نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود


النهج الديمقراطي العمالي
2025 / 4 / 19 - 08:11     



إن مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة أو المُعبِّر السياسي للطبقة العاملة عن مصالحها الطبقية لارتباطها الجدلي بمضمون التغيير المنشود. وبالنظر الى ما تعنيه هذه المهمة في أطروحات حزب النهج الديمقراطي العمالي من ضرورات:

تقييم متقدم لمجريات الصراع في العالم وضمنه طرح ما يتقدم به الحزب بالسيرورات الثورية بالمنطقة العربية والمغاربية… تقدم نوعي في منهجية قراءات وأطروحات جديدة للمؤتمر الوطني الخامس لحزب النهج الديمقراطى العمالي للتناقضات وترتيبها في سياق واقع تتنامى فيه النضالات الشعبية من خلال حراكات شعبية جديدة تتجاوز النضالات الاجتماعية المعهودة وغيرها من أدوات النضال الديمقراطي الشعبي الفئوية على أهميتها في نفس الوقت لتطوير النضال الديمقراطي الشعبي العام.

هذا إظافة للوضوح الملموس في أطروحة الحزب من حيث صياغة مرجعية وخط نظري يعتمد الماركسية اللينينية ويضع الحزب في موقعه الطبيعي، أي جزء لا يتجزأ من الحركة الشيوعية في العالم. هذا من دون أن يغفل الحزب نوعية التربة المحلية التي يشتغل في ظل شروطها. لذلك نعتبر أن مهام التحرر الوطني ترتبط أشد الارتباط بالبناء الديمقراطي وأن الديمقراطية شرط أساسي وحيوي لكي يستطيع النضال من أجل التحرر الوطني أن يكتسب رهاناته ويحقق أهدافه على طريق التغيير الثوري.

من البديهي أن تحكم هذه الأطروحة متغيرات الواقع المعاش في مستوياتها الجغرافية وأبعادها السياسية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن الطبيعي أن تعترضها معيقات وتحديات ذاتية وأخرى موضوعية. لكن الأهم هو بداية شق مسار هذه المهمة وتوفير شروط نجاحها انطلاقا من الامكانيات المتوفرة وتأسيسا على تراكــم تـجـربـة تـاريـخـيـة متنوعة الأشكال التنظيمية والنضالية ثم إعادة تقويم وتصويب المسار في اتجاه ضبط صيرورة الانجاز على أرض الواقع.

إن مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة تواجه معيقات وتحديات تتنوع وتتجدد مع تعقيدات واقع الطبقة العاملة نفسها وواقع العمل النقابي، المدخل الرئيسي لهذه المهمة، إلى جانب العمل المباشر في كل مواقع تواجد العاملات والعمال وعموم الكادحين. كما تواجه مهمة البناء، مشهدا بئشسا بلغ درجة الصفر من الانحطاط السياسي وأقسى أنواع القمع والاستبداد المخزني.

هذا الواقع يفرض ضرورات ملحة تساهم في تدليل الصعوبات وفهم صحيح للمتغيرات الجارية على حياتنا وفي قلبها يوميات العامل والكادح في انشغالاته، همومه واهتماماته من خلال تطور الوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي التي اجتاحت كل مناحي الحياة. ومنه وجب العمل على:

– ربط النضال من أجل المطالب الاقتصادية والاجتماعية الهادف إلى تلطيف الاستغلال، بالنضال من أجل التخلص من المخزن ومن الاستغلال، أي من النظام الرأسمالي، وبناء نظام تكون فيه الطبقة العاملة ومعها عموم الكادحين سيدة نفسها، وهو طبعا النظام الاشتراكي.

– توحيد مجهودات المناضلين الماركسيين في مختلف القطاعات النقابية وتحديد أهداف مشتركة مححدة في المدى القريب والمدى المتوسط تراكم لاستكمال مهام بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة.

– اعداد برامج وخطط شاملة لمواجهة إكراهات ضعف الانتماء النقابي وفي نفس الوقت مواجهة وفضح القيادات البيروقراطية المتحكمة في لجم النضالات القطاعية ومنع تنسيق نضالات هذه القطاعات مهما اختلف انتماؤها النقابي.

إن الطريق الى انجاز مهمة بناء الحزب شاق وصعب ولا يمكن أن يسلكه الا من يؤمنون بأنه هو طريق تحرر الطبقة العاملة المغربية ومعها المجتمع بأكمله.وبذلك هم معنيون أيضاً نساء ورجالا وشبابا بالانخراط في بناء أدوات الدفاع الذاتي المستقلة للجماهير وتطوير النضال والحراك الشعبي بما يجمع بين مطالب مختلف الفئات الشعبية ويرتقي بها من نضالات فئوية الى نضال طبقى موحد كفيل بتعديل ميزان القوى لصالح محموع الطبقات الشعبية في وجه الكتلة الطبقية السائدة. هذه الاهداف وغيرها لن تتحقق من دون ربط النظرية بالممارسة العملية في دروب واقع متغير باستمرار، وهذا ممكن جدا كلما توفرت الإرادة السياسية وتجددت عزائم النضال العمالي الشعبي في كل الواجهات.