|
الكفر بالله قد يغتفر وقتل البريئ لا يغتفر
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
(الفتاة اليزيدية) ديننا الإسلامي يستغيث ويقول .. جعلوني مجرماً!!! ليس هناك شريعة سماوية تجوز عقوبة موت رميا بالحجر اذا لم تستكمل الشروط: أ- الموت للزانية .. نعم نص في الشريعة الإسلامية .. دون شك! ب- ماهو سبب توقيت استعمال هذا النص الذي أهمل في معظم القوانين الحديثة العربية وندرة استعماله في أنظمة تعتبر الشريعة هي المصدر الوحيد للقانون ولماذا لا يفهم البعض ان الزجر القانوني لا يحمي المرء اكثر من الدين ذاته. أيستطيع مجتمعا مهما قسي في قوانينه ومهما استعمل حجر الارض وأدوات القتل ان يمنع العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة، الدين يرشد هذه العلاقة ويحمي النسل ويمنع الدعارة المبطنة وغير المبطنة وتكون الشعوب صريحة في تعاملها مع هذه الحاجة الإنسانية التي لولاها لانتهت الحياة. ان حادثة رمي المرأة اليزيدية من أهالي بعشيقة رجما بالحجارة حتى الموت لاتهماها بأنها تزوجت من مسلم وكانت قسوة ورهبة هذا المشهد هز مشاعر كافة اهالي القرية مسلمين او يزيديين عربا او أكرادا ، ان مشاعر الحاضرين مهما كانت قاسية وجنونية لابد وان ترتعد امام هذا المنظر الشرس المخالف لكل ماانزل من قوانين سماوية او أرضية فعقوبة الرجم حتى الموت لها شروط في التطبيق وهي نادرا ما تطبق ولم يكن الاسلام متساهلا في قبول هذه التهمة اذ انه اشترط لاثبات الزنا اربعة شهود يثبتون بالرؤيا المجردة تلك العملية حتى اصبحت في الحكم مستحيلة في الاثبات. انا لا استطيع ان افهم لماذا تستغل نصوص شرعية سليمة في صراع طائفي اتى الينا من الخارج يريد به الاحتلال ان يفرق صفوفنا مهما تلاحمت اواصرنا وانسجمت مع الدين والشرع والعرف والعالم وهو الزواج... الضحية المسكينة لا يمكن التطبيق عليها عملية الرجم لانها تزوجت من تحب وتعشق. الذين واكبوا هذه الحادثة او الذين اطلعوا عليها من شاشات التلفزة والانترنت تألموا واعتبروها بداية سيئة للتعايش النمطي السليم في بقعة من العراق يسكنها اليزيديون وخاصة في دهوك، هذه الملة انا اقرب الناس الى فهمها بعد تجربة طالت خمس سنوات من عيشة مشتركة مع متهمين يزيدين في زنازين المخابرات وسجن ابو غريب واشهد ان تحسين وهو يزيدي كان مثالا لتحمل مصاعب السجن ومثالا في حسن العشرة رغم اختلاف الدين والقناعات لقد كنت سعيدا في ان اشاركه الاكل وفي السجن يطلق على من يشاركك الاكل وهو اقرب الناس والذي يجب ان يكون اقرب الناس اليك (سفردار) وبعد خروجنا من السجن تهيئ لي ان اقابل الشيخ تحسين وهو شيخ اليزيدية واليزيديون امة لا يزيد عدهم في العراق اكثر من 75 شخص ولكنهم اكثر من هذا العدد في اوربا وخاصة في المانيا وهذه الفئة لاقت الظلم على مدى العصور المتتالية وهم يتكلمون الكردية ولهم تاريخهم وماضيهم ومعتقداتهم ودينهم ولكنها كلها تصب في المبادئ الأساسية للأخلاق. انا اعرف عائلة احد اعمدة العائلة ملاكا كبيرا في دهوك (بساتين)وكيف كنا نذهب الى دهوك لنرى دماثة الخلق وحسن المعشر من اليزيديين. اليزيديين هو شعب مسالم لا يقحم نفسه في مفردات الحياة من أي عمل يشم منه العنصرية والطائفية او التفرقة الدينية فهم لا يألفون السبح ضد التيار سواء ان كان تيار المدينة او تيار المحلة او أي تيار يجدون انفسهم فيه اذ ان ليس في شعاراتهم مايشكل تعارضهم مع الاديان الاخرى وتقوسهم الدينية ان هي الا تقوس هادئة مليئة بالاحترام للذات وللغير، هذا الذي دفعني ان احس بعمق جريمة الشابة اليزيدية فهي جريمة بكل ثقلها هذه جريمة وبعمقها ألا أخلاقي ... شابة احبت شابا.. ماهو الجريمة في ذلك!! لم يكن اختلاف الدين في الاسلام عائقا للزواج بل ان اخر اجتهادات العلماء يعتبرون ان زواج المسلم من كتابية حلال وزواج المسلمة بكتابي في اخر اجتهاد له مخرج شرعي والمخرج ان الاثنين من اهل الذمة وان القران عندما يدخل الاولاد يطلق على الولد سواء انثى او ذكر. المعادلة كما اراها فتاة يزيدية من بعشيقة احبت مسلم طيب ، المسلم وافق على هذا الزواج طيب ايضا .. اذا الزواج صحيح من ناحية شرعية ومن ناحية قانونية اما اذا التحقت الزوجة لدين زوجها كما اثبت التحقيق ذلك فان الجريمة جريمتين فانهم قد قتلوا امرأة عفيفة بدون ذنب جنته يداها فهي إنسانة أحبت وهذا من حقها، انسانة تزوجت وفق الشرع والقانون وهذا من حقها، إنسانة التحقت باسم الحب بدين زوجها أفي كل هذا خطا يستوجب الرجم والموت تحت انهمار الحجارة على راسها وهي تضع عند نزعات الموت يدها على مكمن عفتها. ليس لنا الا ان نشارك كل صاحب ضمير حزنه على ما جرى وليس لنا الا الطلب من المسؤولين الا ان يكونون شديدي العقاب في التعامل مع هذه الجريمة وليس لنا الا ان نعيد صيغة التشريعات والقوانين التي تفرق بين القتل قصدا والقتل بدافع الشرف، هذه برائي عثرات اخلاقية لم توصي به الاديان ولا نريد نحن ان نستمر في التذرع في مثل هذه المواد القانونية لتنفيذ اغراض القتل التي هي بعيدة كل البعد عما هو حاصل. اني افتح باب المناقشة في هذا المقال واوجه سؤالين سؤال الاول هل القاري مع ابقاء عقوبة القتل بسبب ودواعي الشرف على ماهي عليها اخفضوا من جريمة القتل الاعتيادية. هل القارئ ينكر علاقة الانسان الاعتيادية في تكوين عائلة وإنشاء اسرة نظيفة نظافة الحب العذري الذي بدء هذه العلاقة واسأل أخيرا ماهي الإجراءات التي يرتئيها القارئ بحق الذين حرضوا او قاموا بجريمة القتل البشعة. كل مااقوله الا كلمة صبرا ايها العراق على مآسي التفرقة والعنصرية التي جاء بها الاحتلال .. تحت ذريعة نشر الديمقراطية.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهي الدوافع وراء تغير اسم الائتلاف .. الحكيمي..!
-
مدينة الثورة او الصدر..الزعيم قاسم نجح في لَمّ أهل الصرائف .
...
-
ليس للاحتلال حيلة سوى التراجع
-
الكفر بالله قد يغتفر وقتل البريء لا يغتفر(الفتاة اليزيدية)
-
رسالة مفتوحة الى السيد وزير الدفاع الولايات المتحدة الامريكي
...
-
حكامنا في العراق .. لا يريدون ان يسمعوا او يفهموا مطالب العر
...
-
أيحق لليساريين أن يندموا على ماقدموه من تضحيات !!!
-
الدوامة السياسية .. ضررها وأخطارها
-
لكل سؤال جواب
-
لعبة الجوازات المتنوعة.!!!!الاحتلال يتفنن في تعذيب ضحيته كما
...
-
عمال العراق وحقوقهم في عيد العمال العالمي
-
نيران الحرب الاهلية تحيط بكل بقعة من الوطن والكل سادرون عنها
...
-
هل الامريكون مصممون على...تقسيم العراق طائفياً
-
هل الامريكون مصممون على... تقسيم العراق طائفياً
-
يااهل العراق..نحن الاحتلال ... جئنا ..ولا نرحل.. إلا .. مع .
...
-
جالية تعادل ثلث سكان الاردن .. تناشد الملك عبدالله الثاني ..
...
-
صبر العراق .. قنبلة موقوتة ..فحذاري يارئيس وزرائنا من انفجار
...
-
أريد صيداً .. أفجره معي..!!
-
أيعقل ان الاحتلال ينصف العراقيين في حقوقهم النفطية!!!
-
اغتيال الشيخ غازي حنش جريمة سياسية باركها الاحتلال
المزيد.....
-
الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|