الانتحار كخيار وجودي رافض لتفاهة الحياة ومعانق لسطوة الموت


يوغرتن الباعمراني
2007 / 1 / 21 - 07:22     

الانتحار كخيار وجودي رافض لتفاهة الحياة ومعانق لسطوة الموت

ان الانتحار كخيار مصيري؛ وان كان يدل على الفشل في مواصلة الحياة, يحمل في طياته اعظم ارادة لهزم الموت, انه كاقسى الافعال التي يمكن انزالها اطلاقا بالجسد, يظل يعكس بمرارة تفجرا ماساويا غامضا: كونه التجسيد الاكثر تناقضا لارادة الحياة من خلال تحقق فعل الموت ؛ انه بكل بساطة: التجلي الاسمى للقوة, !! والقدرة على هزم الموت في عالم صار بلا معنى
ادا كانت لحظات الضعف و الياس و الخوف القاسية ,هي التي تسبق فعل الانتحار؛ فان تنزيل الفعل الواعي و تنفيده, لا يمكن ان يكون سوى التحقق الاعظم و اللا متكرر , لارادة القوة , و التصميم الاجرا على اختيار الموت بكل حرية
.بهدا المعنى يظهر الانتحار شامخا و متفوقا على لحظات الاحتضار الوضيعة, حيث يصل الضعف و الانهيار بالانسان الى حالة من الاضطراب تسيطر عليه فيها مزيج من مشاعر الخوف و الاستعطاف والهوان و الخنوع
ان الانتحار يما هو تجسيد اخير للقوة من خلال الاقبال على الموت,لا يمكن الا ان يعكس معناه: كارادة قصوى للحياة بما هي انتصار على الحياة نفسها
يتخفى الصراع الدائر بين غريزتي الموت و الحياة متنكرا يستعير لنفسه عشرات الاقتعة, فسلوكات الطيش و المجازفة و كثير من العادت السيئة و القاتلة ليست في الحقيقة شيئا اخر غير مظاهر مظللة تموهنا حتى لا نحاصر غريزة الموت .وفي المقابل يبرز التمسك الشديد بالحياة و الاهتمام الزائد بالامان الشخصي و الصحة, كدلائل على يقظة حادة لاشتغال غريزة الحياة
ان تشبت الغريق باي احد اواقرب شيء و لو كان قشة ! ليعطينا المثال عن الى اي حد تتحكم غريزة الحياة بالانسان وتحوله الى كائن ضعيف ممتلئ بالانانية ؛ وعلى العكس من دلك ,تظهر التضحية ,و الايثار الى حد المخاطرة, وحب الاستشهاد كمظاهر تعلي من شان الموت و تؤسطره , و تسمو بالانسان رمزيا الى مستوى الخلود ؛ فتشحن موته بمعاني النبل, ان لم ترفعه الى مستوى القداسة