نتساقط تِباعاً (مجموعة مراكش 1984)..
حسن أحراث
2025 / 4 / 10 - 02:47
عزاؤنا واحد في فقدان الرفيق عثمان حاجي..
صُعقت هذا المساء بخبر رحيل رفيقنا عثمان حاجي. ومباشرة اتصلت بأحد الرفاق بمراكش لأخبره بالحدث المأساوي المفاجئ. ولما سمِعتْ رفيقتي الخبر وأنا أتحدث عبر الهاتف، علّقت بتلقائية وبحسرة وألم "تتساقطون تباعا"..
نعم رفيقتي، نتساقط تباعا. استشهد الرفيقان بوبكر الدريدي (27 غشت 1984) ومصطفى بلهواري (28 غشت 1984) إثر المعركة البطولية "لا للولاء"، معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري، ورحل فيما بعد كلّ من الرفاق محمد عباد (01 مارس 2007) وعبد الرحيم علول (12 ماي 2011) وصالح بوحمزة (30 يناير 2018) والحبيب لقدور (25 دجنبر 2022) وعبد المجيد موفتاح (29 أبريل 2024)، واليوم عثمان حاجي (09 أبريل 2025).
ثمانية (08) رفاق، اعتقلوا إثر الانتفاضة الشعبية لشهر يناير 1984 في إطار مجموعة مراكش 1984، ترجّلوا عن صهوة الحياة قبل الأوان. لقد عانوا إجرام النظام القائم، قليله وكثيره، وذاقوا مرارة الاعتقال والتعذيب وثقل التّهم والأحكام الجائرة وإذلال العائلات؛ كان ذلك إبان الاعتقال وقبله وبعده..
كانت حصة رفيقنا الفقيد عثمان اثنى عشر (12) سنة سجنا نافذا بتهمة "المؤامرة الغاية منها قلب النظام"..
عرفت الرفيق عثمان تلميذا ثم طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. كان مناضلا هادئا ومؤثرا في محيطه داخل السجن وخارجه..
ثمانية (08) رفاق، من بين أربعة وأربعين (44) رفيقا، يشكلون اليوم جرحنا النازف. فهل نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن الاستمرارية النضالية لمجموعة مراكش 1984؟
ترك رفاقنا أطفالا وعائلات..
ترك الرفيق الفقيد عثمان ابنه يحي "وحيدا" بعد الرحيل المبكِّر لوالدة يحي..
رحل الرفيق عثمان وهو يناضل من أجل تسوية وضعيته في التقاعد، فمن يواصل المعركة لانتزاع حقوق ثابتة ومشروعة؟
رحل الرفيق عثمان في خضم معركة متواصلة لشعب يعاني القهر والاضطهاد الطبقيين..
رحل الرفيق عثمان وهو يناصر القضية الفلسطينية..
رحل العديد من أفراد عائلاتنا (أمهات وآباء...) في غفلة منا..
رحل العديد من ضحايا القمع السياسي جراء معاناة الاعتقال والاختطاف والتعذيب..
رحل العديد من ضحايا القمع السياسي على صعيد البلد وأفراد عائلاتهم دون أن يشكل ذلك الصدمة التي من المفروض أن تهزّ واقعنا البئيس، وخاصة ما يسمى ب"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" وريث "الجثة" النتنة لأكذوبة "الإنصاف والمصالحة"..
رحيلك قبل الأوان رفيقنا عثمان صفعة على خذّ المتخاذلين والمتاجرين بقضية شعبنا..
تأكد الرفيق عثمان أننا لن نركع ولن نخون..
عزائي لعائلة الرفيق عثمان ولابنه يحي ولخاله المناضل عبد الرحمان ولكافة رفاقه وأصدقائه..
وكم تأثرت هذا المساء وأنا أتواصل مع الرفيق العزيز يوسف أبو الحسن بمراكش والدموع تخنق أنفاسه.
دموعنا واحدة وعزاؤنا واحد الرفيق يوسف..
عزاؤنا واحد رفاق وعائلات مجموعة مراكش 1984..
نحن صامدون من قبل ومن بعد...