ضد خرافة كوكب الصين
امال الحسين
2025 / 4 / 19 - 01:24
ليس هناك إمبريالية خضراء وأخرى حمراء كلاهما سواء، الصين تعج بالشركات الإمبريالية الغربية، وهي لا لون ولا طعم لها إلا طعم جشع استغلال الثروات الطبيعية أينما وحيثما وجدت، كل بلدان العالم تعج بالشركات الاحتكارية العابرة للقارات، وهذا ما سموه يوما العولمة، اليوم عمت عولمة الاستعمار.
لماذا تخاف الإمبريالية الغربية من الإمبرياية الشرقية..؟
إنه الوهم الذي تزرعه الإمبريالية في عقول الشعوب المضطهدة حتى يستمر استغلال ثرواتها، الصين الإمبريالية لن تحرر الشعوب المضطهدة، على الشعوب التي تتعرض للاستغلال الانتفاضة ضد حكامها وضد استغلال الإمبريالية لثرواته، إنها عملية ضبط مليار ونصف صيني وتحويلهم إلى كائنات اصطناعية يتم استغلالها بالمركبات الصناعية.
وهل تعتقد أن أمريكا والكيان الصهيوني لم يستعملا هذه التقنية غير الأخلاقية..؟
يساريون مفلسون يرون في الصين أداة للتحرر الوطني، بينما شي جعل تركة ماو بعد تفجير القنبلة النووية في 1964 أداة في يد الإمبريالية..!
كفوا عن التويه بالصين فهي إمبريالية.
في الاقتصاد السياسي الاشتراكي يتم التركيز على الصراع الطبقي، وهو محرك التاريخ حسب ماركس، والاقتصاد الرأسمالي يرتكز على الأرقام الوهمية التي يفترضها لقياس عملية الإنتاج، وما يطفوا على هامش الصراع بين أمريكا والصين هو لعبة الرأسمالية بالأرقام، وهي لا تعبر عن الواقع الموضوعي للاستغال.
في الاقتصاد السياسي لا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو إلا باستغلال اقتصادات العالم الفقير، والصين حيث تستغل فقراء إفريقيا ينمو اقتصادها على حساب تفقير الشعوب الإفريقية.
نعم للتحليل المادي التاريخي لا لترديد خرافة الصين كوكب آخر، الصين تمارس التجارة على حساب ضحايا حروب إفريقيا والشرق الأوسط وفلسطين، لإسكات أصوات شعوبها الجوعاء حتى توفر لهم لقمة عيش على حساب فقراء العالم، وتطلق شعاراتها دون أن تطلق يوما رصاصة على جندي صهيوني ولا إمريالي أمريكي، تكتفي فقط بامتصاص دماء فقراء العالم عبر بيعهم سلعها ذات الجودة الدنيئة من بين منتوجات الشركات الاحتكارية واستغلال ثرواتهم الطبيعية، وتحتكر أسواق فقراء العالم وتحارب إنتاجهم المحلي بسلعها الرخيصة، هكذا تمارس حربها بإطلاق رصاصاتها الرحيمة في قلوب الفقراء ويموتون في صمت.
إنها تمارس أخطر حرب وهي حرب التجار بأسواق البلدان الفقيرة، واسأل تجار درب عمر بالدار البيضاء يحدثونك عن منافسة التجارة الصينية الرخيصة للسلع المحلية والمهنيين المحليين، واسأل عن توظيف الأليغاشيا الصينية لأموال الفقراء التي تحصدها في المشاريع الكبرى بإفريقيا عبر بنوكها الاحتكارية، هكذا أصبحت الصين في عيون فاقدي النظر والبصيرة أم محرري الفقراء والمضطهدين.
إنه العماء النظري السائد الذي حول فاقدي البصيرة إلى بغاوات يرددون خرافة الصين كوكب آخر، وبالفعل هو كوكب آخر في نظر المثاليين الذاتيين العاجزين عن إدراك خطر الرأسمال المالي التجاري الإمبريالي، الصين الإمبريالية تلعب دور امتصاص غضب الشعوب المضطهدة وتحوله إلى مصدر رضاء عن جرائم الاحتكارية العالمية، هكذا يتغنى من هب وذب بانتصار الصين، الذين لا يفهمون إلا لغة التصفيق، غافلين جرائمها في مجال المال والأعمال والتجارة في حق الفقراء، معتقدين أن الصين تحررهم من غطرسة الإمبريالية بالمنافسة التجارية مع أمريكا.
الصين لا تمثل إلا الوجه الآخر لعملة الإمبريالية، وأحد طرفيها في التناقض الداخلي للنقيضين اللذين لا يختلفان حول السياسة الاستعمارية للإمبريالية، التي تتمظهر في تدمير الإنسان والطبيعه من أجل تنمية الرأسمال المالي الإمبريالي، اسألوا مطاعم الدار البيضاء وأسواقها عن ترويج الأسماك الفاسدة بنفايات المعامل واسألوا صيادي أعالي البحار عن سفن الأليغارشيا الصينية التي تمتص شواطئ فقراء العالم.
الصينيون أصبحوا خدام الإمبريالية، يقومون بكل الأعمال التافهة، التي ليس للصناعة الأمريكية الوقت للقيام بها، استطاعت الإمبريالية تطويع العالم عبر تغيير أمزجة وسلوكيات البشر، وحولتهم إلى حالمين بالحصول على ملايير أو ملايين وعلى الأقل ألاف الدولارات، طوعتهم حتى ساروا في دربها مبرمجين اصطناعيا ونسوا طبيعتهم الإنسانية، وانخرط الصينيون في هذه البرمجة بكل ثقة عمياء فظيعه خوفا من الرجوع إلى حياة أجدادهم الفلاحين، ولم يدركوا أن الفلاحين أوفياء للطبيعة البشرية أكثر من خدام الأليغارشا المسيطرة على الحزب الشيوعي الإمبريالي الصيني، وحولوه إلى أداة قمع لكل ما هو وطني ديمقراطي شعبي كما اعتقد ما تسي تونغ.
لعب مزاج شي جين بينغ الانتقامي من ماو تسي تونغ دورا كبيرا في بلورة الفكر الأليغارشي بالصين، مما حول الصينيين إلى آلات بشرية تبحث عن جمع الدولارات عبر العالم، وسقطوا في فخ الرأسمال المالي الإمبريالي الذي لا يرى في عملية الإنتاج إلا قيمة الربح الذي يحصده، وهم يعيشون هذا الوهم صدقوا أنهم متحضرين، مما هيج خلفياتهم السريالية وآمنوا بقدر الرأسمالية على الإنسانية، وصنعوا منها دينا جديدا يعبدونه أينما حلوا وارتحلوا في العالم، واعتبروا دين بودا شيء من التاريخ مضي عوضته ألة الإمبريالية وجب على كل صيني أن يطيعها، وقبلوا بكل خدماتها الحقيرة حتى في التجارة غير المشروعة بهدف واحد هو جمع الدولارات.
الصين أصبحت الوجه الخفي للإمبريالية التي تغير أقنعتها في كل مرحلة من تاريخ أزماتها المزمنة، وجودها ليس إلا استكمالا لعملية قهر فقراء العالم في معتقلات الأعمال الشاقة للشعوب المضطهدة، مما حول تاريخها الوطني الديمقراطي الشعبي إلى نقيض أعطي للإمبريالية نفسا طويلا لمجابهة حركة التحرر الوطني بالبلدان المضطهدة، وما زال بعض اليساريين المفلسين يعتقدون أنها تعمل على تحريرهم قيود الإمبريالية، التي تنفذ الأليغارشيا الصينية بنودها في التجارة العالمية عبر بنوكها وشركاتها الاحتكارية.
ولماذا تستغل الصين المعادن النادرة بإفريقيا وهي تتوفر لديها بكثرة..؟
كل البلدان بها معادن نادرة حيث الأساس الجيولوجي للأرض واحد، فلا تنخدعوا بوهم الإمبريالية حول هذه المعادن، جبال الأطلس والريف والصحراء غنية بالمعادن النادرة تكفي لتزويد الصناعة عالميا بالمواد الأولية، وأغلب المغاربة فقراء لأن هذه الخيرات يتم استغلالها من طرف الإمبريالية.
هل يزول الاستغلال بانتصار الصين على أمريكا إمبرياليا..؟
إنه من وهم الإمبريالية من يعتقد أن أزمة الرأسمالية تزول ببقاء وسائل الإنتاج بيد أقلية رأسمالية تستغل قوة عمل الملايير من العمال والفلاحين، ومهما اشتد الصراع بين الإمبرياليتين الأمريكية والصينية لن يوقف أزمة الرأسمالية، إنها أزمة مزمنة في جسم نظام سياسي إقتصادي تناحري في أعلى تجلياته الإمبريالية عشية الاشتراكية كما سماها لينين، لن تزول إلا بالثورة العمالية ضد الأليغارشيات بالبلدان المضطهدة لوقف استغلال ثروات شعوبها، فلا تنساقوا وراء الصراع الوهمي بين أمريكا والصين فلا وجود هناك من حل لقضايا الفقر والتفقير.
ماذا يقع إذن في العالم..؟
إنها حرب الإمبرياليتين الأمريكية والصينية حول من يفوز باستغلال ثروات الشعوب المضطهدة بإفريقيا، على الشعوب الإفريقية أن تنتفض ضد حكامها وضد أمريكا والصين وكل الإمبرياليات وعملائها في العالم.
لماذا يتم نشر الصناعة الفضائية بالبلدان الإفريقية..؟
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الإمبريالية إلى إفريقيا، ليس حبا في عيون سكانها إنما جشعا للوصول إلى اليورنيوم والليتيوم والذهب المعادن الضرورية في صناعة الفضاء، بالأمس القريب منحوا حكامها الدراجات الهوائية والإنجيل واحتلوا بلدانهم واليوم يوفرون لهم لعبة الفضاء، حتى يسيطروا على الطاقة الضرورية لولوج حرب النجوم، على الشعوب الإفريقية الانتفاضة ضد حكامها وحكام البلدان الإمبريالية فليس هناك إمريالية خضراء وأخرى حمراء.
بعد أن تم تفقير الشعوب الإفريقية واستغلال ثرواتها الطبيعية يريد حكامها الديكتاتوريون السفر إلى القمر بعيدا عن الأرض، وحيث الحق في التعليم، الصحة، الشغل، السكن، الديمقراطية والحريات العامة ما زال لم يتخطى درجة الصفر بالدول الديكتاتورية التبعية، ويريد حكامها نهب ثرواتها وتركيز نشر الحروب والفقر باسم التألق التكنولوجي، إنها لعبة جديدة لاستمرار الاستعمار واستغلال قوة عمل العمال والفلاحين بإفريقيا.
ذلك ما يقوم به رئيس الحكومة بالمغرب
يعطينا دروسا في مهام الرأسمال المالي البرجوازي التجاري المغربي خدمة الرأسمال المالي الإمبريالي، هكذا تلتزم البرجوازية التجارية المغربية بوفائها للإمبريالية بتقديم رقاب فقراء المغرب، من أجل ضج ملايين الدولارات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصناديق الشركات الإمبريالية العابرة للقارات.
سي رئيس الحكومة يعلمنا ما معنى رهن ثروات البلاد من معادن وصيد بحري وإنتاج فلاحي لدى الإمبريالية مقابل الحفاظ بهامش الربح لصالح شركاته وضمان استغلال عرق ودماء ملايين العمال والفلاحين المغاربة في ظل شروط اقتصادية طبقية شبيهة بالعبودية.
سي رئيس لا يدرك بعد أن المغاربة ينتظرون يوم تعصف به جرأته على إهانة المغاربة واحتقارهم أمام أنظار العالم بترؤسه عربة تدمير كل ما هو وطني باسم الوطنية، لم يدرك بعد أن المغاربة طالهم الزمن بمثل هذه السياسات الطبقية التي لم يعد هناك مكان ولا موقع ولا بيت لا تفوح فيه رائحتها.
هكذا حال البرجوازية التجارية التي تترأس حكومات الدول التابعة للإمبريالية والمطبعة مع الكيان الصهيوني.