عبد الكريم العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 11:51
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تحاول ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ان تجرب مرة أخرى حظها في الآتون العراقي، بعدما حاولت بكثير من الطرق والأساليب لتفادي المشاكل خاصة بعد ان تجاوز عدد القتلى من جنودها الثلاثة آلاف جندياً وهو ما سبب بضغط الشارع الأمريكي على سياسة الرئيس بوش ومطالبته بالإنسحاب من دائرة الموت في العراق.. المحاولة الجديدة والتي أسمتها الإدارة الأميركية بـ(ستراتيجية جديدة) تشير الى إرسال 20 ألف جندي اميركي الى العراق وتعزيز المشاريع التنموية والخدمية في العراق من اجل تشغيل الشباب العاطلين عن العمل، ونعتقد أن وضع اليد على النقطة الأخيرة تؤكد ان اميركا تعترف بخطئها في حل الجيش العراقي السابق وتسريح الآلاف من الشباب منه مع عدم توفير فرص عمل لهم والذي اعتبر من أهم أسباب ازدياد ظاهرة ضم الشباب الى الخلايا المسلحة في البلاد، واستقطابهم من قبل جماعات تقوم بأعمال قتل وتفخيخ وخطف وتسليب وما الى ذلك من أعمال طرأت على المجتمع العراقي..
ما يعنينا في الستراتيجية الأميركية هو توفير فرص عمل للشباب وتصحيح الخطأ الذي وقعت به حكومة برايمر التي لا نظنها عملت بحسن نية انما كان هدفها هو إيقاع البلاد في صراع دائم من أجل سهولة السيطرة عليه.. وتقول الإدارة الأمريكية أن توفير فرص العمل تلك ستكون من خلال تخصيص ميزانية (انفجارية) تحدد بمليارات الدولارات للقيام بإنشاء مشروعات إعمارية تستقطب حشود الشباب العاطلين عن العمل، المالئين شوارعنا وأزقتنا وحاراتنا بالهمّ، والحيرة.. تلك الخطة اذا ما تحققت (ونحن نشك في تحقيقها) فأنها ستقلل من المعاناة الكبيرة للعراقيين وأنها ستكون منطلقاً لعهد جديد.. لكننا لا نريد أن نستبق الزمن وأن نرسم صورة لما يمكن أن يكون دون ان نتأكد أن ستراتيجية بوش هي لصالح المظلومين والمتعبين وليس لشركات النفط التي ما زال يسيل لعابها كلما سمعت بنفط العراق.
الطريق الى الأمن والإستقرار في العراق يمر عبر العمل العراقي الجاد والمخلص المعبر عن الوطنية بعيداً عن الإنحياز لهذه الطائفية او تلك..
الطريق الى الأمن جهد عراقي، وطموح عراقي، ليس لأحد عليه سلطان الا أصحاب الشأن وهم أهل العراق، ولا يمكن لبوش أو غيره ان يخطط لمستقبل العراق وأمنه بعيداً عن العراقيين لا بل لا يمكنه أن يحدد مصير العراق فهو أمر خاص بأهل العراق، ساسته وعامته.
#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟