أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمدين شمدين - لوك جديد!














المزيد.....

لوك جديد!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 02:41
المحور: كتابات ساخرة
    


يا عاقد الحاجبين ،مطلع أغنية للسيدة فيروز حيث تتغزل فيها بحبيبها صاحب الحاجبين الكثيفين العقدين ، ويبدو إن حبيبها هذا كان يملك من الصفات الشرقية الأصيلة ما منحه حبها وإعجابها ، وحول سيرة هذين الحاجبين العقدين جرت مناقشة حامية بيني وبين مجموعة من الأصدقاء ، كان احدهم مالكا لهذين الحاجبين واختلفنا حول مفهوم الجمال وفيما لو قام صديقنا بتخفيف حاجبيه هل سيبدو أجمل أم لا ؟اعترض البعض وقال إن حاجبي صديقي تدلان على سمات الرجولة الشرقية المفقودة في أيامنا هذه ، وإنها رمز للقوة والبصيرة وان صديقنا بلوكه الحالي إنما يحافظ على نقاوته وصفائه الشرقي وصموده في وجه الموجة العاتية من الموديلات الحديثة التي باتت تنهال علينا كالرصاص ، لكن البعض الآخر رأى إن تخفيفه لحاجبيه وترتيبه حسب الغالبية العظمى من الشباب إنما يكسبه لوكا جديدا أكثر قبولا وقربا من الواقع، بعيدا عن التزمت والرصانة الظاهرية التي لم تعد لها وجود ،استمر الخلاف بين الطرفين على اللوكين القديم والحديث لساعات، لكن صديقنا العزيز صاحب الحاجبين الفريدين ظل متشبثا برأيه واعتبر ذلك ضرورة للمحافظة على التراث والفلكلور الشرقي، وهو نفس الموقف الذي يتبناه معظم المسؤولين في بلداننا الشرقية الذين يصرون على ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الثورية القديمة التي تحاول جاهدة الوقوف في وجه الامبريالية الأمريكية ،التي تضع نصب أعينها تغيير الأنظمة واستبدال اللوك الحضاري القديم للأمم الشرقية، بلوك غربي غريب تبرز ملامحه في بنطلونات الجينز، ومطاعم الماكدونالدز وصرعات قصات الشعر من البانكي إلى المارينز، إلى جانب ماركات العطور والخمور والتبغ وصبغات الشعر والأظافر والأحذية والكرفيتات والسيارات المختلفة وحتى كتب وقصص القراءة .
بالمختصر الصراع بين اللوكين أخذ يبلغ ذروته ،والنتيجة مازالت غير واضحة فهل تكون الغلبة لللوك الجديد؟ أي هل تكون المنطقة أجمل مع اللوك الغربي الحديث الذي تريده الدول الغربية، وترغب فيه مجموعة غير قليلة من الشباب العربي الذي يطمح إلى تجريب هذا اللوك، والتعبير بحرية عن مكنونات نفسه وطموحاته المختلفة بعيدا عن لوكه القديم الذي زرع لديه اليأس والألم والضياع وكان رمزا للفقر والبطالة والجوع والتشرد والتسلط والقمع والحرمان من كل أشكال الحرية والاستقلالية ، ولكن اللوك الجديد أيضا يحمل معه الكثير من الآلام والآهات وفقدان الأمن والراحة وحتى الدموع والدماء.
يبدو هذا السؤال الذي طرحناه بسيطا للوهلة الأولى لكنه برأي معقد جدا، و الإجابة عليه أكثر صعوبة ، فالخيار بين الماضي بكل مايحمله من جراح ومعاناة وتعصب قومي وديني وأيديولوجي، وبين الحاضر بكل ما يحمله من مفاجئات تكون أحيانا مرة وقاسية ،صعب جدا، وهذه الصعوبة بالذات هي التي ما زال يعاني منها معظم الشباب العربي والتي ظهرت جلية في حيرته بالاختيار بين صدام حسين بلوكه الرئاسي القديم صاحب الشعر الأسود الفاحم المصبوغ وبين لوكه الجديد كمتهم في قضايا إبادة أشابت شعر الكثيرين قبل أن تشيّب شعره، وهذه الحيرة هي نفسها التي مازالت تجول في صدر المشاهدين وهم يتابعون انقضاض المارينز حليقي الوجه على فدائيي الشرق أصحاب الشوارب الاسطورية في عقر دارهم، وهي الحيرة ذاتها التي تنتاب صديقي أحيانا ولكنه يظل متمسكا ولو ظاهريا بقصص الفتوات وحكايا ألف ليلة وليلة والى جانبه تبوح له فيروز يوميا بحبها ، ياعاقد الحاجبين على الجبين اللجين ولكن يخيل الي أن صديقي لم يسمع فيروز وهي تنشد كل صباح سلملي عليه وكيفك انتا 00مللا انتا 000شو همنا بالبلاد 00الله يخلي الاولاد 00كيفك انتا



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم
- قُتِل الزرقاوي....فماذا بعد؟
- الوطنية والاصطفاء السلطوي
- حوار من خلف المتاريس
- علام الرحيل
- ( الجزيرة تروج ل( وطن في السماء)
- عقلية احتكار الراي
- (كوميديا سوداء(عن فيلم كوندر وتختور


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمدين شمدين - لوك جديد!