|
سالومى
على أحمد على
الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 05:16
المحور:
الادب والفن
انتهت سـالـومى من كأسها ، ثم رفعته أمام عينيها و هى تقول فى جزل :- حانت لحظات السيطرة و الانتقام – ثم قامت وتوجهت إلى القصر الملكي ، وما أن رآها الحراس حتى انحنوا لها بشدة وفتحوا الأبواب مسرعين حتى وصلت إلى البهو الملكي حيث يجلس الملك على عرشه تبدو عليه علامات التفكير العميق ، فاقـتربت من المجلس في بطئ حتى وقفت على مقربة منه ، وقالت :- مالي أرى الملك وقد أنساه التفكير ذكر ســالومـى ؟ فرفع الملك رأسه قائلا :- لا بل ينسى شيئا في هذا العالم ذكر ســالومى فتمنى على إذن .... - بل تمنى على أنت يا مولاى0 فقال الملك في نشوة :- اوحشتنى رقصاتك يا سـالومى ثم التفت إلى حراسه قائلا :- إلى بالخمر و المعازف ، ودقت الطبول وأوتي بالخمر بين يدي الملك فشرب منه حتى أسكر ، وراح يترنح 0 - فقالت له ســالومى مداعبه :- ما بال الملك قد أسكرته الخمر ؟ فرد قائلا :- بل أسكره سحر ســالومى - ما بال أناس فى المدينة يضمرون لى الكرة والحقد ويحرضون الناس على الفضيلة ويؤلبونهم على الملك ؟ فقال الملك :- من تقصدين؟ - قالت :- يوحنا 0 فرد الملك :- آه يوحنا دعيه ليقل ما يريد فإنه رجل واعظ ذو هيبة ومكانة في نفوس الناس 0 - قالت :- ولكنك قد ذكرت لي من ذي قبل انه ما من أمر أطلبه إلا وسيحقق لي دونما نقاش .... أراك الآن تتراجع وتفضل على ســالـومى رجل يريد أن يسيطر على ملكك و أن يقتل ســالـومى 0 فانتفض الملك قائلا :- يسيطر على ملكي ثم أردف في صوت خفيض ويقتل ســالـومى ؟! ثم احمر وجه وهو يقول :- أقال هذا الكلام ؟ - قالت نعم 0 ثم أمسكت برأسه وانحنت على أذنه قائله :- وما أريد سوى رأس يوحنا المعمدان 0 فقال الملك صارخا : - فلتحضروا رأس المعمدان الآن 0 0 قامت سالومى من نومها منزعجة بسبب ما رأته في احد الكوابيس أنها قد أفل نجمها وصارت إلى الهلاك ، فاغتمت بشدة وقامت من فراشها فاتت إحدى الوصيفات إليها . 0 وقالت :- سيدتي قد بعث الملك هذا الصباح بعطور وجواهر وملابس جديدة 0 - فقالت سالومى وكأنها لم تسمعها : منا أخبار المدينة هذا الصباح ؟ 0 فرددت الجارية أخبار الملك الجديد ؟ - فقاطعتها سالومى قائله :- ما سألت عن الملك و إنما عن النبي الذي ظهر في المدينة مؤخرا 0 0 فردت الجارية :- يعظ الناس ويأمر بالفضيلة والتقوى 0 0فزوت سالومى ما بين حاجبيها ومطت شفتيها في غضب وصرخت في وجه جاريتها قائلة :- أغربي عن وجهي 0 0 ثم قامت إلى المرآة كي تتزين ولما أتمت زينتها رحلت إلى قصر الملك فانحنى لها الحراس كالعادة حتى دخلت قصر الملك فهب قائما من مكانه وهو يقول :- ما بال سالومى تتناسانا هذه الأيام وكأنها قد زهدت فينا ؟ - فتبسمت سالومى وهى تقول :- أزهد في ملك المدينة !! ما لمثل هذا الكلام أن يقال وإنما هي وعكة ألمت بى ألزمتني الفراش 0 فقال الملك في لهفة :- أين أنت يا سالومى وأين رقصاتك 0 - فقالت سالومى في دلال :- لتدق الطبول وليؤتى بالخمر 0 0فقدم الخمر بين يدي الملك ودقت الطبول إلى أن أسكرت الخمر الملك وكعادتها نفثت بسمومها في أذن الملك ،وهى تطلب رأس النبي الجديد 0 فإذا بالملك يصيح صارخا :- حسنا يا سالومى لك ما أردت 0 0 وهنا اندفع احد الحراس إلى البهو قائلا :- أيها الملك إن أل................ فقاطعة الملك غاضبا وقال :- كيف تجرؤ على اقتحام مجلس دونما إذن ؟ 0 فقال الحارس :- إن الثوار يحيطون بالقصر ، ويسيطرون على المدينة بأكملها فنظر إليه الملك في ذهول ثم انتفض وكأنما أفاق من سبات عميق وهرول إلى الخارج مسرعا 0 وهنا وقفت سالومى في البهو منفردة وهى في ذهول تام – وراحت تتمتم ...... الثوار أعدائي أنصار النبي – ويل لسالومى منهم إذن......... ولعظ وحاكم حتى النهاية وهنا صرخت سالومى وراحت تصم أذنيها بكلتا يديها ،ولكن الصوت اخترق أذنيها ، فارتمت على الأرض وراحت تتلوى فى عنف ثم انتفضت بشدة وفارقتها الحياة وأصوات الثور تزيد وتتعالى وهم يرددون عاش النى واعظ وحاكم حتى النهاية .........حتى النهاية 0
تمت د/ على احمد على
#على_أحمد_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة من عاشقة
-
النبي
-
السقوط
-
الثلاثاء الأبيض
-
الجريمة الكبرى
-
الحسن الأليم
-
محراب العشق
-
أسطورة من كتاب الغرام
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|