|
لن يخرج-جورباتشوف جديد--نحن فى انتظار هتلر العربى
حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد بعض الافراد والنخب والابواق من المعادين للانتماء العربى والاسلامى-انه يمكن اعادة التاريخ-بصورة او باخرى-وفقا لتصوراتهم وتخيلاتهم ورؤاهم وتطلعاتهم ورغباتهم المكبوتة كما يعتمد هؤلاء الافراد او النخب التى تصرخ ليل نهار-مولولة-فى نحيب مصطنع-وفحيح-طبيعى-يخرج من قلوب وافكار سوداوية الهوى-سطحية الاعتقاد-انبطاحية الانتماء-عاهرةالتوجه--يعتمدون فى الاعتقاد باعادة التاريخ-وهزيمة العروبة والاسلام --اعتمادا على قوة وتوجهات واموال-تلك الحثالة التى تحكم الحزب اليمينى-المتعفن المسيطر على مقاليد الامور-حتى الان- فى الولايات المتحدة ويتصور الجميع من حثالة الجمهوريين والمحافظين الجدد-والقدامى-فى الولايات المتحدة--وابواقهم العاهرة-المنتمية زورا للعالم العربى-يتصور كل هؤلاء-انه مع الضغط المتوالى-على ثوابت الامة العربية-وعلى حكامها-وعلى شعوبها-ومع النفخ الكاذب فى القيم الغربية-الرأسمالية-المتحللة- وكذا فى التصوير الساذج لصورة الاسلام كدين معادى للانسانية-ووضع البدائل المضحكة المتمثلة فى السماحة المزعومة للدين البديل(المسيحية) والقيم المتقدمة(التحلل الغربى)--يمكن ان يؤدى الى انهيار فى منظومة القيم والثوابت العربية والاسلامية-الحاكمة للعالم العربىوالاسلامى ومثالهم الكبير على ذلك هو ماحدث فى الاتحاد السوفيتى-السابق-عندما ادت الضغوط والتشويه الاعلامى-والاعتماد على عملاء الداخل-واستغلال الدين-وتولى جورباتشوف الحكم فى الاتحاد السوفيتى--الى الهزيمة التاريخية للشيوعية-على يد نفس الزمرة اليمينية العفنة التى تحكم مقاليد الغرب والعالم -حاليا- ان الاسباب والطرق والاساليب-التى ادت الى الهزيمة التاريخية -المؤقتة-للشيوعيةفى حقبة التسعينيات--غير قابلة للتكرار ابدا-فى العالم العربى والاسلامى فرغم تشابه الاساليب الهجومية على القيم الاسلامية--وتشويهها-تماما كما كان يحدث ضد الشيوعية-وتصويرها على انها الغول المعادى للانسانية-وحقوق الانسان-وكذلك استخدام الضغوط العسكرية المباشرة -ضد العالم العربى والاسلامى -فى اكثر من بقعة جغرافية -كما كان يحدث ضد الاتحاد السوفيتى--بل واستخدام المزاعم المبالغ فيها لبعض الاقليات -الغير منتمية-او الموالية بحكم الدين-للغرب -او النخب المتصورة -فى قيم الغرب -مفتاحا لدخول جنات عدن الارضية والسماوية- فان التجربة او المغامرة الجديدة للغرب -لهزيمة الحضارة الاسلامية-استنادا لتجربة هزيمة الحكم الشيوعى -لن تتكرر للعديد من الاسباب
ان الهجوم على الشيوعية وتشويهها كان يستند الى استخدام عامل الدين كعنصر ايجابى-متحالف مع القيم الرأسمالية مما ادى الى تعاطف مريض من الشعوب والجماعت السوفيتية التى تصورت ان النجاة فى اتباع المؤمنين المسيحيين الغربيين الاوربيين والامريكان والخلاص من حكم الحزب الشيوعى وفلسفته وشجعتهم بالطبع الكنائس ورجال الدين المسيحى فى الداخل والخارج كذلك فان الاستنزاف العسكرى للاتحاد السوفيتى كان يتم خارج-مواقعه الوطنية فى غالبية الاحوال -مثل افغانستان -وانجولا- ان الميديا الغربية سواء فى الاخبار-او فى الاعمال السينمائية-او فى المؤتمرات-الخ -كان لها بعض المصداقية سهولة ويسر تصرف بعض العناصر المخابراتية التابعة للغرب فى اتمام عمليات التدمير الشامل للاتحاد السوفيتى-وحوز التأييد المباشر من المنظومة الغربية اعلاميا ودوليا -مثل استخدام العالم الروسى اندريه زخاروف-والدفاع عن قضيته -وتصويره بانه مناضل من اجل الحريات--ايضا استخدام بعض العملاء فى السيطرة على بعض المواقع الشعبية فى جمهوريات اوروبا الشرقية -مثل نقابة العمال البولندية--وايجاد تعاطف شعبى مع هؤلاء العملاء بحكم التزييف الغربى-المعتمد على العوامل الدينية بالاساس -وحجم الاموال-المدفوعة من الخارج كعامل اخر ان ما كان يمثله الاتحاد السوفيتى-هو مجرد فلسفة سياسية-للحكم-وان كان لها ابعاد اجتماعية وايديولوجية-لكن الاساس فيها الجانب السياسى والاقتصادى-اما الجانب العقائدى فقد كان محصورا بين نخبة-الحزب-دون الجماهير-بل ان بعض اعضاء الحزب كانوا خونة-مثل بوريس يلتيسن ان الاوضاع المراد ازاحتها وتدميرها فى الوطن العربى تمثل قيم ودين مقدس لدى امة بكاملها-كما ان الضغط العسكرى والثقافى والتبشيرى الدينى-يمس ملايين المؤمنين عقائديا بصحة وتفوق مايؤمنون به وهم على استعداد للموت دفاعا عنه-حتى فى ظل وجود خونة فى الداخل-تساعد المهاجم الغربى الرأسمالى كذلك وهذا هو المهم فان البديل الذى يقدم للامة العربية-هو بديل متهافت-ساقط دينيا وقيميا-قيم متحللة -ودين خرافىلا يتناسب مع العقل السليم-وايضاشخصيات عميلة لا مصداقية لها على ارض الواقع--لذا فان انتظار جورباتشوف عربى-يفكك القيم الاسلامية ويسلم العالم العربى للغرب تحت وطأة الضغوط والعمالة--لن يحدث بل قد يحدث العكس عندما يزداد الغضب والحنق-والشعور الكبير بالاضطهاد والضغوط العنصرية الغربية -وتاكل مصالح الاغلبيات الشعبية العربية لصالح الاقليات المحظوظة-والنخب المتغربة--فقد يظهر هتلر عربى -رافض-لهذا الوضع-وهو ما نخشاه جميعا-لكن المؤكد ان الغرب لن يكرر تجربة الاتحاد السوفيتى-ضد العالم الاسلامى -
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن-بين دونية وفاء سلطان-- وطائفية وتعصب وجهل فاي
...
-
ما هو الفارق -بين احداث محافظة صعدة اليمنية-وبين اضطهاد الاق
...
-
جهاز تشخيص مصلحة النظام -التركى
-
أوهام الأهلى -المصرى-
-
المسكوت عنه--وتزييف العلمانية
-
من يتبنى الدفاع -عن شهيدات ومسحوقات الفقر -فى مصر ؟
-
كيف يمكن قبول العلمانية فى العالم العربى ؟
-
لماذا-سوف تسقط العلمانية-بوجهها الغربى الراسمالى -حتما فى مص
...
-
نريد -احزابا اسلامية واحزابا شيوعية -فى مصر
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|