إلى أين تتجه تركيا؟
الحزب الشيوعي التركي
2025 / 4 / 19 - 08:33
حول اصدار الحزب الشيوعي التركي لمجلة دولية جديدة بإسم (صوت الحزب الشيوعي التركي) باللغة الانجليزية
من موقع سوليد نيت Solidnet:
…………
أعزائنا،
هذا المنشور، الذي وصل اليكم الآن، هو نتاج جهود الحزب الشيوعي التركي لجعل عمله السياسي والأيديولوجي في الساحة الدولية أكثر منهجية واتساقا.
أدت التطورات في الشرق الأوسط وفي العالم إلى زيادة الطلب على التحليل المباشر الموثوق و المحكم. مع لعب تركيا دورا أكثر بروزا في هذه الأحداث، نشعر بمسؤولية تقديم وجهات النظر من منطلق مواقفنا.
يمثل المناخ السياسي المتغير بسرعة في تركيا، والتوترات الداخلية المستمرة، والتأثير المتزايد في النظام الإمبريالي تحديات معقدة لنضال الطبقة العاملة. يتعامل TKP بنشاط مع هذه الوقائع ، ونعتقد أنه من المهم مشاركة تحليلنا وخبرتنا لرفاقنا وأصدقائنا دوليا.
بينما تواجه حركة الطبقة العاملة العالمية نكسات مؤقتة، لا تزال هناك فرص للمشاركة الثورية. من المهم للغاية في هذه الظروف تعميق المشاركة والتبادل بين الأحزاب الشيوعية والعمالية؛ مع الشيوعيين الأفراد في جميع أنحاء العالم الذين ما زالوا يبحثون عن الوضوح السياسي؛ ومع المثقفين الذين يتحالفون مع الطبقة العاملة. من خلال هذا المنشور المتواضع، نأمل أن نساهم في تعزيز هذا التفاعل.
سينشر شهريا في شكل رقمي، وسيتضمن كل عدد مقالا للسكرتير العام ل TKP كمال أوكويان، وتحليلات دولية ومحلية، وبعض الحقائق والأرقام من تركيا وآخر الأخبار من TKP.
ستجد المنشور مرفقا بنسقين، أحدهما تم تكييفه للقراءة على الأجهزة المحمولة.
نأمل أن تستمتعوا بالقراءة.
للتعليقات والاقتراحات: [email protected]
مع تحياتنا الحارة،
المكتب الدولي ل TKP
https://www.tkp.org.tr/en/voice-of-tkp/
……………
إلى أين تتجه تركيا؟
كمال أوكويان - السكرتير العام للحزب الشيوعي التركي TKP
عندما تولى حزب العدالة والتنمية AKP السلطة قبل 23 عامًا، لم يستطع الكثيرون، سواء في تركيا أو خارجها، استيعاب حجتنا القائلة بأن حزب العدالة والتنمية في نهاية المطاف سيتحدى الجمهورية. لا يشمل هذا أولئك الذين اعتبروا حزب العدالة والتنمية مشروعًا ديمقراطيًا، أو حتى أولئك الذين ادعوا بان أردوغان و حلفائه سيقودون ثورة ديمقراطية وطنية. لقد انتقدت العديد من المنظمات والمثقفين من مختلف الفصائل اليسارية الحزب الشيوعي التركي بشدة على هذا الموقف.
ماذا كان من المفترض أن نفهم من "تصفية الحسابات مع الجمهورية"؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب أن ننظر إلى القوى التي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى السلطة. تضم تلك الشركات الاحتكارية الكبيرة الممثلة باتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (TÜSİAD) ،الولايات المتحدة والدول الإمبريالية الأوروبية، الحركات الإسلامية (وخاصةً جماعة الإخوان المسلمين)، والقوى الإقليمية الرجعية مثل قطر. وقد شكلوا معًا تحالفًا قويًا ذا مصالح طبقية واضحة.
ومع ذلك، اختلف حزب العدالة والتنمية في جانب حاسم عن العديد من الأحزاب السابقة التي خدمت الطبقة الرأسمالية وحلف شمال الأطلسي: كان حزبًا أيديولوجيًا، يعارض بشدة العلمانية ، و التي كانت الخاصية الأساسية لجمهورية 1923. بالإضافة إلى ذلك، حشد قاعدة اجتماعية محافظة، بما في ذلك الاسلام المتطرف. هذا ما اعطى AKP الدعم الجماهيري الملموس لأي إجراءات اتخذها.
كانت توقعات حزب العدالة والتنمية هي:
1. إزالة العوائق القانونية أمام الاحتكارات متعددة الجنسيات العاملة في تركيا.
2. تحييد الطبقة العاملة من خلال العمل الانتاجي المرن، ازالة النقابات ، والتعاقدات الثانوية .
3. خصخصة القطاع العام، الذي لطالما كان مهيمنًا.
4. استخدام عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (التي لن تحدث أبدًا) كذريعة لهذه التحولات الاقتصادية.
5. إلغاء العلمانية، مما يُسهّل أسلمة المجتمع.
6. خلق أعذار أيديولوجية وثقافية من اجل تورط تركيا في العمليات الإمبريالية في الشرق الأوسط، وخاصةً في العراق وإيران وسوريا.
7. تغيير السياسة الخارجية نحو موقف أكثر نشاطًا و عدوانية ، يتماشى مع التوسع الرأسمالي ومصالح الولايات المتحدة.
8. تعزيز العلاقات مع إسرائيل و اعادة الاعتبار لدور الناتو في البحر الاسود.
9.اعادة تعريف المسألة الكردية من خلال سياسات مثل المحلية والحكم الذاتي، مع الاضطلاع بدور الوصاية على الأكراد في العراق وسوريا وإيران.
نجح حزب العدالة والتنمية في حشد دعم جزء كبير من اليسار في تركيا والحركة القومية الكردية من خلال إلقاء اللوم على الجمهورية ومصطفى كمال أتاتورك في الانقلابات والمجازر.
لعبت هذه الاستراتيجية، سواء أكانت خاطئة أم حتى خيانية، دورًا رئيسيًا في الحد من المعارضة لحزب العدالة والتنمية، على الرغم من ان الشعب التركي قد تعرض لهجمة إمبريالية واسعة النطاق.
يشبه هذا النهج إلقاء اللوم على الثورة الفرنسية في جرائم الإمبريالية الفرنسية. من الضروري فهم هذا السياق التاريخي لفهم الوضع الراهن في تركيا. في حين أن هذا الهجوم الرأسمالي يُشعل ردود فعل جماهيرية من حين لآخر، فإنه يُحدث أيضًا تحولات عميقة في الأنماط الأيديولوجية التي شكلت المجتمع التركي.
ردود الفعل هذه، التي لا تتخذ طابع حركة الطبقة العاملة، على الرغم من المشاركة الواسعة للعمال ،نتيجةً لتفكك الطبقة العاملة وغياب الحركة النقابية، تُعبّر عن نفسها في الغالب بالرموز والمراجع التاريخية.
عملية الحل الجديدة التي بدأها حزب العدالة والتنمية AKP وحزب الحركة القومية الفاشي MHP، مع الحركة القومية الكردية PKK و حزب DEM في الفضاء القانوني ،قد ادت الى موضعة قسم من القوميين الترك ضد AKP من جهة، و ابتعاد قطاعات واسعة من مجاميع مناهضي AKP من الحركة القومية الكردية من جهة ثانية.
انضمت شريحة كبيرة من الشباب، المحبطين من تركيز اليسار على المسألة الكردية و تصوير الاعلام الليبرالي للهوية التركية كمسألة مخجلة، الى الاحتجاجات الأخيرة، مؤكدين على هويتهم "التركية". هذه الاحتجاجات مختلفة عن القومية التقليدية، مع وجود حالات ضئيلة من العنصرية، وتتمتع بتوجه علماني قوي مع كراهية للقطاعات الثرية في المجتمع.
ينخرط العديد من هؤلاء الشباب، المنحدرين من عائلات قاعدة حزب العدالة والتنمية المحافظة و لاول مرة في التعامل مع أفكار اشتراكية ثورية. ومع ذلك، يفتقرون إلى توجه أيديولوجي واضح ومستقر. ان التضاريس السياسية والأيديولوجية في تركيا في حالة تغيير منذ زلزال 2023، مع استمرار ظهور تغييرات ملموسة .
وقد حاول حزب العدالة والتنمية إنشاء نظام جديد من خلال دمج اسلام العثمانية الجديدة مع علمانية الاتحادية الجديدة. وقد أدى ذلك إلى إنشاء دولة ذات حدود ,طموحات ,هياكل سياسية وأيديولوجيات جديدة. توجد مقاومة لهذا النظام الجديد، من داخل النظام و المجتمع ، و يزداد الوضع السياسي التركي فوضوية. وتزيد تحركات إدارة ترامب من تعقيد هذه العملية. ...
الحزب الشيوعي التركي TKP يسعى جاهدًا لمنع وقوع الطبقة العاملة في براثن أيديولوجيات قومية، بل حتى عنصرية، مقدمًا بديلًا اشتراكيًا متجذرًا في مناهضة الرأسمالية، والتضامن بين العمال الأتراك والأكراد، والالتزام بالجمهورية. هذه واحدة من المهام الأساسية للحزب الشيوعي التركي TKP اليوم- التأكيد من انسجام القيم الجمهورية الراسخة تاريخيًا مع الهدف الاشتراكي. في الأسابيع الأخيرة، أثبت الحزب الشيوعي التركي قدرته على قيادة هذا النضال.