-حوار اجتماعي- قادم لقتل فاتح ماي 2025
حسن أحراث
2025 / 4 / 19 - 16:17
من المرتقب، تحضيرا لقتل فاتح ماي هذه السنة أو على الأقل شله وإفراغه من مضمونه الكفاحي كمناسبة رمزية عالمية للعمال للتضامن والاحتجاج والتظاهر ورفع المطالب، أن يعقد رئيس الحكومة أخنوش جولة لما يسمى ب"الحوار الاجتماعي" الأسبوع المقبل (يوم الثلاثاء) الى جانب المركزيات النقابية الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العامشغالين بالمغرب والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بالإضافة الى الاتحاد العام لمقاولات المغرب (نقابة الباطرونا).
ويروج عبر العديد من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أن المواضيع "الشائكة" المطروحة على طاولة والأصح مقصلة "الحوار"/الإعدام هي أساسا ما يسمى ب"إصلاح" أنظمة التقاعد و"تحسين" الدخل و"مراجعة" مدونة الشغل...
إنها تربصات خادعة لصرف الأنظار عن القضايا الجوهرية وتكريس التردي الاقتصادي والاجتماعي في أفق تمرير مخططات النظام الطبقية، وخاصة الآن جريمة "إصلاح" أنظمة التقاعد...
والخطير أكثر هو السكوت عما سمي ب"قانون" الإضراب..!!
لقد "تقادمت" الجريمة بعد "الحرب" المغشوشة المتمثلة في "الإضرابات العامة" الشكلية وبتزكية المركزيات النقابية. وما يؤكد ذلك أكثر هو صمتها أمام تزكية منظمة العمل الدولية بصوت عال لجريمة/قانون الإضراب، وذلك إثر لقاء أمينها العام جيلبيرت ف. هونغبو (GILBERT F. HOUNGBO) ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات يونس السكوري بجنيف. وإذا علمنا أن هذه المنظمة أحد أذرع "الأمم المتحدة"، فلا غرابة أن تدعم برامج النظام ومخططاته المملاة من طرف المؤسسات المالية للامبريالية، ومنها بالخصوص صندوق النقد الولي والبنك العالمي، عرابي جريمة "إصلاح" أنظمة التقاعد..
مرة أخرى تخضع المركزيات النقابية للنظام القائم ومشاريعه وأجنداته، وهو ما يعبر بالمكشوف وفي نفس الآن عن خضوع الأحزاب السياسية الحاضرة على مستوى القيادات البيروقراطية لهذه المركزيات. والأمر يتعلق بالخصوص بالقوى السياسية التي تشتغل في صفوف المركزيتين الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل..
ومن بين مؤشرات تواطؤ القوى السياسية المتخادلة والقيادات النقابية البيروقراطية غياب أي أثر تعبوي حقيقي لمحطة فاتح ماي 2025.
ففي الوقت الذي يجب أن تهتز مقرات المركزيات النقابية (النقابات العمالية اسما) والقوى السياسية التي تدعي الارتباط بالجماهير الشعبية المضطهدة، وخاصة العمال، نجدها صامتة، بل باردة ومنشغلة باليومي والعادي وكأنها غير معنية بفاتح ماي وما يرمز اليه بالنسبة للكفاح العمالي تاريخيا..!!
إن شعار "إسقاط قانون الإضراب"، رغم تمريره الماكر، يفرض نفسه اليوم بقوة، وطبعا الى جانب شعارات أخرى مثل التصدي بقوة لجريمة "إصلاح" أنظمة التقاعد ووضع حد للجريمة الشنيعة التي تعمق معاناة عاملات وعمال سيكوم بمكناس..
والمسؤولية النضالية تضع المناضلين حقا في صفوف النقابات المركزية والقطاعية، وحتى خارجها، وكذلك القوى السياسية المناضلة حقا، أمام الأمر الواقع..
كفى، إن الهامش يقتل..!!
لا لقتل فاتح ماي 2025...
إضافة:
سيمر فاتح ماي 2025 بطعم الحنظل إذا لم تسو وضعية عاملات وعمال سيكوم بمكناس، إنها رسالة نضالية للقافلة المزمع تنظيمها يوم 27 أبريل 2025، عشية فاتح ماي؛ تضامنا ودعما لمعركتهم...