فرج بصلو
الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 10:52
المحور:
الادب والفن
هوى الشيب على أعشاب البرية
على بيت الطفولة
على الحوش وحجارته الملساء
على التوابل الكوخية
وعلى أهداب مرضعة
رضعتني قبل أمي
وقبلتني
وغسّلتني
وحفظتني
وحضنتني
وأغفتني قبل أمي
تلك التي كانت تخبيء فناجين القهوة التي شربناها
كي تؤب إليها في عزلتها
لتنظر بفألنا يتعرج في التقاسيم المرة
وتذرف الدمع بحرقة
على فراق أبدي
تقعي محلها وكأنها منحوتة برونزية في الرحيل والسكوت
حكوني عنها غجر عابرون فقالوا:
تقعي أمام الدار
بين الباب المصفح والعتبة العالية
تصفن في الطريق
هدوء صعب في شعرها
الململم على هامتها
كزعل كاسر
وقطط جائعة تموء حولها
محَنّاة ومحنية الرأس ترسل القبضة
لتمس عكاز المنية
حريرية وقرمزية الهفرية
على أصيل الجبين
كالألحان الحزينة
تتغنى بكورديتها
الممنوعة
إيقاع مجلد في قدميها
عطر الصوابين في ماء الغسيل
والأذرع تلتهف بحرارة الصيف
يتحكم قعيها في الساعات
ظهر النهار
فيما هي بقعة ضخمة تتحرك على الجدار
والتبن والقش يلمعان
كالذهب من الطين
ويضويان
وكان المغيب يكبّر ظلها
بين جدران الوقت
كأنها ملكة ضفاف النور
أو زهرة تتفتح في القيعان
ينهمر عرقها على حرارة النهار
بلا سلوى بلا راحة
كما صيف قامشلو
صيف ماردين
نصيبين
وزاخو
وحرائق حلبجة وعامودا
وهي كوجرية في مدينة
أسسها والدها
من دخل الطواحين المائية السبعة
وبساتين المشمش والخوخ الحدودية
وقضى منزوع المال
والجاه
والملكية
والجنسية
تقعي وكأنها منحوتة برونزية
في الرحيل
وفي السكوت
قامشلو_ سوريا
#فرج_بصلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟