أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - التعليم..غارق فى بحر من الفساد














المزيد.....

التعليم..غارق فى بحر من الفساد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 09:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


فى حضور وزيرين ومحافظ .. شهدت مكتبة الإسكندرية محاكمة علنية للفساد فى قطاع التعليم المصرى.
المحاكمة نظمها التحالف المصرى للشفافية ومكافحة الفساد، وهو جمعية أهلية يقوم مقررها الدكتور حسام بدراوى بمبادرات مهمة لنشر الوعى بضرورة العمل على خلق ثقافة مكافحة الفساد فى المجتمع، والعمل على دفع وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة وسيادة القانون.
وجرت المحاكمة برعاية المجلس القومى لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى.
واحتضنها منتدى الإصلاح العربى بمكتبة الإسكندرية، وحضر الجلسة الافتتاحية الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم والدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والبحث العلمى وعادل لبيب محافظ الإسكندرية.
وشاركت فيها كوكبة من المفكرين والأكاديميين والتربويين والكتاب والصحفيين وممثلى الجامعات وأصحاب المدارس الخاصة .. وأيضا أولياء الأمور.
وفى هذه المحاكمة العلنية وضع الكثيرون أصابعهم على الجرح، وموطن الداء، وكشفوا النقاب عن أعراض كثيرة وخطيرة للفساد الذى ينخر فى جسد العملية التعليمية وأدت الى الوضع الذى نلمسه فى كل بيت، ألا وهو تدهور التعليم وما يؤدى إليه ذلك من تداعيات سلبية جسيمة فى كافة مجالات حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعلى سبيل المثال فإن دراسة استطلاعية مهمة للدكتور أحمد عبد السلام سليم قد توصلت إلى استنتاجات مذهلة، من بينها أن مؤشر مدركات الفساد فى قطاع التعليم 8.25، وهو مؤشر مفزع يعنى ان قطاع التعليم فى مصر غارق فى بحر من الفساد. وربما أفزعت هذه النتيجة الباحث نفسه فاستدرك قائلا "رغم ذلك يرى الباحث أن هذا التقدير مبالغ فيه إلى حد ما".
لكن هذا الاستدراك سرعان ما يتوارى فى ظل قسوة الاستنتاجات اللاحقة ومن بينها أن 50.5% من الطلاب يبيتون النية للغش فى الامتحانات!
وأن 70.7% من الطلاب يعتبرون نظام التعليم بصورته الحالية أداة لتعليم الطلاب الخداع والتحايل على المؤسسات التعليمية بدلا من بث قيم النزاهة والشفافية والعدالة والموضوعية فى نفوسهم وممارساتهم.
وأن 83.3% يشعرون بانفصام ومفارقة بين ما يتعلمونه بالجامعة وما يقرءونه فى الكتب والمواد العلمية التى تدرس لهم، وبين ما يرونه من حولهم من ممارسات وتصرفات وأساليب شائعة فى التعامل والحياة بصفة عامة.
وفى سياق هذه المؤشرات المروعة ركزت مساهمة كاتب هذه السطور فى الجلسة الأولى لـ "المحاكمة" على أن الفساد فى التعليم مجرد جزء من مؤسسة كاملة للفساد، ربما تكون أقوى مؤسسة فى البلاد، يتساند "أبطالها" وظيفيا فى كل المجالات، ويعيدون انتاج بعضهم البعض بقوة أكبر من قوة "الاستنساخ".
لذلك فانه لا توجد إمكانية لتحقيق اختراق حقيقى لجبهة الحرب على الفساد من خلال معارك جزئية على بعض أعراضه (رغم أهمية ذلك بطبيعة الحال).
وتبقى المواجهة الفعالة مرتبطة بتوجيه الضربة الرئيسية لرأس مؤسسة الفساد وليس إلى ذيولها فقط. وهذا يعنى المواجهة "السياسية" وليس "الفنية" والفئوية" فقط. وخلاصة ذلك أنه لا يمكن كسب المعركة ضد الفساد والمفسدين بمعزل عن حل مشكلات ومعضلات تداول السلطة، وتعارض المصالح، ومحاسبة الوزراء وكبار المسئولين أثناء وجودهم فى السلطة، وحلحلة الجمعيات الأهلية وفك عقدة لسان المجتمع المدنى، وحل مشكلة الاحتباس المعلوماتى حيث مازالت الشفافية فى الحصول على المعلومات وتداولها مفتقدة إلى حد بعيد.
ليس هذا فقط .. بل أن هذه الأبعاد السياسية المهمة مجرد دعامة واحدة من دعائم مشروع النهضة المصرى، الذى يجب أن يعيد الاعتبار إلى العلم والتعليم والبحث العلمى. وهو الأمر الذى عبر عنه الدكتور ياسين سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية بقوله أنه "من الضرورى أن يسود التفكير العلمى فى المجتمع وأن تصبح لغة العلم هى الوسيلة المقبولة على نطاق واسع لتحقيق التحولات المطلوبة والتقدم. ولكن مع انتشار موجات التفكير الدينى المشوه وسيادة الفكر الخرافى فى عديد من الأوساط الشعبية والتى يمكن أن تعوق الجهود القومية المبذولة فى سبيل تحقيق تغيرات جذرية فى نظام التعليم والتدريب مبنية على رؤى علمية.
إلا ان النموذج الذى حدث فى ماليزيا يوضح بجلاء أنه لا يوجد أى تعارض بين الاسلام كعقيدة والعلم، وأنه يمكن للدول الاسلامية أن تعلى من شأن العلم والقيم العلمية كجزء من الهوية الاسلامية".
وكلام الدكتور سراج الدين يضع أيدينا على جذر آخر مهم للفساد الحالى فى التعليم، لا يقل خطورة عن الفساد المالى والإدارى، هو الفساد الناجم عن المتاجرة بالدين، واستخدام المدارس كبؤر لزرع التعصب والتزمت وتنشئة أطفالنا على ثقافة الكراهية لمن هم من غير ديننا حتى لو كانوا شركاءنا فى الوطن. فالمفترض أن الدولة هى المعقل الأول لبذر بذور المواطنة، بينما واقع الحال يقول بكل أسف أن كثيراً من مدارسنا – حتى الحكومية منها – أصبحت أوكاراً الخفافيش الظلام، وأمراء الارهاب وشيوخ الظلامية والأصولية، اسلامية ومسيحية. وهذا أخطر أشكال الفساد.
إن النظرة الشاملة للفساد فى التعليم تقودنا إلى رؤية وحش له ألف ذراع وذراع، وله ثلاثة رءوس كبيرة متصلة ببعضها البعض هى الفقر والاستبداد والظلامية الدينية.
ولا يمكن ان نتخلص من هذا الوحش ذى الرءوس الثلاثة سوى بمشروع حضارى نهضوى متكامل يكرس مفهوم الدولة المدنية – بكل استحقاقاتها - دون لف أو دوران



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السنوية الأولى للكارثة
- ثقافة الإضراب
- التعذيب.. يا حفيظ 1-2
- جلال الغزالى
- ذيول جريمة بنى مزار
- التعذيب.. يا حفيظ 3
- راحت السكرة وجاءت الفكرة
- لبنان .. فى مفترق الطرق
- -الحمار- يهزم -البروفيسور- .. في جامعة المنصورة!
- التعذيب .. يا حفيظ 2
- الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان
- رجاء النقاش .. مكتشف المواهب
- رؤية بديلة للتعامل مع الجماعة »المحظورة«
- اعتذار عمارة وعذر الأوقاف
- 6 + 2 + 1 لا تساوي تسعة!
- حوار الطرشان
- خطة بوش الجديدة : كثير من اللغو المفخخ
- استراتيجية بوش المسمومة
- الملابسات حول التعديل الدستوري بين »التهويل« و »التهوين
- إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - التعليم..غارق فى بحر من الفساد