|
سناء لهب:شموخ دامع يأبى السقوط
ابتسام انطون
الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 10:52
المحور:
مقابلات و حوارات
وتقول:* أنا امرأة يحسدها كل الناس وأنا أيضا أحسدها وأتمنى أن أكون مثلها . * القلم هو الألم ودونه لا يحتاجني القلم... * عجزي عن محو إشارات الاستفهام ترتسم على جبيني كلما مررت بمقابر وطن يحاولون التغزل بنضارتها المؤبدة. * اهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم. ونحن فلسطينيون صامدون لسنا غلطة مطبعية أخطئوا ترقيمها لسنا رقم, لا أجد حاجة التصنيف برقم 48 لأعلن انتمائي لأية فئة..أنا فلسطينية. ما أكتبه ليس سوى لحظة بكاء بلون الحبر . سناء لهب شموخ دامع يأبى السقوط, حميمي الجوار لجفنها , عزته بقائه دون استعطاف ..كبرياء ضاحكة مهجنة بشمع الحزن المتوحد كما المسرح. المسرح هو حاجة, ضرورة, و ازدحام موهبة في حيز الكم.. مارستها الموهبة منذ صغرها وفرضتها على محيطها بعمر الثانية عشر.. تميزت طفولتها بأن تكون صاحبة الكينونة الخاصة تختار مكانها , شموعها وبعض كتبها وتستوطن الجزء المحظور المعد للمؤن " السدة " كانت حجرتها الخاصة , تتوحد وذاتها لتمارس طقوس جنونها وعبثيتها الطفولية وجزئها الروحاني وتجالس ذاتها من حينها مدربة محيطها احترام توحدها مع ذاتها و تهبط إدراج السدة لواقع أسمه منزل العائلة, العجقة الحميمة هكذا كانت منذها وهي صغيرة وكبرت لتدرب كبارها على قدسية الأنا وحفظ حدودها في حالات التوحد والعزلة حياتها بعد المسرح خالية من الزخم ألحضوري المفعم بالأضواء انكسارها الزمني.. كان وقت وفاة أمها وردها العكسي كان تصاعديا في الإبداع والاختيارات الناضجة والاتجاهات الأخرى.. نزفها البكاء كلمات..خواطر...ثم نصوص أدبية ..حتى تم إعدادها في خانة الأديبات. جمعت ما بين الفن المرئي والمسموع. والمرئي ليس بقليل أعمال فنية أهمها: مونودراما جميلة ومسرحية بيت السيدة وعائد الى حيفا والرقصة الأخيرة وحاليا تعرض مسرحية رحلة جبلية التي تدور أحداثها حول السيرة الذاتية للأديبة فدوى طوقان تؤدي الى جانب الفنانة سلوى نقارة وهي بصدد تحضير جديدها "توفيق الحكيم " في أنشودة الموت أما المسموع كان في راديو الشمس " أوراق نعناع" وهو برنامج ثقافي حيث تناول موضوع الإبداع الفلسطنيي كما أنها قدمت برنامج " لا صمت بعد اليوم " تناولت من خلاله رفع المخفي في عفن السياسة ومؤسساتها والاجتماعية. لها عدد من النصوص الأدبية في مواقع الكترونية منها الحوار المتمدن. . التجديد العربي..دنيا الوطن..الورشة وغيرها الكثير. درست موضوع البسخودراما وتعمل به بأطر تتبع لفعاليات الخدمات الاجتماعية كما أنها تعمل من خلال اختصاصها مع مراكز معالجة العنف بالعائلة والنزاعات حيث يقتصر عملها تشخيص الحالة من خلال أساليبها السيكودرامية وتعدها كطرح يحتاج المختصين الاجتماعيين لعلاجه. وكان حواري مع الفنانة سناء لهب.... من أنت؟ انا امرأة يحسدها كل الناس وأنا أيضا أحسدها وأتمنى أن أكون مثلها سناء لهب أنسانة تعشق المسرح و يعشقني القلم كلما نويت البكاء يبكني كلمات وخواطر.. جذوري من الجش وأنا من سكان الناصرة. هل هنالك ضرورة حتمية لوضع اجتماعي أسألك عنه لأعرف هويتك ؟ لا.. أبدا لا يوجد ضرورة حتمية لوضع اجتماعي يحدد هويتي والوجه الذي يعرفه الناس وتحبه هو ليس الوجه المتعري من الأقنعة, انا امرأة مثل كل النساء أحتاج ماكياجي خارج البيت وكوني فنانة أحتاجه مضاعف كزجاج فاصل بيني وبيني حين أكون وحدي , أنا لست هي التي يراها الناس ربما ألبس بعض أقنعة لأخفي خصوصيتي عن عالم الفن.. بيتي وأنا هما حرمين مقدسين و نزلائهم قلائل, أجمل أوقاتي هو وجودي في بيتي دون تعددية ادوار . هل تعتبرين فن المسرح حاجة أم ضرورة أم موهبة تستوطنها الحالة الوجودية؟ أعتقد إن الحالة تتفاوت بين ممثل وآخر منهم وكل فرد يستخدمه حسب معاييره لكنني أقول إذا كان المسرح حاجة شهرة يمكن الحصول على الشهرة أيضا بأساليب أخرى وأمكنة غير المسرح وحب الشهرة والإبراز هو حاجة ماسة للفنان.. المسرح حاجة التقاء مع ألذات داخل المسرح ومعايشتها... وموهبة يتم استثمارها ضمن المسرح ومع تقدم العمر ورحلة اكتشاف ألذات والدخول خضم العمق وممارسة هذيان الروح و الجوف العميق لا يمكن تطبيقه سوى في المسرح وإن كان خارج المسرح يسمى اختلال عقلي. سناء لهب فنانة مسرحية, إعلامية, كاتبة, ممثلة, أخصائية بسخودراما وعلاج بالتمثيل أي من الأطر يحتويك بكثرة؟ المسرح.. طالما المسرح هو الاحتوائي الشامل لك لماذا هذا التشعب؟ أنا لم أتشعب إنما أردت ممارسة التنوع... تجربتي في ألإعلام م كانت اختبار ذاتي أفحص كم أستطيع أن أكون في أمكنة أخرى وشعرت حينها خلال عملي في راديو الشمس بمتعة وكان هنالك تجاوب عظيم من المستمعين والميكرفون الإذاعي مسؤولية كبيرة إذا تم استخدامه خطأ ودون إحساس يسبب أذى شخصي وعام للمستمع يكون اغتصاب أذن..الإعلام هو وسيلة انتشار جيدة كما انه يمنحني فرص إضافية للمسرح بطرح مواضيع عديدة ومخاطبة الجمهور أيضا .. أحيانا كثيرة استطعت طرح الجريء السياسي والاجتماعي من خلال أداء ممثلين ضمن برامج الإذاعة في حين لم تتوفر تلك المساحة أو السيناريو المناسب في المسرح. هل تشعرين بإشباع خشبة المسرح ؟ جدا تشبعني... خاصة انا لا أتناول طعاما بتاتا قبل عروضي وفقط أشرب ماء وأنا أشعر بنشوة ترنح رغم إنني لا أشرب كحولا بتاتا لكن نشوة الترنح والفرح أتناوله حتى آخر شعاع يبثه الجمهور لي إذا كان العرض متميز وناجح لكن إذا كان العرض غير ناجح أكون حزينة كذلك يتعلق بدوري في المسرحية ومدى تأثيره علي. ما هي عذاباتك في وجهة الاسرلة لتكوين الهوية دونها ؟ هويتي واحدة.. لا تناقضات عذابية ترتديني فانا معها بلا أقنعة ولكن عجزي عن محو إشارات الاستفهام ترتسم على جبيني كلما مررت بمقابر وطن يحاولون التغزل بنضارتها المؤبدة وكأني ولدت عصفورا قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ليحلق أحتار..بين الموت والفرار ما دام الفرار موتا أيضا..فلسطنييتي قارب طردته المرافئ كلها أعلنتني ضوء حرية بجناحين وأهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم.
كم أنت ونشوتك المترنحة تعايشك وتعيشينها ؟ لدرجات عالية حتى الهذيان..شفافة لكنها زجاج عازل يمنع عبور تشويهات من خلالها وحتى إن كانت الأشياء قليلة النقاء تتطهر من نشوتي وتعبرني بلطف دون أذية. أكون في عالم آخر لا أحد يصلني كما تصلني النشوة. ما هي موارد الإبداع عند سناء لهب كتابة كانت أم مسرحا؟ إذا كانت مسرحيا أستقيها من واقع شبيه للحالة كدور انشراح في مسرحية" غيوم في رحلة جبلية " إذا حاولنا مقارنة وضعنا الاحتلالي هنا وبكافة جوانبه لا يساوي ما تعانيه انشراح من قسوة وإذلال احتلال كما هناك في ظل الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه.. في البداية ظننت أنني أختلف عن انشراح في المسرحية وشعرت أنها مسؤولية كبيرة وكأنني أحمل قضية فلسطين على ظهري وأنوي تحريرها..عملت على بناء الشخصية من عدة موارد منها أفلام وثائقية حقيقية مصورة لدرجة إن انشراح أصبحت تحضرني في أحلامي ليلة تلو ليلة وأستيقظ بها ودموعي على خدي.. وبعد حضوري ومعها على خشبة المسرح وجدتني بشموخ انشراح أحضر.. لا أحتاج مقارنات إن كانت هي أنا أم أنا هي . هل تعتبرين الكتابة وسيلة تفريغ أم تعبير أم إبداع وليد لحظة غابت وتطلبك قرأتها بعد النشر؟ القلم هو الألم..الدمع يكتبني وليس الحبر محفزي.. لا أحتاج عزلتي وقلمي في لحظات السعادة, عندما تخونني دمعتي وتأبى الهطول تهطل كلماتي عوضا عنها.. وأكتب غالبا وأنا أستحم ربما الكلمات تأتيني وموعد استحمامي لغسلي من الحزن... لا أعرفني بعد قراءتي وكأنني أخرى كتبتني وأنا لست بأديبة وكاتبة وما أكتبه ليس سوى لحظة بكاء بلون الحبر . ما هي البسخودراما..اختصاصك؟ هو العلاج عن طريق اللعب التمثلي.. يستخدم غالبا كأسلوب تشخيصي لحالات معنفة اجتماعيا أحدى الأساليب هي تبادل الأدوار الرجل مكان المرأة والمرأة مكان الرجل ومن خلال هذه اللعبة التمثيلية أصل الى تشخيص الحالة وبتابع الأخصائيين الاجتماعيين عملهم بطرح الحلول...كما أعمل في مؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة.. كذلك باستخدام أساليب في اللعب التمثيلي. ما هي اعتباراتك لذاتك؟ فنانة في أوجها..أم في طريقها للفن..أم متسلقة لسلالم الفن؟ أنا لا أجد ذاتي بتلك الاعتبارات ولست موجودة في أحدى منها..ربما تعتبرين ما أقوله خلي من المنطق ومجنون لكنني هكذا أنا...المسرح هو مكان مقدس جدا جدا بالنسبة لي وأحب صلاتي به وأحاول أن أنجح من خلاله..والفن ليس مقتصرا على مسرح وإنما أوسع ودوائره مختلفة..الفن هو حوار هو أسلوب حياة هو طريقة تنفس هو طهي...وفكرة أن أكون خارج دائرة الفن وتحديدا المسرح غير واردة حتى لو كبرت والمنصة صغرتني سنا سأمثل لأحفادي وأروي لهم قصة وأتابع فني حتى آخر نفس وإن كان غصة. من ينافسك على المنصة ويثيرك لمجهود أكبر؟ أصغرهم سنا وأقلهم تجربة .. لأنهم مفعمون بالطاقة ..ويذكروني بتلك الجبروت التي حملتها بسنهم هل ترمقين حياتنا "غيوم في رحلة جبلية" ؟ سيزيف... الإله الذي حكم عليه تسلق الجبل وصخرته على ظهره.. حياتنا ليست بأسهل من عقابه حياتنا شبيه في "برسدور" والإنسان كلمة عبور وبعد وفاته يقولون مر من هنا....... تلك هي الحياة.. ما هي محفزات الحياة عند سناء؟ صدقي وأبنائي من أجلهم أعيش وكانت أمي محفزا قبل وفاتها.. من هي أمك ؟ هي المسرح الذي أعشقة وأقدسه..منفذي وهروبي من كل الأمكنة..كان عقابي أن تحرمني حضنها... هي وطني وإستعابي الصعب.. أي سر تحاولين ستره ويكشفك ملمحا؟ حزني ومن ينظر في عيوني يشعر بحزني رغم إنني محظوظة وسعيدة بأبنائي وأشعر بدلال ربي لي رغم ذلك هنالك حزن لا تنجح عيني إخفائه دائما..الحزن هو الإنسانية الى أين يصحبك الحزن في مساحات الإنسانية؟ إما للتمرد المطلق أو الانكماش المطلق..أو أصرخ... وأنا لا ارفض حزني بل أتعامل معه حتى مروري منه كاملا ودخولي للجديد الآتي بعد الحزن. من أنت الحاضر المستقبل؟ تعيس أنت ايها الشقي لأن شيئا لا يشقيك تهرول من مولدك الى نومك الى مرضك الى موتك الى حفل التأبين، فإلى نجاحك في مروحة المتناقضات الملونة المفروشة في براعم الغروب الوردية.. أجرت الحوار ابتسام انطون
#ابتسام_انطون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|