الموت حدث انطولوجي تافه ,مؤلم,لا يعادل الحياة و لكنه يتفوق عليها
يوغرتن الباعمراني
2007 / 1 / 22 - 11:58
مند لحظات ميلاد كل منا, نبدا بالتدحرح غير عابئين نحو حتفنا المحتوم دون ان نعي دلك بعمق ,ان تلك الميلادات التي تحتفي بها مختلف الجماعات الاثنية و الدينية و المجموعات الثقافية ليست في الحقيقة سوى احتفالا ببدا رحلة كائن جديد نحو الموت و الفناء
اننا مهما بدت حياة كل واحد شاقة او سهلة, قصيرة او ممتدة لسنا سوى مشاريع موت
تبدو هده الفكرة اول الامر صادمة لمن لم يستوقفه الزمن الانطولوجي المنساب,ليلتقط دهنه المشغول بتفاصيل الرحلة,هده البداهة الواضحة جدا و المميزة: ان وجودنا فعلا معقود في طرفيه بالعدم , سنصير اليوم اوغدا الى الزوال كما لو لم نكن يوما
ويزيد من هول دراما الوجود هده تخفي شبح الموت في كل مكان ,فهو لاينفك يتبعنا يترصد اللحظة المناسبة لينهي ما ظنناه ملكنا و ظللنا نقاتل من اجله بعناد, ان مباغثة الموت للانسان و هو مستغرق في الحياة بالكامل؛ ليكشف عبثية مجمل وجوده السابق , و يضعه وجها لوجه امام حقيقة انطباعه باللا اكتفاء و الهشاشة,الدين ظلا قبلا يؤرقانه و يصيبانه بالحيرة و الارتياب !!ا
,رغم كل دلك لا تنفك الحياة بكل اغراءاتها وتفاصيلها الضاجة بالحركة تمنح كل واحد منا ما يظل يشده اليها حتى حين, ان الامل و الانشغالات و رتابة اليومي و حتى النسيان ليست سوى اشياء تافهة امام حدث الموت, لكننا لانقدر رغم معرفتنا بمصيرنا الدرامي ان نتوقف عن الحياة او ان نستاء حتى من تفاهتها
انه مهما كانت بناءات الحياة عميقة بداتها؛لايمكن ان تحمل مغزى كالدي يحمله حطام الموت !!ان معنى الحياة موضوعا مقابل الموت,لن يصير شيئا اخر سوى دلك العبور الحتمي لما هو كائن الى ما سيكون . بهدا المعنى لا يمكن التاسيس لمعنى الحياة خارج حضور حقيقة الموت ؛ لدلك لن نستطيع مهما حاولنا تفكيك جدلية الموت /الحياة ولا عزل طرفيها عن بعضها البعض !!!ا
ان عزاء تعدر تجربة الموت الشخصي تمتلؤ من حيث هي فارغة بالام موتات الغير, اد برغم دلك يمكن لكل منا ان يعايش اثر فقدان من يحبهم و ان يتاثر الى هدا الحد اوداك بدلك الحدث السيئ
ان الحياة ليست سوى سرابا كادبا لا نكتشف حقيقته المحبطة الا حينما نقف منقادين رغما عنا لمواجهة الموت؛و في مقابل هدا الوهم المؤقت -الحياة - يكون الموت الحقيقة الوحيدة القابعة في دواخل وجوداتنا الممهورة بالغرور و النسيان!!!ا
الموت, الفناء, الزوال, الرحيل ’ الغياب , الفقدان, انها اكثر الكلمات بؤسا في هدا العالم فخلفها تكمن قصص ماساوية بالجملة
ان الموت ليس في حد داته سوى حدث تافه لكن ,مضامين الالم و الفقدان و الدكريات و مشاعر الحزن لا يمكن ان تقارن في عظمتها حتى بما هو اقرب منه
لعلنا لا نستبصر تفاهة فكرة المصير وعبثية الحياة بعد الموت, ما لم نتالم بعمق لفقدان احبائنا دونما امل في ملا قاتهم ثانية
رغم كل فلسفات الموت سيظل الانسان غير ابه بنهايته الى ان يحين دوره في حينه
وسيظل ايضاالكائن الوحيد الدي بامكانه وعي الموت انطولوجيا و الشقاء بتكرار اسئلته المؤرقة الى حد الانتشاء!!!ا