مواجهة القمع السياسي. ساعود الى هذه المسالة مكتفيا حاليا بملاحظة وجود مبالغات سجالية هنا ايضا.

روزا لوكسمبورغ وتروتسكي الشاب

نضع جانبا الاوجه الثانوية ونتسائل ما موضوع نقد روزا لوكسمبورغ وتروتسكي لأطروحات لينين؟ انه يتعلق بـ"البلانكية" حسب كلام روزا، وبـ"استبدالية" لينين المفترضة حسب تروتسكي. كان تروتسكي وروزا، مثل المناشفة وآخرين شاطروهما الرأي، يتهمون لينين بالسعي الى استبدال نضال الجماهير البرولتارية، وتحرر الطبقة العاملة الذاتي، بنشاط نخبة ُتنصب نفسها. هل ثمة وجه صحة في هذا الاتهام؟ لا. كانت روزا لوكسمبورغ وتروتسكي، برفضهما النخبوية، يرفضان في الواقع ضرورة حزب طليعي للبرولتاريا، مفضلين نموذج تنظيم اشتراكي-ديمقراطي( بمعنى الكلمة الراهن لا الاصلي). كانا يرفضان نمط المنظمة التي لا يمكن بدونها للاوضاع الثورية، التي تتكرر دوريا، ان تتحول الى ثورات ظافرة، كما ابانت ثورة اكتوبر على نحو ايجابي، وغيرها على نحو سلبي.
بما اني انوي الآن تقديم بعض الانتقادات للينين، وتفاديا لاي سوء تفاهم، اود التأكيد ان فضل لينين التارخي يكمن هنا بالذات في قتاله بكل الوسائل من اجل هكذا حزب. هل يعني هذا ان عمل لينين، خلال تلك الفترة، ُمصنفُ حقائق خالصة، وأنه يجب رمي نقد لوكسمبورغ وتروتسكي في صندوق قمامة( من المؤسف بنظري ان الحركة التروتسكية لم تنشر ابدا كتاب "مهامنا السياسية" الذي يظل كتابا بالغ الاهمية)؟ هل نستنتج من ذلك أن كتاب لينين وحده يستحق القراءة؟ لا اعتقد ذلك.ان ديالكتيك الخطأ والصواب، ان امكن القول، أشد تعقيدا من ذلك شيئا ما.

تبقرط

ان الامر على هذا النحو بفعل سبب جلي أولا: يمكن ان يكون المرء على حق في بعض النقط، حتى الاهم منها، ومخطئا في غيرها. ناخذ مثلا ذلك المشكل الضخم المتمثل في تبقرط المنظمات العمالية. لم يكن لدي أي كان فهم مناسب للمسالة في تلك الحقبة، ويعود الفضل الى تروتسكي المتعارك مع الستالينة في سنوات 1920-1930 في مدنا بفهم لها. كان لينين يؤكد دوما قبل 1914 على ضرورة حزب ممركز، ولا نجد لديه ادنى عنصر لفهم هذا المشكل، أي خطراستقلال جهاز تنظيمي، خطر تمسكه بالدفاع عن مصالحه الخاصة وإنماء موقف عطالة محافظة. هذا بينما توجد عناصر من ذلك القبيل في كتابات تروتسكي وروزا لوكسمبورغ قبل الحرب. وبالنظر الى الاهمية التي اكتستها هذه المسائل في تاريخ الحركة العمالية، يجب اعطاء هاذين المفكرين الثوريين حقهما بالاعتراف باسهامهما فيما يمكن أن نعتبره اليوم نظرية لينينية في التنظيم اكثر ملاءمة ونضجا.

عفوية الجماهير

لكن ثمة وجه اصعب فيما اسميه "الديالكتيك" التاريخي للخطا والصواب. ساحاول ان اعرض له بالعودة الى موضوع عفوية الجماهير. كان تروتسكي وروزا مخطئين، اكرر ذلك، في اعتراضهما على مشروع لينين السياسي المركزي. لكن في خطئهما بالذات انتقدا ايضا- بصراحة لدى تروتسكي، وعلى نحو ضمني لدى روزا - تلك الصيغ حول العفوية والوعي التي اعتبرُتها آنفا أحادية الجانب، والتي مؤداها ان العفوية تفضي الى وعي نقابي فقط، وان الوعي لا ُيدخله سوى المثقفين البرجوازيين. هل جانبت تلك الانتقادات الخاصة الصواب؟ ان كان الامر كذلك، هل اخطا لينين لما اعترف لاحقا بالطابع احادي الجانب في "ما العمل؟" (9)؟ هل جانب الصواب في 1905 عندما كان يتكلم عن الطبقة العالمة بما هي " غريزيا" و" عفويا" اشتراكية-ديمقراطية ( أي اشتراكية بلغة تلك الحقبة) (10)، عندما كان يكتب ايضا ان " كل حركة للبرولتاريا، مهما كانت متواضعة في بدايتها، وايا كانت المناسبة ضئيلة الاهمية التي ولدتها، [تنذر] بتجاوزاهدافها الآنية والتحول الى المدمر الشرس للنظام القديم برمته. ان للحركة البروليتارية، بحكم الخصوصيات الاساسية لهذه الطبقة في ظل الراسمالية، ميلا عنيدا الى التحول الى نضال ضار من اجل كل شيء، من اجل الانتصار الكامل على كل قوى الاستغلال والاستعباد المظلمة"(11). انه مقطع يمكن نعثه بـ"العفوي" بلا حدود!
هل جانب اذن لينين الصواب؟ لا، لأن تجربة 1905 هي التي اتاحت له بلوة فكرة اساسية، فكرة أن ثورة ظافرة تستلزم، علاوة على ضرورة تجميع وتربية واختبار طليعة بروليتارية، أمرا آخر، ألا وهو كسب الجماهير المتعذر دون انفجار نضالات عفوية واسعة، عفوية بالاقل ازاء المنظمة الثورية. لا اقول إن لينين لم يع نهائيا هذا قبل 1905، بل فقط إن تلك الفكرة فرضت نفسها في تلك اللحظة بقوة اكبر. طبعا ما من شيء عفوي، من وجهة نظر ما. لكن بالنظر الى ما بوسع منظمة ثورية القيام به، وقدرتها على التحكم بالحدث، لا يمكن وضع خطة دقيقة للنضالات الشعبية الكبرى او قيادتها. والحال انه يتعذر كسب الجماهير، وميلاد مؤسسات ازدواجية سلطة وانتصار الثورة سوى في مناسبة تعبئات واسعة وعفوية تتجاوز الى حد بعيد اطار النضال النقابي. هذا التحليل مكمل لما يقول لينين عن العفوية في اوضاع من طبيعة اخرى. وقد كانت روزا وتروتسكي في خطئهما ضد لينين مدركين مع ذلك لبعض الأمور قبله. مرة اخرى يجب الاعتراف لهما بهذا الفضل.

حول فن "لي القضيب"

ندرك نقطة اساسية أود إثارتها بهذا الصدد، متعلقة بما يمكن تسميته " لي القضيب" في اتجاه. قد يقول البعض، أو هم قالوا، ( مثل توني كليف في كتابه المفيد من أوجه عدة)(12) إن لينين لم يخطأ قط بصدد هذه المسألة، و إنما جنح إلى "لي القضيب" في اتجاه- ومبالغة التأكيد على الحجة كي تؤتي افضل أكل. نجد اصل هذه الصورة في ملاحظة أبداها لينين بصدد السجالات المقذعة حول انشقاق الحزب الروسي- كان الاقتصاديون قد لووا القضيب في اتجاه، فوجب ليه في الاتجاه الآخر بقصد تقويمه( أي أنه، بعبارةاخرى، كان يعترف بوجود مبالغات سجالية في كتاباته). وبالتالي وجب التاكيد على دور التنظيم، والنظرية، الخ. كان عليه ان "يلوي القضيب" السجالي ضد النزعة العفوية. وعندما وجب التاكيد على دور النضالات الجماهيرية العفوية، كان عليه ان "يلوي القضيب" في اتجاه آخر. من وجهة النظر هذه يكون لينين قد تصرف على هذا النحو دون ارتكاب أي خطأ.
نبدأ بقبول وجود قسط من الحقيقة في هذا الزعم. ان اللغة التي تُخاض بها المعركة السياسية، سواء في أهجية، او مناقشة، أو عرض، لا يمكن ابدا أن تكون لغة دراسة اكاديمية وهو امر له جانب ايجابي. ليس لديالكتيك الصراع السياسي، المرتبط بديالكتيك الخطا والصواب التاريخيين المشار إليه آنفا، المتطلبات ذاتها. لا مفر من التبسيط ومن طابع ما احادي الجانب، لأنهما يعبران عن مهمة و خلافات اللحظة. يصح قول إن عمل لينين محكوم بالانطباع بهكذا سمات. لكن يجب مع ذلك استحضار عناصر عدة.
اولها، حتى مع قبول وجهة النظر هذه بلا أي تحفظ، يظل جوهر ما ساقول صحيحا. لهذه الاسباب بالذات يتعين قراءة كل عمل من الاعمال- منها عمل لينين الذي كان بوجه عام على صواب- بكيفية تميز الصائب عن اوجه التبسيط والاخطاء. والعكس بالعكس. يجب اخضاع اعمال من اخطؤوا لدراسة جدية للنظر في احتوائها على تحليل ما صائب. وثانيا عندما نتحدث عن "القضيب الملوي" في اتجاه لا نبرهن سوى على حكمة لاحقة للاحداث. هكذا يجب قراءة ما العمل؟ مع استحضار ما كتبه لينين في 1905. وطبعا لم يكن بوسع منتقديه في 1903 ان يعلموا ما سيقول بعد عامين! لم يكن متاحا لهم سوى مناقشة ما كان يكتب في تلك اللحظة في 1902-1903 ويجيبوا على ما بدا لهم خاطئا او مبالغا فيه. يجب الا ُينسى ذلك.

ثالثا، إن قبول وجوب "لي القضيب" من جهة، واعتبار كل شيء مبررا بمتطلبات السجال من جهة اخرى امران مختلفان. نجد في هكذا موقف تبريري اسطورة القائد العبقري من قبيل:"طبعا كان لينين يبسط الامور في 1902 ، لكنه كان هناك في 1905 مستعدا لتصحيح اخطاء تلامذته، لا داعي اذن للتخوف فقد فهم كل شيء في اخر المطاف". لكن نعلم ان الامر لا يجري دائما على هذا المنوال وان طريقة النظر هذه لا تخلو من أخطار.
في "ما العمل؟" مثلا، يسعى لينين الى الرد على من يعتبرون ان تصوراته التنظيمية ليست مطابقة بالكامل للاجراءات الديمقراطية. ماذا يقول؟ يقول إن هكذا اجراءات تتطلب بالاقل امرين:" العلانية التامة" (الشفافية) و"الانتخاب الى كل وظائف" التنظيم. ويتقدم انذاك بحجتين متفاوتتي الاهمية. يتساءل اولا عن إمكان التصرف على ذلك النحو في ظل القيصرية. ويجيب بالنفي، لان ذلك انما يسهل عمل الشرطة. كانت إذن حجته الاساسية سببا ظرفيا: متطلبات السرية، وهذا ما لا يمس مبدأ الديمقراطية الداخلية. لكنه يقدم حجة أخرى ثانوية، مفادها ان ثمة اليات اشتغال تمد بـ"شيء اكثر من "النزعة الديمقراطية": السرية التامة، والانتقاء الصارم للاعضاء، والثقة بين الرفاق، واعلى مستويات التفاني (13) . جلي انه"يلوي القضيب" هنا. هل ثمة مع ذلك ما يبرر التصرف على هذا النحو؟ لا، لأن ذلك قد يدفع الى الاعتقاد انه يمكن في بعض الظروف ايجاد عوض مناسب لمبدإ الديمقراطية الداخلية. لذا اعتقد اننا ازاء مبالغة سجالية غير مبررة، حتى ولو ان استدلال لينين الرئيسي ليس موضوع طعن.
أين تكمن المخاطر في هذا كله؟ لنعد الى ثورة 1905. كان لينين يريد فتح الحزب، وتوسيعه بشكل كبير باستقبال اعداد غفيرة من العمال المناضلين الذين يبدون له منتسبين مفضلين. آنذاك اصطدم لينين بأطر بلشفية،"رجال اللجن" الذين تربوا بقراءة "ما العمل؟"، واتهموه بالرغبة في "لعب الديمقراطية". ومن جهة اخرى، في العام عينه، رد العديد من المسؤولين البلاشفة بشكل عصبوي على الظهور العفوي لمؤسسات "خارج الحزب"، السوفييتات. اتعتقدون ان هاذين المثالين لا علاقة لهما بالصيغ احادية الجانب للمرحلة السابقة؟ الاهم من ذلك والاكثر ماساوية أن الستالينيين استعملوا بعض تلك الصيغ لتغطية الجرائم والفظائع التي تعرفون. لا اقول باي وجه ان عمل لينين يتضمن بذور الستالينية. اقول فقط اليوم، في 1977، انه لم يعد ممكنا السماح بتمجيد ممارسة "العصا الملوية". يجب ابداء تحفظات: صحيح ان كل صراع حزبي او تكتلي او اتجاهي يؤدي الى تبسيطات سجالية، لكن يجب الانتباه لعدم تجاوز بعض الحدود.

تروتسكي طور النضج

ماذا بوسعنا الآن قوله بصدد تروتسكي المتقدم في العمر، تروتسكي طور النضج؟ لقد مثل الدفاع عن النظرية والممارسة اللينينيتين في التنظيم وتطبيقها عنصرا مركزيا في حياته، وفي نشاطه السياسي، المبني على الاعتراف بما سميته فضل لينين التاريخي منقطع النظير في هذا المجال. لكن رغم الاعتراف بما ارتكب من اخطاء تقييم فادحة قبل الحرب، واصل تروتسكي حتى وفاته التلميح الى الطابع الخاطئ لبعض حجج "ما العمل؟". ليس هذا الموقف مالوفا جدا: اعترف بأخطائه لكنه لم يقبل مع ذلك، بلا تحفظ، كل جملة من ذلك الكتاب- لا سيما بعض الصيغ حول العفوية والوعي. كما انه لم يتنكر لكتابه "مهامنا السياسية"، رغم ان هذا الكتاب كان في العمق خاطئا و غير دقيق وغير عادل ازاء لينين. واصل الاعتقاد انه يلقي ضوءا ساطعا على عقلية بعض "رجال اللجن" البلاشفة في تلك الحقبة(14). علاوة على اني اعتقد ان دور تروتسكي بعد 1923 له صلة بما برهن عليه من استقلال فكري خلال الحقبة الثورية: كان الاطار الاكثر هيبة في جيله الذي تجرأ انذاك على معارضة لينين حول مسائل أخرى وحول مسألة الحزب والتي اثبت التاريخ صحة موقفه بصددها.
ان هذه الجرأة وهذا الاستقلال الفكري، رغم انهما لم يقوما على أساس صلب قبل 1917، يفسران بنظري ان تروتسكي هو من تمكن، بعد وفاة لينين، من التعرف على الاخطاء التي ارتكبها البلاشفة تحت قيادتيهما( لينين وتروتسكي) – منع التكتلات داخل الحزب ومنع المعارضة الشرعية داخل السوفييتات في نهاية الحرب الاهلية- وهي أخطاء كان لها دور، رغم انه ثانوي، في احتضار الديمقراطية السوفياتية.
ليس ثمة في مسالة الديمقراطية البروليتارية، سواء في المنظمة الثورية او داخل الحركة العمالية بمجملها، من يضاهي تروتسكي. انا فعلا على اقتناع ان معارضته للبلشفية قبل 1917، ومعارضته اللاحقة لعبادة لينين، ساهمتا في تطوره السياسي اللاحق الذي وضع خلاله اسس نظرية أكمل حول الديمقراطية في الحركة الاشتراكية.

الاتجاهات والتكتلات

أريد أن اختم بصدد هذه المسألة. اكدت حتى الآن على الدور السياسي الموحد للحزب في مركزة النضالات المتنوعة. لكن الديمقراطية الداخلية الاكثر غنى هي ايضا عنصر حيوي من عناصر النظرية اللينينية في التنظيم.
لماذا؟ نعود الى ما سميته بصيغة ربما متحذلقة ديالكتيك الحقيقة والخطأ. لا غنى عن الديمقراطية، لانه لا وجود خارج كتب التكوين الستالينية والهلوسات الماوية لقادة كبار معصومين من الخطأ. لا يمكن بلوغ اجابات صائبة دون معركة افكار، وتواجه خطوط، شرسين وشديدين. نستشهد بلينين لابراز ان الامر ليس هنا مجرد لازمة تروتسكية مبتذلة:" يستحيل ان يكون ثمة حزب جماهيري، حزب طبقي، اذا لم توضح كل الوان الرأي الاساسية، اذا لم يكن ثمة صراع مفتوح بين مختلف الاتجاهات، اذا لم يجر إطلاع الجماهير بالخط الذي يتبعه هذا المناضل او تلك المنظمة الحزبية. بدون هذا يتعذر بناء حزب جدير بهذا الاسم"(15). ان تاريخ الحزب البلشفي، وتاريخ اشتغاله الفعلي مليء بالعبر والحالة هذه. تتخلله معارك مواجهة مخططة بين مختلف المجموعات والاتجاهات، لا في حقب الهدوء وحسب، بل ايضا بصدد مسائل حياة او موت الثورة مثل اتفاق بريست ليتوفسك(16). ليس مناضلا من الاممية الرابعة منجذبا بحماسه، بل مؤرخا رصينا جدا، مثل ادوارد هالي كار، من كتب عن الحزب البلشفي انه كان يشهد "نقاشا حرا وعموميا، نادرا في أي حزب آخر حول المشاكل الحيوية للسياسة"(17).

على سبيل الخلاصة

كي نختم حيث بدأنا، احرص على اعادة تأكيد ان أمام كل الذين تأثروا بكتابات تروتسكي فرصة وواجب الدفاع عن جوهر النظرية اللينينية في التنظيم، بما هي اسهام حيوي في تحرر الطبقة العاملة الذاتي. يجب ان نرفض معا باحتقار التمثلات التي تقدم لينين في صورة ديكتاتور بلا مبادئ لا يطمح سوى للسلطة، وتفادي أي موقف تبريري ازاءه و أي عبادة.
تكلمت في بداية هذا العرض عن موقفين ايديولوجيين وسياسين كبيرين ازاء لينين، ذلك الذي يقوم على عبادته التبريرية وذلك الذي يرى فيه ديكتاتورا توتاليتاريا. ثمة اليوم موقف ثالث يستدعي الدراسة بانتباه والذي ارفض وصمه بـ"يافطة". انه يسعى دون رفض صريح لنظرية التنظيم اللينينة الى "تجاوزها". ما القوام الفعلي لهذا "التجاوز"؟ غالبا ما يُبقى طابعه الدقيق محاطا بلبس غريب. يتحدت كتاب من قبيل رالف ميليبان، والفرنسي لويس التوسير او الانجليزي جيري لفيرشا عن وجوب "تجاوز" النموذج اللينيني للحزب الطليعي. لكنهم بوجه عام لا يوضحون سوى امور قليلة- وحتى لا شيء اطلاقا- عن الاليات الملموسة لاشتغال البنيات، والحقوق مثل حق تكوين الاتجاهات او كيفية تنظيم نقاشات حقيقية دون الاعتراف بحق الاتجاهات. يصعب اذن اليوم مناقشة اقتراحاتهم. يبدو ان "التجاوز" لا يفضي الى أي شيء. (18).

المصدر: كتاب الماركسية والحزب 1903-1917 ( لينين، لكسمبورغ، تروتسكي)
نورمان جراس وبول لوبلان
دفاتر الدراسة والبحث. العدد 14، 1990.
المعهد الدولي للبحث والتكوين. امستردام - هولندا.
تعريب جريدة المناضل-ة


احالات:
1-هذا النص نقل لعرض بلندن يوم 11 سبتمبر 1977 بمناسبة الندوة الماركسية التي نظمها الفرع البريطاني للأممية الرابعة.
2-تروتسكي، تاريخ الثورة الروسية، دار نشر سوي، باريس، 1967، الجزء الثاني: اكتوبر، ص.329.
3-لينين ، ما العمل؟ ، مختارات باللغة فرنسية ، الجزء الاول، ص.130-131.
4-المرجع ذاته ص.131-133
5-المرجع ذاته،ص.174.
6-المرجع ذاته،ص.135، 186. "تريديونيونية" تعني "نقابية".
7-المرجع ذاته، ص.141. وكان اضاف " في روسيا انبثق مذهب الاشتراكية-الديمقراطية النظري بصورة مستقلة تماما عن النهوض العفوي لحركة العمال، انبثق بوصفه نتيجة طبيعية محتومة لتطور الفكر لدى المثقفين الثوريين الاشتراكيين" (ص.135).
8-المرجع ذاته، ص.173.
9-لينين، مقدمة لمصنف" في 12 سنة"، الاعمال الكاملة، الجزء 13، ص.101-110.
10-المرجع ذاته،"حول اعادة تنظيم الحزب"، الجزء 10، ص. 24.
11- المرجع ذاته، " سفسطات سياسية" ، الجزء 8، ص.428.
13- توني كليف، لينين ، Pluto Press ، لندن ، 1975، الجزء 1، ص. 67 (طبعة جديدة دار نشر Bookmarks ، لندن، 1989).
14- لينين، " ما العمل؟" مختارات باللغة الفرنسية، الجزء 1، ص. 218-221.
15- تروتسكي، ستالين ، الجزء 1، ص. 123-124 و 130.
16- لينين، " والَحَكمة، من هم؟" ، الاعمال الكاملة، ص. 166-167. انظر ايضا خطابه يوم 21 نوفمبر 1920، الاعمال الكاملة، الجزء 31، ص. 444.
17- جرى توقيع اتفاق بريست ليتوفسك مع المانيا في العام 1918. مكن من الحصول على السلم لكن مقابل تنازلات ضخمة، ترابية واقتصادية بوجه خاص.
18- إ. هـ. كار، الثورة البلشفية. (1. تشكل الاتحاد السوفياتي) دار نشر مينوي ، باريس، 1970، ص.191.
19- لم ننشر هنا الفقرات الثلاث من هذا المقال، التي تتناول مواقف ميليبان والتوسير ولفيرشا التي يستدعي فهمها وضعها في سياقها.



#نورمان_جراس,_بول_لوبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نورمان جراس, بول لوبلان - لينين، تروتسكي، والحزب