تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها


امال الحسين
2025 / 4 / 4 - 09:34     

ماذا سيقع للعرب لو نفذها..؟

فقط الرسوم الجمركية التي فرضها على الدول عالميا زعزعت الاقتصاد العالمي، اما دقيقتين من الحرب على إيران فكل شعوب العرب تموت جوعا.

وهل ترمب لا يعرف أن تدمير إيران يعود على أمريكا بالهلاك ليس فقط بتدمير قواعدها إنما بتدمير اقتصادها..؟
كل تهديدات ترمب لن ينفذها فعليا بالحرب العسكرية لكن ينفذها بالحرب الاقتصادية على إيران، والسياسية يخطط لها بداخل إيران.
وهل تعتقد أن إيران لم تخترقها المخابرات الصهيونية..؟
لماذا لم ترد إيران على هجوم الكيان الصهيوني عليها حتى اليوم..؟

إيران انتهى دورها المسموح لها به قبل سقوط بيروت واحتلال جنوب لبنان، ودمشق واحتلال جبل الشيخ والشريط الحدودي، وإخضاع كل العواصم العربية، وإبادة الشعب الفلسطيني بعد الموت السريري لكل أذرع إيران.
ما ينتظر إيران بعد الحصار الاقتصادي الذي أخرها عن الركب الحضاري هو تغيير أسسها الظلامية وتحرير شعوبها من قبضتها، كل عائدات بترول إيران المسموح بها تستغلها الصين بأبخس الأسعار، وهذا يكفي لتجويع الشعوب الإيرانية.
ليس في مصلحة أمريكا تدمير إيران، ترمب يسعى لاستغلال ما تبقى لإيران من هامش الربح، ولم يتنازل عن خططته في السيطرة الاقتصادية والهيمنة السياسية بالخليج، لقد سيطر على كل اقتصادات الدول العربية، ولا بد له من تعزير ذلك بالحروب اللصوصية وسرقة ثروات شعوب العالم، ولن تفلت شعوب إيران من هذه الحروب التي تنتظرها، وحتى الشعوب الأوروبية كبلها بالرسوم الجمركية بل وكبل العالم كله.
الحرب الإمبريالية على الشعوب المضطهدة لم تتوقف، تستمر على شكل طور آخر من الحروب اللصوصية بإفريقيا أساسا، وحرب السودان دليل على ذلك، وكل البؤر بالساحل تنتظر إشعال شرارتها الأولى، انطلاقا من القواعد العسكرية الأمريكية بالنيجر، والهدف القادم هو الجزائر والمغرب عبر الصحراء، عبر مسلسل من المناورات السياسية حول قضية الصحراء، والهدف هو استغلال خيراتها اقتصاديا، وسياسيا السيطرة على الساحل من السودان إلى موريطانيا وفصل شمال إفريقيا عن جنوبها.
الدول الإفريقية لم تطرد فرنسا كما يتصور البعض، إنما القواعد الأمريكية هي التي قامت مقام الاستعمار الفرنسي، حيث حان الوقت لتداول الأدوار بعد إشعال الحرب بين أوروبا وروسيا بأوكرانيا، وترمب يدخل بخيط أبيض كأنه لم يكن هو المسؤول عن كل حروب العالم، أمريكا سيطرت على عرش الاقتصاد العالمي ولن تتنازل عن ذلك لأي دولة إلا بقدر الأرباح التي تحصدها من ذلك.
مرحلة جديدة من الاستعمار السياسي يدشنها ترمب، ويعززها بفتح الاستثمارات المالية للدول العربية بأمريكا وخلق منصة بالسعودية لعقد الاتفاقيات الاقتصادية، ولا بد للدفاع عن هذه السياسة الجديدة بالحرب على الحوثيين، آخر ذراع إيران بالخليج، ومن اليمن إلى السودان والساحل الإفريقي.

أين المفر..؟

المسؤولية التاريخية للمقاومة بعد استنفاد دور ما يسمى الإسلام السياسي هو إحياء دور اليسار، ذلك ما يخيف ترمب من داخل أمريكا في صراعه مع الحزب الديمقراطي، ويتهم كل حركة ضد سياساته الاقتصادية بأن وراءها اليسار بل الشيوعية، على اليسار العربي أن يتحمل هذه المسؤولية التي تم انتزاعها منه منذ ما يسمى الثورة الإسلامية بإيران في فبراير 1979.